البحث العلميترجمةرقمنة ومعلوميات

جولييت زيلر – الذكاء الاصطناعي أو ما بعد الإنسان

تثير التطورات التكنولوجية المتسارعة العديد من المخاوف والتحفظات، أبرزها الخوف من المضي بعيدا في صناعة الذكاء الاصطناعي إلى حد أن نجد أنفسنا في يوم من الأيام عاجزين عن التحكم في ابتكاراتنا.

ويكفي إلقاء نظرة على الأعمال الأدبية والسينمائية للخيال العلمي منذ ظهور هذا النوع الأدبي لاستيعاب أن هناك، بشكل عام، درسا يُستخلص من خطاب مبدعي هذه الأعمال، وهو أن الإنسان يجازف بتخطي قدراته من فرط رغبته في لعب دور الإله.

هكذا، فالعديد من هذه المؤلفات تعرض اختراعات تنفلت من مبدعيها، سواء في رواية «دورة الروبوتات» لإسحاق أسيموف Isaac Asimov، حيث ينتهي الأمر بالروبوتات إلى التحكم في الأرض في غفلة من البشر، أو في الفيلم السينمائي «2001 أوديسا الفضاء» لستانلي كوبريك Stanley Kubrick.

وفي السياق ذاته، ينبني أحدث مسلسل تلفزيوني، وهو ‘المرايا السوداء’ عبر أجزاء تتألف من حلقات مستقلة من حيث سردها للأحداث، لكنها تعرض موضوعة مشتركة، وهي حمل رؤية قاتمة إلى حد كبير لمختلف جوانب التكنولوجيا وللمخاطر المحتملة جراء تطورها.

 فالإنسان يحاول دائما أن يمضي بعيدا في تطوير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي خدمة لمصالحه، لكنه في الوقت نفسه يحمل إزاءها بعض التوجسات. على العكس من ذلك، تقترح نزعة الإنسانية العابرة Transhumanisme استخدام التكنولوجيا لتعزيز قدرات الإنسان وتحسينها بدلاً من تطوير قدرات الآلات.

في عصر ندعم فيه أنفسنا بالتكنولوجيا على نحو متزايد، يفكر بعضهم في كل الطرق المتاحة للإنسان لكي يتجاوز وضعه وعيوبه البيولوجيين، ربما بغرض مواجهة تهديد الروبوتات التي تقترب شيئا فشيئا من الإنسان، وذلك من خلال تسريع عملية تطوير الأجساد البشرية عبر صناعة الروبوتات.

بالتالي، لفهم هذا التسابق نحو التطور بشكل أفضل، يجب إمعان النظر في مفهومي الذكاء الاصطناعي والإنسانية العابرة، وما يحملانه من وعود وانجرافات محتملة. 

  • الذكاء الاصطناعي محاكاة الإنسان الآلي لصورته

ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي في خمسينيات القرن الماضي على يد جوزيف مكارثي John McCarthy الذي يعتبر أحد أبرز الباحثين الرواد في هذا المجال الذي غالبا ما يتم اختصار اصطلاحه في الحرفين IA في اللغة الفرنسة وAI في الإنجليزية، وهو مفهوم يهدف إلى تمكين الروبوتات والأنظمة المعلوماتية عموما من التمتع بقدرات فكرية تتساوى مع القدرات البشرية أو تتجاوزها، بما فيها المشاعر.

يعرف مارفن لي مينسكي Marvin Lee Minsky، وهو عالم أمريكي معاصر لمكارثي، الذكاء الاصطناعي بأنه.

«بناء برامج معلوماتية تشارك في أداء مهام لا زالت تؤدى، في الوقت الحالي، بطريقة أكثر إتقانا من لدن الكائنات البشرية بما أنها تتطلب عمليات عقلية رفيعة المستوى مثل: التعلم الحسي الإدراكي، وتنظيم الذاكرة، والتفكير النقدي».

كما تم في الفترة نفسها تقريبا إجراء اختبارات باستخدام برامج صممها آلان تورينغ Alan Turing  لقياس درجة وعي الآلة. ولم يتراجع البحث في هذا المجال منذ خمسينيات القرن الماضي، بل أحرز تقدمًا كبيرًا على إثر بروز عدد كبير من الأفكار الفلسفية والأعمال الإبداعية. 

بعد مرور خمسين عامًا على ظهور هذا الحقل المعرفي، بدأ يتسع انتشار مشاريع هادفة إلى محاكاة دماغ الثدييات مثل مشروع Blue Brain في عام 2005، الذي ولد في مدرسة الفنون التطبيقية في لوزان، بقيادة فريق يتألف من خمسة وثلاثين باحثًا في المعلوماتية، والرياضيات، والبيولوجيا، والكيمياء، ويهدف إلى تصنيع قطع إلكترونية من سائر الأنواع بغاية الحصول على دماغ إلكتروني يحاكي بنية الدماغ البشري وطريقة اشتغاله.

وفي عام 2008، تم وضع اللبنة الأولى في هذا المشروع عن طريق تصميم 10000 خلية عصبية افتراضية متصلة ببعضها البعض عبر 30 مليون مشبك عصبي synapse وبضعة كيلومترات من الألياف. بذلك، أعلن المختبر أن أول دماغ اصطناعي سيكون متاحًا خلال ثلاث سنوات.

تهدف هذه العملية في آخر المطاف أساسا إلى امتلاك القدرة على مطالبة هذا الحاسوب الخارق – الذي سيكون أكثر قوة من أي ذكاء موجود في الوقت الراهن – بفحص جميع المنشورات المتعلقة بالتطورات العلمية، لا سيما في علم الأعصاب، بغرض إحراز تقدم كبير في مجال البحث.

  • التلميذ يتجاوز المعلم

من السهل تخيل المجازفات الناتجة عن تطور مثل هذا الذكاء، وقد تطرقت إليها كثيرا وعلى نحو متواصل التأملات الفلسفية للقرنين الماضيين التي غذت كما أسلفنا العديد من الأعمال السينمائية والأدبية.

يتجلى التوجس الرئيسي الذي يكشف عنه هؤلاء المفكرين في الخوف من فقدان السيطرة على الروبوتات التي تم ابتكارها. إذا ما نجح الإنسان في «نفخ الروح» في هذه الكائنات، وخصوصا منحها ذكاء بحيث لن يتأخر هذا في تجاوز الذكاء الإنساني نفسه، وجعلها كائنات حية لا تعتمد على هشاشة قدراته الجسدية الهشة، فبأي حق سيمكنه إعطاءها أوامر عندما سيكون قد أصبح أضعف منها؟ 

يقول الإحصائي إيرفينغ جون جود Irving John Good في وصفه لمستقبل محتمل:

«لنفترض أن هناك آلة يتفوق ذكاؤها على كل ما يستطيع الإنسان أن يقوم به، مهما بلغ تألقه. يعتبر تصميم هذه الآلات جزءًا من الأنشطة الفكرية، وهذه الآلة بدورها يمكنها أن تخلق آلات أفضل منها. وهذه العملية ستؤثر دون أدنى شك على ردود الأفعال المرتبطة بتطور الذكاء، في الوقت الذي سيبقى فيه الذكاء البشري جامدا تقريبا. والنتيجة أن هذه الآلة فائقة الذكاء ستكون الاختراع الأخير الذي يحتاج الإنسان أن ينجزه، شريطة أن تكون هذه الآلة مطيعة بما يكفي لتخضع دائما لأوامره».

هذا الانصياع هو ما يثير الريبة بانتظام منذ بداية الأبحاث حول الذكاء الاصطناعي. وقد تخيل إسحاق أسيموف في سلسلة رواياته «دورة الروبوتات» أنه يمكن التصدي لهذا التهديد عبر وضع ثلاثة قوانين في أي نظام معلوماتي ليتمكن الإنسان من الحفاظ على تفوقه، وهي أنه يجب على الإنسان الآلي أن: 

  •  لا يؤذي الكائن الإنساني، ولا أن يظل متفرجا عندما يتعرض إنسانٌ للخطر؛
  • يطيع أوامر الإنسان، ما لم تتعارض هذه الأوامر مع القانون الأول؛
  • يحافظ على بقائه ما دام ذلك لا يتعارض مع القانونين الأول والثاني.

هذه القواعد الثلاث التي يُشار إليها باصطلاح «قوانين الروبوتات»، وتم تناولها لاحقًا في أعمال أخرى مثل فيلم “AI” )الذكاء الاصطناعي( لستيفن سبيلبرج Steven Spielberg، تم دمجها أيضا في ميثاق أخلاقيات الروبوتات بغاية وضع معايير لمستخدميها ومصنعيها، ونفذتها حكومة كوريا الجنوبية في عام 2007.

  • المرآة، مرآتي الجميلة …

ماوراء المصالح العلمية التي أثارها مشروع الدماغ الأزرق Blue Brain، يمكن التساؤل طبعا عن غاية الاهتمام بخلق روبوت على صورة إنسان ويعمل مثله تماما. يبدو أن النوع البشري من خلال صناعته لإنسان آلي على صورته، وبعيوبه، يلعب دور الخالق النرجسي الباحث عن فهم أدائه دون أن يدرك المخاطر المترتبة عن ذلك.

لكن، من المغري للغاية أن نتخيل مخلوقات يمكننا التواصل معها، وقادرة على فهم مشاعرنا، مع امتثالها لأوامرنا في الوقت نفسه، ما دام الإنسان يتميز برغبته في تدجين كل شيء وتعطشه للسلطة.

يمكن تخيل أنظمة أخرى للتغلب على هذه الحاجة إلى الاعتراف والطاعة، كما في فيلم «بين النجوم Interstellar»، لكريستوفر نولان Christopher Nolan، الذي تدور أحداثه حول روبوتات متخيلة قادرة على التحاور والتشارك مع فريق من الباحثين، لكن بمشاعر تعاطف وسخرية شكلية جدا، بما أنها كائنات مبرمجة غير قادرة على حمل هذه المشاعر بالطريقة التي نجدها عند الإنسان، وهو ما من شأنه أن يحل معضلة الصراع الهوياتي مع إعطاء الإنسان المادة الذي يحتاجها، حيث قد يكون الانطباع بامتلاك كائن ندٍّ يمكن التحكم فيه كافياً لإشباع رغبات الإنسان في نهاية المطاف.

  • الإنسانية العابرة أقوى من الموت

تقوم نزعة الإنسانية العابرة أيضا على إرادة الإنسان المضي قدماً في الإبداع والتكنولوجيا. والموضوع هنا هو ما يتغير، إذ لم يعد الحديث والحال هذه، عن بناء موضوعات تتفاعل مع الإنسان، وإنما عن تسخير الوسائل التكنولوجية الموجودة للتسامي عن الوضع البشري نفسه.

ليست الإنسانية العابرة ابتكارا حديث العهد بحيث يمكن تأريخه. فإذا كان تسارع الاكتشافات التكنولوجية قد أذكى رغبة الخلود، فهذه الفكرة ليست بالجديدة، إذ يرى الفلاسفة أن جذورها تمتد إلى العصور القديمة. فقد سعى الإنسان دائما إلى إطالة أمد حياته، وتحسين وضعه الجسدي، لمواجهة نقصه، ومن ثمة إلى تحدي الموت. وكل ما تقوم به الوسائل التكنولوجية الحالية، ونظيرتها التي ظهرت في العقود الأخيرة، هو تسريع هذه الرغبة من خلال سماحها بتحقيق العديد من الاستيهامات. 

تكمن وراء ظهور نزعة الإنسانية العابرة العديد من الأسباب، وبدرجات مختلفة. إذا كان المسلسل التلفزي «كائنات بشرية حقيقية» يعرض قصة كيف أن أفرادا بلغ تقديرهم للروبوتات حد الرغبة في جعلها تشبههم جسديا ومساعدتها على أن تصبح ندا للبشر، فأسسوا جماعة عبر إنسانية، فالأمر هنا يتعلق عموما على العكس من ذلك بإرادة في تجاوز الإنسان الآلي، وجعل الكائن البشري أكثر قوة، وعدم تسخير التكنولوجيا للروبوتية. 

في فليم «كائنات بشرية حقيقية» أيضا يتجمَّع أفراد آخرون بإرادة معاكسة تماما، وهي تدمير الروبوتات تصديا لبداية اكتساحها للمجتمع واحتلالها على وجه الخصوص مكانة الإنسان، عبر تشكيل قوة عاملة أقل كلفة وأكثر كفاءة، بمعنى أن الرغبة في تجاوز الروبوت ليست سوى نتيجة خوف النوع البشري من محدودية إمكانياته البيولوجية. لا يتعلق الأمر هنا بمحدودية الإنسان الجسدية، وإنما أيضا الفكرية حيث يطرح السؤال: ما مصير الإنسان الخالق إذا ما تفوق عليه مخلوقه الروبوت؟

وسواء تعلق الأمر، في هذه الحالة، برد فعل على تقدم الروبوتية أو بالرغبة في محاربة الجانب المميت المتجذر داخل الإنسان وحدوده، فقد طور النوع البشري نظريات عابرة للإنسانية «لم يعد الخطأ فيها إنسانيا، بل أصبح الإنسان نفسه هو الخطأ»، كما يقول الصحفي ستيفان لو ماني، وهو خطأ يجب حذفه.

في هذا السياق، تعمل الرابطة العالمية للإنسانية العابرة، على سبيل المثال، على «تعزيز القدرات البشرية عبر الاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا»، معلنة عن دعمها لمشروع “تطوير وإتاحة الوصول للتكنولوجيات الجديدة التي ستسمح للجميع بأن ينعم بعقول أذكى وأجساد أقوى وحياة أطول” بغاية أن «يبلغ الأفراد حالة تتجاوز الرفاهية».

هنا يظهر استيهام المتحول الطوعي، وهو يوتوبيا ما بعد إنسانية متواترة في أعمال الخيال العلمي. فإذا كانت أحداث سلسلة X-Men لمارفيل Marvel تدور حول فكرة متحولين طبيعيين وما يخلفه ذلك من إشكالات محتملة في ظل ظهور هذه الكائنات البشرية الخارقة، فإننا نتحدث هنا عن متحولين حقيقيين اختاروا تطوير قدرات معينة.

هكذا فإن «إعلان المتحولين الأوائل» و«دليل عمل المتحول» الموجودان في موقع الرابطة العالمية بشبكة الأنترنت، يتجاوزان إلى حد كبير الطفرات الوراثية الموجودة والملاحظة عند بعض الأفراد، مثل الصربي سلافيسا باجكيتش Slaviša Pajkic الذي يملك قوة خارقة في تجميع الطاقة الكهربائية واستيعابها واستعادتها، وهنا يتم إحداث تحولات يمكن أن تكون بيولوجية، أو تكنولوجية، متاحة بشكل كبير في الوقت الحالي، حيث يتم استخدام أطراف اصطناعية وأجهزة الأخرى لمضاعفة قوة الإنسان عشرات المرات، وزيادة خفة حركته، وتقوية حواسه وما إلى ذلك.

وهذا مبدأ موجود في حياتنا اليومية وواسع الانتشار إلى حد ما في ظل استخدام الأشياء المتصلة التي تسمح لنا بتحسين حياتنا وقدراتنا الجسدية عبر مساعدتنا أحيانا في كل لحظة، لكنها مساعدة لا زالت بعيدة عن تحقيق الأحلام التي تطمح إليها نزعة الإنسانية العابرة…

  • وتستعيد الطبيعة حقوقها

إذا كان يبدو أن نزعة الإنسانية العابرة قد انبثقت عن إرادة مشروعة ومحترمة، فمن المحتمل أن تؤدي هذه الرغبة إلى تجاوزات، حيث نادراً ما تبعثُ على السرور وجهاتُ النظر الموجودة في مؤلفات الخيال العلمي التي تتناول هذا الموضوع.

هكذا، وعلى سبيل المثال، في فيلم «التجاوز Transcendence» لوالي بفيستر Wally Pfister يتمكن فريق من الباحثين من نقل دماغ رجل إلى جهاز بغاية أن يستمر هذا «الدماغ» في العمل، أو لكيلا يتلاشى محتواه على الأقل بتلاشي جسده. إلا أن هذا الكائن بعد ما راكم معرفة كبيرة، طور مجموعة معقدة من القوى المؤذية فأصبح على إثرها مدمرًا، فاقدا السيطرة تقريبا على التحكم في دماغه البشري. 

وهذه المغامرة بفقدان إنسانية الإنسان هي ما يتم توقعه عمومًا عند الحديث عن المجازفات المحتملة للنزعة الإنسانية العابرة، كما هو الحال في فيلم Robocop لبول فيرهوفن Paul Verhoeven الذي تدور أحداثه حول شرطي فقد الكثير من قدراته الجسدية جراء تعرضه لاعتداء، فخضع لعملية زرع أجزاء ميكانيكية لتزيد من قوته، لكنه لاحظ في الآن نفسه أن عواطفه الوجدانية الإنسانية تضمحل بمرور الوقت.

تشير هذه الرؤية السلبية تجاه الإنسانية العابرة أيضا إلى مخاطر الابتعاد عن طبيعة الإنسان، بل وكذلك إلى الابتعاد أيضًا عن الطبيعة، ومن هنا توجيه انتقادات للتقدم التقني الذي يجرد الإنسان من قدراته، و«يجعله هشا»، في أفلام مثل «العصر الحديث» لـ شارلي شابلن، و«الحاضرة» لفريتز لانج Fritz Lang ، كما في مقالات مثل ‘فرنسا ضد الروبوتات’ لجورج بيرنانوس Georges Bernanos. وقد كتب جورج أورويل سنة 1937 عن التقدم التقني في عصره «يجب الاعتراف بأن الانتقال من الحصان إلى السيارة يؤدي إلى إضعاف الإنسان». 

بينما تقوم أيديولوجيا العودة إلى الأرض، وإرادة استرجاع قيم حقيقية ولاسيما إعادة تمتيع الوجود البشري بإنسانيته بجعله يسير نحو غاية، يرى مناصروا التكنولوجيا والمدافعون عنها عكس ذلك، بحجة أننا سنجد أنفسها في وضعية حرجة للغاية في حال اختفاء كلي للكهرباء، على سبيل المثال، كما تصف ذلك رواية «خراب برجافيل Ravage de Barjavel».

إذ بما أننا صرنا معتمدين كليا على اختراعاته فقد نجد أنفسنا عاجزين عن البقاء أو على الأقل عن التأقلم مع الوضع الجديد إذا رفضنا إعادة مزاولة جميع أنشطتنا بإيقاع أبطأ. وهو ما يصفه جيدًا فيلم «بين النجوم» الذي تدور أحداثه في مستقبل قريب، لكن داخل كوكب تم استنزاف موارده بحيث لم يعد قادرا على أن يوفر لجميع سكانه ما يكفي من الطعام والهواء النقي، جراء ارتكابهم خطأ استنزاف احتياطات الأرض، وتركيزهم على التكنولوجيا بدل التركيز على الأساسيات التي من شأنها أن تضمن مستقبلهم. في هذا السياق يقول مخرج الفيلم كريستوفر نولان عبر إحدى الشخصيات: 

«عندما كنت طفلاً، بدا الأمر وكأنهم يصنعون شيئًا جديدًا كل يوم. بعض الأدوات أو الأفكار، كأن كل يوم كان يصادف عيد ميلاد المسيح، لكننا بهذا ارتكبنا الكثير من الأخطاء. فقط حاول أن تتخيل أن كل فرد ضمن ست مليارات شخص يحاول الحصول على كل شيء».

وهذا يلخص جيدا الخوف من التضحية بالقيم الأساسية لصالح سباق من أجل التقدم..

بين الذكاء الاصطناعي ونزعة الإنسانية العابرة، دخل الإنسان في صراع مع طبيعته مجازفا بالابتعاد عنها جذريا، وهذا هو ما ينتقده المفكرون الذين يخشون مستقبلا يُساءُ فيه استخدام الإمكانيات التكنولوجية التي نمتلكها اليوم.


جولييت زيلر

Juliette Zeller

ترجمة: لبنى حسَّـاك

العنوان الأصلي للنص ومصدره:

Intelligence artificielle ou transhumanisme, de la science-fiction au modèle d’avenir controversé:

http://lewebpedagogique.com/presencesenligne/2014/12/29/intelligence-artificelle-ou-transhumanisme-de-la-science-fiction-au-modele-davenir-controverse/


  • ببليوغرافيا:

    Le cycle des robots, Isaac Asimov (roman)

    2001 L’odyssée de l’espace, Stanley Kubrick (film)

    Black mirrors, Charlie Brooker (série télévisée)

    I.A., intelligence artificielle, Steven Spielberg (film)

    Interstellar, Christopher Nolan (film)

    Real Humans,Lars Lundström (série télévisée)

    X-Men, Sten Lee (bande dessinée adaptée en films)

    Transcendance, Wally Pfister (film)

    Robocop, Paul Verhoeven (film)

    Les Temps modernes, Charlie Chaplin (film)

    La France contre les robots, Georges Bernanos (essai)

    Metropolis, Fritz Lang (film)

    Ravage, rené Barjavel (roman)

لبنى حسَّـاك

لبنى حسَّـاك: باحثة مغربية حاصلة على بكالوريوس في علوم الإعلام والتواصل من جامعة محمد بن عبدالله بفاس، وماجستير في سيميائيات اللفظ والصورة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. مجال الاشتغال: الأدب الرقمي، والسيبرانية، والذكاء الاصطناعي وما بعد الإنسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى