الدراسات الثقافيةفن تشكيلي

التصوّرات الجمالية وثقافة تلقّي الفنون: دراسة في عبقرية الفكر الإنسانيّ

  • أولاً- فلسفة الجمال وجمالية التلقّي:

فلسفة الجمال، أو الإستطيقا esthetics، هي فرع من فروع الفلسفة تعالج قضايا الفن وارتباطها بالتذوق الجمالي؛ من حيث الكيفية التي يمكن من خلالها تمييز الأعمال الفنية، والتفريق بينها وبين اللافن، أو بين الفن والعالم الواقعي،

بما يسمح بالتساؤل عن دور التمثيل representation والمحاكاة mimesis في الفن عمومًا، وكذلك علاقة الفن بالمجال الأخلاقي والسياسيّ؛ على سبيل المثال الكتابات الحداثية الطليعية avant-garde writing؛ وهي الكتابات التجريبية ذات الطبيعة الراديكالية، المُنبتّة الصلة عن تيار الفن السائد والثقافة والمجتمع، وفيها نوعٌ غير مألوف من الابتكار الحداثيّ الجماليّ المُغاير للتقليد والعادة، وكانت  لا تَلقى قبولاً لدى كثيرين.


ومن أمثلتها التاريخية الشهيرة الحركة الدادائية Dadaism؛ التي تأسست في “سويسرا” إبّان الحرب العالمية الأولى، وكان شعارهم محاربة الفن بالفن، وأنّ المتلقّي عليه أنْ يُفسّر الفن كما يحلو له، وحاربوا كل أنماط الفن التقليديّ…إلخ. وقيل إنّ Da Da تعني “نعم نعم”، وقيل إنها من العبارة الألمانية “Die Welt ist Da Da“؛ أي “العالم هنا هنا”.


وفي مجال السياسة نجد الحركة الأناركية Anarchism، التي تتبنى- في الفلسفة السياسية- مفهوم اللاسلطة، وكان هدفُهم تحجيمَ دور السلطة أو إلغاءه، ومنع تدخلها في سيرورة العلاقات الإنسانية. كان الفنان والنحات الإسباني “بابلو بيكاسو” (1881 – 1973م) Pablo Ruiz Picasso واحدًا من أشهر هؤلاء الطليعيين في القرن العشرين؛ إذ أسس الحركة التكعيبية في الفن (التي رأت اتخاذ الأشكال الهندسية أساسًا لبناء العمل الفنيّ، لأنّ الهندسة هي أصل الأجسام…إلخ. وواضح تأثّره في ذلك بالفلسفات اليونانية والإغريقية)(1).

وتاريخيًّا، نلاحظ- على سبيل المثال- اهتمام القدماء بفلسفة الجمال، كما في كتاب “هيبياس الكبير” Hippias Major لأفلاطون، الذي ناقش فيه مفهوم الجمال. كذلك تحليلات “أرسطو” للبناء المسرحيّ، خصوصًا التراجيديا، وتأثير ذلك على حركة الفن والنقد الفنيّ.

ويرى كثيرون أنّ علم الجمال لم يبدأ في التشكل الحقيقيّ باعتباره فرعًا من فروع الفلسفة إلا في القرن الثامن عشر؛ ويستدل كثيرون أيضًا بـ”شارل باتو” Charles Batteux الذي صاغ لأول مرة مصطلح “الفنون الجميلة” Beaux Arts وجمع تحته كلّ الأعمال الفنية التي تتصف جميعها بالجمال.

أمّا مصطلح “علم الجمال” فقد صاغه لأول مرة الفيلسوف الألماني “ألكساندر جوتليب بومجارتن” (1714-1762) Alexander Gottlieb Baumgarten وكان من تلاميذ العالم والفيلسوف الألماني “لايبنيتز”- عندما نشر كتابه (الإستطيقا) عام 1750م.


لكنّ الاختلاف حول فلسفة الجمال كان وما زال قائمًا؛ فالفيلسوف “ديفيد هيوم” (1711-1776م)- مثلاً- كتب مقالاً بعنوان “عن معيار التذوق”(2) عام 1757م، وطرح فيه مشكلة رئيسية ممتدة، تتمثل في البحث عمّا إذا كان الحُكم القائم على التذوق هو حُكمٌ ذاتيٌّ خالصٌ أم لا؟ لأنه إذا كان حُكمًا ذاتيًّا فستصبح المناقشات العقلانية الراشدة للموضوعات الجمالية عملًا لا معنى له.

كذلك يُقدّم “كانط” في كتابه “نقد القدرة على التحكيم/ أو نقد ملكة الحُكم”(1790) Kritik der Urteilskraft شُكوكًا في مدى قدرة علم الجمال على البقاء، مُسْتَنِدًا في أطروحاته على ما قدّمه من مقاربات في نظريته عن المعرفة وفلسفة الأخلاق؛ إذ يُبيّن لنا تفسيرًا مُترسّخًا للحُكم الجماليّ، يضرب بجذوره إلى أعماق البنية العامة للعقل البشريّ.

كما يَفصِل “كانط” الخبراتِ الجماليةَ عن الخبرات المُستمدّة من المتعة الحسّية المحضة، خصوصًا ما يتصل بالحَيدة والنزاهة التي يلتزم بها المُشاهِد تجاه الموضوع الجماليّ، وأيضًا من خلال النظر إلى الغياب التام لأيّ غرض عمليّ يُمكن أنْ يُعزَى إلى هذا الموضوع الجماليّ. نلاحظ كذلك أنّ “هيجل” و”شوبنهاور” يَبنيان- بكل ثقة وقوة- رؤيتهما لعلم الجمال ضمن منظومتيهما الفلسفيتين الكبيرتين اعتمادًا على فلسفة “كانط” إلى حدٍّ بعيد.


  • ثانيًا- نموذج “الجروتيسك”:

هناك اتفاقٌ على المعنى القاموسي لمصطلح (الجروتيسك)، ففي (قاموس المورد)- على سبيل المثال- مادة grotesque: هو فنٌّ زخرفيٌّ، يتميز بأشكال بشرية، وحيوانية غريبة، أو خيالية، متناسجة عادة مع رسوم أوراق نباتية، وهو شيءٌ غريبٌ على نَحو بَشِع، أو مُضحك. خياليٌّ غريبٌ.

مُتنافرٌ على نَحو بَشِع، مُتّسم بالإحالة أو بالبشاعة، ومُغاير لكلّ ما هو طبيعيّ، أو مُتوقّع، أو نموذجيّ. واُشتُقّ من grotto، بمعنى مغارة، وغار، وكهف طبيعيّ، أو صناعيّ. والكلمة في أصولها الإيطالية تعود إلى اللوحات الجدارية، التي كشف عنها التنقيب الأثري في “روما”، حوالي عام 1500م. أمّا القُبح- المرتبط بترجمة الكلمة- من حيث اللغة، فقد جاء من المفردة الإيطالية، التي تعني الكهوف(3). 

يتشكّل الجروتيسك، وهو يتمثّل على مستوى الهيئة والفِكر، بوصفه رؤية أنثروبولوجية، من خلال النّظر إلى كيفية حياة المجتمعات الإنسانية، وطُرق عَيشها، التي تُمثّل الأبعاد الثقافية المُتنوّعة، مثل الكتابة، والطقوس الدينية، والرسوم، والمعرفة، والتواصل المعرفيّ مع المجتمعات الأخرى، ليندرج الجروتيسك- بكل ذلك- في البعد الأنثروبولوجي العام، والإثنوجرافي لمجتمع مُعيّن، والإثنولوجيّ لمجتمعات مختلفة.

اهتم المجتمع الحديث بمسألة الجروتيسك، لأجل دراسة الحالة الإنسانية المُتشكّلة عبر الزمن، في إطار البيئة المكانية والزمانية، وبحث مدى تأثّر العَلاقات، وكيفية تكوّنها من خلال التفاعل مع مجتمعات أخرى، وكيف تأثّرت وأثّرت فيها، فالجروتيسك يتجاوز حالة البُعد الفرديّ للإنسان، وحالة البُعد البدائيّ، لأنّ العلاقات بين المجتمعات- وإنْ كانت قديمة- فهي تبدأ بعد حدوث تفاهُم واحترام فيما بينها.


وفي الإطار الثقافيّ العام، تحوّل الجروتيسك من مجرد مفهوم شكليّ، إلى مفهوم ثقافة وتعارُف بين المجتمعات؛ فلم تعد تلك التصاوير التي تُمثّل التعويذة، ولا تلك الحروف والرسوم التخطيطية الغريبة، لم يعد أيٌّ من هذا حالة طقسية، بل هي حالة معرفية ثقافية.

ولذلك فإنّ الحديث عن التشوّه والقُبح قد يكون ذا نظرة اعتباطية، لأنها نظرةٌ أكثرُ قُصورًا من ولوج لُبّ الرؤية الثقافية للإنسان في مجتمع مّا.

ومقولة الجروتيسك ذات بُعدٍ جماليّ، وتحتكم إلى المنطق، وربما تحتكم إلى ثنائية المنطق والعاطفة، وما دام هو كذلك، فهو حالة تتموضع في إطار التأويل، واستدراج الرؤى، لأجل الحُكم على ما توصّل إليه الفكر الإنسانيّ، في كل مستوياته الإبداعية،

فهذا الفكر يوجد في الشعر، وفي النثر، وفي المسرح- من خلال النّص والعَرض- والعَرض المسرحيّ نفسه يُعبّرُ عن حالة تجسّدية، تجعل من المتلقّي يصارعُ الجروتيسك، في محاولة كبرى للقبض عليه، وهو يتفجّر بما لديه من مكنونات جمالية، تجعل النّص والعَرض المسرحيّ يبدو بحالة جدليّة، تحتاج إلى إعمال آليّات الذّهن لأجل الفهم والتّأويل.


لاحَظَ النّقّاد- على سبيل المثال- أنّ “ميخائيل باختين” قد تقوقع في دائرة السخرية والتهكّم، وهو يتحدث عن الجروتيسك، من حيث الشكل والهيئة. يوضّح ذلك الأمر الفرنسيّ “ميشيل كورفان” Michel Corvin في تعليقه على جروتيسك “باختين”: “…ارتبط عبر التاريخ بالكرنفال؛ أي في الوقت الذي يعمد فيه الشعب لوهلة من الزمن إلى عدم الخضوع للسلطة، والتخلّص من الإكراهات والضغوط الاجتماعية…”(4).

لكنّ الجروتيسك، هنا، هو حالة مؤقّتة زمنيًّا بانتهاء هذا التهريج الكرنفاليّ، وهو لا يُحمَل على مَحمل الجدّ، وبالتالي، فما هي الماهية التي يستفهمها؟ وكيف يستطيع الإنسان أنْ يرتهن إلى هذا التفسير الضبابيّ؟ وما هو الحدث الذي يُشكّل الشّرخ، الذي يجعلنا نَطرح تساؤلا يُميّز ما قبل وما بعد؟

فالكرنفال قد تشترك به السّلطة أيضًا، إلا إذا نظرنا إلى السّلطة بوصفها حالة كرنفالية دائمة، وبما أنها كذلك، فهي مَحطّ انتقاص دائم بصورة السّخرية، ولكن السّخرية لا تبحث عن جواب، ولا تطرح- أصلًا- سؤالًا، وعليه، فإنّ الكرنفال لا يختلف كثيرًا عن الطقس الاحتفاليّ، فكلاهما حالــةٌ نمطيةٌ، سواء أكان مُقدّسًا، أو كان مجرد فرجة وتسلية(5).


إنّ “باختين” يلجأ إلى تقسيم الثنائيات الجروتيسكية، مثل مُقدّس ومُدنّس؛ فالمُقدّس يمثل (التابو) taboo، والمُدنّس يمثل (التابو) أيضًا، فهما نَمطان.

وهذا ما يتنافى مع الجروتيسك بوصفه تحوّلًا؛ فالجروتيسك يتحدث عن ثنائية، مهما انقسمت إلى جزئيتين، فهو يشير إلى حالة تحويلية، وليست حالة نمطية، بل إنه يتشكل ليؤسّس رؤية أخرى، وهذه الرؤية هي التي تنفَتح على أسئلة، وعلى صراع جدليّ مع الذات والآخر.

وعلى الرغم من أنّ “أبا منصور الأزهري” يُعرِّف القُبح- في معجم تهذيب اللغة- بأنه ضد الحُسن ونقيضه، يأتي مفهوم (القبح الإستطيقي؛ أي الجماليّ)، ليؤكّد أنّ كلّ ما هو قبيحٌ قابلٌ لأنْ يكون جميلًا، من خلال المعالجة الفنية التي تغوص فيه، وتفتح طاقاتٍ لتأمُّلِه. فمن المُهم إدراك أنّ قُبحَنا، مهما كان، يُخفي بعض الجمال، كما يرى فلاسفة علم الجمال.

توسّع معنى الجروتيسك- بعد ذلك- واستُخدمت الكلمة في (علم الجمال) بوصفها صفة للأسلوب النشاز المُسرف في الخيال، غير المُنتَظِم. وارتبط المصطلح بكلّ ما يتصف بالغرائبية؛ أي بكل ما يُضحِك- بالنسبة للمسرح هنا- من خلال المبالغة والتشويه، ويتناقض مع ما هو سامٍ ورفيعٌ. وبذلك دخل الجروتيسك ضمن التصنيفات الجمالية، وحَمَلَ بُعدًا فلسفيًّا؛ فهو يُناقضُ الثقافة التقليدية، فأصبح يُعبِّر عن التلازم المقصود للأشياء المتعاكسة أو المتناقضة(6).


* تعقيب:

إنّ التطوّر الأنثروبولوجيّ الثقافيّ هو في الواقع تطوّر لاماركي(7)؛ بمعنى أنّ السّمات والمهارات المُكتسبة في جنسنا الإنسانيّ يُمكن أنْ تنتقل- خلافًا لغيرنا من المخلوقات- عبر الأجيال. ونعم، فإنّ الجنس الإنسانيّ مُتميز ومُتفرد في الوجود الطبيعيّ،

لكن هذا لا ينبغي أنْ يسمح لنا بالخروج عن حدود السيطرة، لنعتقد أننا الجنس الأوحد في الكون المُستحِق للوجود، فنحن نحمل مسئولية كبيرة ضمن وجودنا بين غيرنا من أنواع الخَلق المختلفة.

وقد مكّنت سرعة هذا التطور الثقافي بعض الجماعات الإنسانية من سَبقِ غيرها، بل والسيطرة عليهم ودمجهم كذلك، وهو ما لا يحدث في عالم التطور الأحيائي الطبيعي من حولنا، لأنه أبطأ، ما يجعل الكائنات الأشد تعقيدًا تتطور ببطء شديد، ويُعطي للآخرين-عادة- الوقت للتكيف.

وكانت الوسيلة التواصلية الحضارية هي ما مكّن الأسلاف من بني الإنسان من تطوير الحضارات والهيمنة على الكوكب، وظهرت شبكات اجتماعية تزداد تعقيدًا وتعقيدًا كلّ ثانية، في تدرّج غير محدود نحو المزيد من التعقيد.

والإنتاج العلميّ المعرفيّ والشعوريّ للإنسانية كلها لا يخرج عن: العلم والفلسفة والفن؛ فالعلم ما هو كائن، والفلسفة ما يجب أنْ يكون، والفن ما هو مُمكن، والإطار الحاكم للتحرك بين ضلوع هذا المثلث المعرفيّ هو الدين، الذي مثّل ضابطًا مرجعيًّا لمختلف المجتمعات في تطوّرها المستمر.

وقد فُطر الإنسان في محاولته الحفاظَ على وجوده على حب ثلاثة مفاهيم: الكمال والجمال والنوال؛ وتميّز عن الكائنات بإدراكه أنه يُدرك، فاتسعت بنية وعيه من مجرد معارف بسيطة يجمعها لأجل البقاء، إلى شمولية كونية ظلّ يتساءل وسيظل يسأل عن مكنوناتها وأبعادها وماهياتها، مستعينًا بكل الوسائل الممكنة، التي تُمهد له يومًا بعد يوم أسبابًا يصل من خلالها إلى جزء من الحقائق غير المحدودة بهذا الكون الشاسع.

إنّ شجرة المعرفة- وفقًا للمؤرخ البلجيكيّ “جورج سارتون”- تمتد إلى مختلف ربوع الأرض، وليست مُتجذّرة في بلد مُعيّن دون آخر. ووحدة المعرفة ووحدة الجنس البشريّ أمران ضروريّان لأجل تحقيق التقدم الإنسانيّ والمعرفيّ، لأنّ تقدّم الإنسان مرتبطٌ- في أصله- بسلسلة من التطور المعرفيّ والقِيَمِي Axiological (الأكسيولوجي).


وغرض الإنسان في هذا الوجود يتحقق- وفقًا لسارتون- من خلال مجموعتين من الحقائق المجردة: الأولى تُبيّن أنّ الاتجاه العام للإنسانية وللعِلم يتجه نحو الوحدة، والثانية توضح أنّ الفضل في التكوين النفسيّ والفسيولوجيّ للإنسان وتمتعه بآلة التفكير (الأورجانون العرفانيّ) Cognitive Organon، التي جعلته مُتسيِّدًا على الأجناس الأخرى،

وكشفه لألغاز الكون ولحقيقة وجوده، كل هذا راجع إلى المعرفة التي صقلت قدرته الذهنية العرفانية من ناحية، وميّزته بالقيم من ناحية أخرى، وعلى رأس هذه القيم العقل الذي سمح للإنسان- بقدرة الخالق- بأنْ يكتشف قوانين الوجود والطبيعة، وأنْ يفهم شيئًا من النظام الكونيّ حوله(8).

لقد أحدثَ القرن التاسع عشر تقدّمًا ملحوظًا في مفهوم كلمة (ثقافة)، من أجل تطوير تعريفها؛ فعلوم الأنثروبولوجيا والأجناس وعلم النفس والاقتصاد السياسيّ…إلخ، تتلاقى جميعُها في بحث الواقع الاجتماعيّ وتحليله، ومن هنا كانت (الثقافة) واحدة من المشكلات المركزية لعلم الاجتماع والخطاب الأدبيّ عمومًا(9).

كما لوحظ أنّ فكرة (الثقافة) تمتد لتشمل ما وراء ما كان يُطلق عليه (الإنسانيات الإغريقية اللاتينية)، وأنّ معنى الثقافة يتجاوز ما أنتجته مباحث الفكر الكلاسيكيّ من أعمال أدبية، ليضم- في اتساعه- واقعًا اجتماعيًّا يتجاوز حدود أوروبا، ويحمل- بصورة عامة- طابع العبقرية الإنسانية الفريدة(10).

وبين الأنثروبولوجيا والثقافة علاقة وطيدة، للدرجة التي تجعل بعض الباحثين يجعلون من الأنثروبولوجيا حاويةً مفاهيميةً ضخمةً للثقافة.


  • الهوامش والإحالات:

(1) للمزيد من التفاصيل:

Hopkins, David, A: Companion to Dada and Surrealism, Volume 10 of Blackwell Companions to Art History, John Wiley & Sons, May 2, 2016.

(2) الترجمة وفقًا لموسوعة النظرية الثقافية، أندرو إدجار وبيتر سيدجويك: موسوعة النظرية الثقافية، المفاهيم والمصطلحات الأساسية، ترجمة هناء الجوهري، المركز القومي للترجمة، العدد 1357، طـ 2، القاهرة، 2014، ص 431. وأحيانا يُترجم المقال بعنوان: (حول مفهوم الجمال).

(3) عُرف الجروتيسك في الجداريات الإيطالية بوصفه فنّ تجسيد المُشوّه؛ إذ وُجدت آثاره على جدران الكهوف والمغارات، واتسم بالعجائبية في تصويره لحيوانات ذات أشكال نباتية، ووجوه آدمية مُصوّرة بشكل لا يتفق مع الواقع. انظر للمزيد من التفاصيل، عبد الرحمن طعمة: تحليل الخطاب الثقافي، دار النابغة، 2021.

(4) صلاح الدين جباري: بلاغة الجروتيسك، دار النايا للدراسات والنشر، دمشق، سوريا، طـــ 1، 2010،  ص 57.

(5) راجع للمزيد من التفاصيل حول التحليل الأنثروبولوجي الثقافي لقضايا مشابهة، تحليل “لويس ويسلنج” لرواية

(بين الأعمال) لـــ “فيرجينيا وولف”، ضمن الفصل الرابع من كتاب (أنثروبولوجيا الثقافة)، ترجمة وتعليق ودراسة عبد الرحمن طعمة، دار النابغة، مصر، طــ 1، 2021.

(6) قارن ذلك مع حالة الكتابات الحداثية الطليعية avant-garde writing، مثل الحركة الدادائية، والحركة التكعيبية في الفن عند “بيكاسو”…إلخ. التي سبق الحديث عنها.

(7) نسبة إلى عالم الأحياء الفرنسي “جان باتيست لامارك” Jean Baptist Lamark (1744-1829 م)، الذي ذهب إلى أنّ الكائن الحيّ يستطيع أنْ ينقل السمات التي يكتسبها خلال حياته إلى نَسله، وهي الفكرة التي تُعرَف باسم “وراثة الخصائص المُكتسبة” أو “الوراثة الناعمة” soft inheritance. انظر للتفاصيل، جون روبرت مكنيل، وليام هاردي مكنيل: الشبكة الإنسانية، نظرة محلقة على التاريخ العالمي، ترجمة مصطفى قاسم، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، العدد 458، طـ 1، 2018، هامش ص 434.

(8) للمزيد من التفاصيل راجع: خالد قطب: العقل العلمي العربي، محاولة لإعادة الاكتشاف، كتاب المجلة العربية، 273، طـ 1، 1440 هـــ، ص 16 وما بعدها.

(9) مالك بن نبي: مشكلة الثقافة، ترجمة عبد الصبور شاهين، دار الفكر، بيروت، 2000، ص 27  وما بعدها.

(10) مشكلة الثقافة، المرجع نفسه، ص 28.


د. عبد الرحمن محمد طعمة:
أستاذ اللسانيات والدراسات الثقافية، كلية الآداب، جامعة القاهرة.


مجلة فكر الثقافية

عبد الرحمن طعمة

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى