العربموسوعة القبائل العربية
أخر الأخبار

“قبيلة مَذْحَج” من جماجم العرب الكبرى

قبيلة العراقة والسطوة في تاريخ العرب الجنوبيين

  • جذور مذحج وأصل التسمية

تُعد قبيلة مذحج من أعرق قبائل العرب القحطانية الكهلانية، وقد ورد ذكرها منذ القرن الرابع قبل الميلاد، ما يضعها في مصاف القبائل ذات الحضور العميق في تاريخ جزيرة العرب. ويعود نسب مؤسسها إلى مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، بحسب روايات النسابة الأوائل أمثال ابن الكلبي وابن حزم.

أما تسمية “مذحج”، فترتبط بأكمة حمراء في اليمن تدعى “مذحج”، وُلد عليها الجد المؤسس، حسبما روى أبو عبد الله بن الأعرابي.

  • الفروع الكبرى: جماجم العرب من صلب مذحج

ينقسم نسل مذحج إلى خمسة فروع كبرى:

  • جلد بن مذحج
  • يُحابر (مراد بن مذحج)
  • زيد (عنس بن مذحج)
  • سعد العشيرة، وقد سُمي كذلك لأنه كان يركب معه من أولاده ثلاثمائة فارس.
  • لميس بن مذحج

ومن هذه الفروع تفرعت بطون كبرى لعبت أدوارا محورية في الجزيرة العربية، منها: الحَكَم، جعفي، صُداء، جنب، سنحان، يام، هِفان، شمّران، مُراد وغيرها.

ويُذكر أن قيس بن مكشوح المرادي، أحد أبطال الردة البارزين، ينتسب إلى زاهر بن يُحابر بن مراد.

  • مذحج في حضرموت وصعدة ونجران

توسعت قبيلة مذحج جغرافيا، فامتدت إلى مناطق حضرموت وصعدة ونجران، وارتبطت مصاهرتها بزعماء عرب آخرين، مثل معاوية بن عمرو الذي تزوج من بنت المهلهل بن ربيعة التغلبي في نجران.

وكان لهذه التحالفات والامتدادات الجغرافية دور في تعزيز نفوذ مذحج في المناطق الحدودية لليمن القديم.

4. دور مذحج في الفتوحات الإسلامية وفتح الأندلس

عند بزوغ فجر الإسلام، دخلت مذحج في الإسلام وأسهمت في الفتوحات الإسلامية، لا سيما في فتح الأندلس. وقد استقرت هناك فروع عدة من القبائل المذحجية، من بينها:

  • الحكمي
  • العنسي
  • القشيري
  • المازني
  • الزبيدي
  • مراد
  • بنو سراج
  • بنو سعيد

ولعبت هذه الفروع دورا في ترسيخ الحكم الإسلامي في المناطق الغربية من العالم الإسلامي.

5. قبائل سُميت على نساء من مذحج

من المثير للاهتمام أن بعض القبائل الكبرى حملت أسماء نساء من نسل مذحج، ما يدل على مكانة المرأة في تراثها:

  • باهلة: بنت صعب بن سعد العشيرة، نسب إليها بنوها.
  • بجيلة: أخت باهلة، أم من أنمار بن إراش.
  • تجيب: من أهل حضرموت، وكانت لهم إمارات قوية في الأندلس خاصة في سرقسطة.

6. مذحج بين النبوة والردة: الملك عبهلة العنسي

من أبرز الشخصيات التاريخية في مذحج كان عَبْهلة بن كعب العنسي، الذي أعلن النبوة في اليمن بعد وفاة النبي محمد ﷺ، في فترة حروب الردة. قاد عبهلة ثورة قوية ضد سلطة الدولة الإسلامية الناشئة، واستطاع الاستيلاء على صنعاء ومدّ نفوذه إلى حضرموت، مستندا إلى دعم قبائل مذحج واليمنيين الذين رأوا فيه ممثلا للشرعية اليمنية في وجه القادم الأجنبي.

وفي المقابل، هناك وجه مشرق من ذرية مذحج تمثله شخصية الصحابي عمار بن ياسر العنسي المذحجي، من أوائل من أسلموا بمكة وهاجروا إلى المدينة، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم.

7. التأثير السياسي والديني في اليمن

عند مجيء الإسلام، كان اليمن مفككا بين ملوك وأقيال:

  • عَبْهلة العنسي زعيم مذحج
  • زرعة ذو يزن ملك حمير
  • حِجْر ملك حضرموت
  • اسميفع بن وعلة ملك سبأ

ومع أن الإسلام وحد هذه الدويلات لاحقا، فقد لعبت مذحج دورا بارزا في مراحل التحول السياسي والديني في المنطقة.

  • خلاصة:

قبيلة مذحج ليست مجرد اسم في سجل الأنساب، بل رمز لقوة القبائل اليمنية القديمة وفاعليتها في التوسع العربي الإسلامي، سواء عبر الحروب أو المصاهرة أو الاستقرار السياسي. وإلى اليوم، لا تزال بعض فروع مذحج ماثلة في الجزيرة العربية واليمن، شاهدة على تاريخ طويل من التأثير والفاعلية.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى