على مدى قرون، لعبت الجامعات العربية دورًا محوريًا في تطور العلوم والفكر الإنساني. وفي هذا المقال، نستعرض أقدم ثلاث جامعات عربية قدمت إرثًا علميًا ما زال يُلهم العالم حتى اليوم.
- جامعة الزيتونة: البداية من القرن الثامن الميلادي
التأسيس والموقع: تأسست جامعة الزيتونة عام 737م (120هـ) في تونس خلال عهد الخلافة الأموية. بدأ نشاطها كمدرسة دينية قبل أن تُصبح واحدة من أعرق المؤسسات العلمية في التاريخ الإسلامي.
المناهج الدراسية: قدمت الزيتونة مزيجًا من الدراسات الدينية مثل الفقه المالكي، الحديث، والقرآن، إلى جانب دراسات أدبية وعلمية. هذا التنوع جعلها مركزًا لجذب العلماء والطلبة.
أبرز العلماء والخريجين: خرجت الزيتونة أسماء لامعة مثل ابن خلدون، بن عرفة، وسيدي علي بن زياد، إضافة إلى شعراء ومفكرين معاصرين كأبو القاسم الشابي والطاهر الحداد.
- جامعة القرويين: أقدم جامعة عاملة في العالم
التأسيس والمكانة: تأسست جامعة القرويين في مدينة فاس المغربية عام 877م على يد السيدة فاطمة الفهرية. تعتبرها اليونسكو وموسوعة غينيس أقدم جامعة تعمل باستمرار حتى اليوم، رغم الجدل التاريخي حول هذا التصنيف.
الدور الأكاديمي: شهدت القرويين تطورًا ملحوظًا في القرن الثالث عشر، حيث تنوعت مناهجها لتشمل علوم الدين والفلسفة والرياضيات والفلك. كما كانت السباقة في تقديم الكراسي العلمية المتخصصة والدرجات الأكاديمية.
أثرها العالمي: ساهمت القرويين في تخريج علماء بارزين مثل ابن رشد والإدريسي، وساهمت في تعزيز الحوار الثقافي بين العالمين العربي والغربي.
- جامعة الأزهر: منارة الفكر الإسلامي
النشأة: تأسست جامعة الأزهر عام 970م (359هـ) في القاهرة على يد الخلافة الفاطمية. بدأت كمسجد قبل أن تتحول إلى مركز تعليمي بارز.
الدور التعليمي: منذ تأسيسها، ركزت الأزهر على الدراسات الإسلامية واللغة العربية، لكنها توسعت لاحقًا لتشمل العلوم الطبيعية والفلسفة.
الإرث المستمر: ظل الأزهر على مر العصور مرجعًا أساسيًا في العلوم الإسلامية، واستمر في تقديم دوره التعليمي والتنويري.
تمثل الجامعات العربية الثلاث الزيتونة، القرويين، والأزهر، شواهد حية على ازدهار الحضارة الإسلامية ودورها في تطوير الفكر الإنساني. ولا تزال هذه المؤسسات تؤدي دورها كمراكز علمية وثقافية حتى يومنا هذا، محافظة على إرثها العريق الذي شكل معالم التاريخ والحضارة.
جميل جدا بالتوفيق *