سلطنة “تقرت” – الجزائر
“سلطنة تقرت”؛ دولة كانت موجودة في منطقة “تقرت” وواحات منطقتها وضفاف وادي ريغ في الجزائر، بين عامي 1414 و1881. حكمها سلاطين سلالة “بني جلاب“.
تأسست الإمارة من قبل احدهم يسمى الحاج سليمان المدعو الجلاب نحو نهاية القرن الخامس عشر. يعتقد البعض أنه كان من حجاج المغرب الأقصى، سليل المرينيين أو الشرفاء.
وقد ذكرهم المؤرخ التونسي الحاج حمودة بن عبد العزيز قائلًا: «وبنو جلاب هؤلاء روساء تقرت وأمراها من القديم وهم من البقايا من بني مرين وحكمهم نافع في بلد ريغ».
ويذكر الجنرال دوما (Dumas) في كتابه عن «صحراء الجزائر» واذي كتبه في مدينة الجزائر بناءًا على رواية لبدو رحل، أن العشائر المحلية بعدما تعبت من التنافس فيما بينها قررت أن أول من يدخل بلدة تقرت سوف يُعترف به زعيمًا. فكان أول من وضع قدمه في المدينة راعي بسيط (باللهجة العربية المحلية: جَلاّب).
توجب على «الشيخ» سليمان الجلابي أن يتعامل مع العائلة الإقطاعية في دواودة، التي تقود عرب الريح وهي القبائل البدوية التي تسيطر على سهل الزيبان في ورقلة. فيتزوج زعيم هذه القبيلة، بن صخري، الذي يحمل لقب «شيخ العرب»، ابنة سليمان الجلابي، الذي كان حينها سيدًا على توقرت.
بعدما وقعت منطقة تقرت في حالة من الفوضى، حتى الأسواق – أماكن التجارة والتبادل السلمي تقليديًا – لم تسلم من المواجهة بين أعضاء الواحات والقبائل المختلفة.
دعى سليمان الجلابي، الذي يعرف أغوار السياسية المحلية وموارد البلاد، من حوله الرجال الأكثر شعبية في البلاد (المرابطون ورؤساء الواحات، وما إلى ذلك) لوضع حد للفوضى وإقامة النظام في المنطقة. وبشعوره بالقوة الكافية إلى درجة الحفاظ على الهياكل السياسية المحلية.
بما في ذلك مجلس (الجمعة) الذي يمكن أن يعين فيه أعضاء. يجهز على نفقته دائرةً من خمسمائة فارس والتي ستكون نواة جيشه. وبالتالي صار يتجول في المناطق المحيطة لمعاقبة المتمردين، واستعادة السلام وفرض الضريبة.
منذ القرن السادس عشر، كان على سلطنة تقرت مواجهة هيمنة الوصاية الجزائرية. صلاح رايس، باي بايلك الجزائر، والذي قاد حملة ضد تقرت عام 1552، استسلم بني جلاب لمدفعية العدو. من الناحية السياسية، أصبحوا تابعين للجزائر العاصمة ودافعي الضرائب لها، قبل إدراج السلطنة في ولاية الزاب.