مجلاّت أدبية وثقافية عربية

الدكتور “أسامة فوزي” يُعلن استعدادَه التبرعَ بأرشيفِه الكامل من مجلة “23 يوليو” لجامعة القاهرة

في حلقة خاصة وطويلة على قناتِه على اليوتوب، خصصها لذكرى وفاة صديقِه وأستاذِه الكاتب والصحفي المصري الساخر؛ محمود السعدني. أعلن الكاتب والصحفي الأردني من أصول فلسطينة؛ الدكتور أسامة فوزي؛ استعدادَه لإهداء أرشيفِه من “مجلة 23 يوليو” إلى أي مكتبة أو خزانة جامعية في مصر. ويضم الأرشيف كل الأعداد التي صدرت من المجلة، والتي جَمعها في مُجلديْن، وحملَهما معه إلى أمريكا.


وخصَّ الدكتور أسامة فوزي جامعة القاهرة بالاسم، وأكد أنه مُستعد لوضع هذا الأرشيف المهم من “مجلة 23 يوليو” تحت تصرف الجامعة في حالِ وافقت وطلبت ذلك عبر مراسلة، ويعتبر هذا الأرشيف وثيقة تاريخية وتوثيقية مهمة، تؤرخ إلى فترة هامة جدا من التاريخ الصحفي والأدبي والسياسي العربي والمصري على وجه الخصوص.


خصوصا؛ وأن المجلة حافلة بحورارات وتقارير غاية في الأهمية، شملت أعلام الصحافة والفكر والأدب والسياسية والفن، وتطرقت إلى مواضيع كانت مُحرمة ومحظورٌ التطرق لها في تلك الفترة الفارقة من تاريخ مصر المعاصر، وبالتحديد؛ فترة السادات التي عرفت أحداثا وهزات سياسية كبرى، وعلى رأسِها اتفاقية كامبديفد التي عزلت مصر عربيا وشعبيا ووجدانيا.


  • محمود السعدني

محمود السعدني (20 نوفمبر 1928 – 4 مايو 2010)؛ صحفي وكاتب مصري ساخر يعد من رواد الكتابة الساخرة في الصحافة العربية، وهو الشقيق الأكبر للفنان صلاح السعدني، شارك في تحرير وتأسيس عدد كبير من الصحف والمجلات العربية في مصر وخارجها، ترأس تحرير مجلة صباح الخير المصرية في الستينيات كما شارك في الحياة السياسية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وسجن في عهد أنور السادات بعد إدانته بتهمة الاشتراك في محاولة انقلابية.


أصدر وترأس تحرير مجلة 23 يوليو في منفاه في لندن، عاد إلى مصر من منفاه الاختياري سنة 1982 بعد اغتيال السادات واستقبله الرئيس مبارك، كانت له علاقات بعدد من الحكام العرب مثل معمر القذافي وصدام حسين، اعتزل العمل الصحفي والحياة العامة سنة 2006 بسبب المرض.


  • مجلة “23 يوليو”

في لندن وبتمويل غير معلن من حاكم الشارقة، تمكن السعدني بالاشتراك مع محمود نور الدين رجل المخابرات المصرية السابق ومؤسس تنظيم “ثورة مصر”، والصحفي فهمي حسين مدير تحرير روزاليوسف الأسبق وفنان الكاريكاتير صلاح الليثي والصحفي عاصم حنفي وآخرين من إصدار مجلة “23 يوليو” في لندن، وكانت أول مجلة عربية تصدر هناك، وحسب محمد عودة، فإنها أصبحت حديث العرب، وأصبحت مكاتبها في منطقة “ايرلز كورت” بلندن مجمعا سياسيا ثقافيا لكل المعارضين والكتاب والفنانين.


كانت المجلة تتسلل إلى مصر بأعداد كبيرة وأصبحت على قائمة المهربات التي يدسها كل مصري في قاع حقائبه، وتضخم توزيعها في العالم العربي، “كانت تصيب المسئولين في ذلك الوقت بنوبات أسبوعية من الصرع، واستبسلوا في حصارها وتقويضها”، بتعبير عودة.


كان السعدني يتوقع أن تلقى المجلة دعماً من الأنظمة العربية الرسمية إلا أن ذلك لم يحدث على الإطلاق، “كان يجب علي أن أرفع أي شعار إلا 23 يوليو لتحظى بالدعم”، وحوصرت المجلة مالياً حتى انهارت وتوقفت عن الصدور.


ويقول الكاتب الصحفي عاصم حنفي: أغلقت “23 يوليو” أبوابها بسبب الإفلاس، المجلة كانت تصدر في لندن لمعارضة سياسات كامب ديفيد، والتي بسببها منعت الدول العربية دخول الصحافة المصرية إلى أراضيها في إطار المقاطعة العربية لمصر، وكانت هي الوحيدة المستثناة من قرار المقاطعة.


تجدر الإشارة إلى أن هذه المجلة غير متاحة كأرشيف على الشبكة العالمية، والمتاح منها؛ هي بعض المقالات والملخصات المتفرقة في بعض المواقع والمنتديات غير المتخصصة. كا أن أرشيف الشارخ يضم عددا محدودا جدا من مقالات الكاتب والصحفي الساخر محمود السعدني، والتي نشرها في مجلة الدوحة ومجلة الرسالة الجديدة، ومجلة الأدب ومجلة الهلال، ولا يضم الأرشيف أي مقالة أو مادة للسعدني في مجلة 23 يوليو.


وعليه؛ فإن أهمية هذا الأرشيف للجامعة المصرية؛ يكمن في أنه غالبية أعداد هذه المجلة مفقود بسبب المنع الذي تعرضت له منذ أول عدد، خصوصا في عهد السادات الذي حاربها بكل الوسائل والإمكانيات الممكنة.


  • أسامة فوزي:

صحفي أمريكي-أردني من أصول فلسطينية، وهو مؤسس مجلة عرب تايمز التي تصدر في الولايات المتحدة الأمريكية. ولد عام 1949 في الأردن وترعرع وعاش فيها حتى عام 1975 حيث انتقل للعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة ومن بعدها هاجر إلى أمريكا. بدأ الكتابة في مرحلة الثانوية واتّسم أسلوبه في البداية بالنقد العادي وتطور إلى مرحلة النقد الساخر الأدبيّ والسياسيّ.


 رابط موقع عرب تايمز 

رابط قناة أسامة فوزي على اليوتوب

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى