فكر وفلسفة

الفلاسفة والحب

من الشائعِ الراسخِ بين الناس أنّ الحبَّ والفلسفة متعارضان ولا يلتقيان، انطلاقًا من كون الحبّ عاطفة ذاتية متقلّبة، في حين أنّ الفلسفة تفكير عقلي وخطاب منهجي.


ولكن ألم يقل سقراط Socrates في جمهوريته: «من لا يبدأ بالحبِّ لن يعرف أبدًا ما هي الفلسفة»؟ ثمّ، ألا تعرّف الفلسفة باعتبارها «حبّ الحكمة»؟

رغم ذلك، فإنّ التقليد الفلسفيَّ طالما امتدحَ العقلَ على حساب المشاعر والعاطفة، وتأخّر في أنْ يبدع فلسفةً للحبِّ، مكتفيا ببعض المفاهيم والخواطر التي نلتقي بها في بعضِ أعمال أفلاطون وروسو وكانط وسارتر وغيرهم من الفلاسفة.. في مقابل ترحيب الأدب منذ القديم بالحب ومنحه مكانة متميّزة في الملاحم والروايات، وكذلك في الأعمال السينمائية والفنية. 

ولعلّ ما يؤكد أنّ العلاقةَ بين الفلسفة والحبِّ فعلا علاقةٌ إشكالية غالبا ما قامت على التنافر، ندرة المؤلفات التي جمعت بين هذين الزوجين وجعلتهما موضوعًا رئيسيا للتفكير والتأمّل.

من هذا الواقعِ يستمد كتابُ أود لانسولان Aude Lancelin وماري لمونيه Maire Lemonnier الفلاسفة والحبُّ، من سقراط إلى جان بول سارتر Les philosophes et l’amour: aimer de Socrate à Simone de Beauvoir بعضَ قيمته.


صدر هذا الكتاب سنة 2008، عن دار بلون Plon، وترجمته إلى العربية دينا مندور، ونشرته دار التنوير سنة 2015، في 264 صفحة.

يتركّب الكتاب من مقدّمة وعشرة فصول، خُصّ كلّ فصل منها بأحد الفلاسفة باستثناء الفصلين الأخيرين حيث تمّ الجمعُ بين فيلسوفين اثنين، فكان عدد الفلاسفة اثني عشر هم: أفلاطون Platon ولوكريس Lucrece ومونتاني Montagnier وروسو Rousseau وكانط Kant وشوبنهاور Schopenhauer وكيركيجارد Kierkegaard ونيتشه Nietzsche وهايدجير Heidegger وحنه أرنديت Arendt، وسارتر Sartre وسيمون دو بوفوار De Beauvoir.


  • الارتباك العاطفي

في مقدّمة الكتاب تقفُ المؤلفتان عند بعض الأسباب الفكرية والثقافية التي أسهمت في شيوعِ فكرة أنّ الحبَّ والفلسفة لا يجتمعان. تكتبان: «تحت غطاء الرومانسية السّخيفة تقبع حقيقة الجنس والحساباتُ والرغبة في التسلط التي تتقنّع بفجاجة، أيْ أنّ العاطفة لا تستحقّ حتّى ساعتين من التفكير فيها.

وإذا تطرقنا لموضوعٍ بهذه الأهمية في حياة البشر، فلن يكونَ من المدهش اكتشافُ أنّ الحبَّ أصبح كالصحراء المهجورة من قِبَلِ روائيي العدميّة الجنسيّة، وعلماءِ الاجتماع الذين ينتمون إلى تيار «الارتباك العاطفي» الجديد، والتقوى الزائفة.

لم يحاول أحدٌ مواجهة الرؤى المختلفة للفلاسفة حول الحب لدرجة أنّ المرءَ قد يكتشف مزيدا من العمق في الحديث عن الحبِّ في الأغاني الشعبية عنه عند المفكرين المعاصرين». ( الترجمة العربية، ص5).


هكذا يكون الكتابُ إذاً محاولةً لمواجهة هذا السؤال، والكشفِ عن المواقف المختلفة لنخبة من الفلاسفة القدامى والمعاصرين حول الحبّ، وهو ما سيسهم لا شكّ في سدّ ثغرةٍ تعاني منها المكتبة الفلسفية.

ولكن، هل أسباب صعوبة دراسة هذا الموضوع تتعلق باتجاهاتِ التفكير السائدة وأدوات البحث في علم الاجتماع وعلم النفس والنقد الثقافي، فحسب، أم انّ للفلاسفة أنفسِهم دورًا في عدم الاهتمام بالحب في مؤلفاتهم؟


  • التحفّظ والتعقّل

صحيح أنّ عاطفةَ الحبِّ غامضةٌ ومثيرة للارتياب ومقاومةٌ للعقلنة، ولكن مثلما يتضح من مقدّمة الكتابِ فإن الفلاسفة أنفسَهم أسهموا في هامشية هذا المبحثِ لأنهم كما تقول المؤلفتان أثاروا موضوع الحبِّ بكثير من التحفّظ والتعقّل بسبب انشغالهم بتحرير الإنسان من كلّ أشكال العبودية وبمعالجتِه من آلام النفس التي يمثل الحبُّ إحداها.

وباستثناء حنه أرنديت وسيمون دو بوفوار فإنّ الخطاب الفلسفيَّ في أغلبه خطاب ذكوريٌّ، وهو خطابٌ ازدرائي في الموقف من الحبِّ باستثناء قلة قليلة أمثال ألان باديو Alain Badiou الذي عرّف الحبّ باعتباره «نتاج الحقيقة».

أيعني ذلك أن الفلاسفة لم يختبروا الحبّ؟ كلاّ، وإن لم يؤسّسوا معارفَ صلبة حول هذا الموضوع، خاصة أنّ أغلبهم كانوا كتابَ نصوص أدبيّة أيضا.

ذلك هو رهانُ هذا الكتابِ الذي عدّته مؤلفتاه محاولةً متواضعة للنظر في هذا السؤالِ بشكل موضوعيٍّ. فجميع الفلاسفة لديهم ما يقولونه عن الحبِّ بطريقتهم المخاتلة واللاذعة وأحيانا العدائية الشرسة.

والعودة إلى خطابهم في الحبِّ أضحت اليوم ضرورية للحدّ من شيوع ضربٍ من الخطاب التافه واليائس حول الحب، والذي تمثله التياراتُ العدمية والعلماوية الاختزالية التي شيّأت الجسدَ وشوّهت العواطفَ وألقت بالحبِّ في دهاليز الماضي.

 


إننا نعيش عصر المكننة والميلِ الجماعي للمتعة المؤقتة والمثيراتِ العابرة والاغتراب الجسدي، لذلك فإنه من الضروري إيقاظُ عاطفة الحبِّ من جديد.

على أن ذلك لا ينفي أنَّ الحبَّ ذاته أنواعٌ، إذ من الحب ما يكون نزوة عابرة ومنه ما يكون وجْدا صوفيا وسموا روحيا، ومنه الباردُ ومنه الجموح، والمستلِب والمحرِّر للطاقة وللفعلِ.


  • ولكنّ أيّ حبّ سيكون موضوعَ اهتمام مؤلفتيْ الكتاب؟

هل هو الحب تجربةً واقعية في حياة الفيلسوف أم هو الحبُّ كما يتجلّى في خطابه؟

لا شكّ أنّ بين السيرة في الحياة والخطابِ علاقةً وتداخلاً، خاصة أنّ أغلب الفلاسفة مزجُوا بين عذاباتِهم وانتصاراتِهم الشخصية وفلسفتهم، ولكنّ المرجعَ الأساسيَّ في الدراسة هو الخطابُ المكتوب.


  • مأدبة أفلاطون

فإذا أنهت المؤلفتان وُضعَ القارئ في المقدمة أمام حدودِ الدراسة ومنهجها وأهدافِها انتقلتا إلى فصولِ الكتاب ترصدان وجهة نظر كلِّ فيلسوف في الحبّ وما جاوره من قضايا، بدءًا بأفلاطون في «مأدبته» وانتهاء بعلاقة سارتر ودو بوفوار التي أسالت كثيرا من الحبرِ.

في مأدبة أفلاطون ذلك الكتابِ الذي رسم، كما تقول المؤلفتان، معالمَ الرؤية الغربيّة للحب طوال القرنيْن التاليين لظهوره، والذي اعتبره ميشال ووليبك «كتابا ملعونا سمّمَ الإنسانية حين قدّم لها حنينا إلى الماضي لا يمكن مداواته» يرسم لنا أفلاطون بورتريه أستاذِه سقراط.


وحده الجمال الروحي إذن يستحق المدحَ. وبالتالي فإنّ الحبَّ ليس غير قوة مندفعة في طريق البحث عن الجمال والخلود.

ولذلك فإن العودة اليوم إلى «الحب الأفلاطوني» ضرورةٌ لإعادة وصلِ الحب بالجمال والحد من تحول إيروس إلى شهوانية طاغية تلتقي بالجسد فريسة للفراغ.


  • التولُّه العاطفيُّ

أما لوكريس الذي ولد نحو عام 55 قبل الميلاد فقد ترك قصيدةً يصف فيها التوله العاطفيَّ المُرعِب ويهجو العاطفة المتوقدة. فالحب في رأيه رغبة مُهلِكة في امتلاك الآخر وحالةُ نهم غير محدودٍ. والعاطفة الجنسية تصاحبُها الكراهية والشقاء، لأنها تتعارض مع مبدأ الاكتفاء الذاتيِّ. وتجنب الوقوع في الحب أسهلُ من التخلص منه.

لقد حذر لوكريس، على خطى أستاذه أبيقور، من الشهوانية المفرطةِ والخليعةِ التي تُفقد الإنسان توازنه. ولكن رغم ذلك ظلت أسطورة «الروح الشقيقة» تمارس ذلك الافتنانَ عبر العصور مُعاندةً كلَّ الاخفاقاتِ والجراحات.

أما مونتانيه فقد نادى بفلسفة المتعة وتباهى بمغامراتِه العاطفية، وترك مقاطعَ كثيرة في فنّ المداعبة والتشارك. وكان حريصًا على أنْ يحترم الشريكَ.


  • الاعتياد على الوحدة

ومثلت رواية جان جاك روسو «جولي أو هوليز الجديدة» Julie, ou la nouvelle Héloïse حدثا أدبيّا في عصرها هزّ المشاعرَ وجعل الكلَّ يشتركُ في بكاء حال جُولِي ومصيرَها، وكأنّ أوروبا كلّها تعاني صدمة.

إنّ الجنس حسب روسو ليس حاجة طبيعة. ومشاعرُ الحب والعشق اجتماعيةٌ، لذلك هي جارحة ومعذّبة. وبالتالي فمن الأفضلِ للإنسان أنْ يتعلّم الاعتيادَ على الوحدة.

لقد كان روسو رواقيا شديد الخوفِ منْ أنْ يتحول الحبُّ إلى ميدانِ صراع، فلم يره إلا بما هو أخلاقٌ وسموّ وعفّة.

بيد أن ذلك الحلمَ الرومانسي الذي عبّر عنه أقرب إلى أنْ يكون أمرًا مستحيلا. ولقد كتب في اعترافاته Les Confessions ما يؤكد ذلك، حين قال إنه لم يعرفْ حبّا كبيرا وحقيقيّا.


تقول مؤلفتا الكتاب: «لقد ولّدت العقدةُ الوجودية عند روسو ولعا بالرجل الجديدِ المتصالحِ مع النساءِ ومع نفسِه، رجلٍ لا يمثّل الجنس بالنسبة إليه السكّينَ والجرحَ، ولا يرى الحب وسيلة دائمة لتعنيف الآخر وحشيا، أو طريقة للوقوعِ ضحيةً للعنف الوحشي.

هذا هو الرجلُ الذي قدمه روسو من خلال كتابه الشهير «إميل». وما استطاع تخيله عن السعادة الزوجية التي صاغها في نهاية الكتابِ تعطي فكرة عما يمكن الحصول عليه من سعادة أرضية شحيحة لأنها السعادة الوحيدة الحقيقيّة في نظره» ( الصفحة 98 من الترجمة العربية).


  • التصرف بحكمة

أما إيمانويل كانط الذي من الممكن أنه تأثر بروسو، فإنَّ عالما يخلو من إيروس، في رأيه، هو عالمٌ يخلو من النِّعَم. ولكن لا قيمة ولا أهمية لتلك النِّعَمِ ما لم نتصرف معها بحكمةٍ. ففي غياب الحكمة تتحول ممارسة الجنسِ إلى حفلة استهلاكٍ وأكلٍ للحم البشريّ.

لقد كان كانط الذي وصفه البعضُ بـ«عفيف الفلسفة وشريفها» زاهدًا، ولكنه عُرِفَ أيضا بموقف سلبيٍّ من المرأة. لقد كان يتحاشى النقاش معها في مسائل فلسفية وكان رافضا لحق النساءِ في التصويت خوفا من احتدام الصراع والمعارك بينهم وبين الرجالِ.

وتتساءل مؤلفتا الكتاب منكرتين وجهة نظر كانط: «الآن وقد أصبحت التبعيّةُ النسائية أقل من ذي قبل، كم من براهين لكانط لا تزال تحتفظ بوجاهتها؟».


  • المخلص للعزوبية

كذلك كان أرتور شوبنهاور المخلصُ للعزوبية يرى أن هذا الشيء الذي يدعى حبّا وإنْ بدا مُسليّا إلا أنه تراجيدي في أغلب الأحيان. وليس اختيار الأماكنِ الخلفية والمظلمة لممارسته سوى اعترافٍ بأنه خطيئة وبأنه مدانٌ.

إن السعادة الحقيقية الوحيدة بالنسبة لشوبنهاور المتشائمِ تتلخص في ألا يُخلق الإنسان أصلا، ولأن ذلك أمر مستحيل، فعلى المرءِ أنْ يفعل ما في وسعه ليخلّص نفسَه من الرغبة العبثيّة في الحياة. ولقد وجدت هذه الأطروحةُ المتشائمة الحبَّ أفضل الساحاتِ ليخوض شوبنهاور معركته ضد الحياة.


  • جوهر العشق

أما فريدريش نيتشه الذي اختار أنْ يُدوِّن بخط يده صيحة دون خوسيه Don Jose في نهاية مسرحية كارمن «نعم! أنا قتلتها، أنا قتلتُ معشوقتي كارمن» فلأنه وجد في تلك العبارةِ روح الحبِّ التراجيدية التي تشكل جوهر العشقِ.

إن الحبَّ بالنسبة إلى نيتشه الذي سخر من الرومانسيين وثار على العفة المزيّفة، هو الشيءُ الوحيد الذي يليق بفيلسوفٍ، لأن الحبَّ ووسائلَه هي الحربُ التي تدور في أعماق الوجود وتُنعش كينونتنا ورغابتِنا وأفعالَنا. إنه محطم الأصنام التي شيطنت إيروس.

ورغم أنّ كارل يسبرز قال ذات مرة إن «فلسفة هايدجير بلا حبٍّ ولذلك فإن أسلوبه غير محبّب»، فإن لهايدجير الذي عاش مغامرة عاطفية مكثفة مع حنة أرندت واعترف بأنها كانت ملهمته تحوّل تدريجيا إلى «فيلسوف عاطفي» يحتل مكانة إلى جانب أفلاطون وروسو.

فالحب بالنسبة إليه هو ذاك النمطُ من الانفتاح الأكثر أصالة من المعارف الأخرى. إنه إشكالية «الوجود والزمان» الأساسيّةُ.


ومن جانبها كتبت حنة أرندت التي اختارت موضوع رسالة الدكتوراه: مفهوم الحب عند القديس أوغسطين «كتبت: لا شيء يقودُنا إلى قلب العالَمِ النابضِ حقّا أكثرَ من الحبّ»..

وفي موضع آخر تقول: «من لم تصبْه قوّةُ الحب لا يكون حيّا، ولا يُعَدّ جزءا من الكائنات الحيّة».

ولكن هذه القوة بالنسبة إلى هايدجير وحنة أرندت تمثل مسؤولية تقع على من يستقبلها. هي مسؤولية المحافظة على حرية «الآخر» وعدم الرغبة في امتلاكه.


  • سارتر ودو بوفوا

أما سارتر ودو بوفوار فرغم ما لحق علاقتهما من سخرية وتشويه وعدائية فإنهما مثّلا رباطًا عاطفيا متينا وغير حصريّ. لقد باتت الشفافية معهما، كما تقول المؤلفتان، ممكنةً.

إنّ الحب الذي يبدو العاطفة الأكثر شيوعا بين الناس متناقضُ الدوافعِ والتعبيراتِ والغايات. ولذلك فهو الأكثر غموضا.

وهذا بلا شك السببُ في أن الفلاسفة- قدامى ومعاصرين- لم يتوافقوا في الكلامِ على الحب، ولم يتوقّفوا أبدًا عن التشكيك فيه.

لقد حاولوا استكشاف كلّ جوانبِ الحبّ المادية والنفسية والاجتماعية والروحية، واستلهموا تجاربَهم وتجاربَ غيرهم من الحسّيين والمتصوفة على حدّ سواء، ولكن رغم ذلك ظلّ الحبُّ شعورا يقض مضاجع عقولِهم وموازين آلاتهم المنطقية. وهو ما انعكس في خطابهم تناقضًا واضحًا ليس من العسير على القارئ إدراكه.


إنّ شعور الحبّ حقيقة، ولكنها حقيقة غامضةٌ وعنيدةٌ تأبى الوضوح وتعسُر عن المراقبة وعن كل قول يدّعي أنه القولُ الفصلُ.

ولذلك فإنه من الحكمة أنْ يجرب المرءُ الحبَّ وأنْ يذوق بهجتَه وعذاباتِه أكثر من أنْ يقرأ عنه في نصوص الآخرين وإنْ بدوا صادقين.

ذلك ما يمكن أن نخلص إليه بعد قراءة كتاب «الفلاسفة والحب»، الذي وإنْ اقتصر على عددٍ محدّد من الفلاسفة إلا أنه كان مرجعا جيّدا في هذا الباب.

بقي أن نتساءل في الختام: هل في مكتبتنا العربية كتابٌ مثل هذا حول الفلاسفة العرب والحبّ؟ وهل يمكن للصورة أنْ تكتملَ في ظلّ غيابِ مرجع كالذي حبرته أود لانسولان وماري لمونيه؟


د. رضا الأبيض : أكاديمي وناقد تونسي


المصدر

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى