دار الكتب والوثائق القومية المصرية
في سنة 1859، أصدر الخديويّ إسماعيل باشا توجيهاته القاضية بإنشاء مكتبة وطنية حملت في سنوات انطلاقتها الأولى اسم “المكتبخانة الخديوية”.
وضمّت آنذاك كتبًا جُمعت من بعض المدارس والمساجد بناءً على توجيهات الخديوي، كمحاولة أولية لتأسيس نواة المكتبة لجهة محتوياتها. تلت توجيهات الخديوي تلك توجيهات جديدة لعلي مبارك باشا إلى مديرية الأوقاف، قضت بجمع ما تملكه المديرية من مخطوطات نفيسة وتحويلها إلى المكتبة التي بلغ عدد محتوياتها بعد وصول المخطوطات ما يُقارب 20 ألف مجلّد.
ومنذ ذلك التاريخ، أخذت المكتبة تتوسّع لجهة ما جمعته من كتب ومخطوطات، ما استدعى ضرورة توفير مساحة إضافية لها، تمثّلت في نقلها سنة 1904 إلى مبنى جديد في ميدان أحمد ماهر وسط القاهرة. وتزامن ذلك مع حملة غيّرت اسم المكتبة لأربع مرّات، قبل أن تعتمد على “دار الكتب والوثائق القومية” اسمًا نهائيًا للمكتبة.
وفي إلقاء نظرة سريعة على المكتبة داخليًا، نجد أنّها تحوي متحفًا كبيرًا يتفرّع إلى أربعة معارض صغيرة؛ معرضًا للخزانة التيمورية الذي يعرض كتبًا ومخطوطات نفيسة، وآخر للأوراق البردية، بينما يعرض الثالث ما جُمع من مخطوطاتٍ فارسية، وخُصِّص الرابع والأخير لعرض المخطوطات العربية واللوحات الفنية والتحف الأثرية.
أمّا فيما يخصّ ما جمعته المكتبة، فيقال أنّها جمعت ما يُقارب 19 ألف مجلد من المخطوطات، وتملك أيضًا رسالة الإمام الشافعي التي كُتبت سنة 264 هجري، وهي أقدم مخطوط عربي تقتنيه المكتبة. بالإضافة إلى اقتناءها لنسخة من جريدة الوقائع المصرية التي صدرت سنة 1847. وتضمّ المكتبة اليوم ما يزيد عن مليون مجلّد مطبوع.
رابط دار الكتب والوثائق القومية