الشكلانيون الرُّوس
الشكلانيون الروس؛ أو المستقبليون؛ أو أصحاب النظرية الشائعة، تسميات أطلقت في النصف الأول من القرن العشرين على اتجاه نقدي يمثله عدد من النقاد والدارسين الروس كان منهم: ميخائيل باختين، ورومان ياكبسون، فلاديمير بروب، مكاروفسكي، شكلوفسكي، يوري تينيانوف.
لقد شكّل هؤلاء أسس ثورة منهجية جديدة في دراسة اللغة والأدب بدءاً من عام 1915م حين تم إنشاء حلقتين أو تجمعين أدبيين هما: «حلقة موسكو اللسانية» و«حلقة سان بطرسبورغ»، وقد شكّل عمل هؤلاء في النقد والتحليل والأدب والشعر ظاهرة كادت تتحول إلى نظرية دعيت بالنظرية الشائعة، وكانوا يفضلون أن يسمّوا حلقتهم ب «مدرسة المستقبليين»، ولكن خصومهم هم الذين أطلقوا عليهم تسمية «الشكلانيين»، لاعتقادهم أنّهم أولوا جلّ عنايتهم إلى الشكل أكثر من اهتمامهم بالمضمون، علماً بأن الشكلانيين يرفضون التصوّر الشائع والقائل بأن الشكل مناقض للمضمون.
لقد أحدث الشكلانيون الروس نقلة نوعية في نظرية الأدب، فجعلوا الآثار الأدبية نفسها محور دراستهم ومركز اهتمامهم النقدي، وأغفلوا ما عداها من مرجعيات تتصل بحياة المؤلف وبيئته وسيرته، وسعوا إلى خلق علم أدبي مستقل انطلاقاً من الخصائص الجوهرية للأدب، وبحثوا عن عناصر بنية النص الأدبي ونظام حركة هذه العناصر.
ورفض الشكلانيون هيمنة النقد الاجتماعي (السوسيولوجي) ذي البعد الأيديولوجي الذي ظل مسيطراً فترة من الزمن على الأدب الروسي، فعكس حالة من الاغتراب عن النص الأدبي لصالح البحث عن سيرة المؤلف وموقفه وموقعه من الطبقات العاملة. وبالفعل كان قد طغى منهج الواقعية بأشكاله المختلفة (الواقعية التسجيلية، الواقعية النقدية، الواقعية الاشتراكية).
حيث رأى أصحابه أن على الأدب حتى يكون أدباً أن يخدم ويحلل ويساهم في معالجة الواقع المعيش، إلى أن سيطر على الأدب بعدٌ إيديولوجي أشبه بالعقيدة الجامدة مما حدا ببعض الباحثين إلى البحث عن تغيير نمط الدراسة أو القراءة للأدب، والاتجاه إلى تأسيس تقاليد حوار وإثارة جدل مهم بنّاء، وتقديم طروحات نقدية تنطلق من اهتمامات مزدوجة: ألسنية وجمالية، معمقين الاهتمام بقراءة النص الأدبي من الداخل، جاعلين القيمة الجمالية قيمة مستقلة عن المعنى.