أدى الانتشار الواسع للوسائط الرقمية إلى تغييرات جذرية في أنماط الحياة اليومية، مما أثار تساؤلات حول تأثير هذا الاستخدام على الصحة النفسية، خاصة بين المراهقين. بينما توفر هذه الوسائط فرصا للتواصل والتعلم، إلا أن الإفراط في استخدامها قد يرتبط بمشاكل نفسية وسلوكية.
- الاستخدام المرضي للوسائط الرقمية
لم يتم بعد تحديد معايير تشخيصية موحدة للاستخدام المرضي للوسائط الرقمية. ومع ذلك، أدرجت منظمة الصحة العالمية في التصنيف الدولي للأمراض (ICD-11) “اضطراب الألعاب” كحالة صحية عقلية، تُعرف بأنها نمط سلوكي مستمر أو متكرر للألعاب الرقمية، سواء عبر الإنترنت أو دون اتصال، يؤدي إلى ضعف في السيطرة على اللعب، وتفضيله على الأنشطة الأخرى، واستمراره رغم العواقب السلبية.
- العلاقة بين الوسائط الرقمية والصحة النفسية
تشير الدراسات إلى وجود ارتباط بين الاستخدام المفرط للوسائط الرقمية ومشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD). على سبيل المثال، أظهرت دراسة شاملة شملت 13,600 مراهقا كنديا أن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي والرسائل الفورية يرتبط بزيادة في أعراض اضطرابات الأكل والتفكير الانتحاري، خاصة بين الفتيات.
- القلق الرقمي وتأثيره
“القلق الرقمي” هو حالة نفسية تنجم عن الشعور بعدم الارتياح أو التوتر عند الابتعاد عن الوسائط الرقمية. يشير الخبراء إلى أن هذا القلق قد يؤدي إلى أعراض مثل اضطرابات النوم، والتوتر، والشعور بالذنب. كما أن الاستخدام المفرط قد يعزز من مشاعر العزلة والاكتئاب، خاصة عند الفشل في تقليل الاعتماد على هذه الوسائط.
طرق الوقاية والتعامل
- تحديد أوقات محددة لاستخدام الوسائط الرقمية: يساعد ذلك في تقليل الاعتماد المفرط وتعزيز التوازن بين الحياة الرقمية والواقعية.
- الانخراط في أنشطة بديلة: مثل القراءة، والرياضة، والتفاعل الاجتماعي المباشر.
- الاستفادة من تقنيات “الديتوكس الرقمي”: وهي فترات محددة للابتعاد عن الأجهزة الرقمية، مما يساهم في تحسين الصحة النفسية.