أفضل 10 روايات فلسفية في العالم
تساعد قراءة الروايات الفلسفية على التعمق في المواضيع والأفكار والتعاليم المتعلقة بالفلسفة.
وتعرف الروايات الفلسفية بأنها روايات تركز بشدة على الموضوعات الفلسفية العميقة، وغالبا ما تكون هذه الكتب عبارة عن مناقشات حول حياتنا ومجتمعنا والعالم، من وجهة نظر فلسفية ومن خلال القصص والشخصيات المثيرة للاهتمام.
وفي تقريره الذي نشره موقع “ليرنينغ مايند” الأميركي، قال الكاتب ألكسندر نيلاند إنه ليس من الضروري أن ندرس الحجج المعقدة لكي نكون مستنيرين بالفلسفة القيمة، إذ يعتقد البعض أن قراءة رواية بدلا من ذلك أمر أكثر متعة ويعطي الإفادة ذاتها.
وفيما يأتي عشر من أشهر الروايات الفلسفية في كل العصور:
- “الغريب”-ألبير كامو (1942)
هذه الرواية تصف لامبالاة رجل وعدم اهتمامه بوفاة والدته، ومن ثم انجذابه إلى القتل الطائش، كما أن “الغريب” يمثل تحقيقا صارخا عن الوجود الإنساني.
وتعتمد الرواية على الأفكار المتعلقة بالعبثية والوجودية، وتتطرق بشكل أساسي إلى السؤال الأزلي في الفلسفة وهو معنى الحياة.
- “أليس في بلاد العجائب” و”أليس عبر المرآة”- لويس كارول (1865-1871).
على الرغم من أنهما قصتان مختلفتان، فإنه يمكن تصنيفهما كعمل واحد من الأعمال الأدبية. هذه الروايات هي أشهر الأمثلة على مذهب العبثية في الأدب، كما أنهما من بين أكثر قصص الأطفال شهرة على الإطلاق.
تمثل الروايتان تعبيرا رائعا عن خيال الطفل ودراسة معقدة لعدة مواضيع، إذ تقلب هذه القصص موازين المنطق رأسا على عقب.
- “الجريمة والعقاب”-فيودور دوستويفسكي (1866)
تركز رواية “الجريمة والعقاب” على طالب قانون سابق ذكي وموهوب، يعيش في فقر مدقع، فيقرر بوعي ارتكاب جريمة قتل من خلال إقناع نفسه بأنها جريمة مبررة أخلاقيا، وتكشف الرواية لاحقا عن صعوبة تعامل الطالب مع عواقب وتداعيات الفعل الذي أقدم عليه.
وتعد هذه الرواية الفلسفية بمثابة استكشاف رائع لمفهوم الخير والشر، وما يتواجد بينهما.
- “الإخوة كارامازوف“-فيودور دوستويفسكي (1880)
تعد هذه الرواية فلسفية متقدة وملحمية، وتركز على شخصية فيودور كرامازوف وأبنائه الثلاثة، وتمثل القصة مناقشة عميقة حول الإيمان والإرادة الحرة والأخلاق، حيث يعكس جميع الإخوة جوانب مختلفة من هذه الأفكار ويجسدونها ويبرزون النزاعات التي تنشأ بينهم. ويهتمّ موضوع الرواية الرئيسي بالصدام بين التفاؤل والشك.
- “المسخ”-فرانز كافكا (1915)
المؤلف فرانز كافكا يعد من أهم الشخصيات في أدب القرن العشرين، إذ تعبر أعماله عن الفلسفة الوجودية وغالبا ما تكون مظلمة ومربكة.
تروي “المسخ” قصة غريغور سامسا الذي استيقظ في صباح أحد الأيام ليجد أنه تحول إلى حشرة كبيرة، وبعد أن كان بائعا متجولا ناجحا سرعان ما تغيرت حياته ليعيش في عزلة تامة داخل منزله، ويعامله أفراد أسرته بقسوة.
- “المحاكمة”-فرانز كافكا (1925)
العديد من روايات كافكا تتطرق إلى مواضيع متشابهة، وهو ما يبدو جليا في رواية “المحاكمة” غير المكتملة.
تقوم القصة على اعتقال البطل جوزيف وإخضاعه للمحاكمة على نحو مفاجئ، ويكون غير ملم بالأسباب التي اعتقل لأجلها.
يستهل جوزيف حكايته بالتعرض للاضطهاد داخل بيئة بيروقراطية غير عادلة، وهو ما قد يمثل استعارة حول اغتراب الفرد داخل المجتمع الحديث الذي لا يغفر. ولعل الملفت للنظر هو شعور الشخصية الرئيسية بالذنب رغم عدم اقترافها أي جرم.
- “هكذا تكلم زرادشت”-فريدريك نيتشه (1891)
من المرجح أن فريدريك نيتشه يعد أحد أكثر فلاسفة العالم شهرة وتأثيرا، فهو فيلسوف وسبق له كتابة العديد من الأعمال المعقدة والزاخرة بالنظريات، لكنه غالبا ما يستخدم أسلوبا مسرحيا في كتاباته، ويمكن تبين هذا التوجه في رواية “هكذا تكلم زرادشت“، التي تسرد أطوار ترحال زرادشت ومواعظه.
بيّن الكاتب أن هذه الشخصية تتسم بطابع نبوي، ولا سيما أنها قد جاءت لنشر تعاليم الحضارة بعد إمضاء عدة سنوات في التأمل في الجبل. يعد هذا العمل نثرا روائيا حيويا يعبر بين طياته نيتشه عن أكثر أفكاره شهرة على نحو حاد، على غرار مفهوم الإنسان الأعلى.
- “1984”-جورج أورويل (1949)
أفاد الكاتب أن هذه الرواية تمثل عملا أدبيا بالغ الأهمية فيما يخص الأدب الكلاسيكي الذي يروي أهوال النظم الشمولية الوحشية.
تدور الأحداث في دولة “أوشينيا” العظمى التي يطيع جميع سكانها زعيمهم الغامض “الأخ الأكبر”، وتقوم القصة على تمشيط الشوارع للتأكد من إطاعة الشعب والتزامه بالمذاهب الصارمة للحزب.
- “كائن لا تحتمل خفته”-ميلان كونديرا (1984)
لا يمكننا التحدث عن الروايات الفلسفية دون التطرق إلى رواية “كائن لا تحتمل خفته” لميلان كونديرا، التي تبدأ بمناقشة مجموعة متضاربة من الأفكار بين فريدريك نيتشه وبارمنيدس.
تتحدث القصة عن توماس وعشيقته سابينا وزوجته تيريزا، وعن كيفية تشابك أطوار حياتهم معا. وخلال سرد الأحداث، تلوح أفكار خفة الوجود وانعكاسات أفعالنا وقراراتنا على الوزن الذي نحدثه في الوجود في الأفق، فتكون بذلك عملا مدروسا وعميقا ورواية رائعة للقراءة.
- “صورة دوريان غراي”-أوسكار وايلد (1890)
أوضح الكاتب أن هذه الرواية تمثل قصة مشؤومة حول عواقب الانغماس في الشهوة والرذيلة، وذلك من خلال الشخصية الرئيسية دوريان غراي الذي يعتبره الكثيرون جميلا للغاية.
ويبدأ هذا الانبهار بغراي عندما يرسم صورته باسل هالوارد ويناقش لوحته مع صديقه المجرد من الضمير هنري بوتون.
تتمحور هذه الرواية حول الأخلاق ومخاطر الرذيلة، لتمثل تحذيرا لكل من يريد العيش وفق نمط الحياة المدمر هذا، القائم على الفساد وامتلاك شهية للمظاهر والأمور السطحية للمجتمع.
- ماذا تعلمنا هذه الروايات؟
وخلص الكاتب إلى القول إن هذه الروايات يمكن أن تمثل مصدرا قيما للأفكار المهمة والحاسمة حول العديد من جوانب حياتنا والمجتمعات التي نعيش فيها، كما أن من شأنها أن تدفعنا لفهم أنفسنا من خلال قصص مثيرة للاهتمام ومقنعة.
وفي بعض الأحيان، قد نشعر بالارتباك والعجز والقلق بشأن عناصر وجودنا التي نكافح من أجل فهمها واستيعابها.
إن لم يكن ذلك كافيا، يمكن لهذه الروايات تنويرنا لفهم مدى تعقيد وهشاشة الحالة البشرية، فضلا عن كونها قادرة على تهيئتنا لمواجهة الصراعات والمعضلات التي سنواجهها جميعا.
الجزيرة