تُعد دار الكتب الوطنية في تونس، إحدى أبرز المؤسسات الثقافية في البلاد، والتي لعبت دورًا محوريًا في حفظ التراث التونسي ونشر الثقافة والمعرفة. تأسست المكتبة عام 1885، وافتُتحت رسميًا سنة 1910 تحت اسم “المكتبة الفرنسية“، قبل أن تشهد تغيرات عديدة في اسمها ومكانها عبر العقود، وصولًا إلى اسمها الحالي ومقرها الدائم في شارع 9 أبريل في العاصمة تونس.
- تطور المكتبة وأسماؤها
عُرفت المكتبة عند تأسيسها باسم “المكتبة الفرنسية”، ثم تغيّر إلى “المكتبة الشعبية“، وبعد ذلك “المكتبة الوطنية”، حتى استقر اسمها على “دار الكتب الوطنية في تونس”. هذا التحول في الأسماء يعكس تطور دور المكتبة من مؤسسة خدمية إلى مركز وطني يعبّر عن الهوية الثقافية التونسية.
- المهام والدور الثقافي
لم تقتصر دار الكتب الوطنية على كونها مكتبة وطنية تحفظ الكتب والمخطوطات، بل ساهمت في توثيق التراث الثقافي التونسي بمختلف أشكاله. قامت المكتبة بجمع الأعمال الأدبية والعلمية التي تعكس تطور المجتمع التونسي ومساهماته الفكرية، إلى جانب دورها في رقمنة وإتاحة المعرفة للجمهور.
- جمع المخطوطات وتوسيع الرصيد
شهد عام 1967 إصدار الحكومة التونسية لقرارات تهدف إلى تعزيز دور المكتبة عبر جمع المخطوطات والكتب الموجودة في المساجد والمكتبات العامة وإيداعها في دار الكتب الوطنية. ساهم هذا القرار في زيادة رصيد المكتبة ليصل إلى:
- ما يقارب مليون كتاب باللغات العربية والأجنبية.
- 40 ألف مخطوط تشمل نفائس التراث الثقافي التونسي.
موقع المكتبة ومرافقها
المكتبة الوطنية اليوم تحتل موقعًا مميزًا في شارع 9 أبريل بالعاصمة تونس، وتضم مرافق حديثة تسهّل الوصول إلى مصادر المعرفة. كما تنظم المكتبة معارض ومؤتمرات دورية تساهم في تعزيز الوعي الثقافي وتعميق الحوار العلمي والأدبي.
