رواية “بينما ينام العالم” – اقتباس
رواية “بينما ينام العالم” – القطاف 1941.
في قديم الزمان قبل أن يخطو التاريخ فوق التلال مبعثراً الحاضر والمستقبل، قبل أن تمسك الريح بالأرض وتهزها نازعة اسمها وطابعها، قبل أن تولد آمال؛ وجدت قرية صغيرة شرقي حيفا عاشت بهدوء على التين والزيتون على الحدود المفتوحة وأشعة الشمس.
كان الظلام لا يزال مخيما والأطفال وحدهم النائمين بينما استعد القرويون في “عين حوض” لأداء صلاة الفجر.
تدلى القمر كإبزيم يشبك الأرض بالسماء مجرد شذرة من وعد خجول بأن يصبح يوما ما بدرا.
تمطت الأذرع وهي تستيقظ أزاح الماء النعاس بعيدا واتسعت العيون المفعمة بالأمل أطلق الوضوء همهمات الشهادتين في ضباب الصباح مئات الهمسات تعلن وحدانية الله والتصديق برسالة نبيه المصطفى.
اليوم صلوا في الهواء الطلق بخشوع خاص يليق ببداية موسم قطف الزيتون في مناسبة بهذه الأهمية لا ينبغي تسلق التلال الصخرية الا بضمير وسريرة نقيين وطاهرين.
ومع انبعاث أوركسترا ما قبل الفجر أصوات جداجد الحقول والطيور المفعمة بالحياة ثم صياح الديكة عكس القرويون ظلال القمر على سجادات صلاتهم.
أرجو اشراكي في نشرتكم البريديه