“محمد الشارخ” .. العقل الذي كشف أسرار الكونية أمام اللغة العربية
توجد أكثر من مناسبة مهمة، لجعلها منطلقًا للكتابة عن محمد الشارخ، إلا أننا لا نحتاج إلى مناسبة فعلية لنتذكر هذه الشخصية التي ارتبط اسمها بعالم الكومبيوتر، «صخر» وما تمخض عنه من برامج أحدثت تحولًا كبيرًا في تعاطي العرب مع هذا الجهاز الخطير.
إضافة إلى ذلك فهو صاحب مبادرات رائدة في مجالات متنوعة كانت فريدة من نوعها، والداعم بلا شروط لعدد من المشروعات الحيوية ذات الطابع الثقافي في الوطن العربي، وهو أيضًا، وبالأهمية نفسها، أديب ومقتني أعمال فنية وشغوف بالفنون، من لوحات وموسيقا وسينما.
يشارف الشارخ اليوم على الثمانين من عمره، إلا أن شعلة الحماسة للثقافة والآداب واللغة العربية وخدمتها لم تنطفئ بعد، وهو يكرس اليوم جل وقته ليبقي هذا الحماس مستمرًّا، فلا يتوقف أي من المشروعات التي وهب عمره واهتمامه وسخَّر ماله لها.
ولئن طغى في بعض الأحيان جانب المال والأعمال على شخصية الشارخ، فإن من يطالع قصصه وروايته وكتاباته عن اقتناء اللوحات وعلاقته برساميها، سرعان ما سيتولد لديه انطباع أن الأديب ظلم بجوار رجل الأعمال؛ إذ إن هذا الأديب يكتب أدبًا يتمتع بخصائص وأساليب جديدة، ويختار موضوعات فريدة تضمن له حضورًا راسخًا في الذاكرة الأدبية.
ولعل هذه الأساليب تحولت جزءًا من شخصيته، فهو حين يتحدث أو يروي حكاية أو موقفًا حدث له فيما مضى من الزمان، فإنه يزج بالمستمع في قلب الحكاية، بطريقته الخاصة في الحكي وقدرته على استعادة التفاصيل الدقيقة والجو الذي كان سائدًا. في الشاليه المطل على الخليج العربي، يمارس حياته ببساطة شديدة، طوال الأيام التي يخصصها للبقاء فيه.
فهو يوزع أيامه بين المنزل والشاليه، يقبل على ملذات الحياة ومباهجها من دون إسراف، يضيق بالتنبيهات الصارمة حول ما ينبغي أو لا ينبغي تناوله من أطعمة ومشروبات. يتسع صدره لهفوات مخدوميه الصغيرة. وبنفسه يشرف مع الحدائقي على الاعتناء بالنباتات والأشجار الصغيرة، وسيلتفت إلى أحد ضيوفه ويقول له مشيرًا إلى الحدائقي: إنها حديقته، فهو معنا منذ زمن طويل.
وهكذا يتعامل مع بقية من يقومون على خدمته وخدمة ضيوفه، من أدباء ومثقفين يستضيفهم من حين إلى آخر، ويوفر لهم سبل الراحة. وهناك أو في منزله، يقصده نفر أو آخر من أصحاب المشروعات الثقافية، خصوصًا من الشباب، طلبًا لتدخله لدى جهة حكومية أو أهلية، فلا يتوانى لحظة واحدة، عادًّا ذلك من صميم واجباته، أي خدمة كل ما يمت للثقافة بصلة.
يبدو متصالحًا مع نفسه بل يغمره شيء من الرضا، أن يكون أنفع الناس وليس أصلحهم، كما يصفه أحد أصدقائه. من يصغي إليه وهو يحكي شطرًا من حياته فيما مضي، سيتبادر إلى ذهنه كم أن هذا الرجل كان، ولعله لا يزال، جسورًا ومغامرًا بل عنيدًا في إخلاصه لشغفه، رافضًا أن تشاركه الحكومة مشروعاته، مخافة أن تسلب منه أو يقع في شرك البيروقراطية.
ربما لهذا السبب، وخلال أحاديثه حول مشروعاته الثقافية «أرشيف المجلات، المعجم العربي المعاصر، المدقق اللغوي، التشكيل الآلي، ولوحاته الثمينة، جمالًا وقيمة مادية» سيمس صوته قلق طفيف، بخصوص ما ستؤول إليه هذه المشروعات بعد زمن طويل.
- كتب ومجلات وموسيقا
في الأماسي والسهرات، وحين يلوذ السهارى بالصمت، فجأة سيأخذ في الإنصات، وينصت معه البقية بإجلال، إلى مقطوعة موسيقية كلاسيكية متطرفة في جمالها، تنتمي إلى أحد أولئك الكبار الذين صاغوا وجدانات أجيال بموسيقاهم الخالدة.
ينصت صاحب «العائلة» إلى الموسيقا، ويمتع ناظريه بالبحر حوله وبالجمال والأفكار والحالات التي تعكسها اللوحات الفنية لأبرز الرسامين العرب والأجانب، المنتشرة في أركان الشاليه، متعدد الأبنية. الكتب والمجلات باللغتين العربية والانجليزية تملأ رفوف المكتبة، وتحيطه أينما اتخذ مجلسه.
سيقول إنه حاول أن يعيد قراءة رواية «أنا كارنينا» لتولستوي، لكن لم يستطع أن يكمل، فهو لم يعد يحتمل العذاب الذي يقع على آنا أو على بقية الشخصيات، في تلك الرواية الهائلة. سيتحدث عن كتابات الجيل الجديد الحداثية، وسيذكر أنه لم يعد يفهمها، من دون أن يذهب إلى نسف هذه الكتابات أو إقصائها.
سيحكي مواقف وحكايات عن أشخاص وأصدقاء، في القاهرة، في بيروت، في المغرب، في باريس، في لندن، في عدن، في صنعاء، في كوريا، وفي أصقاع مختلفة من العالم. سيروى شظايا من حياته، حين كان فتى إلى أن صار ما هو عليه، وكيف أن الشرارات الأولى، لأي شيء مر به في صباه، لم تخمد، كذلك اللقاء الغريب الذي جمعه بصديق قديم جدًّا في أحد محال بيروت، بعد أن عز اللقاء به في الكويت لعقود.
سيحكي عن مقاضاته لبيل غيتس وسيقلد طريقة القاضي في الكلام (لا تخلو كثيرًا من المواقف التي يسردها من تقليد أو تقمص ظريف، ولعله لا يقصد ذلك، بقدر حرصه على وضعك في صميم ما يحكيه) حين نقل له محامي غيتس أنه لا يستطيع الحضور في المحكمة لأنه يقضي إجازته مع أسرته، قال القاضي: إنه طالما هو نفسه موجود في المحكمة فعلى بيل غيتس أن يكون موجودًا أيضًا، وفعلًا حضر غيتس، الذي تغطي أعماله ومشروعاته المنطقة التي توجد فيها المحكمة، لذلك كان مستحيلًا ألا يكسب، وهكذا خسر الشارخ القضية.
حين كتب عن الفنانين من أصدقائه وعن أعمالهم التي اقتناها، فإن كتابته تبدأ بتفصيل صغير في لوحة، ولا تنتهي عند الإشارة إلى الأسرار الدفينة، التي تجمع بين فنانين آوتهم يومًا ما خلية حزبية. كتابته عن أولئك الفنانين تخترق طبقات العمل الفني برهافة شديدة، وتسكن في ذوات الفنانين وتفتحها على تناقضاتها وشفافيتها وتعقيداتها.
كتابة تجمع بين خبرة مقتنٍ يدرك قيمة ما يرى أمامه من أعمال، وبين مثابرة مبدع خلاق على التقاط التفاصيل الدقيقة، ويشيد منها مشهدًا يضج بالجمال وبالحياة وعنفوانها. في هذه الكتابة يتبادل الشارخ الأدوار مع الرسامين، فيرسم بورتريهًا شائقًا لكل رسام، بورتريهًا يؤثثه بالتفاصيل الصغيرة لكن الدالة بقوة، حتى الحسي منها («زوجته طويلة وممتلئة» يكتب عن أحد الفنانين) فيتجلى في كيفية ساطعة كل من الرسام – الشخص ولوحته، التي تقول رؤيته للعالم وتعكس قلقه وتعبر عن مأزقه الوجودي.
كتابة الشارخ عن الرسامين وأعمالهم، تهب المتلقي سعادة الولوج إلى ذاكرته هو، وتقاسم محتوياتها النفيسة من الحكايات والمواقف واللحظات التي لن تتكرر. كما تصيب المتلقي بأثر رجعي بالغواية نفسها، التي جعلته يتسمر أمام أعمال هؤلاء العمالقة الاستثنائيين.
ارتبط اسم الشارخ بالتأسيس والإسهام في تمويل عدد من المشروعات الثقافية المهمة في الوطن العربي، فهو أسس مشروع «كتاب في جريدة» مع اليونسكو عام 1997م وأسهم في تمويله، كما أسهم في تمويل مركز دراسات الوحدة العربية والمنظمة العربية للترجمة. وشكل تمويل الشارخ لعدد من المشروعات الثقافية بادرة فريدة من نوعها حينذاك، بعيدًا من مال السلطة وتمويلها الذي غالبًا ما يطالب بتنازلات معينة.
تخرج الشارخ في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة، ونال الماجستير في الاقتصاد من جامعة Williams College ( ولاية ماساتشوستيس، الولايات المتحدة). نال جائزة الدولة من المجلس الوطني للثقافة بالكويت.
وجائزة World summit award. والجائزة التقديرية الكبرى ضمن جوائز التقنية العربية. وجائزة الرواد من مؤسسة الفكر العربي. وجائزة «صاحب الرؤية الإلكترونية» تقديرًا لإنجازاته في مجال صناعة البرامج العربية. وجائزة منتدى النجاحات الخليجية. حصلت شركة صخر التي أسسها على ثلاث براءات اختراع من مكتب البراءات الأميركي في حقل اللغة العربية للنطق الآلي والترجمة الآلية والمسح الضوئي.
- انطلاقة صخر
في كلمة له بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، الذي نظمته اليونسكو العام الماضي، يتطرق محمد الشارخ إلى الشرارة الأولى في مشروع صخر، فيقول: «في أوائل سبعينيات القرن الماضي كنت أعمل عضوًا في مجلس إدارة البنك الدولي للإنشاء والتعمير في واشنطن، فدخل مكتبي لأول مرة الحاسب الشخصي وإذ اندهشت من إمكانياته في حفظ المعلومات واسترجاعها رأيت أن لا بد من العمل على تعريب تقنياته لتتواءم مع خصائص اللغة العربية في الصرف والتشكيل».
ويمضي قائلًا: «طال التفكير وتعددت الاستشارات واختمرت الأفكار وقررت أوائل الثمانينيات (1982م) البدء بالمشروع. فاستأجرت فيلا بمنطقة الجابرية في الكويت لبدء المشروع الذي يتطلب تحويل قواعد اللغة العربية وتصريفها إلى Binary System في علم جديد نشأ آنذاك بسبب تقنية الكومبيوتر وهو علم معالجة اللغة الطبيعية NLP: Natural language Processing الذي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence)».
ولأن هذا العلم لم يكن يدرس في الجامعات العربية آنذاك، لجأ الشارخ إلى الاستعانة بمتخصصة بريطانية «لتعلمنا أصول العمل في البرمجيات، واقتضى لاحقًا أن أرسل بعثات لأميركا للاطلاع على هذا العلم ونقل تجارب لغات أخرى لها خصوصيتها أيضًا».
بعدها تسنى للشارخ وفريقه تطوير حوالي 94 برنامجًا تعليميًّا وتثقيفيًّا للناشئة العرب مع كتب لتعليم البرمجة ولتدريب المدرسين، «كما طورنا الصرف الآلي الذي نجحنا في عمل أول وأهم تطوير عليه وهو برنامج القرآن الكريم سنة 1985م.
ثم بدأنا العمل على التشكيل الآلي الذي تطلب عشر سنوات لإنجازه؛ إذ نحن نقرأ من دون تشكيل ونفهم من السياق لكننا نشكل كلماتنا حين ننطق وإلا صار كلامنا رطنًا والمطلوب أن نعطي للكمبيوتر هذه الخاصية البشرية التي نملكها بالسليقة اللغوية، وعليه تم تطوير النطق الآلي والترجمة الآلية، والتدقيق الإملائي، و OCR وحصلنا على ثلاث براءات اختراع من هيئة الاختراعات الأميركية USPTO أوائل تسعينيات القرن الماضي، وهي أدوات أساسية ولازمة لتحقيق هدفنا الأساسي وهو تزويد الفصحى الحديثة بمعجم عربي حديث وأداة لتصحيح الكتابة آليًّا».
- المعجم المعاصر للغة العربية
ويتحدث الشارخ في كلمته في اليونسكو عن المعجم المعاصر للغة العربية الذي دشنه قبل مدة قصيرة، «رأيت ضرورة العمل على معجم حديث للغة العربية بعد أن توقف العرب عن استخدام المعاجم القديمة لصعوبة استخدامها؛ إذ يتطلب استخدامها معرفة الصرف لتحديد جذر الكلمة كما تحتوي على كلمات عديدة لم تعد في الاستعمال، وكون شرح هذه الكلمات يستخدم لغة قديمة وشواهد تحتاج بذاتها إلى شرح بل شروح. كما رأيت أن يكون المعجم إلكترونيًّا ليسهل استخدامه على وسائل التواصل الحديثة».
بنى الشارخ وفريقه ذخيرة لغوية مدونة Corpus تشمل خمسين مليون كلمة من الكتابة العربية منذ بداية القرن العشرين ومكنزًا مرمزًا من سبعة ملايين مفردة، وطوروا أنظمة إحصائية لاستخراج الكلمات الفريدة وأولوية استخدام معانيها، واستعانوا بالصرف الآلي والتشكيل الآلي والنطق الآلي والترجمة الآلية لكل منها، إضافة إلى خصائصها الصرفية والنحوية ومرادفاتها ومتضاداتها واشتقاقاتها وذلك في برنامج متاح على الإنترنت لأجهزة الحاسب وجميع أنواع الأجهزة الكفية التي تعمل بنظامي Android أو IOS.
تحوي النسخة الأولى من هذا المعجم 125 ألف معنى وتركيب تحت 80 ألف مدخل و35 ألف مترادف ومضاد و150 ألف مثال حديث. ويمكن لمستخدم المعجم وهو يقرأ الصحف أو بريده الإلكتروني أو وهو يكتب أن يجد المفردة المطلوبة مع اشتقاقاتها ومرادفاتها ومعناها بسهولة من دون أن يخرج من البرنامج الذي يعمل عليه. كما أضافوا للموقع ثلاثة معاجم تراثية للمقارنة ولاستزادة المعرفة، وقاموس عربي/إنجليزي/عربي.
بحيث يستطيع قارئ الكتابة الإنجليزية في الصحافة أو الكتب أو البريد الإلكتروني أن يجد معنى الكلمة بالعربية وكل الخصائص المذكورة سابقًا، من دون أن يغادر الموقع الذي يقرأ منه. وهذه وسائل تمكن الطلبة وغيرهم من استخدام المعجم الذي توقفت المدارس عن تعليمه منذ سنوات طويلة لصعوبة استخدامه ولعدم شموله الكلمات الحديثة المتداولة في الصحف والفضائيات والإذاعات العربية التي تستخدم الفصحى الحديثة.
مشروع الشارخ هذا يسد فراغًا في الثقافة العربية، فالمعاجم تصنع عادة في الجامعات مثل: ييل وأكسفورد وبرمنجهام أو في مؤسسات متخصصة.
ولقد انهمك الشارخ وفريقه في السنوات العشر الأخيرة في تطوير هذا المعجم إضافة إلى بناء الأرشيف الثقافي الأدبي الذي يحتوي على مليوني صفحة من المجلات الأدبية العربية، منذ أواخر القرن التاسع عشر.
استوعب إشكالات الثقافة وأسئلة زمنه
عبدالصمد الكباص
استحق محمد الشارخ بامتياز كبير لقب عراب المعلوميات العربية. لا يعود ذلك فقط إلى مغامرته العظيمة التي عُمدت تحت اسم «صخر» بإنجازاته المبهرة التي نقلت العربية من سؤال تحفه الشعارات، إلى حل ناجع يمكنها من الأرض الثانية التي صار إنسان عصرنا يستقر فيها وهي الأرض الرقمية، ولكن وبشكل أقوى يعود إلى هذا الشغف الجارف الذي يظهره مسار الرجل بتطوير الثقافة العربية، وتحويل تموقعها التقني إلى رافعة حقيقية لنهضة جديدة.
لا يمكننا أن نتحدث عن محمد الشارخ إلا باعتباره عقلًا عربيًّا كبيرًا نادر الحدوث، استوعب إشكالات الثقافة التي ينتمي إليها وتملك أسئلة زمنه. إذ عكس التجلي الواضح لحالة يقظة سابقة لزمنها تجاه سؤال التقنية والثقافة، هذا الارتباط الذي يحافظ على درجة هائلة من الالتحام في كل مشروعاته التي شكلت أحلامًا استمات في تحقيقها.
بل مثل الرجل منقذًا حقيقيًّا للغة العربية، بعد أن استوعب بشكل مبكر أن لا بديل من حوسبتها وإدماجها في عالم الحاسوب وتحويلها إلى عنصر فاعل في المبادلات الرمزية التي تتم من خلال العوالم الرقمية، فاتحًا بذلك الباب إلى انتمائها الفعلي للكونية بمعناها المعاصر، أي تلك الكونية. لقد كان بذلك، مساهمًا في إرساء طفرة ثقافية تستفيد منها أجيال متلاحقة.
محمد الشارخ الاسم الذي يليق بهذا العمل من أجل الكوني، العمل الذي يؤمن بأن الشعارات لا تكفي أبدًا لحل المشكلات وتبديد المخاوف. إنه المثقف الذي ظل وفيًّا للقضايا التي يؤمن بها. وهو أيضًا حاضن الصداقات بوفاء نادر يكشف غنى روحه وتشبعه بحكمة جمالية للعيش والتقاسم والمحبة.
لن أنسى زياراته لنا في مراكش للاطمئنان على أحوال أصدقائه والإصغاء لهم، حيث تشهد سماء هذه المدينة الحمراء على تلك اللحظات الباذخة من السمو والمحبة التي تقاسم فيها معنا، أنا وصديقي المفكر عزيز بومسهولي أسئلة الحياة والفن والكتابة، وهو المبدع المبحر في عوالم السرد الذي أثمر أعمالًا تعكس هذه القوة الثقافية والإبداعية التي يحتكم لها الرجل في ملاحقة أسرار الحياة ومحاورة هشاشتها. إنه مبدع في الكتابة والصداقة والحياة.