“خط تيفنياغ” .. تضارب حول أصلِ حروفه
الأبجدية البربرية بشقيها الليبي القديم (اللوبي) والتفيناغ (الفنيقي)؛ تدخل ضمن الأبجديات اليمنية القديمة، وخصوصا أبجدية ضفار الشحرية في سلطنة عمان حاليا، بحيث لا تختلف الأبجديتان اللوبية والتيفيناغ عن أبجدية ظفار إلا في أربعة أحرف؛ كلها حديثة بسبب تطور اللغة ومخارج الأصوات.
تيفيناغ (تيفيناغ المحدثة:ⵜⵉⴼⵉⵏⴰⵖ، تيفيناغ الطوارق: ⵜⵉⴼⵉⵏⴰⵗ أو ⵜⴼⵏⵗ) هي الأبجدية التي يستخدمها الطوارق والأمازيغ لتدوين لغاتهم وتعرف كذلك بالكتابة الليبية القديمة أوالبربرية، وتعني كلمة تيفيناغ بالأمازيغية «اكتشافنا»، وهي واحدة من أقدم الأبجديات،
وقد ظلت تستخدم من قبل الطوارق منذ نشأتها وحتى العصر الحاضر في حين انقطع استخدامها لدى بقية الأمازيغ.
وقد بدأ إحيائها من بعض المثقفين الأمازيغ في الأكاديمية البربرية في ستينيات القرن الماضي. أما في المغرب فقد بدأ ذلك منذ عام 2001 م عندما أُنشئ المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
- أصول تيفيناغ
تيفيناغ (والتي تعرف أيضا بالكتابة الليبية القديمة أو البربرية) واحدة من أقدم الأبجديات التي عرفها التاريخ، والتي يؤكد بعض المختصين أنها عاصرت الكتابة الأولى التي عرفت في منطقة سومر ببلاد الرافدين ، ويرجع تاريخها إلى ثلاثة آلاف سنة قبل ميلاد المسيح عليه السلام كما تشهد على ذلك الكتابات والنقوش الموجودة في الصحراء الكبرى كما يذهب إلى ذلك الباحث الحجي آمي.
أما التقديرات الأجنبية لعمر تيفيناغ فقد بنيت على الافتراض الذي يزعم بأن تيفيناغ منحدرة من الأبجدية الفينيقية، ووفق لها فإن عمر تيفيناغ حوالي ثلاثة آلاف سنة وهو وقت وصول الفينيقيين إلى شمال إفريقيا، وعموما فإن عمر تيفيناغ يعد مسالة لم تحسم بعد، وبحاجة إلى بعض الوقت.
ولكن تيفيناغ مما لا شك فيه سابقة للأبجدية الفينيقية بقرون كما أثبتت الدراسات الأثرية الحديثة، الأمر الذي ينفي بما لا يدع مجالا للشك الافتراض الذي تبناه كثير من الباحثين الأجانب من أن تيفيناغ ذات أصل فينيقي،
وتتمثل هذه الدراسات باكتشاف صخرة موحدة بين الجزائر والمغرب، في نهاية جبال الأطلس تتضمن رسم جداري لرجل موشم بتيفيناغ وعثر بقربه على رمح برونزي، مع العلم أن ظهور البرونز يعود إلى حوالي 1500 ق.م بينما الأبجدية الفينيقية ظهرت حوالي 1200 ق.م، أي أن ظهور الكتابة الفينيقية متأخر بقرون عن آثار التيفيناغ التي عثر عليها،
ولذلك فإن تيفيناغ هي نتاج محلي للأمازيغ في شمال إفريقيا، ومعنى تيفيناغ «اكتشافنا» باللغة الأمازيغية.
- تيفيناغ الطوارق
تيفيناغ ظلت تستخدم منذ نشأتها حتى العصر الحاضر من قبل الطوارق في حين توقف استخدامها لدى بقية الأمازيغ، وكان الطوارق يستخدمونها لغرض المراسلات وللإشارة إلى أماكن وجود الماء ولترميز الحيوانات ووشمها إضافة إلى تحديد الأقاليم.
وكانت حروف تيفيناغ منذ نشأتها وكما يستخدمها الطوارق تكتب كحروف ساكنة فقط، وأما الحروف المتحركة فلا تكتب إلا في بعض الأحيان، حيث تكتب في نهاية الكلمة، وأما اتجاه الكتابة فمن اليمين إلى اليسار، لكن في النقوش القديمة في تاسيلي ناجر وأكاكوس وغيرهما كانت الحروف تكتب تقريبا من كل الاتجاهات.
- تيفيناغ المحدثة
مؤخرا عدلت الحكومة المغربية تيفيناغ كأبجدية رسمية لكتابة اللغة الأمازيغية والتي كانت تكتب هناك إما بالحروف العربية أو اللاتينية، وذلك من خلال إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عام 2001 م. وقد أضيفت حروف لتيفيناغ التقليدية لتمثل حروفا متحركة.
وكذلك لتعبر عن أصوات ليست موجودة في الأبجدية الأصلية، وتم أيضا تغيير اتجاه الكتابة ليصبح من اليسار إلى اليمين، ويسمى هذا النموذج «بتيفيناغ المحدثة». ومنذ عام 2003 م بدأ تعليمه للأطفال في المدارس الإبتدائية المغربية لكتابة اللغة الأمازيغية.
اتجاه كتابة تيفيناغ متنوع، ولكن النقوش الليبية الأقدم تستخدم اتجاه غير اعتيادي هو من الأسفل إلى الأعلى. النسخة الحديثة التي قدمتها الأكاديمية البربرية في ستينات القرن الماضي، تكتب من اليسار إلى اليمين، وتستخدم الحركات، وتم تعديلها لتناسب الصوتيات المستخدمة بين السكان الأمازيغ في الشمال.
وقد تم إتخاذ شكل معدّل من هذه النسخة لأغراض التدريس في المغرب من طرف «المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية» الذي أنشىء من قبل الملك المغربي محمد السادس. وتم إدراج تيفيناغ في إصدار اليونيكود في المجال بين U+2D30 و U+2D7F في إصدار 4.1.0.