المذاهب الأدبية

القومية – المذهب الأدبي الرابع عشر (14)

النزعة القومية ارتبطت بالنزعة الرومانتيكية في الأدب والفكر والفنون: التي كانت تمجد الحرية والبطولة الفردية والتخلص من قيود العصر القديم وتمجد التراث الشعبي كأصدق تعبير عن التلقائية وعن روح الشعوب وشخصيتها، كما ارتبطت أيضًا بالليبرالية السياسية والاقتصادية التي كانت تريد المساواة الدستورية بين كل الناس في كل الحقوق والواجبات.


ولكن مع تطور المجتمعات الغربية ونضج الاستعمار ارتبطت القومية في الغرب بالمنافسات الشرسة بين الدول على القوة وعلى السيطرة وعلى الأسواق، بينما أصبحت النزعة القومية منذ أوائل القرن العشرين دافعًا قويا ـ أو الدافع الأقوى ـ لحركات التحرير الوطني في (المستعمرات) فيما أصبح يعرف (العالم الثالث) وانبعاث الثقافات الوطنية للشعوب ذات الجذور القديمة، في بلدان العالم الثالث مع نهاية الحرب العالمية الأولى تقريبًا.


فكانت هذه النزعة وراء إحياء لغات هذه الشعوب وتجديدها ودعوتها للاهتمام بتراثها القديم الأدبى والفكرى والفنى والحضارى عمومًا، ووراء الاهتمام بمعرفة تاريخها وانتماءاتها الأصلية ووراء حركات التأصيل والارتباط بالجذور مع أو إلى جانب أو ضد حركات التحديث حسبما يفهم التحديث، وحسبما يطبق بوصفه تطويرًا للأصيل وتفاعلا مع عناصر قومية أخرى أكثر تطورًا، أو بوصفه تغريبًا، أي التخلي عن السمات الأصلية الموروثة واستعارة سمات الثقافات الغربية بدلا منها.

وفي بعض الحالات ارتبطت النزعة القومية بمحاربة النزعة العالمية (الكوزموبوليتانية) أو بمحاولة الاستفادة منها.


وعلى ذلك خضعت هذه الحركات القومية الجديدة ـ وتجلياتها العديدة ـ لدراسات كثيرة في الغرب والشرق، وأضاف المفكرون المحليون إضافات محددة على النظرية التي ارتبطت بالقومية في علوم الاجتماع والنفس والثقافة. ولكنهم أضافوا تأملات تطبيقية غنية وخاصة في العالم العربي وأمريكا اللاتينية واليابان. أما الدراسات الغربية فقد عمدت على تشويه فكر القومية أساسًا، أو إلى اختلاق نزعات مضادة لها (طبقية أو أممية) أو إلى تحريض النزعات الدينية والطائفية والعرقية ضدها.


  • الأدب القــومي

ظل مصطلح الأدب القومي يثير مناقشات مستفيضة في مضمار الأدب المقارن , مبعثها في الغالب , مرتبط بوجود أدباء يكتبون بلغات متنوعة تحت مظلة الأدب القومي كبعض الأدباء الجزائريين والمغاربة الذين يكتبون بالفرنسية من جهة و وجود أدباء ينتمون إلى قوميات متنوعة يكتبون بلغة مشتركة واحدة (كمعظم أدباء البلدان الناطقة بالانكليزية )، من جهة أخرى.

غير أن الاتجاه السائد يكاد يوجه دلالة المصطلح إلى تماهيها مع دلالة الانتماء القومي، بدلا من اعتبار التجلي اللغوي لذلك الانتماء أساسا في حساب الحدود بين الآداب. ويقابل الأدب القومي الأدب العالمي أو الإنساني الذي يلغي كل الحدود بين الثقافات والدول.

عموما نعني بالأدب القومي كل أدب ينتجهُ أدباء أمّة من’ الأمم، كالأدب العربي ، والأدب اليوناني ، والأدب اللاتيني والأدب الإنكليزي ، والأدب الفرنسي ……إلخ.


ويتميّز هذا الأدب بانتمائه, إلى قوميته, لغة” ، وثقافة” ، وفكرا” بحيث يكون معبّرا تعبيرا صادقا” عن موطنه الذي نشأ فيه، وترعرع’ وتطوّر عبر العصور التي وجد فيها.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى