من فترة “آباء الكنيسة” إلى منتصف القرن الثاني عشر
“عِلمُ آباء الكنيسة Patrology” أو “patristics” هو دراسة ما يسمى “آباء (patres) الكنيسة”. في هذا المعنى، فإن لفظة “الآباء” لا تعني الكهنة، على الرغم من أن العديد من المؤلفين الآبائيين كانوا كهنة بالطبع.
كما أنها لا تعني “الآباء” بمعنى “الآباء المؤسسين”، على الرغم من أن العديد من المؤلفين الآبائيين، كانوا بالمثل، مؤسسين لكل ما جاء بعد ذلك. وإنما تعني “الآباء” بهذا المعنى: “المُعلمين”. انظر، على سبيل المثال، القديس بولس: “لأنه قد يكون لديك آلاف المرشدين في المسيح، إلا أنه ليس لك آباء كثيرون.
حقا، في المسيح يسوع صرت أباك من خلال الإنجيل “(الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 15:4 [النسخة الأساسية الجديدة المنقحة]). في الاستخدام المسيحي المبكر، استُعمل مصطلح “الأب” بشكل أساسي للأسقف، الذي كان يتمتع بسلطة تعليمية بارزة داخل الكنيسة.
لكن استخدام الكلمة توسع تدريجيا إلى أن أصبحت، بعد ذلك بكثير، تشمل جميع الكتَّاب المسيحيين الأوائل، الذين اعتبروا ممثلين للتراث الأصيل للكنيسة (Quasten [1950–86], I, p. 9).
وبشكل عام تعتبر فترة آباء الكنيسة ممتدة من مؤلفي ما بعد الرسولية مباشرة، وتنتهي إما إلى جريجوري العظيم (توفي ٦٠٤) أو إيزيدور الإشبيلي (توفي ٦٣٦) في الغرب اللاتيني، وإلى يوحنا الدمشقي (توفي ٧٤٩) في الشرق اليوناني (Quasten [1950–86]،1،1).