تتبوأ موسوعة حلب المقارنة مكانتها المرموقة بين أهم الدراسات اللغوية المقارنة في العالم العربي، إذ وُضعت للكشف عن الأصول اللغوية التي أسهمت في تكوين لهجة حلب، والتعرّف على العلاقة المتبادلة بين هذه الأصول ومظاهرها في الحياة اليومية.
ولا تقتصر الموسوعة على الجانب اللغوي فحسب، بل تُعَدّ مصدرا ثريا من مصادر التراث الشعبي الحلبي، بما يحمله من عادات وموروثات ومظاهر حضارية.
تستمد الموسوعة قيمتها من مدينة حلب نفسها؛ المدينة التاريخية الأقدم في العالم، الغنية بمواردها وسكانها، والتي كانت عبر القرون محطة أساسية للقوافل التجارية بين الشرق والغرب. وما تزال أسواقها وخاناتها وآثارها شاهدا حيا على عمقها الحضاري.
وقد كان للعلامة أحمد بن مصطفى الأسدي فضل الريادة في وضع رموز نطق خاصة للهجة الحلبية، مكملة للحركات المعروفة في العربية الفصحى. فجمع بين دفّتي موسوعته كل ما يتعلق باللهجة المحلية: من تشبيهات واستعارات وكنايات ومجازات وأساليب تعبير، إلى ما يمت إلى أهل حلب من معتقدات وخرافات وحكايات، وأشعار وأناشيد وأغنيات شعبية.
كما وثّق ملابسهم ومطابخهم، وأحوال قراهم وبواديهم، وأحيائهم وأسرهم المعروفة، إلى جانب النوادر والأهازيج والأمثال والحكم التي شكّلت الذاكرة الجمعية لمدينة حلب.
وتُعَدّ الموسوعة عملا فريدا في تاريخ البحث العربي، إذ استغرق إنجازه أكثر من خمسين عاما من الجهد المتواصل. وقد أظهر الأسدي فيها منهجا علميا رصينا، يجمع بين الدقة الأكاديمية وحيوية الميدان، حيث لم يكتفِ بالمصادر المكتوبة، بل اعتمد على نبض الحياة اليومية لأهل حلب، لينقلها بحياد وموضوعية إلى الأجيال القادمة.
ورغم أن لفظة “موسوعة” توحي عادة بالجانب الأكاديمي البحت، إلا أنّ “الأسدي” صاغ مادته بأسلوب يجعلها ممتعة للقارئ غير المتخصص، لما تتضمنه من حكايات وأمثال وطرائف ونوادر ومظاهر حياتية، حتى مصطلحات الحرف والصناعات والزراعة والتجارة، بل ومفردات الحياة اليومية كالحمامات الشعبية، وأسواق حلب وخاناتها وأحيائها، وتعليل أسمائها بدقّة لغوية وتاريخية.
وقد حظيت الموسوعة بسبعة مجلدات ضخمة، مع فهارس موازية تضاهيها في الحجم والدقة، إذ تضمّ ما يقارب 50 ألف كلمة حلبية دارجة، وأكثر من 10 آلاف مثل شعبي، إضافة إلى آلاف العبارات والتعابير المميزة، مستندة إلى أكثر من 300 مصدر ومرجع. وهو ما يجعلها عملا موسوعيا لا نظير له في العالم.
ويقول الأسدي في مقدمة عمله:
“موسوعة حلب المقارنة كتابي يعتز أن يُعلن أن ليس لمدينة في العالم، وفي أوروبا ولا غيرها، كتاب حافل بكل أواصره الدقيقة ككتابي… موسوعة حلب المقارنة.”
إنها بحق ليست مجرد موسوعة لغوية أو تراثية، بل سجل حضاري متكامل، و”عمل العمر” الذي اختزل فيه الأسدي شغفه العميق بحلب، ليقدمه للأجيال على هيئة موسوعة تُعَدّ فخرا للثقافة العربية، ومرجعا لا غنى عنه للباحثين والأكاديميين والمهتمين بالتراث والهوية.
مميزات موسوعة حلب المقارنة:
- دراسة علمية رصينة لهجة حلب وأصولها اللغوية.
- توثيق شامل للتراث الشعبي: معتقدات، خرافات، أمثال، أناشيد، وأغنيات.
- وصف تفصيلي لعادات أهل حلب وأزيائهم ومطابخهم واحتفالاتهم.
- رصد شامل لحياة الأحياء، الأسر، الأسواق، والخانات.
- توثيق ما يزيد على 50 ألف كلمة و10 آلاف مثل شعبي.
- موسوعة ضخمة في سبعة مجلدات مع فهارس علمية دقيقة.
- جهد بحثي استغرق أكثر من نصف قرن، مستند إلى 300 مصدر ومرجع.
- مرجع أساسي لدارسي اللغة، الفولكلور، التاريخ الحضري، والهوية الثقافية.
تحميل موسوعة حلب المقارنة – PDF
أضف إلى مكتبتك اليوم هذا المرجع الفريد، وامتلك موسوعة لا تقدر بثمن في دراسة اللهجة الحلبية والتراث الشعبي والحضاري لمدينة تعد من أعرق مدن العالم.
