سينما ومسرح

الدراما المصرية 2022 .. ضعف المضامين وفقر الحكايات

للمسلسل الرمضاني مكانه الأثير لدى المتفرج العربي، وكلما امتد الزمن للأمام ازدادت رقعة الاهتمام بالدراما المُقدمة على الساحة، على الرغم من توافر مؤثرات أخرى لا تقل جاذبية عن المسلسلات، وامتداد الخريطة الدرامية على مدار العام بعد انحسارها لعقود في فترة زمنية محدودة نسبيا، وهي شهر رمضان الكريم.


ورغم تغير الزمن وتبدل الوضع العام للدراما والإنتاج الفني، فما تزال للدراما الرمضانية قدرتها على إيقاع المتفرج في شباك شاشتها الدسمة بعدد من الأعمال الفنية، رغم توافر عدد من المؤثرات الخارجية التي تؤثر بشكل أو بآخر على المتابعة، أهمها ضيق الوقت الزمني المخصص للمشاهدة خلال الشهر الكريم، إذ يتناسب عكسيا مع عدد الأعمال المعروضة، فكلما ازداد الكم انكمش الوقت، وهذه نقطة تجعل مستوى التنافس يصل إلى درجة عالية من القوة، والمستفيد الوحيد من هذه المعادلة غير المتكافئة هو المتفرج الباحث عن ما يروي ظمأه في الفن الجيد على مستوى الشكل أو المضمون.

وبالنظر لخارطة الدراما الرمضانية المصرية هذا العام نجد أن مسلسلات هذا الموسم قد بلغت نحو 34 مسلسلا، وذلك في زيادة لافتة عن العام السابق بحوالي سبعة مسلسلات، وعن العام الأسبق بمقدار 14 مسلسلا، في إشارة يُمكن تفسيرها بأن الصناعة تتعافى وفي حالة نشاط بعد عامين من جائحة كورونا، فالمخاوف الرأسمالية الإنتاجية جراء الوباء قد تعافت إلى حد كبير، بل وقد عاد الإنتاج السخي مُجددا إلى سابق عهده من حيث الكثرة العددية والوفرة الإنتاجية.

 

وبالتالي يُمكن القول إن لكل موسم ملامحه وسماته الرئيسية، قوامه الكم والكيف، أو بقول آخر عدد المسلسلات والأعمال الدرامية المنتجة، وهل اختلف العدد عن الأعوام السابقة، وما مدى تأثير الوباء على العدد المتاح من المسلسلات، وما هي الأفكار والرؤى والمواضيع المطروحة، وهل اشتبكت مع القضايا الفاعلة في المجتمع، أم أنها تقف محل المتفرج ولا تُحرك ساكنا؟

نستعرض هنا أبرز ملامح الموسم الدرامي الرمضاني بحثا عن إجابات شافية لتلك الأسئلة المؤرقة.

  • قضايا المجتمع والبلطجة والتكنولوجيا.. ملامح الموسم

هناك مسلسلات عدة تتنافس وتتسابق على الصدارة، وإن كانت تلك الكثرة تُسبب التُخمة الدرامية، فيصبح المتفرج في حيرة من أمره، أيها يُتابع، وأيها يُهمل؟

لكن ما يبقى في ظل هذه المنافسة المحتدمة هو الملامح الأساسية التي تُميز هذا الموسم الدرامي عن غيره، فلكل موسم رمضاني ملامحه وصفاته الخاصة التي تظل في الذاكرة، ومن ثم يُمكن تقييم الأعمال الدرامية المعروضة من خلالها، وعندئذ نصل إلى أبرز المعالم في هذا الموسم بناء على ملاحظة ومتابعة الأعمال الدرامية ورؤية مدى تطورها الفني، والأهم ما تطرحه من أفكار وقضايا، ومن ثم خلصت الدراسة إلى خمسة معالم بلورت الشكل النهائي للموسم الرمضاني هذا العام.

بداية يُمكن مُلاحظة ارتفاع نسبة مسلسلات السلاسل أو الأجزاء مقارنة بالأعوام الماضية، وتصاعد الهجوم على فساد رجال الأعمال الذي أصبح يُشكل حيزا لا بأس به من دراما هذا الموسم، في مقابل ازدياد مسلسلات البلطجة والأجواء الشعبية والتعبير عن الوسائل التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، والتقاط القضايا الشائكة داخل المجتمع وإبرازها وتداولها دراميا، واقتناص المشاكل المؤرقة والشخصية في النطاق العام والتعبير عنها، واختفاء الدراما التاريخية أو الدينية.

مجموعة من المسلسلات المصرية الرمضانية لموسم رمضان 2022 

بلا شك قد تبرز سمات أخرى بناء على الملاحظة والمتابعة، لكنها سمات مُكررة يُعاد تدويرها من موسم لآخر، لذا كان الاختيار مرتبطا بالمعالم الواضحة والحديثة نسبيا والمتداولة على مدار مسلسلات هذا الموسم فقط، فالسمات الأخرى أصبحت مستهلكة نوعا ما، أو اعتادت عليها العين، فأصبحت نسيا منسيا، فالبقاء للأحدث.


  • استثمار النجاح وإعادة التدوير.. دراما السلاسل المتعددة

نادرة هي الأعمال القائمة على الأجزاء المتعددة في الدراما المصرية، وإن ظهر بعضها في الثمانينيات والتسعينيات بوجه خاص، وأصبح ذا مكانة خاصة في وجدان المتفرج العربي، مثل مسلسل “ليالي الحلمية” الذي جاء أول أجزاؤه عام 1987، واستمر حتى الألفية الجديدة على مدار ستة أجزاء متصلة.

هذا العام تبدو هذه الأعمال هي السائدة بنسبة واضحة للغاية، فلدينا أربعة مسلسلات استكمالا لأعمال سابقة، وهي “في بيتنا روبوت”، من إخراج أسامة عرابي، وتأليف عمرو وهبة ومحمد المحمدي، ومسلسل “المداح.. أسطورة الوادي”، من إخراج أحمد سمير فرج، وتأليف أمين جمال، ومسلسل “الاختيار 3″، من إخراج بيتر ميمي، وتأليف هاني سرحان، ومسلسل “الكبير” الجزء السادس، من إخراج أحمد الجندي، وتأليف مصطفى صقر.

وبنظرة عامة يُمكن ملاحظة أن هذه الأعمال تدور بين شقين لا ثالث لهما، الأول هو إعادة تدوير العمل وأفكاره، والثاني هو الاستثمار في نجاح عمل سابق، وإن كان كل من هذين الشقين محفوفان بالأخطار المعتادة من ناحية مدى النجاح المتوقع وقبول الجمهور، وهذا يتضح من خلال نسب المشاهدة التي تكشف عن الكثير.

 

أما من ناحية التقييم النهائي لهذه الأعمال، وهل أضافت شيئا للتاريخ الدرامي من عدمه، فقد برز بشدة المسلسل الكوميدي “الكبير” في ثوبه السادس، رغم أنه إعادة استثمار لنجاح مسبق، إلا أنه استثمار ذكي وناجح، وهروب من فخ النمطية والتكرار، وهذا يُحسب لصناع العمل، وفي المقابل لم تبدُ باقي الأعمال بما يليق بها من نجاح سابق، فجاءت ضعيفة فنيا، خاصة إذا تمت قورنت مع مثيلتها السابقة.


  • عالم الأعمال والحارة الشعبية.. نمطية الفساد والعنف

في الآونة الأخيرة ارتفعت نغمة الهجوم على الفساد المجتمعي، وتحديدا من خلال تناول فكرتين لا ثالثة لهما، الأولى يُمكن حصرها في الهجوم على فساد رجال الأعمال، والثانية تناول الدراما لأجواء الحارة الشعبية وانتشار البلطجة وانعدام القانون، فلا يخلو موسم درامي من هذه الأعمال، وفي الدراما الرمضانية هذا العام يُمكن قراءة ما يدور بين السطور حول فساد رجال الأعمال، وقد تناول عدد من الأعمال هذه الفكرة، مُعبرة عن وضع مُعقد تلتقطه العين الفنية، وتُبرزه صارخة في وجه المجتمع.

من بين هذه الأعمال مسلسل “المشوار”، من إخراج محمد ياسين، وتأليف محمد فريد، ومسلسل “انحراف”، من إخراج رؤوف عبد العزيز، وتأليف مصطفى شهيب، ومسلسل “ملف سري”، من إخراج حسن البلاسي، وتأليف محمود حجاج.

كل عمل من هذه الأعمال يلتقط خيطا صغيرا يُشير لفساد ما منتشر وقد لا ندري عنه شيئا، أو نادرا ما تُسلط عليه الأعين، فمسلسل “المشوار” يتناول الصعود الاجتماعي من خلال تجارة الآثار، وعلى الجانب الآخر نرى في مسلسل “انحراف” طبيبة نفسية تُعالج مرضاها المرموقين مجتمعيا بطرق مغايرة وناجعة، مثلما تخلصت من رجل الأعمال الفاسد الهارب بقتله بطريقة طبية مبتكرة، أما مسلسل “ملف سري” فيقتحم بطريقة مباشرة فساد العائلات الثرية الكبيرة في المجتمع، والبحث عن العدالة المفقودة.

 

وعلى الجانب الآخر لا تغيب الحارة الشعبية عن الدراما، لكن بمفهومها القائم على البلطجة وغياب القانون، مثل مسلسل “بابلو”، من إخراج محمد عبد الرحمن حماقي، وتأليف حسان دهشان، ومسلسل “توبة”، من إخراج أحمد صالح، وتأليف ورشة “ملوك”، لكن الملاحظ في هذا الإطار هو ارتفاع جرعة العنف على مستوى الدراما، مما يُشير إلى وجود خلل ما أصاب بنية المجتمع.

وبرؤية عامة للمستوى العام لهذه النوعية من المسلسلات، سنكتشف أن أغلبها سقط في فخ النمطية والأفكار والرؤى المستهلكة والمكررة عن هذين العالمين، رجال الأعمال من ناحية، والحارة الشعبية من ناحية أخرى، فلم تطرح جديدا، ولم تشتبك بالقدر الكافي مع الحراك المجتمعي، فبدت هذه الأعمال في بيئة، والمجتمع في بيئة منفصلة.


  • وسائل التواصل الاجتماعي.. واقع يفرض نفسه على الجيل الجديد

من أهم المعالم التي يُمكن التقاطها التعبير عن التطور التكنولوجي في المجتمع، واللجوء إلى وسائل حداثية في التعبير كوسائل التواصل الاجتماعي، فكثير من المشاهد نرى فيها الرسائل النصية المتبادلة بين الأصدقاء، أو التعبير في بعض الأحيان عن توغل هذه الوسائل في حياتنا اليومية، بحيث أصبحت محاولة الفكاك من أسرها مغامرة غير محسوبة العواقب.

لا يخلو مسلسل تقريبا من الاعتماد على هذه الوسائل، أو الإشارة إلى مدى تمكنها وتغلغلها في حياتنا، مثل المشاهد المتناثرة في مسلسل “المشوار”، حيث نرى ماهر (الممثل محمد رمضان) وهو ينزع شريحة الهاتف المحمول حتى لا يعرف مهربي الآثار مكانه ويقبضوا عليه، وفي مشاهد أخرى من مسلسل “مين قال” نرى شريف (الممثل أحمد داش) وهو يتواصل مع أصدقائه عبر الرسائل النصية والإلكترونية.

 

لقد أصبحت هذه الوسائل ركيزة أساسية من الحياة المعاصرة، لكن على الرغم من أن الدراما التقطت هذه التفاصيل، فإن هناك جانبا ما أغفلوا رؤيته، ألا وهو مدى تحكم وسيطرة هذه الوسائل على حياتنا، أو بمعنى أدق، من يُسيطر على من؟


  • “مين قال”.. صراع التجديد والتقليد بين الآباء والأبناء

هناك قضايا حيوية عدة تتعرض لها الدراما، لكن أهم ما يُمكن الإمساك به هو القضايا التي تُشير إلى تداعيات تطور المجتمعات، وفي هذا الإطار تبرز بصفة خاصة العلاقة بين الآباء والأبناء في ضوء التغيرات الطارئة، وهل يقبل الآباء بفتح أو مواربة أبواب الحرية للأبناء؟ وكيف يتقبل الأبناء السيطرة الأبوية النابعة من غريزة مُحبة؟

هذه التساؤلات يطرحها مسلسل “مين قال”، من إخراج نادين خان، وتأليف ورشة “سرد”، حيث تقوم الأحداث حول الصراع بين الأب جلال (الممثل جمال سليمان) والابن شريف (الممثل أحمد داش) الذي يرغب في الاستراحة بين الدراسة الثانوية والجامعية للتفرغ للمشروع الذي يحلم بتأسيسه، وحينها يصطدم بالأب التقليدي الذي يرى في الدراسة السبيل الأضمن للوصول والنجاح.

 

لذا يبدو هذا المسلسل هو الأهم من الناحية الفكرية وطرح الأفكار الفاعلة في المجتمع، فقضية مثل هذه رغم أنها حساسة إلى حد ما، إلا أن التناول السلس والأسلوب الحداثي المبسط جعل الموضوع أيسر، ولديه القابلية للفهم والتداول، وبذلك تُحدث الدراما دورها المجتمعي.


  • “فاتن أمل حربي”.. عمل جريء يصطدم بثوابت الدين والمجتمع

كان للأعمال الدرامية التي تشتبك مع القضايا المؤثرة أو الشائكة في المجتمع النصيب الأكبر من التفاعل، وهذا العام يطل علينا مسلسل “فاتن أمل حربي”، من إخراج محمد العدل، وتأليف إبراهيم عيسى، إذ يقتحم العمل منطقة محظورة وهي قضايا الطلاق، ويستعرض طائفة من رؤى المجتمع والقانون والشرع، ومن ثم يُعد المسلسل جريئا في تناوله وشائكا لاقتحامه تلك القضية، رغم أن مشاكل الطلاق بين الأزواج جرى تناولها في عدد من الأعمال السينمائية في الثمانينيات، وأحدثت تأثيرا مجتمعيا، لكن التناول هنا أكثر جرأة من حيث ملامسته للثوابت الدينية والعرفية المتعارف عليها.

نحن أمام قضية طلاق غير عادية تحولت إلى قضية حياة، بعد مقاضاة الزوج (الممثل شريف سلامة) زوجته (الممثلة نيللي كريم) ومطالبته إياها بحضانة الأطفال، ولم يكتفِ بذلك، بل جعل حياتها جمرة ملتهبة من الجحيم، بعدما طردها من المنزل ومارس ضدها عدة أفعال متهورة وشائنة، من ثَم تبدأ البحث عن حقوقها في أروقة المحاكم المكبلة بنصوص القانون المطاطة بحكم تلاعب القانونيين.

 

قد يبدو المسلسل وكأنه ألقى الحجر في الماء الراكد، بيد أن المشكلة الحقيقية هي تقديمه وجهة نظر أحادية الجانب، لكن تكفيه جرأة الطرح والاشتباك مع قضية تُشكل حيزا كبيرا من الهم العام للمجتمع.


  • قلق الدقة وهاجس النجاح.. عوامل اختفاء المسلسل التاريخي

ظل المسلسل الديني أو التاريخي صنفا أساسيا من الوجبة الرمضانية حتى تغيرت الخارطة الدرامية، وصارت هذه النوعية من الدراما نسيا منسيا، وأصبحت للدراما السورية والخليجية الريادة في إنتاج هذه النوعية من الأعمال بأسلوب فني متميز يستحق الإشادة والتحية، لكن السؤال المؤرق يطرح نفسه، أين اختفى المسلسل الديني التاريخي؟

بالتأكيد يزخر التاريخ العربي بكثير من الشخصيات والأحداث التي تستحق أن تُروى، لكن هل نضبت مخيلة الصناع عن اختيار ما يُلائم الدراما؟

بوستر مسلسل “أحمس” الذي أثار ضجة العام الماضي، وكان دليلا على التقاعس الإبداعي والإنتاجي 

تدور الإجابة في رحى التقاعس الإبداعي والإنتاجي، الكسل عن اقتحام تلك المنطقة الملغمة بالقراءات والتفسيرات المتعددة للتاريخ، والخوف من المغامرات الإنتاجية غير المحسوبة العواقب، وفي أزمة مسلسل “أحمس” التي أثيرت العام الماضي دليل على هذه المعضلة.


  • آفة الحبكة والطرح.. سوسة تفسد محصول العام الدرامي

لا شك أن آثار الجائحة قد عبرت بسلام، وهذا يتضح من خلال العدد المتاح من الأعمال الدرامية هذا الموسم، أما الجودة الفنية فلها شأن آخر، فمن بين المسلسلات المعروضة لم يبرز عمل درامي واحد يُمكن أن نُطلق عليه العمل الأهم، سواء على مستوى الطرح الفكري كمضمون ورؤى، أو الشكل الفني، ليبدو الموسم الرمضاني هذا العام فقيرا ولم يُقدم جديدا، حتى وإن بدت بعض الأعمال في ثوب الجرأة، مثل مسلسل “فاتن أمل حربي”، إلا أنه لم يخرج عن إطار الصوت العالي والمباشرة في تقديم الحكاية والفكرة، بالتأكيد هناك بعض الأعمال التي تصلح للمشاهدة لكنها لا تكاد تستحق رؤية واحدة، وستصل إلى مستوى الإشباع إذا رغبت في المزيد، فالإحساس بالملل سيطغى لا محالة.

وقد ظهر هذا الموسم في أضعف حالاته الفنية، ولم يصمد أمام اختبارات الزمن والذاكرة، فالفن الأصيل هو الأبقى، وبنظرة عامة يُمكن إدراك مكمن العلة وهو السيناريو، فكثير من الأعمال سقطت في فخ التطويل والدوران في نفس النقطة، والأهم هو ندرة القضايا المطروحة والاشتباك معها، ليبدو هذا الموسم نثرا منثورا، أو ضجيجا دون أثر يُذكر، وهنا يطرأ السؤال الجوهري: هل اندثر الفن الأصيل المقاوم لعوامل التعرية الزمنية، أم سمة هذا العصر الدوران والتسارع؟


يقول نجيب محفوظ “آفة حارتنا النسيان”.


خالد عبد العزيز

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى