تاريخسلالات حكمت في شمال إفريقيا

السلطنة الشريفة في المغرب

السلطنة الشريفة؛ هي إحدى الدول الإسلامية التي قامت في بلاد المغرب. عٌرفت باسمها هذا نسبة إلى الأشراف آل البيت الهاشميين. تنقسم الدولة الشريفة إلى فترتين، تسمّى الأولى بدولة الأشراف السعدية، وأما الفترة الثانية فهي دولة الأشراف الفلالية أو أشراف سجلماسة.

وفي عام 1912 تم تبني تسمية المغرب على الشكل التالي: «الدولة المغربية الشريفة المحمية» وبجانب أسماء رسمية أخرى مثل «المملكة الشريفة» لكن اسم المَغرِبِ الأَقصَى كان وما زال الأكثر شيوعا وتداولا في الأدبيات الإسلامية والعربية.

التوقيع على معاهدة الحماية الفرنسية على المغرب أدى إلى انقراض ما كان يعرف بـالسلطنة الشريفة، ونقل العاصمة من فاس إلى الرباط، وولادة المملكة المغربية المعاصرة، باستمرار نسل الأشراف العلويين في العرش.

كانت السلطنة الشريفة تتألف من حوالي ست عمالات هي:

المغرب الشرقي الذي يبتدئ من وجدة ويمر من تازة إلى تافيلالت.

ناحية الشمال وفيها تطوان وطنجة والقصر والعرائش ووزان ومركزها العام مدينة فاس.

الغرب ومركزه مكناس.

ناحية العدوتين وتامسنا وتشمل الرباط وسلا وقبائل الشاوية ودكالة.

ناحية الحوز ومركزها مراكش مع آسفي والصويرة.

الجنوب ويمتد من المحيط إلى حدود الجزائر وتزنيت ويندرج فيه أقصى الجنوب إلى نهر السنغال (شنقيط والساقية الحمراء وتوات وعين صالح الخ.)

قيام الدولة الشريفة بدأ شاقا وغير محكم التنظيم بسبب انعدام مسطرة لولاية العرش وعدم اعتماد الشورى في الاختيار داخل الاسرة نفسها.

  • ترتيب نظام الحكم

المولى: كان لقب السلطان بينما كان يطلق على نظام السلطان بالفرنسية (بعد الاستعمار) اسم الأمبريالي أي الأمبراطوري. وكان يقال عن السلطنة المغربية إنها الإيالة الشريفة.

الحاجب: الذي يعد أول مسؤول في الدولة بعد السلطان سواء عند الأشراف السعديين أو العلويين، يشرف على القسم الداخلي من «دار المخزن» أي القصر السلطاني في كل ما يهم الحياة الخاصة للسلطان والعائلة السلطانية.

قائد المشور: هو موظف يسهر على أمن دار المخزن وبالتحديد القسم الخارجي منه فهو المكلف بالعلاقة بين الحاجب وعموم الزائرين ويمارس مهامه عن طريق المشاورية أو مكاتب الوزراء وكبار المسؤولين هذا إلى جانب طائفة من المسخرين.

وزراء الحكومة الشريفة: الذين يشاركون في تحضير القرارات السلطانية وتبليغ أوامر السلطان للمعنيين بها وكذا السهر على مراقبة تطبيقها من لدن السلطان غير المتمركزة وقد يباشرون بعض الاختصاصات بتفويض من السلطان وتحت مراقبته، والوزراء هم:

الصدر الأعظم أو الوزير الأعظم: له الحق في التقرير والبث في الأمور السياسية لكونه لم يكن رئيسا للحكومة وكان مكتبه يعرف ب «البنيقة الكبرى»، ويشرف خاصة على نشاط القضاة ونظار الأحباس ونقباء الأشراف، ومراقبة رجال السلطة المحلية من باشوات وقواد، وتحرير الظهائر والمراسيم المولوية.

وزير البحر: ظهر هذا المنصب في عهد الحسن الأول وانحصرت وظيفته في جمع وفحص شكاوي الجاليات والوفود الأجنبية وكذا الاهتمام بقضايا المحميين القنصليين وتحضير مشاريع الاتفاقيات والمعاهدات مع الدول الأجنبية.

وزير الشكايات: هو «صاحب المظالم» عند السعديين ويتكلف بتلقي شكاوي الرعايا والقبائل ثم رفعها للسلطان قصد الفصل فيها.

العلاف الكبير: لم يكن وزيرا للحرب بل المكلف الأول بتموين الجيش والسرايا والحركات وتجهيزه بالسلاح والعتاد ومنحه الأجور، كما كان يشرف على المصاريف الشهرية لمخازنية البلاد الداخليين.

أمين الأمناء: ووظيفته تشبه وظيفة وزير المالية الحالي.

  • البنيات الجهوية غير المُمركزة

لم يكن النظام المحلي قبل الحماية نظاما موحدا، فسلطة المخزن لم تكن تسري إلا في «بلاد المخزن» حيث القبائل خاضعة خضوعا تاما للمخزن ومن يمثلونه في مجالها.

بينما لم تقر القبائل «السائبة» إلا بالسلطة الروحية للسلطان وبالتالي فالامتدادات المحلية للمخزن السلطاني لم تقم له قائمة إلا فوق تراب القبائل الخاضعة.

خليفة السلطان: يختار عادة من أبناء السلطان أو إخوته، ويعين على رأس الأقاليم المهمة ويعد ممثلا رئيسا للسلطان من الناحية الرمزية والسياسية والإدارية والعسكرية.

الباشا: كان يعين عادة على رأس مدينة، حتى إبرام عقد الحماية حيث ستطلق السلطات الاستعمارية على بعض قواد القبائل لقب الباشا ويعين من طرف السلطان لأجل المحافظة على النظام العام في المدن عن طريق «المقدمين».

القائد: يعين على رأس القبيلة التي ينتمي إلى إحدى عائلاتها العريقة ذات النفوذ السياسي فيها، ويقوم القائد بثلاث مهام أساسية: تحصيل الضرائب العادية والقضاء ثم القيام بالحملات العسكرية واستقطاب الجند، ويساعده في مهامه الشيوخ والمخازنية.

  • المخزن الشريف:

بدأ استخدام عبارة «المخزن الشريف» في المراسلات والظهائر وعند المؤرخين مرادفة لعبارة «الدولة الشريفة» مع بداية الدولة العلوية التي صار فيها المخزن دولة قائمة بذاتها عندما استقر أمرها وتكرس بذلك الخلط المطلق بين مفاهيم الدولة والمخزن والحكم السياسي والجهاز المعتمد للقيام بالأعمال.

كانت دار المخزن تتألف من آلاف الخَدَم والحشم والحرس ويشرف الحاجب على قسمها الداخلي بينما يهتم قائد المشور بالقسم الخارجي الخاص بالإستقبالات والأوامر الملكية والاتصالات مح القبائل.

وللحاجب نائب يعينه على تسيير أعمال أصحاب الوضوء والغطاء والماء وافراك (الاخبية السلطانية أو السكرية المتنقلة) والسكين (أي الجزار) والفراش والملحفة (وسائل التنقل) و«الروى» (أي اسطبلات الخيل) وكان على رأس كل فرقة قائد يساعده خليفة.

أما قائد المشور فقد كان له نائبان يعينانه على ضبط علاقة القصر عن طريق «المشاورية» بالبنيقات أو مكاتب الوزراء وكبار البلاط. وكانت مسطرة «الاقتبالات» أن الصدر الأعظم يتلقى الطلب فيرفعه إلى السلطان الذي يكلف عند الرضى قائد مشور بتنظيم المقابلة التي يحضرها الحاجب أحيانا.

وقد كان إلى جانب المشاورية طائفة المسخرين أو الرقاصة من قبائل الجيش يكلفون بنقل الرسائل بين القصر والقبائل ويتجلى اهتمام السلطان بهؤلاء الأعوان في الإشراف المباشر، على قائدهم.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى