هي إحدى المفارقات الشهيرة التي طرحها زينون الإيلي (Zeno of Elea) لدحض فكرة الحركة والتغير. تهدف هذه المفارقة إلى إثبات أن الحركة مجرد وهم عقلي وليست حقيقة واقعية.
- شرح المفارقة:
تقوم مفارقة السهم على فكرة أن جسمًا متحركًا، مثل سهم يُطلق باتجاه هدفه، يكون في كل لحظة زمنية محددة في موضع معين ولا يتحرك منه. بما أن الزمن يتكون من سلسلة من اللحظات الزمنية المنفصلة، فإن السهم في كل لحظة يكون ثابتًا، أي غير متحرك. وبما أن الزمن مجرد مجموع هذه اللحظات المنفصلة، فإن السهم يظل ثابتًا طوال الوقت، وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك أي حركة حقيقية.
تحليل المفارقة:
- زينون اعتمد على مفهوم الزمن باعتباره متكونًا من لحظات منفصلة، حيث في كل لحظة لا يتحرك السهم، مما يوحي بأن الحركة غير ممكنة منطقيًا.
- هذه المفارقة تمثل تحديًا للمنطق الحسي، إذ أن التجربة اليومية تثبت أن السهم يتحرك، لكنها تُظهر التناقضات التي يمكن أن تظهر عند تحليل الحركة تحليلًا مجردًا.
ردود الفلاسفة والرياضيين:
- أرسطو رفض المفارقة بحجة أن الزمن ليس مجرد مجموعة من اللحظات المنفصلة، بل هو متصل، وبالتالي فإن الحركة ممكنة.
- الرياضيات الحديثة، باستخدام مفهوم التفاضل وحساب النهايات، أظهرت أن الحركة ممكنة رغم تقسيم الزمن إلى لحظات متناهية في الصغر.
- إسحاق نيوتن و غوتفريد لايبنتز طوّرا حساب التفاضل والتكامل الذي سمح بوصف الحركة بدقة من خلال السرعة والتسارع.
أهمية المفارقة في الفلسفة والرياضيات:
مفارقة السهم وأمثالها دفعت الفلاسفة والعلماء إلى التفكير العميق في طبيعة الزمن والحركة، وأسهمت في تطوير المفاهيم الرياضية الحديثة، خصوصًا في التحليل الرياضي.
هل لديك اهتمام بمفارقات زينون الأخرى مثل مفارقة.. ندعوك لاكتشاف مفارقة أخيل والسلحفاة؟