المذاهب الأدبية

العقلانية – المذهب الأدبي الثالث عشر (13)

العقلانية، مذهب فلسفي فكري، يزعم أنه يمكن الوصول إلى معرفة طبيعة الكون والوجود عن طريق الاستدلال العقلي فقط، بدون الاستناد إلى الإيمان الذي يكون منبعُه الوحي الإلهي أو التجربة البشرية. وكذلك يرى إخضاع كل شيء في الوجود للعقل لإثباته أو نفيه أو تحديد خصائصه.


والمذهب العقلاني هو ثالث المذاهب الفلسفيّة الّتي تختصّ بدراسة الوجود والكون، إلى جانب المذهبين التّجريبيّ والنّقدي، ويقوم على التّركيز على القدرات العقليّة في فهم الأمور والحقائق، ويُبرز دور العقل على الإيمان والخرافات في ترجمة الوقائع والأحداث الّتي تجري في العالم، ويُعتمد العقل في فهم القدرات والاستنتاجات العقليّة دون الحاجة إلى الخبرات التّجريبيّة أو الحسّيّة، حيث يعلو في هذا المذهب الإدراك العقلي البحت على الإدراك المادّي.


ويحاول المذهب إثبات وجود الأفكار في عقل الإنسان قبل أن يستمدها من التجربة العملية الحياتية أي أن الإدراك العقلي المجرد سابق على الإدراك المادي المجسد.


  • التأسيس وأبرز الشخصيات:

العقلانية مذهب قديم جديد. برز في الفلسفة اليونانية على يد سقراط وأرسطو، وبرز في الفلسفة الحديثة والمعاصرة على أيدي فلاسفة أثَّروا كثيراً في الفكر البشري أمثال: ديكارت وليبنتز وسبينوزا وغيرهم.


– رينيه ديكارت 1596 – 1650م فيلسوف فرنسي اعتمد المنهج العقلي لإثبات الوجود عامة ووجود الله على وجه أخص وذلك من مقدمة واحدة عُدت من الناحية العقلية غير قابلة للشك وهي: “أنا أفكر إذن أنا موجود”.

– ليبنتز: 1646 – 1716م فيلسوف ألماني، قال بأن كل موجود حي وليس بين الموجودات مِنْ تفاوت في الحياة إلا بالدرجة – درجة تميز الإدراك – والدرجات أربع: مطلق الحي أي ما يسمى جماداً، والنبات فالحيوان فالإنسان.


  • الجذور الفكرية والعقائدية:

كانت العقلانية اليونانية لوناً من عبادة العقل وتأليهه وإعطائه حجماً أكبر بكثير من حقيقته. كما كانت في الوقت نفسه لوناً من تحويل الوجد إلى قضايا تجريدية.

وفي القرون الوسطى سيطرت الكنيسة على الفلسفة الأوروبية، حيث سخَّرت العقل لإخراج تحريفها للوحي الإلهي في فلسفة عقلية مسلَّمة لا يقبل مناقشتها. وفي ظل الإرهاب الفكري الذي مارسته الكنيسة انكمش نشاط العقل الأوروبي، وانحصر فيما تمليه الكنيسة والمجامع المقدسة، واستمرت على ذلك عشرة قرون.

وفي عصر النهضة ونتيجة احتكاك أوروبا بالمسلمين – في الحروب الصليبية والاتصال بمراكز الثقافة في الأندلس وصقلية والشمال الإفريقي – أصبح العقل الأوربي في شوق شديد لاسترداد حريته في التفكير. ولكن ساح بعيدا عن حدوده، وأبطل كثيرا من الأمور التي لا يستطيع العقل وحدَه استيعابَها.


  • بعض مبادئ المذهب العقلاني

– المرجع المعتمد والوحيد في فهم وتفسير كلّ ما في الوجود هو العقل وليس الوحي.

– الوصول إلى المعرفة عن طريق التّفكير والاستدلال العقلي لا عن طريق التّجريب.

– نفي المعجزات والخوارق الدّنيويّة وعدم الإيمان بها. اختبار العقائد الدينيّة بالعقل، ووضع معيارٍ عقليٍّ لها قبل القيام بها.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى