مجلة الفكر المعاصر: المنبر الفلسفي المصري في الستينيات – الأرشيف الكامل
في منتصف ستينيات القرن العشرين، ومع تصاعد أسئلة الحداثة والهوية والتقدم في العالم العربي، ظهرت إلى الساحة الفكرية مجلة متميزة حملت اسم “الفكر المعاصر”، كمحاولة جريئة لإعادة تشكيل الوعي الثقافي والفلسفي في مصر والمنطقة.
- التأسيس والسياق:
تأسست مجلة الفكر المعاصر سنة 1965، بدعم من مؤسسات ثقافية رسمية، لتكون منصة فكرية تتبنّى الحداثة والعقلانية والتفكير النقدي، من خلال مقالات معمقة حول الفلسفة، السياسة، الاجتماع، والأدب.
وقد تزامن صدور المجلة مع فترة خصبة ثقافيا في مصر، حيث كانت الدولة تسعى لبناء مشروع ثقافي قومي يقوم على التحديث والتمدين والتنوير، فكان لـ”الفكر المعاصر” دور ريادي في هذا المشروع من خلال تقديم محتوى لا يخضع للشعارات الأيديولوجية الضيقة.
- محتوى الأعداد (من 1 إلى 20):
تُعد الأعداد العشرون الأولى من المجلة (1965–1966) وثيقة فكرية غنية، شارك فيها كبار المفكرين المصريين والعرب، مثل:
- زكي نجيب محمود
- فؤاد زكريا
- أمين الخولي
- مصطفى سويف
- علي الراعي
- سامي داوود
تناولت المجلة موضوعات جوهرية مثل:
- أزمة العقل العربي
- مناهج التفكير العلمي
- التغير الاجتماعي
- الاشتراكية والحرية
- الفلسفة الغربية المعاصرة
- مراجعات نقدية للأدب والفن
وقد حرصت المجلة على تضمين ملفات فكرية موسعة، وحوارات مع مفكرين عالميين، إضافة إلى ترجمات مختارة لنصوص فلسفية غربية، ما منحها بُعدا كونيا مميزا.
- الرؤية المنهجية:
جاءت “الفكر المعاصر” حاملة منهجا تحليليا عقلانيا، لا يخضع للانفعالات الأيديولوجية، بل يسعى إلى تأسيس خطاب ثقافي مبني على البرهان والدليل والتحليل العلمي، وهو ما يجعلها وثيقة مركزية لفهم تحولات الفكر العربي في النصف الثاني من القرن العشرين.
- الأرشيف الكامل:
يتوفر أرشيف الأعداد الكاملة من 1 إلى 20 بصيغة PDF على موقع “أرشيف الإنترنت”، ويُمثل مرجعا بالغ الأهمية للباحثين والمهتمين بتاريخ الفكر العربي الحديث.