قصد الكاتب في هذا العمل إلى الإضاءة على ما يتضمنه التراث العربي من آفاق انفتاحية – لا إنكفائية- تجعله يحتل مكانة متميزة في التراث العالمي ويكون عدة وعوناً على مواجهة موجة العولمة الثقافية العاتية القادمة: ما قول العرب في المواضيع التي صار يدور عليها الفكر اليوم: “التسامح” و “الغربة” و “الوحدة” و “المنفى” و “التيه” و “الصداقة” و ” الغير” و “الموت” و “الكتابة” و “الحب” ….؟
يبين الكاتب أن في تراث العرب إمكانيات فذّة وفرصاً بديعة وإنفساح آماد شاسعة، لا ذلك التراث الذي اُستهلك وكاد يُقتل بحثاً، وإنما التراث المنسي والمهمش والمتهم.
ولقد جهد الكاتب في أن يجمع في هذا الكتاب من تفاريق آداب الحكمة العربية ما لم يقف عليه مجموعاً في كتاب، وإنما وجده منجماً في المئات من المصنفات.
ويرى الكاتب أن فردوس الحكمة العربية يجمع أنواعاً من محاسن الكلم فذة، وتراث الحكمة العربية بستان يجتنى منه ما يُشتهى.
وليس يكفي العرب فخراً أن يكون لهم إرثاً، فما الشأن في الوريث أن “يُمدح” بما ورثه، وإنما الشأن فيه أن “يثمر ما ورثه”.