أبرز أعلام الكلاسيكية
- كليمان مارو (1497م – 1544م):
من شعراء البلاط، عاش في كنف (فرنسوا الأول) وأخته (مرغريت)، وكان شعره من النوع السطحّي الخفيف المستوحى من الظروف والمناسبات، عاش حياة يسرٍ وهناءة تخللتها منغّصات، فسُجن مرَّاتٍ، ونُفي وفقد أمواله.
- رونسار (1524م – 1585م):
نشأ في بيئة أرستوقراطية، ولازم البلاط الملكي ثم سافر إلى إنكلترا وألمانيا وإيطاليا، ودرس اللاتينية واليونانية وكوّن حوله جماعة الثريا عام 1540م، بدأ بكتابة ملحمة (الفرنسياد) ولم يكملها.
- بيير كورنيّ (1606م – 1684م):
تعلّم في معاهد اليسوعيين في (روان)، ثم أصبح محامياً، لكنه آثر المسرح، فاتجه أولاً إلى الكوميديا وكتب في عام 1635م أولى ملاهيه (ميليت)، ثم التفت إلى المأساة فكتب ميديا والسّيد، التي لقيت نجاحاً باهراً، ومن أعماله: (هوراس)، (سينّا)، (بوليوكت)، (أوديب).
- جان راسين (1639م – 1699م):
تعلّم في صباه اللاتينية واليونانية، ثم قصد باريس ليكمل تعليمه، وهناك مال إلى كتابة المأساة، من أعماله: (اندروماك)، (بريتانيكوس)، (بيرينيس)، (بايزيد)، (متريدات).
- جان بابتيست موليير (1600م – 1673م):
ولد في باريس لوالد يعمل في صناعة السجاد ليقدّمه إلى القصر، فعلّم ولده تعليماً حسناً وأراد له أن يعمل معه ثم يخلفه في خدمة القصر، لكن الابن ألّف مع بعض أصدقائه فرقة مسرحية كوميدية قدمت عروضها في باريس ومناطق فرنسا ثم استقرّ بها المقام في باريس لتقدّم مسرحياتها في قصر اللوفر والقصر الملكي. أشهر مؤلفاته المسرحية: المتحذلقات، البخيل، البورجوازي النبيل، مريض الوهم.
- جان دو لافونتين (1621م – 1695م):
كاتب الخرافات الشهير. استمد موضوعاته من الآداب القديمة ومن آداب القرون الوسطى، ولكنه طورها في شكلٍ لم يستطع أحدٌ أن يضاهيه فيه. أعطى كل خرافةٍ شكلها الدرامي، وجعل من مجموعها ملهاةً كبيرة ذات مائةٍ من الفصول المتنوعة، مثّل الحيوانات طبقاً للتقاليد الشعبية في تلك العصور،
وإن لم يكن ذلك بالدقة العلمّية والطبيعية، وصوَّر عواطف البشر وأهواءهم وظروفهم الاجتماعية وحِرَفهم. تقوم أخلاقيته على التجربة وأحياناً على النفعيّة والشكلية، أسلوبه متنوع مثل موضوعاته، فهو يتقلب بين قاصٍّ وشاعرٍ وناقدٍ وشاعر ملحميّ، وشاعرٍ غنائي، ومعجمه اللغوي أغنى من معجم موليير، وأشعاره المرنة والقوية تتبع تحركاتِ فكره.
- باسكال (1623م – 1662م):
فيلسوف وخطيب مفوّه، ألّفَ كتابه (الرسائل البروفانسية) في أواسط القرن السابع عشر، وضمّنه ثماني عشرة رسالة في الدفاع عن أستاذه وصديقه (أرنولد)، ثم ألفّ كتاب (الأفكار)، وكان أسلوبه النثري يلامس في بعض مقاطعه الروح الشاعرية من حيث روعة التصوير والحماسة في الخطاب، فكأنما هو شاعر غنائي.
- جاك بوسّوييه (1627م -1704م):
خطيب اشتهر بكتابيه (المواعظ) و(المراثي)، وكان أسلوبه في (المواعظ) يتصف بالخطابيّة والبساطة والمرونة مع الشدة وقوة التأثير، ويستقي معظم أفكاره من الكتاب المقدس، ويُعدُّ علاوةً على نهجه الديني أخلاقياً عميقاً ومستقيماً.
أما مواعظه فكانت لوحات آخاذة، بارعة في تصوير مجتمع القرن السابع عشر، كما نستطيع أن نلمح من خلال نثره شاعراً غنائياً حقيقياً، أما (المراثي) فهي اثنتا عشرة مَرْثاةً نثريّة تتحدث عن فضائل بعض المتوفَّين العظماء وإنجازاتهم، ويبدو أسلوبه فيها أكثر رويَّةً وصنعةً منه في (المواعظ).
- فينيلون (1651م – 1715م):
نشأ نشأة مسيحية، من كتبه: (تربية البنات) ضمنه آراءه التربوية التي ربما سبق فيها روسّو، كما ألَّفَ: (تيليماك)، وله أيضاً: (الخرافات)، (محاورات الموتى)، وكلها ذات أهداف تربويّة، ولذلك اختير من أجل تربية نجل (لويس الرابع عشر)، تميز أسلوبه بالسهولة والعفوية والبساطة.
- نيقولا بوالو (1636م – 1711م):
وُلد في باريس، وعاش حياة حرةً مستقلةً مكتفياً بما ورث من ثروة، وكان يعمل محامياً ثم تفرغ للشعر، من مؤلفاته: (الأهاجي) التي هاجم فيها الشعراء ضعاف الشاعرية والمدعين، ودافع عن الشعراء الذين شهد لهم الأسلاف بالتفوق، كما كتب: (الرسائل)، و(الفن الشعري)،
وكان يستقبل في بيته أصدقاءه الأدباء الكبار مثل (موليير) و(راسين) و(لافونتين)، وكان يحظى بمحبة الملك (لويس الرابع عشر) وإيثاره ولكنْ دون أن ينال منه مُرتَّباً كغيره من الأدباء إلى أن عيّنه مؤرخاً في القصر بجانب (راسين)، قضى آخر أعوامه في المرض فلزم البيت في جو من الكآبة والحزن حتى توفي.
- لابرويير (1645م – 1696م):
من أبرز الكتاب الأخلاقيين الذين اهتموا بتحليل طبائع عصرهم، ألَّف كتاب (الطِّباع) في ستة عشر فصلاً تتحدث عن الفكر والمنزلة الشخصيّة والمجتمع وفن المحادثة والمال والعظماء والمدينة والبلاط والإنسان. يُعَدُّ كاتباً أسلوبياً ترفَّعَ في معظم الأحيان عن البساطة والعفوية وعمد إلى إعلاء الشكل لرفع قيمة المضمون.
أما أسلوبه اللغوي فقد ضمَّ اللغةَ الغنيّةَ ذات المعجم الواسع والتركيب المرن، وجمع بين النزوع إلى محاكاة القدماء ومسايرة الجديد، وبين الجمل الطويلة والجمل القصيرة المكثفة، وحين يغلب عليه الخيال ينقلب إلى فنان، فيكاد يغيب الباحث الأخلاقي.