“المهدي المنجرة” يروي عن “ثروت عكاشة”
يقول المهدي المنجرة رحمة الله عليه بكثير من الألم والحسرة وهو يُشير إلى أحد المجلدات: هذا كتاب مهم أنجزه الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة المصري السابق رحمة الله عليه على نفقة اليونيسكو إسمه “تاريخ الفن العراقي القديم سومر وبابل وأشور“.
عندما تدخل إلى متحف في بغداد يحصل لديك شعور من الصعب وصفه، يحصل نوع من الاندماج يجعلك لا تنظر إلى اللوحة ولا إلى الكتاب ولا إلى التمثال، تتراءى لك أشياء أخرى من ورائها، ترى الصحاري والجبال والأزمنة، هناك تواصل بين العصور يبدأ بمخطوط عمره 7000 سنة وينتهي بتحفة تعود إلى سنة واحدة في نوع من التسلسل والمنطق.
تماما مثل النحو الذي وُلِدَ في العراق والذي خضع للتركيب والتطور، كذلك شأن الآثار وشأن الموسيقى والفن والمقامات النادرة، وشأن أحسن مدرسة للفنون التشكيلية في الوطن العربي.. هناك عواصم عالمية تُحْدِثُ تجاوبا روحانيا خاصا لزائرها مع الخلق والإبداع، والأمريكي مهما وصل من التكنولوجيا والغنى والعلم لا يمكن أن يفهم الحضارة والثقافة.
فهما جزء من الروح وليس من العقل، ومستوى الجنود الأمريكيين للإشارة في 90 % منهم لا يتجاوز الدراسات الثانوية، فكيف يمكن لهم أن يفهموا الحضارة والتراث، وإذا سألت أي واحد منهم عن سومر فلن تجد جوابا طبعا، ويمكن ألا تجد جوابا حتى عند رئيسهم (رئيس الجمهورية في النص الأصلي)، الْجَهْلُ كَانَ دَائِماً أَبُ الْمَصَائِبِ.