المذاهب الأدبية من الكلاسيكية إلى العبثية – اقتباسات
الأدب نسيج حيّ يستمد أصوله من الحياة، ثم ينفصل عنها، مكوّنا عالمه الخاص به، ولكي يستوعب القارئ هذا العالمَ الخاص، لا بد أن يتمكن من الحس النقدي. ص6.
هذه الدراسة لا تكتفي بالتعريف بالمذاهب الأدبية العالمية من نواح ثلاثة: العمل الأدبي، الاعمل الادبي في علاقته بالأديب، العمل الأدبي في علاقته بالقارئ. وهذا التعدد في المذاهب والحركات الأدبية يؤكد الثراء الخصب الذي يشكل طبيعة الأدب. ص7.
الريادة الأدبية تحتم استيعاب أبعاد العصر واتجاهاته.
فالتناقض بين هذه المذاهب ظاهري فقط، فالمذاهب الأدبية المتعاقبة امتداد طبيعي ضمن سلسلة طويلة تسير موازية للفكر الإنساني.
المذاهب الأدبية مفيدة عندما تكون في خدمة التشكيل الفني للعمل الأدبي، وكلما كان تامذهب أصيلا فإنه قادر على الاضافة والتجديد وليس التكرار والتقليد.
الأدب ليس مجرد تقليد مذاهب قديمة أو مجرد تسجيل شطحات خيالية للأفراد. ص7/8.
المهذب الكلاسيكي
ظهرت لفظة كلاسيكية أو الكاتب الكلاسيكي مع الكاتب اللاتيني أولوس جيليوس[1]، في القرن الأول الميلادي، كمصطلح مضاد للكاتب الشعبي.
فالأدب يومها كان خاصية وسمة أرستقراطية، وكان حكرا على النبلاء والبرجوازية، وكانت موضوعاته كذلك لا تخرج عن هذا الاطراء فهم يكتبون عنهم ولهم، وما عدا ذلك مما يكتبه العامة والسوقة والفقراء يسمى بـ ( بالأدب الموازي أو الشعبي، وظلت لفظة الكلاسيكية لصيقة بالنخبة المثقفة الموسرة والحاكمة.
[1] أولوس جيليوس، جنرال وسياسي روماني، عاش في القرن الميلادي الأول، عٌيّن محافظا لبريطانيا بين عامي 52 و 57م.
من كتاب: المذاهب الأدبية من الكلاسيكية إلى العبثية – للدكتور؛ نبيل راغب.