الدول العربية الأقل والأكثر إتقاناً للغة الإنجليزية – المغرب في الصدارة
من بين أكثر من 7,000 لغة يتحدث بها سكان العالم اليوم، تبرز اللغة الإنجليزية كواحدة من أكثر اللغات انتشارًا وأهمية. ويرجع هذا إلى الإرث التاريخي للإمبراطورية البريطانية والتوسع الأمريكي، مما جعل الإنجليزية لغة التواصل الأساسية في الأعمال، البحث العلمي، التكنولوجيا، الإعلام، وحتى الترفيه.
وفي العالم العربي، يعتبر مستوى إتقان اللغة الإنجليزية متباينًا بشكل كبير بين الدول. وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة “إيديكيشن فرست” (Education First) الرائدة في مجال التعليم، فإن المغرب يتصدر قائمة الدول العربية في إتقان اللغة الإنجليزية، بينما تتذيل دول مثل العراق وليبيا القائمة.
- المغرب: نموذج ريادي في إتقان اللغات الأجنبية
احتل المغرب المرتبة الأولى بين الدول العربية في مؤشر كفاءة اللغة الإنجليزية، وحل في المرتبة 44 عالميًا من بين 72 دولة شملتها الدراسة. يعزى هذا التميز إلى عوامل عدة، أبرزها:
- النظام التعليمي المتعدد اللغات: يعتمد المغرب على مناهج تعليمية تجمع بين العربية، الفرنسية، والإنجليزية، الإسبانية، مما يعزز الكفاءة اللغوية بين الشباب.
- الإقبال على التعليم الخاص والدولي: تزدهر المدارس التي تعتمد الإنجليزية كلغة أساسية للتدريس، إلى جانب الجامعات الأجنبية.
- سوق العمل العالمي: يسعى العديد من المغاربة إلى فرص عمل في أوروبا وأمريكا، مما يدفعهم إلى تحسين إتقانهم للإنجليزية.
دول عربية أخرى في التصنيف
جاءت الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية عربيًا (46 عالميًا)، متبوعة بتونس، مصر، وقطر. لكن الجدير بالذكر أن غالبية الدول العربية تقع ضمن فئة “الكفاءة المنخفضة للغاية”، مع وجود ليبيا والعراق في قاع الترتيب.
- الدول الأكثر والأقل إتقانًا للإنجليزية عالميًا
وفقًا للتقرير نفسه، فإن الدول الأوروبية هي الأكثر تفوقًا في اللغة الإنجليزية عالميًا. تصدرت هولندا القائمة بدرجة كفاءة بلغت (72.16)، تلتها الدنمارك والسويد. أما في الطرف المقابل، فإن العديد من دول الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية كانت ضمن الدول الأقل كفاءة، مثل العراق (37.65) وليبيا (37.82).
- تحديات إتقان الإنجليزية في العالم العربي
رغم بعض النجاحات الإقليمية مثل المغرب والإمارات، لا تزال العديد من الدول العربية تواجه تحديات تعوق تقدمها في اللغة الإنجليزية:
- الاعتماد على لغات أجنبية أخرى: تهيمن الفرنسية في بلدان المغرب العربي، مما يحد من فرص تطوير اللغة الإنجليزية.
- غياب سياسات تعليمية فعالة: لا تزال اللغة الإنجليزية ثانوية في العديد من الأنظمة التعليمية العربية.
- ضعف الوصول إلى الموارد: في الدول ذات الاقتصادات الأقل تطورًا، تقل فرص تعلم الإنجليزية بسبب محدودية الموارد التعليمية.
أهمية إتقان اللغة الإنجليزية في العالم العربي
مع استمرار العولمة وازدهار الاقتصاد الرقمي، أصبحت اللغة الإنجليزية أكثر من مجرد مهارة إضافية. فهي ضرورة للاندماج في سوق العمل العالمي، تطوير البحث العلمي، وحتى تعزيز السياحة.