التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضررقمنة ومعلوميات

دور الحكامة الإلكترونية في تطوير السياسات الاقتصادية

  • الحكامة الإلكترونية وتحسين الخدمات الحكومية”

يعيش العالم في عصر التكنولوجيا والتواصل الإلكتروني، ومع تطور التكنولوجيا الرقمية، ظهر مفهوم الحكومة الإلكترونية كوسيلة لتحسين تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين. تهدف الحكومة الإلكترونية إلى توفير خدمات حكومية أفضل وأكثر فعالية من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.


واحدة من أهم الأفكار التي يُناقشها موضوع الحكامة الالكترونية؛ هي التحول الكامل نحو تحقيق شفافية أكبر ومشاركة المواطنين في عمليات اتخاذ القرار.


من خلال النشر الإلكتروني للمعلومات والتفاعل مع المواطنين عبر الإنترنت وتقريب الإدارة للمواطنين عن بعد، ويمكن للحكومة بناء علاقة أفضل مع المواطنين واستجابة أفضل لاحتياجاتهم من خلال اتاحة كل بياناتها وخدماتِها عبر الشبكة العالمية.


بالإضافة إلى ذلك، يُركز مبدأ الحكامة الإلكترونية على أهمية تطوير مهارات وقدرات موظفي الحكومة لفهم واستخدام التكنولوجيا الحديثة. ففهم الأدوات والأنظمة الإلكترونية يمكنهم من تقديم الخدمات بفاعلية أكبر وتنفيذ استراتيجيات الحكومة الإلكترونية بنجاح.


بشكل عام، يشير الكتاب إلى أن الحكامة الإلكترونية ليست مجرد استثمار في التكنولوجيا، بل تعتمد على تحول ثقافي ومؤسسي شامل وبنيوي داخل الحكومة، لتحقيق مشروع حكومة إلكترونية حقيقية، يتطلب التركيز على تعزيز الشفافية والمشاركة المواطنة وتطوير البنية التحتية التقنية وتدريب موظفي الحكومة.


هذه الأفكار؛ تعكس أهمية تطوير الحكومة الإلكترونية كوسيلة لحوكمة وتحسين تقديم الخدمات الحكومية وتعزيز التفاعل بين الحكومة والمواطنين عن بعد من خلال البنية الرقمية والمعلوماتية قوية، وذلك من خلال:


إن التحول الرقمي للحكومة، يتيح إمكانية تقديم خدمات أفضل وأكثر كفاءة وجودة للمواطنين. ويمكن للحكومات تحسين الوصول إلى الخدمات وتبسيط العمليات الإدارية من خلال الاعتماد على الحلول التقنية والتكنولوجية والرقمية.


بالإضافة إلى أهمية إرساء بنية قوية للأمن السيبراني وحماية البيانات الحكومية والشخصية للمواطنين.


إضافة إلى ضرورة، وأهمية تنسيق الجهود بين القطاعين العام والخاص في تعزيز التحول الرقمي. وتعزيز التعاون والشراكات بين الحكومات والشركات التقنية بما يُساهم في تحقيق نجاح استراتيجيات وخطط التحول الرقمي.


إن التبني الناجح للتكنولوجيا والتحول الرقمي؛ يمكن أن يعزز الكفاءة والشفافية وتحسين تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين.


بما يُمَكِّن التكنولوجيا الرقمية من الحلول تدريجيا إلى سد الفراغات والعجز والبطء الموجود في الخدمات العمومية والحكومية، الناتجة عن الأفراد أو الوسائل أو القوانين البيروقراطية التي تؤخر مصالح المواطنين وتعقد إجراءات الخدمات.


وبالتالي يُمكن للرقمنة تعزيز التواصل بين الحكومة والمواطنين من خلال تيسير الخدمات ورفع جودتِها وكفاءَتِها في الوقت والمردودية.


  • مستقبل السياسة الاقتصادية”

 يُعد مفهوم “مستقبل السياسة الاقتصادية“؛ من المفاهيم المهمة جدا لفهم تفاعل السياسة والاقتصاد في العصر الحديث. حيثُ يُسلط الضوء على تأثير القرارات السياسية على الاقتصاد، وكيف يمكن توجيه السياسة الاقتصادية لتحقيق التنمية المستدامة.


ومن الأفكار الرئيسية التي تتمحور حول هذا المفهوم؛ هي أهمية توازن السلطات بين السياسة والاقتصاد. حيثُ تُشير السياسية الاقتصادية في مجال علوم الاقتصاد إلى أن التدخل الحكومي في الاقتصاد، يمكن أن يكون ضروريًا في بعض الحالات لضمان العدالة الاقتصادية، وتوجيه الاستثمارات نحو القطاعات الحيوية.


ومع ذلك، يجب أن يكون هذا التدخل متوازنًا ويحترم مبادئ الحرية الاقتصادية ويدعم المنافسة ويُحارب الاحتكار والتأميم وسيطرة الدولة على القطاعات التي يُمكن أن تخلق جوا اقتصاديا حر ومتنافِساً، وبالتالي؛ يُعطي مردودية كبيرة ويساهم في دعم القدرة الشرائية للمواطنين بفعل المنافسة على المستهلك وكسب ثقتِه.


كذلك؛ يُعالج مفهوم “مستقبل السياسة الاقتصادية”؛ المشاكل والتخطيط الاقتصادي الذي تُعاني منه الدول النامية، ويحثُّ خبراء الاقتصاد في هذا الباب على أن؛ تنفيذ السياسات الاقتصادية، يجب أن يكون مستدامًا وليس إجراءً مؤقتا أو تحت ظروف خاصة.


إذ يتوجب على الحكومات، النظر في الآثار الاجتماعية والبيئية لقراراتها الاقتصادية والسياسية، والاهتمام بالبعد البيئي بما يُساهم في تحقيق التنمية والتنمية المستدامة.


وهذا لن يحقق من دون تشجيع مبدأ الابتكار وثقافة التطوير التكنولوجيا، الذي يُعزز النمو الاقتصادي بشكل كبير ومستدام. ومن هذا المنطلق؛ يجب على الحكومات دعم البحث والتطوير وإنشاء بيئة تشجيعية للشركات والمبتكرين، من خلال رفع جودة التعليم العالي خصوصا في التخصصات الاقتصادية والإنمائية، ورصد ميزانية كبيرة ومناسبة للبحث العلمي في هذه الجامعات.


 كما يجب الاهتمام كذلك بالاقتصاد السياسي باعتبارِه رديفا مساعدا ويلعب دورًا رئيسيًا في توحيد الجهود ورسم خطط اقتصادية متكاملة وتراعي القطاعات الأخرى.


بشكل عام، يُظهر مفهوم “الاقتصاد السياسي” كيف يمكن للتفاعل بين السياسة والاقتصاد من خلال رسم وتحديد مستقبل السياسة الاقتصادية، ما يجعلُه محورًا حاسمًا في تحقيق التنمية وتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية على نحو مستدام وعادل، ويُحقق الرفاهية والازدهار للبلاد وللمجتمع.


  • “التحول الرقمي وتأثيره على الاقتصاد والمجتمع”

تأتي التكنولوجيا الرقمية بتحديات وفرص جديدة، تأثر على الاقتصاد والمجتمع بشكل كبير. حيث يعكس هذه التكنولوجيا؛ التحول الرقمي وتأثيره على الاقتصاد والمجتمع كمحرك أساسي للتغيير والتطور والتقدم.


ويركز هذا التحول بالدرجة الأولى على الاقتصاد بشكل جذري. حيث يمكن للتكنولوجيا الرقمية تعزيز الإنتاجية وتحسين الكفاءة وتوفير وقت وجهد كبيرين في العمليات الاقتصادية.


من خلال الاستفادة من البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، كما يمكن تحسين اتخاذ القرارات وتوجيه الاستثمارات بشكل أفضل وأكثر سرعة ونجاعة.


بالإضافة إلى ذلك، يشير الكتاب إلى أن التكنولوجيا الرقمية تؤثر على سوق العمل والتوظيف. ما يستوجب على الأفراد؛ تطوير مهارات جديدة للتكنولوجيا الرقمية والاستفادة من التفاصيل والفرص الجديدة في الاقتصاد الرقمي.


في نفس الوقت، يمكن أن يساهم التحول الرقمي في خلق وظائف جديدة وفرص لريادة الأعمال وطنيا وإقليما ودوليا. وهذا ملاحظ جدا في الشركات التي تتسيد العالم، وهي كلها تقريبا شركات رقمية أو تنشط في المجال الرقمي والتكنولوجي وبيع البيانات كشركة أمازون وفيسبوك وغيرها.


ويُبرز هذا التحول الرقمي كذلك؛ أهمية التكنولوجيا الرقمية في تحسين الحياة الاجتماعية وتمكين الناس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية التي تمنح فرصا للتواصل وتبادل المعرفة على نطاق واسع. ما يزيد من الوعي التكنولوجي والمشاركة المجتمعية الواسعة للأفكار والمعلومات والبيانات.


بشكل عام، يُظهر “التحول الرقمي وتأثيره على الاقتصاد والمجتمع” كيف يمكن للتكنولوجيا الرقمية أن تكون مصدرًا للتغيير الإيجابي والتحسين في العديد من جوانب حياتنا، بدءًا من الاقتصاد وصولاً إلى الاجتماع.


ويمنح في نفس الوقت فرصا وإمكانيات للفهم الجيد لهذا التأثير، التي يُمكنها أن تساعد في الاستفادة القصوى من هذه التكنولوجيا والتعامل معها بفعالية كبيرة.


  • “الحكومة الإلكترونية وتعزيز الشفافية والمساءلة”.

“الحكومة الإلكترونية” من المفاهيم الاقتصادية المهمة جدا في تعزيز الشفافية والمساءلة الاقتصادية والقانونية، نظرا لدورها الكبير في تحسين الحكومة وتعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة من خلال إمكانية متابعة كل المعطيات ورصد كل البيانات وسهولة تحديد المسؤوليات والخروقات مهما كان مصدرُها أو نوعها.


واحدة من الأفكار الرئيسية كذلك للتحول الرقمي”، هي أهمية الحكومة الإلكترونية كوسيلة لتحقيق الشفافية. من خلال نشر المعلومات والبيانات عبر الإنترنت، يمكن للحكومات تعزيز الشفافية وجعل عمليات اتخاذ القرارات وإنفاذ السياسات متاحة للجمهور.


كما يمكن للمواطنين مراقبة أداء حكومات بلدانِهم والمشاركة في عمليات الرصد والتقييم والتظلُّم والرفض. بالإضافة إلى على أهمية تعزيز المساءلة من خلال الحكومة الإلكترونية.


حيث يمكن للمواطنين تقديم شكاوى وملاحظات ومراقبة أداء الحكومة عبر الإنترنت. وتفعيل وسائل المساءلة لتعزيز شفافية العمل الحكومي وضمان استجابة أفضل لاحتياجات المواطنين.


في المقال؛ يحث مفهوم التحول الرقمي على أهمية الأمان وحماية البيانات في سياق الحكومة الإلكترونية. إذ يتوجب على الحكومات ضمان سرية المعلومات الحساسة وحمايتها من الاختراقات السيبرانية ومنع بيعِها أو توظيفها ضد الأفراد أو المؤسسات.


بشكل عام، يُظهر مفهوم “الحكومة الإلكترونية” كيف يمكن للتكنولوجيا الرقمية تعزيز العلاقة بين الحكومة والمواطنين، وتوجيه الجهود نحو تحقيق مزيد من الشفافية والمساءلة في الأنظمة الحكومية، وبناء علاقة أفضل بين الحكومة والمواطنين من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية.

أشرف السعداوي

باحث ليبي، متخصص في الاقتصاد السياسي والحوكمة المالية، حاصل على شهادة الدكتوراه بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، جامعة محمد الخامس الرباط - المغرب. عضو مختبر "الحكامة في إفريقيا والشرق الأوسط"، ناشر في عدد من المجلات والدوريات العلمية العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى