معركة القرن بإفريقيا، كانت معركة حاسمة جرت في جبل القرن، بالقرب من قرية الباطن التي تبعد حوالي 10 كيلومترات شمال غرب مدينة القيروان الحالية على الطريق الجهوية رقم 99 في تونس.
- الخلفية والأسباب
عندما بلغ الخليفة الأموي في دمشق، هشام بن عبد الملك، أخبار تمرد الخوارج في المغرب العربي، قرر أن يقضي عليهم بشكل نهائي. لذلك، كلّف والي مصر، حنظلة بن صفوان الكلبي، بقيادة الحملة العسكرية ضدهم.
- التوجه نحو القيروان
وصل حنظلة بن صفوان إلى إفريقية ودخل العاصمة القيروان، حيث بدأ بمناقشة الوضع مع وجهاء المدينة بخصوص الخوارج. وبعد ذلك، أوكل مهمة إدارة الأندلس إلى أبو الخطار الكلبي استجابةً لطلبات أهل الأندلس.
- جيش الخلافة
تشكل جيش الخلافة أساسًا من أهل القيروان وبلغ عدده نحو أربعين ألف جندي تحت قيادة حنظلة بن صفوان. وقد ساهم العلماء، ومن بينهم الليث بن سعد، في تحفيز الجنود ورفع معنوياتهم.
- جيش الخوارج
كان جيش الخوارج بقيادة عكاشة بن محصن، ويتكون من عدد كبير من البربر من فرقة الصفرية. كان ظهور عكاشة الأول في منطقة قابس، حيث هُزم على يد عبد الرحمن بن عقبة الغفاري قبل ولاية حنظلة.
- التحركات العسكرية
بعد هزيمته الأولى، تجمع عكاشة مع قبائل البربر بالقرب من قابس، ثم توجه لملاقاة عبد الواحد بن زيد الهواري في الزاب. قرر عكاشة بعدها الزحف نحو القيروان مع جموع ضخمة من الخوارج.
- معركة القرن
عسكر حنظلة بن صفوان عند جبل القرن شمال غرب القيروان استعدادًا لمواجهة الخوارج. واجه حنظلة وقواته جيش الخوارج الذي كان عدده غير محدد بسبب كثرة جنوده.
- المبارزة
خلال المعركة، خرج بربري من جيش عكاشة طالبًا المبارزة، فخرج له أحد أبناء حبيب بن أبي عبيدة الفهري رغم اعتراض أخيه. بعد أن سمح له حنظلة، تمكن الفتى القرشي من قتل البربري، مما رفع معنويات جيش الخلافة.
- الحملة وهزيمة الخوارج
عندها أمر حنظلة بشن الهجوم الشامل على الخوارج. قاد جيش الخلافة هجومًا قويًا أسفر عن هزيمة ساحقة للخوارج وسقوط آلاف القتلى منهم. قال أحمد بن عبد الوهاب النويري في “نهاية الأرب في فنون الأدب“: “التقى الجيشان عند القرن، وكان بينهما قتال شديد قتل فيه الكثيرون، وهزم الله عكاشة ومن معه، وقتل من البربر ما لا يُحصى عدده”.
- هروب قائد الخوارج
بعد هزيمته، فر عكاشة بن محصن إلى المغرب الأوسط، حيث التحق بصديقه عبد الواحد الهواري. بذلك أصبحت إفريقية آمنة من الخوارج، قبل أن تحدث معركة أخرى في المغرب الأوسط على وادي الشلف بقيادة حنظلة، انتهت بانتصار جيش الخلافة.
- المراجع:
– ابن عذاري، بيان المغرب، المجلد 1.
– ابن الأثير، الكامل في التاريخ، المجلد 4.
– ابن خلدون، ديوان المبتدأ والخبر، المجلد 4.
– ابن رقيق، تاريخ إفريقية والقيروان.
– النويري، نهاية الأرب في معرفة فنون الأدب.