الأدب النسويسرديات

جدلية القهر في رواية: “جسد ومدينة” لزهور كرام 

    

  • – تقديم الرواية:

تتمحور رواية “جسد ومدينة” حول أربع شخصيات رئيسية، هي : الساردة – سعيد- آمال- إبراهيم، وهي شخصيات مثقفة، تنحدر من أصول طبقية فقيرة، تتمتع بوعي إشكالي، تحدوها الرغبة في العبور بالذات والفضاء إلى مرفأ الكرامة وتحقيق الشروط الموضوعية. يختار سعيد النضال، فيتعرض للاعتقال بين الفينة والأخرى قبل أن يطول  اعتقاله في المرة الأخيرة، وقبل ذلك، كان قد جسد عشقه للمدينة في الساردة، التي راحت منه حاملا.  و يرتبط ‘‘إبراهيم‘‘ ب‘‘آمال‘‘، ويتجسد العشق نفسه، وكما أعتقل سعيد وابتعد عن فضائه ومعشوقته، يعين إبراهيم في الجنوب في إطار الخدمة المدنية، فينأى عن ‘‘آمال‘‘، وتفتر علاقتهما، ولا تبقى سوى الرسائل بينهما جسرا للتواصل، ستنقطع فيما بعد.

تختار ‘‘آمال‘‘ البحث عن فضاء آخر (الهجرة)، ويكون الحصول عن جواز السفر، عتبة للدخول إلى فضاء آخر في المدينة:  صالون الحلاقة (صندوق العجائب) الذي يقودها إلى فضاء “عين الذياب”، حيث يباع الجسد. يظل سعيد معتقلا، ينتحر إبراهيم، تهاجر آمال، وتعود أم (سعيد وآمال) إلى القرية، أما الساردة، فهي تحاول بنفس إصرار وعناد سعيد، وصل العلاقة من خلال رغبتها في الحفاظ على “خيار” (جنينها من سعيد) لتفتح الدائرة.

وتطرح رواية “جسد ومدينة” من خلال تفاعل شخصياتها مع بعضها البعض، ومع العالم من حولها، مجموعة من القضايا التي تؤسس لمفاهيم خاصة، تضع المفاهيم السائدة موضع سؤال، وسنعرض لإحدى أهم هذه القضايا وهي : “قضية المرأة”، التي تميز طرحها في الرواية بالكشف عن صراع المرأة المزدوج : صراعها مع المفاهيم السائدة في إطار “وضع خاص”، وصراعها داخل المجتمع تخوضه إلى جانب الرجل في إطار” وضع عام”، مؤسسة استراتيجية في السؤال، ليس حول المرأة فقط، ولكن حول الأوضاع العامة بما فيها الرجل.

  • 1 – الوضع الخاص: 

أ – صراع المرأة مع الرجل : 

لقد كشفت لنا رواية “جسد ومدينة”، في هذا الإطار عن صراع المرأة مع الرجل المتشبث بتصورات ومفاهيم تقليدية متوارثة عن الفوارق بين الجنسين، والتي تقلل من مكانة المرأة، وتختزلها إلى مجرد جسد/ مادة، قابل للاستهلاك وتحقيق الرغبة ضدا على مستلزمات إنسانيتها. وتصور لنا الرواية ذلك من خلال ما تعرضت له إحدى شخصياتها النسائية، حينما أغوتها فكرة التبلل والهذيان مع المطر بالخارج : 

“…لتتخلص من دوامة التفكير والاستفهام أغلقت النافدة، وأخذت شالا خفيفا ملونا غطت به شعرها ثم خرجت تطلب المطر … الفكرة دخلت رأسها …ستشهد بنفسها تعاليم المطر …إنها تريد الهذيان مع المطر …”(ص11).

وإذا كنا سنتطرق فيما سيلي لحضور المطر كقيمة دالة على التطهر والتجدد، فإننا هنا سنقتصر على حضوره كخلفية لتطور الانفعال الحسي والمعنوي (للمرأة)، وقناعا للأزمة الداخلية للذات الساردة، التي تتخذ شكل تدفق للمشاعر والأفكار، يتم ضبطه على وثيرة الانهمار المائي المسترسل الذي يضحى مرتكز التصعيد والتوتر. إن شدة التعلق بهذه اللحظات تكشف عن الولع، بكل ما هو مخبوء وداخلي، مما يتواءم ونفسية المرأة التي أريد لها أن تستضمر عواطفها.  وقد أردفت الحديث  عن المطر بالحلم، والتطهير، والإحساس بالنشوة والراحة، وباستحضار الجسد في دلالات لا تخلو من إثارة : 

“… هي الآن تخترق الطريق وحدها… التصقت الثياب على جسدها، واختلط الشال مع شعرها… إنها تريد الهذيان مع المطر” (ص11).

وإذ يشكل المطر ملاذا، وحاضنا أليفا للمرأة، باعثا على راحتها، فإنه سرعان ما يتحول إحساسها بالانطلاق إلى انزعاج وضيق بسبب الرجل المعاكس، الذي يكشف عن عدم حياده بعد أن يصير حاجزا أمام انطلاق المرأة بذريعة اقتحامها الطريق العام : 

“تستمر السيارة في المعاكسة تسرع هي الخطو وتثبت الشال على شعرها … تكاد تغطي وجهها، هل تريد أن تخفي ملامح امرأة تحرر الشارع مساء، حين تعبث به وتجعله ينصت لهوسها …” (ص 12).

إن الرغبة الجامحة لدى الشخصية إذن، تأتي كرد فعل ضد كل سكونية وثبات، كما أن عدم تبين الاتجاه يشعر بالتخلص من  القوانين المسطرة، وممارسة الشرط الوجودي في أن تحيى بالشكل الذي ترضاه وتتخلص من الشعور بالانسحاق، والانكسار، والضيق والعزلة، لهذا، لم يكن السؤال الإستنكاري الذي تقذف به الشخصية (المرأة) في وجه الرجل المعاكس : 

 ” أريد أن أعرف ما الذي يعطيك حق المتابعة؟” (ص12).

سوى صرخة، مفعمة بالضيق من النظرة الاحتقارية ، والرغبة في تكسير الطوق المفروض عليها في وجه تاريخ رجولي موغل في ذكوريته، وكشفا للقلق النفسي، والتمزق الداخلي للذات الساردة،  كما أن السؤال في نفس الآن، يحمل وعيا بهذه الوضعية التي يراها الرجل بفعل أنانيته طبيعية، فيما هي ليست سوى نتيجة لاعتبارات موضوعة،  وهي إذ تسجل استنكارها،  تمتلك وعيا باستلابها، بل هي لا تكتفي بامتلاك هذا الوعي فقط، بل تحدد من خلاله مسؤولية الآخر (الرجل) :

“كادت أن تبصق في وجهه لولا أن تواجدها مفردة وفي هذا الوقت المتأخر من الليل …هي التي أغوتها فكرة التبلل والهذيان مع المطر … ألم تعلم مخاطر الطريق” (ص12-14).

إن مخاطر الطريق التي أشارت إليها الشخصية في قولها، لم تكن تقصد بها، سوى هذا الآخر (الرجل)، الذي اقتحم بفضول عالمها، ومنعها من تحقيق رغبتها/ فكرتها/ وجودها بالشكل الذي أرادته وتريده: 

“السيارة تلاحقها… تستفز وجودها (…)…إنها تقرأ الظلم في كيانها … في فكرتها… إنه تدخل سافر في فكرتها، الفكرة التي ألهمتها التسكع ليلا لتعيش الهذيان مع المطر… أو لنقل لتعيش فكرتها … الآن، بفعلته يلوث حياة الفكرة…” (ص13).

تحيلنا الرواية من خلال ما تعرضت له الشخصية، إلى أن علاقة المرأة بالرجل تعاني من انفصام أكيد، ذلك أن ثمة هوة تفصل بينهما، فهي أسيرة المحيط الذي تتواجد فيه على الرغم من توقها لمجاوزته، لذلك، فحركة المرأة المحدودة في المكان، قد ساهمت بشكل بارز في صياغة هوية متميزة لها مما جعل “سلوك الرجل إزاء المرأة خارج البيت يدل على أنها أصبحت عرضة للاتهام في أخلاقها لمجرد أنها اقتحمت الطريق العام”(2).  إن واقعة الاصطدام هاته، مرآة تعكس صراع المرأة مع المكان، ومع السلطة الاجتماعية.

وإذا كانت الرواية حاولت أن تبسط “وضع المرأة” في صراعها مع المفاهيم السائدة التي يصدر عنها الرجل، والتي تحد من فعالية المرأة، وتختزلها إلى عنصر أنوثة يؤدي وظيفة الإمتاع، والامتداد، فإنها عبرت في نفس الآن، عن وضع الرجل الذي لا يعدو أن يكون في المقابل، وتحت تأثير مفاهيمه، سوى كائن تسوقه غرائزه، وهو ما تشير إليه الشخصية في نصيحتها المبطنة بالسخرية، والاستخفاف إلى الرجل المعاكس، وهي تعمد فيها إلى نبش رجولته، تقول فيها : 

“إذا  كان سروالك قد تبلل فما عليك إلا أن تسرع لتغييره بآخر، أو أقترح عليك نصيحة قد تدخل في لغة الإشهار، مع ذلك أجدني مجبرة على ذلك ما رأيك بPOm:PERS، الأطفال، إذا كانت هذه هي عادتك …” (ص13).

وتتعرى أيضا حقيقة الرجل، في خطاب “نساء الصالون”، حين تنخرطن في وضع أسئلة على بعضهن تقع ضمن المسكوت عنه في بيوتهن وفي المجتمع، حيث تنطلق الأسئلة المكبوتة لتعبر عما يؤرقهن، وينفتح الحديث على عوالم مستورة يعبرن عنها بلغة جريئة، ومباشرة تكشف عن زيف الرجل، وتربك فحولته، الأمر الذي حدا بالساردة لأن تقول عن “امرأة الصالون” :

“هذه المرأة حققت ما لم تنجزه المرأة المبدعة، أنها تتغزل به ثم تسخر منه حين يصير بحجم الطفل … تذكرت ديوان قباني “هكذا أكتب تاريخ النساء” ما الفرق بينه وبينهن … إنهن خارج التدوين. لو كان نزار الآن معنا في الصالون واستمع إلى تاريخ الرجال من أفواه النساء…” (ص66).

هكذا إذن، نخلص إلى أن الرجل عندما ينتج شكلا معينا لوضع المرأة، إنما ينتج في نفس الوقت، الشكل ذاته لنفسه، ومن تم، فقضيتها هي نفسها قضيته، فكلاهما ضحية تصورات موروثة،  من أخطر مظاهرها: هذا الصراع الثنائي الذي يحتدم بين المرأة والرجل، صراع تدخله المرأة من أجل إتباث إنسانيتها، وكينونتها، ويدخله الرجل من أجل التمسك بوهم “الرجولة/ الفحولة، والرواية تكشف عن هذا الوهم عندما تطرح رجولته موضوعا للمساءلة والسخرية :

 “فالرجل يحبو لأن المرأة تصير بطعم المصيد في مثل هذه الحالة…” (ص 66). 

إن الرجل الذي يستهلك المرأة مثلما تستهلك البضائع الأخرى، ليس حرا ولا يمكن أن يطمح في علاقاته بها إلى مستوى الإنسان، لأنها ستحوله بدوره إلى بضاعة للاستهلاك، ذلك أن “إختناق عقول عدد من النساء والرجال داخل زنزانة الجنس، المحدود المعنى، القاصر على فكرة واحدة ناقصة تختزل كيان الرجل والمرأة إلى مدلولات جنسية فحسب”(3)، وعليه، فالرجل مطالب بأن يتحرر من رواسبه إن هو أراد أن يبني علاقة متكافئة مع المرأة تقوم على الاحترام والاعتبار المتبادلين.

  • ب – الصراع مع النموذج : 

  تثير الرواية أيضا في إطار هذا الوضع الخاص، صراع المرأة مع “النموذج” الذي : “يتم تشخصيه عبر صيغ مفهومية وأنماط سلوكية من أجل وضع المرأة في زمن المثالية، وإحاطتها بسياج أخلاقي يجعل من عدم تفاعلها مع الأوضاع وانعدام انفعالها، وكذا تعاملها مع المفاهيم السائدة باعتبارها بديهيات، ومعطيات لا تقبل الجدال”(4)، الأمر الذي يعني، أن “النموذج”، يحول دون اندماج المرأة في الجماعة، وممارستها لبعدها الإنساني ، وهنا يأتي ذكر ارتباط الساردة بالمطر / الماء كقيمة دالة على التجدد،  ورفض للموت، والرتابة، والتكرار، فـ “الماء الذي ينساب دعوة إلى السفر بدون رجعة، فنحن لا نستحم في النهر مرتين، والأنهار لا ترجع إلى منابعها… الماء الذي ينساب صورة للارجوع عنه”(5)  تقول الساردة  :  

 “أليس رائعا أن تنساب أول قطرة على ثيابنا … تبللها … فتأتي الأخرى لتمتزج بجسدنا وتمنحه نكهته الوجودية… في أن نشعر بما حولنا… في أن نحول الشعور مطرا يغسل المدينة” (ص : 10). 

والأمطار كما تقول “جوليا كريستيفا” : “إحالة على التطهير الرمزي، إنه يزيل قاذورة في واقع الأمر ليس مرتبطة بانتفاء النظافة أو غيابها، بل لها علاقة بكل ما يشوش على هوية أو نظام أو نسق، وهي أيضا ما لا يحترم الحدود والمواقع والقواعد”(6)

“ترغب في أن يتبلل جسدها … أن تصير رعشة، تتحول رجفة… فتصبح المدينة قلبا يخفق لحياة كريمة”،
(ص : 11).

 وتبدأ الرواية  كشف صراع المرأة مع “النموذج” بانتقال الساردة من القرية إلى المدينة لمتابعة الدراسة الجامعية، حين تقول : 

“… حين أعشق التسلل من نموذجي وأنطلق في شوارع المدينة يشمخ نموذج أبي أمامي ويعيدني إلى صوابي كما يعتقد أهل قريتي (…) النموذج الآتي معي من هناك كان يعطل خطوي … (ص 79-80).

يقوم النموذج إذن، على سلطة اجتماعية تراقب وتحصي حركات المرأة، وتصبح هذه السلطة بفعل التكوين والتربية، رقابة ذاتية تقمع وتلغي كل فعل للمرأة ينزع إلى التحرر والانعتاق، لهذا، كانت الساردة ترى خروجها من أسر النموذج، وجوبا، وضرورة لإثبات هويتها وإنسانيتها إذ تقول :

“من يومها رغبت في قتل النموذج بداخلي …” (ص 80).

إن امتلاك الساردة “عنصر الرغبة” الذي أنتج سؤالها حول نفسها : “كيف أحرر نفسي من النموذج؟ كيف أنطلق؟ ” (ص 80)، يعد خطوة أولى : “للدخول في حوار مع النموذج” (ص 80)  في أفق الانعتاق منه. بالإضافة إلى “عنصر المعرفة”- معرفة الفعل أو الشيء الذي يدفع للفعل- تقول الساردة: 

“لكي أتحرر وأعيش أفكاري لابد وأن يكون لي صوت منفصل” (ص80).

   مكناها من  القدرة على الفعل، والإنجاز: 

“اقتحمت كل أمكنة النقاش … أصل قبل موعد البداية بدقائق، فأسجل ملاحظات أعيد ترتيبها عندما أعود ليلا إلى غرفتي بمقر سكناي … (ص79).

وبالإضافة إلى هذه العوامل (المساعدة)، شكل لديها البعد عن القرية عاملا آخر مساعدا للتخلص من سلطة الأب، الدالة على الثقافة المحافظة والمتعالية: 

“تركتها ورائي قريتي النائية … أراها تبتعد وأنا منتشية في مكاني داخل الحافلة … إن مجرد الركوب في الحافلة يعني تغيير الزمن … زمن قريتي النائية” (ص79).

ويلعب تغيير المكان في الرواية دورا مركزيا في تصعيد مسار الحكي. إذ يعبر الانتقال من القرية (مكان تواجد الأسرة)، إلى المدينة، عن نقلة دلالية رمزية، تجسد تحولا مكانيا يوحي ببداية إنجاز أولي في مسار الساردة التحرري. تنظر الساردة بهذا إلى البعد عن القرية لحظة بداية، وهنا تبدو الرؤية المستقبلية الثورية للرواية، فهي لا تنظر إلى الماضي كحنين، أولحظة تجسد المثال، وإنما بوصفه إرثا ثقيلا ينبغي قطع الصلة معه وتجاوزه، لذلك،  يأتي  الحضور القوي للعلاقة الخاصة بين الساردة، وبين شخصية الأب، وهي العلاقة التي ترتسم في البدء من خلال الارتباط بالأب، غير أن انتقال الساردة من القرية إلى المدينة لمتابعة الدراسة الجامعية يكشف تحولا في هذه العلاقة من الدفاع و التواطؤ مع الأب إلى التمرد عليه من خلال التمرد على التعاليم التي يمثلها: 

 

 “كنت أبصق في وجه من يلمح بكلمة قبيحة في حق والدي … والدي الرجل المحترم، المثالي، والدي كل شيء في حياتي، إنه يختزل حبي … صرت أبحث عن خطأ آدم في وجه أبي….  ” (ص80).

إلى جانب البعد عن القريبة، نجد عاملا مساعدا آخر تمثل في الآخر (إبراهيم) الذي ألهم الساردة الثقة بضرورة الفطام، تقول عنه، وله:

“كثيرا ما كنت تناقشني عن ضرورة الفطام … شيئا فشيئا ألحقتني بثقة كبيرة في نفسي مهدتني للدخول في حوار مع النموذج…” (ص80).

استطاعت الساردة باجتماع كل هذه العناصر، والعوامل، أن تحسم مع النموذج وتبدو “عامل ذات”، قادرة على تحقيق فعل التحول (التحرر) الذي تدشنه بقولها : 

“إنها علامة على بداية تاريخ انحته خارج النموذج” (ص97).

إن الخروج من النموذج إذن، هو نزعة لتكريس ذاتية حديثة، وإشاعة ثقافة الاختلاف والتنوع، وهو ما لن يتأتى إلا بإنتاج  علاقة مغايرة للعلاقة السائدة بين المرأة وذاتها وبين المرأة والرجل كما سنتداول في العنصر الموالي.

  • ج- المرأة – الرجل : نحو إنتاج علاقة مغايرة :

من خلال تفاعل شخصيات الرواية مع بعضها البعض، تقدم رواية “جسد ومدينة” صورة عن علاقة المرأة بالرجل مغايرة لتلك السائدة، وإن أول شكل لهذه المغايرة، يتمثل في نظرة الرجل للمرأة، التي لم تقف كما السائد والمألوف عند حدود النظرة الحسية، التي يظل معها نموذج المرأة الجاذبة يركز فيه على الجانب الظاهري عوض الجوانب الباطنية : 

“… يومها اكتشف في تأملها جمالا وروعة … طريقة تركيزها، طبيعة جلستها، رآها جميلة … ورائعة (ص29).

يبدو من خلال هذا المثال، أن الرواية تكسر خطية إعجاب الرجل بالمرأة حين جعلته ينصب على الصفات الباطنية ليغوص في العمق/الجوهر، فالرجل يمكن أن يعجب بالمرأة ويحبها – كما هو حال “إبراهيم” مع “آمال”-، لطموحها، وجرأتها، وصراحتها :

“…طموحة جدا… لذلك تراها تستغل حضورها في كل مجمع لتقول كلمتها بكل جرأة وصراحة … جعلتها تحظى بقلب إبراهيم…” (ص25).

الأمر الذي يعني، أن المرأة يمكن أن تخترق الآخر ثقافيا كما يظهر في الحوار التالي بين “آمال” و “إبراهيم” :

-“ألمس وجودي في الحضور الجماعي… أشعر بالانطلاق وممارسة حريتي في الفكرة.

-لذا، فأنا مجنون بك “قال إبراهيم مبتسما” (ص25).

وبموازاة مع هذه الصورة المغايرة للرجل، استطاعت “جسد ومدينة”‘ أن تبني صورة مغايرة أيضا لنموذج المرأة السائد في علاقتها مع ذاتها ومع الآخر/الرجل، فقد قدمت لنا من خلال شخصيتي “الساردة” و “آمال”، نموذج المرأة التي لم تنخرط في ثقافة تراتبية توفر القيم الأبوية، وتقدسها، أوإنتاج صورة إغرائية للذات، بهدف لفت ونيل الإعجاب ، ولم يكن الجسد هو الوسيلة التي تنظم العلاقة بين الذات (المرأة) والآخر (الرجل)، وإنما تحضر ذاتا مشاركة ينخرط همها في الهم العام (هم الوطن)، بعيدا عن الانشغالات الضيقة بالجسد:

“لم تكن تنتبه إلى تفصيلته وأنوثته، فقد كان في الأفق حلم يوحدها بأهل المدينة” (ص25).

وكما أن المرأة يمكن أن تخترق الآخر بجرأتها، وصراحتها وطموحها، فإن الآخر يمكن أن يخترق بدوره المرأة ثقافيا عوض الشكل الوحيد المعروف وهو : “الاختراق الجنسي”، تقول الساردة :

“كنت أمتلئ كلاما غامضا اكتشفت بعدها أن خطاب إبراهيم بدأ يعرف مجراه إلى عقلي” (ص 78).

إن طرح الرواية لهذه الصورة المغايرة لعلاقة الرجل بالمرأة، هو تأسيس لرؤية جديدة تتميز بالنزوع إلى المرأة كجوهر إنساني فاعل لا يكتفي بوظيفة التلقي، بقدر ما ينخرط في علاقة التواصل والمشاركة الحية، ومن تم، تكون الرواية تجاوزت الخطاب التقليدي الذي يبني نظرته إلى المرأة انطلاقا من الرجل، وأسست مقابل ذلك خطابا حداثيا يقوم أساسا على تلك العلاقة التجاذبية بين المرأة والرجل. وإذا كانت الذاكرة المقروئية تختزل مفهومها للآخر ضمن أفعال المواجهة، والصراع، والإقصاء والإلغاء، فإن الرواية ألحت على حضوره كمشارك  في تشييد، ومعرفة الذات، وإعادة اكتشافها، كما يظهر من قول “الساردة” عن إبراهيم:

“تعلمت منك كيف أخوض تجربة الفكرة وأكون مسؤولة عن اختياري” (ص78-79).

تتحدد الذات من خلال الرواية إذن، انطلاقا من هذه العلاقة المتولدة عن قراءة الآخر باعتباره هوية أخرى، بمعنى، كونها ذاتية متصلة بالذات، وهو ما تحيل عليه ضمائر الذات الجمعية المتصلة بالأفعال والأسماء: 

“ترى لو ضبطوا قلقنا ورموا بنا في المستشفى … ثم تكررت العملية لأكثر منا … لا شك سنصبح كثرا بالقياس إلى القلة الهادئة الرزينة المنضبطة. كما يقولون” (ص10).

إن ضمائر الذات الجمعية كما وردت ، تدل على امتلاك الهوية لخصائص ممتدة في الزمن، فالأمر لا يتعلق بالذات الضيقة الغنائية، وإنما الذات التي تعبرها عدة أصوات وتحل فيها، بأحلامها، وآلامها، وعذاباتها :

“…وتتقل رأسي أحزان أبناء مدينتي اللذين قتلهم حلمها… أغراهم مستنقعها بالحلم…” (ص75).

الأمر الذي يعني اعتبار الآخر، أنا ثانية، وتتحول الذات إلى آخر يتواصل في انتشار الخارج/المحيط/الفضاء، ويؤسس هويته، بحيث يصبح هذا الموقع الخارجي (ذاتا أو مكانا)، مكونا أساسيا وحيويا للذات: 

“أشعر بالمدينة تتسرب في جسدي، والطرقات تمتد في جسدي …صار جسدي طريقا تسلكها المدينة” (ص89).

هكذا، تكشف الرواية عن التفاعل المتبادل بين شبكة المواقع بحيث لا توجد الذات في موقع الداخل، ويوجد الآخر في موقع الخارج ضمن حدود فاصلة، بل إن هذه العوامل “الداخل والخارج”، تتبادل المواقع، بحيث تغدو المسافة بين الذات والآخر متشابكة، من الداخل إلى الخارج، ومن الخارج إلى الداخل.

  • 2 – الوضع العام : 

بالإضافة إلى صراع المرأة في إطار ما أسميناه ب “الوضع الخاص”، تثير رواية “جسد ومدينة” معاناة المرأة ووضعها داخل مجتمع يضعها أمام هموم مشتركة مع الرجل. وتدور هذه الهموم في مجملها حول القضايا السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، و تصبح القضية في هذا المستوى من الصراع، قضية واحدة تجعل المرأة والرجل على حد سواء.

ويظهر لنا هذا التوحد بين المرأة والرجل على مستوى العنوان الذي يوحي مند القراءة الأولى بدرجة التكثيف، والرمز، والإيحاء، وذلك، بابتعاده عن التعيين والتحديد المباشرين للذات (جسد) وللمكان (مدينة)، وهو بهذا لم يكن يعني في تركيبته هاته (جسد ومدينة) سوى الهوية الجماعية والمصير المشترك.

وإمعانا من الكتابة في تنوير قراءة النص بهذا الاتجاه تقول في إحدى “مناصاتها” 

“القضية واحدة : لأن الحلم الذي يكبر في الداخل يتكرر في ذوات مختلفة ولكنه يبقى واحدا” (ص6).

وهو “مناص” معناه ظاهر في تركيبته المنطقية، التي يمكن أن نصوغها كالتالي : وحدة حلم الذوات المختلفة ينتج عنه : وحدة قضية هذه الذوات المختلفة، وتصبح هذه الأخيرة (الذوات المختلفة)، ذاتا واحدة (جسد)، وتصبح قضيتها، قضية واحدة هي قضية المدينة (باعتبار هذه الأخير اختزالا للوطن) بحيث لا يكون تمة هناك سوى : :”جسد ومدينة”.

  • أ – جدلية القهر : 

تنطلق الرواية من منطلق أن السياسي والعام، هو محض الشخصي والخاص، فحكاية شخصياتها الرئيسية (آمال، إبراهيم، سعيد، الساردة)، ليست سوى تمثيلا لحكاية المدينة (الفضاء العام)، لحظة الاختلال، وغياب القيم، وانهيار الأبعاد الإنسانية، على خلفية المنطق المتوحش للمال، والجاه، وعلاقات الغاب، مما جعل من المدينة، فضاء مسكونا بالأزمة، والقلق، والتوجس، والضياع، وطرح الأسئلة المصيرية، وكلها أشكال تجسدت لنا من خلال معاناة الشخصيات السالفة الذكر على مستوى تطلعاتها، ورغباتها، وقد وجدت نفسها في ظل هذه الأجواء المأزومة، مرغمة على خوض مغامرة عنيفة على مستوى الجسد والهوية.

يرتبط “إبراهيم” ب “آمال” و”سعيد” ب”الساردة”، بيد أن العلاقة بينهم ستظل محكومة بعوامل تتجاوز ذواتهم، ومن تم، ظلت هذه الشخصيات تعيش الارتباط حلما، هي التي وجدت نفسها تعيش داخل مجتمع، لكنها تظل خارجه، أو على الأقل على هامشه، وتحاول الانتماء إليه، غير أنها تفشل في تحقيق ذلك على نحو ما تعبر عنه “السادرة” بقولها: : 

“المدينة انتماء، وحين يكبر فرعك وتطلب اعترافا باسم الانتماء يعطيك حق التوازن في الحياة… يتلقفك صمت الأبواب الموصدة…” (ص55).

أمام هذا الوضع الفارق، يستحيل بناء علاقة إنسانية متكافئة وناحجة، سواء مع الآخر أو مع الذات نفسها، إذ لا ينمو الحب بين ذوات تعيش أقصى حالات التيه والضياع، بعد افتقاد كل إمكانية للتواصل في واقع يسحق كل ما هو حميمي. وما يعيق هذا النجاح هو  انعدام “الحق في الانتماء” الذي على الفضاء الحاضن أن يكفله، وهو حق مبدئي لضمان كرامة الفرد، إذ بدونه، تصبح الذات سواء كانت لامرأة أو لرجل، مجرد احتمال، وتصبح العلاقات الإنسانية في غيابه، ناقصة، ومشوهة لأنها تسقط في اللاتوازن تحت تأثير العسف الخارجي، لذلك ظل ارتباط الشخصيات عند حدود “العتبة”، فقد كانوا يؤجلون الإقبال على بعضهم إلى حين تهيئ الشروط الموضوعية الملائمة، تقول “السادرة” :

“حتى الإقبال على بعضنا صار معلقا حتى إشعار آخر …(ص37).

كانت الشخصيات تحلم بمجتمع لا حرمان فيه، لذلك أجلت راحتها الشخصية في انتظار راحة تتوزع على المجموع في فضاء الحرية، و العدالة الاجتماعية التي تستلزم إنسانا متحررا يمارس حرية العقل، والمحاكمة، والاختيار :

“حتى إذا ما التصقت الشفاه بالشفاه يكون عندها الفكر منشغلا باللحظة” (ص37).

ولعل السؤال الاستنكاري الذي أجاب به “سعيد” “إبراهيم”، بعدما أراد هذا الأخير، لمجرد تلطيف الجلسة، الحديث عن الحب والمرأة : 

“كيف أحب وأنا لا أملك ما أحب؟ ” (ص 41).

يغني بعد المفارقة لدى الشخصية، التي ترغب في إنجاب هذا الشعور (الحب)، لكن تجد نفسها أمام وضع يولد الرقابة أكثر مما يفتح ذراعيه لانتعاش هذا الإحساس الإنساني، هناك إذن، تجاذب بين الواقع المادي بكل ميكانيزماته، وبين حق الإنسان في إنجاب الشعور بالحب، ففي واقع – مثل واقع شخصيات الرواية، حيث تنعدم الحرية والعدالة الاجتماعية – يفتقد كل شيء هويته الأصلية : الإنسان، الزمن، الفضاء، وتصبح القيمة تعني ضدها، بل الحقيقة ذاتها تسقط في خداع الوهم حيث:

“كل شيء يساوي حقيقة واحدة : الحب، النظافة، القذارة، التنظيم” (ص40).

وعليه، يصبح الحب في مثل هذا الشرط مجرد وهم، وتصبح المحبوبة محض سراب، وما دام الحب الحقيقي لا يحتاج إلى ذوبان شخص في آخر، ولا إلى ضياع شخص في آخر، بل يتطلب ندية بين الرجل والمرأة، وتثبيتا للذات لكليهما، فإن الشرط الاجتماعي والاقتصادي وتأثيره غلى عواطف الحب والاستقرار العائلي يغطي نصيب كل من الجنسين، يقول “سعيد” :

“…أريد أن أشعر أني أملك محبوبتي حقيقة … أو إن صح التعبير أن نشعر نحن الاثنين أننا نملك حق الحب …” (ص41) (التشديد من عندي).

ينم هذا القول، أيضا على أن المساواة شرط أساسي للحب، إذ لا يمكن لأي حب حقيقي أن يعيش دون مساواة صادقة، وهو مفهوم يهز أركان العلاقة التقليدية بين الذكور والإناث القائمة على الخدمية وعدم التكافؤ، لهذا، كانت الرغبة مشتركة بين شخصيات الرواية  لاختراق الدائرة ومجاوزة الشرط القاسي، فقد تبنت كل شخصية  بغض النظر عن جنسها  قضية الأخرى لوعيها بأن القضية واحدة يقول “إبراهيم” ل “آمال” في إحدى خطاباته لها :

“…صرت حبي … أمي، مدينتي … سري … قضيتي، أنت البداية والطريق. (ص48)”.

في إشارة إلى أن قضيته هو (الرجل)، و قضية “آمال” (المرأة)، لايمكن فصلها عن قضية المدينة (كاختزال للوطن)، التي يمكن أن نقرأ على مراياها كل المدن العربية، ومن داخل نفس الوعي، تخاطب “الساردة” (المرأة) “سعيد” في شخص جنينها “خيار”، وتخاطب هذا الأخير في شخص الأول بقولها : 

“… أنت كل ما تبقى لي … أنت الغائب الحاضر… أنت حبي الذي لا يقهر .. أنت، من أنت؟ أنت حكايتي، قضيتي أنت سر بقاء مدينتي في ذاكرتي. “(ص81) (التشديد من عندي).

وتسترسل الصور الروائية في تطريز تنويعها للخيبة والانكسار، التي لم تخص بفجائعها الرجل دون المرأة، ولا المرأة دون الرجل، ف”إبراهيم”، ينتحر احتجاجا على عقلية التآمر التي أبان عليها المثقف المتواطئ، والسياسي الخائن، وهو ما كان يقصده إبراهيم بقوله المنقول عبر الساردة :

 “أشكال الحصار أصبحت تنطلق بالقرب منا” (ص 75).

أما “آمال”، فقد وجدت نفسها مكرهة لأن تمتهن جسدها وتقدمه مقابلا للحصول على “جواز سفرها” رضوخا لمنطق البيع والشراء المعمول به في مجتمع المدينة، فيما اختفى”سعيد” في آخر اعتقال له، ليصادر حلم “الساردة”، ويظل “خيار” (جنينها منه)، أملها في تكسير الدائرة، وانتزاع حق الخيار تقول : “…ويطلقني زغرودة حين يقرر القرار … قرار الخيار … خيار الميلاد… ميلاد الانتماء …” (ص92

  • ب- قضية المرأة .. قضية الرجل:

    هكذا إذن، تتوحد كل الذوات أمام نفس المصير، مصير الضياع، تأكيدا على  أن تبعات الواقع الموبوء، تنسحب على كلا الجنسين، وتجعل الرجال شقائق النساء في الهزائم والخيبات، ف : 

“القضية واحدة. لأن الحلم الذي يكبر في الداخل يتكرر في ذوات مختلفة ولكنه يبقى واحدا” (ص6).

وهو ما يكشف عن الأواصر القوية بين الشخصي/ الخاص، والسياسي/ العام، وقد تأكد هذا بشكل ملموس عبر تجربة الشخصيات، فلم يكن ما حصل ل “آمال” و”سعيد” و”إبراهيم” أحداثا شخصية، بل جوهر ما حدث يكمن فيما يعرضه مجتمع المدينة من ظلم وتخلف، وقد ابان السرد عن المحن الصعبة لكل من الرجال والنساء الذين كابدوا هذا النمط الاجتماعي المشوش سواء بسواء،  والذي أكد أن مأساة المرأة والرجل تكمن في طبيعة السياسات السائدة بمجتمع المدينة، هذه السياسات التي تقف دون تحقيق الذات – أي ذات- الحلم بالعيش الكريم، والارتباط، لتغدو تحت ضغط واقع المعاناة مجرد هيكل خال من إنسانيته. فالمرأة، تصبح جسدا : “يدفع ثمن التاريخ المعطل” (ص60)، ويصبح الرجل مجرد نفاية: “من النافذة يراها تبتلع نفاياتها، رجل يجر عمره الملطخ بوحل الحاجة …” (ص15

ما تطمح إليه رواية “جسد ومدينة” إذن، هو إثبات رؤية للعالم من منظور مشترك ينبني على أن عملية التحرر عملية شاملة، تمس ما هو اقتصادي، وسياسي، وأخلاقي، ويجب أن تطال كل الفئات المضطهدة في المجتمع رجالا ونساء. وهي، مناقشة علمية لمشكلة المرأة في ظل الإيدولوجيا السائدة التي تحاول فصل المشكلة عن أساسها الاقتصادي، حتى يغدو الصراع أفقيا يقوم على الجنس داخل النوع، وتصبح البيولوجيا وسيلة لعقلنة  السياسة وتبرير التسلط والقهر.

لاتنبني “قضية المرأة” في الرواية إذن، من منطلق ذاتي، خاص، وإنما من منطلق إدراك ثوري، ووعي ناضج، بأبعادها التي لا يمكن فصلها عن مجموع العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومن تم، يجب ضرورة عدم التفريق بين قضية المرأة، وبين قضية الرجل، لأن حقيقة الصراع ليست ثنائية بين هذا وتلك، بل كلاهما يعيش صراعا طبقيا بالأساس، وبالتالي لا يمكن مواجهة هذا الصراع الطبقي بمعزل عن المرأة وتغييبها، وأن التحرر الحقيقي للمرأة يكون بواسطة العمل المشترك مع الرجل من أجل هدف عام، وقضية شاملة، تذوب فيها الفوارق الأخلاقية بين الجنسين على أرض المسؤولية المشتركة، وتكسب المرأة فيها مساواتها بما تقدمه للقضية الواحدة.

“لأن الحلم الذي يكبر في الداخل يتكرر في ذوات مختلفة ولكنه يبقى واحدا …” (ص6).


بقلم: د. أحمد بوغربي – باحث من المغرب


  •  الهوامش

1 -كرام (زهور) : “جسد ومدينة”، مؤسسة الغني للنشر، الرباط 1996.

2-الحميداني (حميد) : “كتابة المرأة من المونولوج إلى الحوار ، ط :1. الدار العالمية للكتابة، البيضاء 1993.– ص : 41.

3 -درويش (مصطفى) : “قضية المرأة ومكانتها في سينما العالم الثالث“، عيون المقالات عدد : 9-10، 1987، – ص : 111.

4-كرام (زهور) : “في ضيافة الرقابة”، ، منشورات الزمن مارس 2001

 – ص : 84

Durant (Gilbert) : Les structures Anthropologiques de l’imaginair, Ed :Dunod, . Paris, 19905-  

.  P :181 Kristiva (Julia) : Pourvoir de l’horreur, Essai sur l’objection. Ed : seuil : 1980.   6-

P :132.

 

أحمد بوغربي

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى