مكتبات تاريخية عريقة

“خزانة المسجد الأعظم” في المغرب

تم تأسيس “خزانة المسجد الأعظم” مرة على العهد الموحدي، لحفظ كتب القاضي عياض وعلى رأسها كتاب الشفا . ومرة ثانية أعيد وجدد إنشاؤها على عهد أبي عنان فارس سنة 757 هجرية وفاء لحفظ كتاب الشفا (من العهد الموحدي).


وبمناسبة الانتهاء من تحرير كتاب “تحفة النظار” لابن بطوطة الذي تم على العهد المريني سنة 757 هجرية وتاريخ هذه السنة مذكور ضمن أبيات شعرية لا زالت آثارها ظاهرة على جنبات إطار باب الخزانة القديم جاء فيها:


لي منزل بين الخزائن شامخ *** قد خص من بيت الإله بمنزل

حفظا لمجموع الشفا عن *** أمر الخليفة فارس المتوكل

في عام سبع بعد خمسين انقضت *** ومئين سبع في ربيع الأول


وهذا التاريخ هو نفسه المنصوص عليه في آخر سطر من رحلة ابن بطوطة نهاية للفراغ من كتابتها . ولابن بطوطة العالم والقاضي والرحالة روابط قوية بتازة أنا بصدد رصدها وإثباتها وإظهارها.


ذكر الوزير الإسحاقي في رحلته : الخزانة العلمية والكتابة التي حول بابها ، وقال إنها بقبلة المسجد الأعظم على يسار المحراب .. من مدينة تازة التي عرج عليها في طريقه إلى الحج 1143ه/1730م صحبة الركب الملكي للأميرة خناثة بنت بكار زوجة المولى إسماعيل ، ومعها حفيدها سيدي محمد بن عبدالله.


كما ذكر هذه الخزانة د.عبدالهادي التازي في المحاضرة التي ألقاها بتازة .”الآن خزانة المسجد الأعظم بتازة عدت أجزم أنها من العهد الموحدي كأقدم خزانة للكتب المخطوطة عرفها المغرب ولا تزال قائمة إلى الآن.


ذلك أنه علاوة على احتوائها على كتب القاضي عياض وخزانته .. كانت تتوفر على المخطوطات والوثائق والرسائل الموحدية الأصلية التي في مجملها للمهدي بن تومرت (ت524ه/1130م) نشر بعضها في كتاب “أعز ما يطلب” المطبوع بالجزائر العاصمة سنة (1321ه/1903م).


وغير ذلك مما وقف عليه ذ.محمد بن إبراهيم الكتاني من هذه الرسائل بخزانة المسجد الأعظم بتازة ونشره بمجلة هسبريس تمودة.


ويقول الأستاذ إدريس ابن الأشهب التازي عن هذه الخزانة (فيما كتبه عن تازة ولم يجد ناشرا له حتى الآن): “أنها كانت تتوفر على أحد عشر ألف مجلد (11000) على عهد المرينيين”.


وحسب الفهرس الذي وضعه لهذه الخزانة في جزأين على أيامنا هذه الدكتور عبدالرحيم العلمي فإن عدد كتبها وصل حسب الرقم التسلسلي إلى 907 كتاب مخطوط .5


ومنذ تأسيسها حبّس المحبّسون وكثير من السلاطين الكتب العلمية المختلفة على قراءة هذه الخزانة الموجودة بالمسجد الأعظم، وخاصة على عهد الدولة العلوية.


فاجتمع بها الكثير من الكتب المخطوطة كوّنت ثروة علمية هامة نبع منها الكثير من العلماء استوطنوا مدينة تازة، ومنهم من جاء إليها للاستفادة منها أو استنساخ بعض كتبها أذكر منهم:


Ö لسان الدين بن الخطيب .

Ö عبدالرحمن بن خلدون .

Ö محمد الهبطي .

Ö حسن الوزان (اليون الإفريقي) .

Ö أحمد الونشريسي .

Ö أبا القاسم الزياني .

Ö الجيلالي الزرهوني بوحمارة .

Ö محمد بن عبدالحي الكتاني .

Ö محمد بن الحسن الحجوي .

Ö عبدالسلام بن عبدالقادر بن سودة .

Ö محمد تقي الدين الهلالي .

Ö محمد المختار السوسي .

Ö محمد المنوني .

Ö محمد بن ابراهيم الكتاني .

Ö أبا بكر البوخصيبي .

Ö امحمد الأمراني .

Ö عبدالرحيم العلمي .


وآخرين فضلا عن العلماء الذين كانوا يقيمون بتازة كابن بري وابن يجبش ومولاي الطيب العلوي وإدريس ابن الأشهب وباحثين أوربيين منهم هنري باسي وهنري طراس وكومباردو وجان جون باي ولويس فوانو وغيرهم.


  • المصادر والمراجع:

– كتاب “علماء تازة ومجالسهم العلمية”، لمحمد العلوي الباهي.

– محاضرة ألقاها د.عبد الهادي التازي تحت عنوان “تازة مركز إشعاع ثقافي وعلمي”


فهرس مخطوطات الخزانة العلمية بالمسجد الأعظم بتازة pdf


المصدر

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى