إصداراتفن تشكيلي

بابلو بيكاسو.. كتابات: 1935 ـ 1959

الكتاب: “ بابلو بيكاسو.. كتابات: 1935 ـ 1959″

المؤلف: تحرير دار غاليمار

الناشر: غاليمار

تاريخ النشر: 4 نوفمبر 2021

اللغة: الفرنسية

عدد الصفحات: 936 صفحة


رغم رحيله منذ ما يقارب الأربعين عاماً، ما زال الفنان الإسباني بابلو بيكاسو (1881 – 1973)، حاضراً بقوّة في المشهد الفني العالمي، وهو حضورٌ استثنائيّ لتشكيليّ معاصِر لم يكن مقلّاً، بل على العكس، كان أحد أكثر فناني جيله إنتاجاً، إن كان في الرسم أو في النحت. حضورٌ استثنائيّ باعتبار أن التشكيليين الذين عُرفوا بكثافة إنتاجهم قلّما حافظوا على مكانة في الصفوف الأولى بين الأعمال التي يبحث عنها الجمهور والمقتنون، كما يشير إلى ذلك القيّم الفرنسي المختصّ بالأعمال الفنية غيّوم سيروتي.


وإن كان منتَج صاحب لوحة “غرنيكا” التشكيلي والنحتي يستفيد من هذه الشهرة الواسعة، فإن اشتغالاته في حقول أُخرى ما زالت شبه مجهولة لدى الجمهور الكبير، والحديث هنا، في المقام الأوّل، عن كتاباته التي تنوّعت بين الشعر والمسرح، إضافة إلى بعض النصوص المتفرّقة.

عن منشورات “غاليمار ” في باريس، صدر أخيراً مجلَّدٌ بعنوان “كتابات: 1935 ـ 1959″، يضمّ مجمل ما دوّنه الفنان الإسباني، حيث يشتمل الكتاب على عشرات النصوص الشعرية التي وضعها في فتراتٍ متقطّعة، لكن ضمن حيّز زمني قصير في كلّ مرة، كما يضمّ مسرحيّتيه “الفتيات الأربع الصغيرات”، و”الرغبةُ ممسوكةً من ذيلها”.


كما تضمّ الدار الفرنسية إلى الكتاب مجمل مسوّدات بيكاسو، وملاحظاته، إضافة إلى جُمَل متفرّقة، وهي في الغالب نصوصٌ قصيرة كتبها على قصاصات ورق، أو خطّطها على لوحات، ورسائل وبطاقات بريدية، أو حفرها على موادّ صلبة، مُظهراً في ذلك التداخل بين رغبته الكتابية وبين رؤيته البصرية.

وتشترك أغلب النصوص في انتمائها إلى عوالم سوريالية، فوق واقعية، ليس في الشعر وحده، الذي ينحو فيه بيكاسو إلى الكتابة الآلية والتداعي الحرّ، ملاحقاً الكلمات حيث تأخذه، بل وكذلك في المسرح، حيث لا تُلقي نصوصه المكتوبة للخشبة بالاً إلى البُنية التقليدية، من حبكة وشخصيات وتطوّر منطقيّ للقصة، بل تنحو نحو الشعرية ومسرح العبَث.


الكتاب مزود برسوم توضيحية غنية بالأعمال الفنية والمخطوطات، كمثل جولة في المتحف، يتيح لنا الانغماس في العملية الإبداعية لأحد أعظم فناني القرن العشرين.

وتشير مقدّمة الكتاب ــ الذي يضمّ أيضاً ملفّاً نقدياً عن بيكاسو بوصفه شاعراً وكاتباً ــ إلى رغبة الفنان الإسباني، التي أسَرّ بها أكثر من مرة، في أن يُطبَع له كتابٌ “يمثّل الصورة الحقيقية لشخصيّته والبورتريه الأكثر وفاءً له. صورةٌ يمكن لنا أن نرى فيها الفوضى التي عُرف بها، بحيث تكون كلّ صفحة فيه فضاءً للعبث، بعيداً عن أي رغبة في الترتيب أو في تنظيم (النص)”.


  • بابلو رويز بيكاسو (1881-1973)

يعد رمز من رموز القرن العشرين، رسام ونحات. أصبح هذا الفنان الإسباني الذي أتى إلى فرنسا في بداية القرن قائد الحركة التكعيبية مع صديقه جورج براك، واخترع الأشكال الفريدة والمبتكرة في الأساليب والتقنيات، وهو أحد أكثر الفنانين إنتاجاً في عصره. وبفضل تعطشه للإبداع، تطرق إلى جميع التيارات التصويرية في القرن العشرين، السريالية، التعبيرية أو الكلاسيكية الجديدة، ليصبح أحد أساتذة الفن الحديث بلا منازع.


خاص لمجلة فكر الثقافية

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى