العراق: تاريخ عريق وحضارة خالدة
يقع العراق في جنوب غرب آسيا، محاطًا بتركيا شمالًا، وإيران شرقًا، والكويت والسعودية جنوبًا، والأردن وسوريا غربًا. بمساحة تُقدَّر بـ438,317 كيلومترًا مربعًا، يتميز العراق بتنوع تضاريسه من سهول خصبة إلى صحارى شاسعة، وهو موطن نهرَي دجلة والفرات اللذَين منحاه اسم “بلاد الرافدين“.
- العراق مهد الحضارات
تُعَدُّ بلاد الرافدين موطن أقدم الحضارات الإنسانية المعروفة، إذ نشأت فيها حضارة السومريين في الألفية الرابعة قبل الميلاد، تلتها حضارات الأكديين، البابليين، والآشوريين. كان السومريون أول من ابتدع الكتابة المسمارية، ووضعوا أسس نظم الحكم، والتشريعات، والزراعة، مما جعل العراق مركز إشعاع حضاري.
أصدرت بابل أقدم مدونة قانونية معروفة، “قانون حمورابي“، فيما أنشأ الأكديون أول إمبراطورية متعددة القوميات، أما الآشوريون فأسسوا أكبر إمبراطورية حتى زمانهم. وكانت مدينة بغداد عاصمة للخلافة العباسية، وموطنًا لبيت الحكمة، الذي يُعَدُّ أول جامعة علمية وأكاديمية في العالم، حيث ازدهر العلم والفكر، ونبغ كبار العلماء مثل الخوارزمي، وجابر بن حيان، وابن الهيثم.
- الموارد والثروات الطبيعية
يمتلك العراق واحدًا من أكبر احتياطيات النفط في العالم، إلى جانب الغاز الطبيعي، والمعادن مثل الكبريت والحديد. وتُعد صادرات النفط المصدر الأساسي لإيراداته الاقتصادية، حيث يعتمد الاقتصاد العراقي بشكل كبير على إنتاج النفط وتصديره.
- المناخ والتنوع السكاني
يتميز العراق بمناخ صحراوي جاف، مع درجات حرارة مرتفعة صيفًا وشتاء معتدل نسبيًا. يقطن البلاد أكثر من 43 مليون نسمة، ويتوزعون عرقيًا بين 75-80% عرب، و15-20% أكراد، إضافة إلى التركمان، والآشوريين، وغيرهم.
- التاريخ الحديث والتحديات السياسية
عاش العراق سلسلة من الأحداث السياسية والعسكرية التي شكلت مساره الحديث:
- عام 1534، أصبح جزءًا من الدولة العثمانية.
- عام 1917، احتلته بريطانيا وأُعلن قيام دولة العراق.
- عام 1932، حصل على استقلاله.
- عام 1958، أُطيح بالنظام الملكي وأُعلنت الجمهورية.
- عام 1979، تولى صدام حسين الرئاسة، ثم اندلعت الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988).
- عام 1990، اجتاح العراق الكويت، مما أدى إلى عقوبات دولية قاسية.
- عام 2003، أُطيح بصدام حسين إثر غزو قادته الولايات المتحدة.
- عام 2014، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة، قبل أن تستعيدها القوات العراقية بحلول 2017.
الاقتصاد والتحديات الراهنة
رغم ثرواته الهائلة، يعاني العراق من تحديات اقتصادية بسبب الفساد، وعدم الاستقرار الأمني، والاعتماد الكبير على النفط. كما أن البنية التحتية التي تضررت بسبب الحروب والعقوبات تعوق جهود التنمية.
- التعليم والإرث الثقافي
في السبعينيات والثمانينيات، كان التعليم في العراق من بين الأفضل في المنطقة، حيث وُزِّعت الكتب المدرسية مجانًا، وكانت نسبة الأمية قريبة من الصفر. ومع ذلك، فقد تدهور نظام التعليم بسبب الحروب والاضطرابات. لا تزال بغداد رمزًا للثقافة والمعرفة، فقد كانت عبر التاريخ مركزًا رئيسيًا للفكر والعلم.
يظل العراق بلدًا ذا تاريخ عريق وحضارة لا مثيل لها، رغم التحديات التي واجهها عبر العصور. من اختراع الكتابة إلى ازدهار العلوم في العصر العباسي، ومن قوة اقتصاده إلى التحديات السياسية الراهنة، يبقى العراق أحد أعظم محاور الحضارة الإنسانية.
المراجع:
- مؤسسة Macrotrends الأمريكية.
- وزارة التعليم العراقية.
- منظمة اليونسكو.