بدأ الاهتمام باستخدام أشعة الليزر المتنوعة في الطب منذ اكتشافها عام 1960، ولقد حقق هذا الاستخدام في مجالات الطب تقدماً رائعاً ولا يزال العمل جارياً للتوصل إلى أفضل الطرق لاستخدام الليزر في العمليات الجراحية والجراحة الدقيقة وطب العيون وغيرها، وبعد أن استعرضنا في الجزء الأول من هذا الموضوع أنواع الليزر التي تستخدم في الطب سنقوم في هذا الجزء بالتحدث عن أهم مجالات استخدامه.
- جراحة العيون
استخدم أطباء العين أشعة الليزر مبكراً وكانوا من الرواد الأوائل في استخدامه في الجراحة حيث تم استعماله في تخثير الشبكية ويعتبر ليزر الأرغون ذو الأشعة الزرقاء 488nm هو الليزر الأساسي في جراحة العين بالإضافة إلى استخدام ليزر الكريبتون الذي يولد أشعة صفراء وحمراء 647nm, 568nm من قبل اختصاصي الشبكة حيث تسمح هذه الألوان السيطرة الكاملة على منطقة “البقعة Macula في الشبكة.
ويستخدم الليزر في التمييز بين الخطأ البصري والعصبي في الفحوص الأولية لفحص الوظيفة العصبية، حيث يتم معرفة قابلية الشبكية على تحليل الصور بواسطة مقياس التداخل الليزري، حيث شكل التداخل الشبيه بالأشرطة المظلمة والمضيئة والمتكون على الشبكية يكون مستقلاً عن قوة انكسارية اليغوم ويمكن عرض هذه الأرشطة مباشرة على شبكية العين للحصول على نتيجة استقرائية لما يتعلق بعمليات رفع السائل الزجاجي رفع الماء وترقيع القرنية.. الخ.
يستخدم ليزر غاز الكربون في استئصال أورام الصلبة والشبكية، وكذلك لعمل طبات من الصلبة دون حدوث نزف أو مضاعفات ويمكن استخدام هذا الليزر فقط في حالات العمليات المفتوحة داخل العين، نظراً لعدم إمكانية انتقال طول موجة “أشعة تحت الحمراء” داخل العين يعكس ليزر الأرغون وليزر الياك،
وبالرغم من ذلك يستخدم ليزر ثاني أكسيد الكربون مباشرة وبواسطة المشابر، وذلك من خلال شبابيك خاصة بالأشعة تحت الحمراء وهذه تقع في الطرف النهائي للعين حيث يدخل الشعاع إلى داخل العين ويستخدم هذا في عملية قطع خيوط السائل الزجاجي، وتبخير الأورام الصغيرة ولحم أجزاء الشبكية، ولكن تبقى مشكلة ضرورة تماس فتحة المسبرم الهدف في هذا الليزر.
إن ليزر الأرغون هو الأكثر شيوعاً في جراحة العيون، حيث يستخدم في عملية التخثير الضوئي، وفي علاج آفات الشبكية نتيجة دار السكر، حيث يشكو المريض من كثرة الأوعية الدموية على الشبكية وتكون هشة تبدأ بالنزف مما قد يسبب تمزقاً في الشبكية بسبب انكماش السائل الزجاجي، ويمكن بواسطة الليزر أبطاء أو إيقاف النزف بالتخثير الشامل للشبكية prp وإلا أن هذا لا يعيد ما فقد من وظيفة الشبكية في الحالات العادية.
أما ليزر الكريبتون الذي يعطي أشعة صفراء وأخرى حمراء فإنها تؤثر على منطقة البقعة حيث توجد صبغة الزانثوفيل الصفراء، وأما اللون الأحمر فإنه يمتص بنسبة قليلة جداً، لذلك يستخدم في علاج الجزء تحت الشبكية حيث توجد الأوعية الدموية الجديدة مع الاحتفاظ بأوعية الشبكية السطحية ومنطقة البقعة الصفراء، وكذلك تقلل من التزود الدموي المريض “غير الطبيعي” للأنسجة تحت الشبكية.
كما ويستخدم الليزر في علاج داء الزرقاء وبعدة طرق، ففي الزرقاء ذات الزاوية المغلقة يمكن إجراء عملية حز للقزحية وفتح قناة بين الحجرة الأمامية والخلفية للعيد مروراً بالسائل، وكان في الماضي يستخدم ليزر الياقوت البنفسجي ذو الأشعة الحمراء، أما اليوم فيستخدم ليزر الأرغون وأحياناً يستخدم ليزر الياك لإجراء الثقب المطلوب في حين يقوم ليزر الأرغون بتخثير القزحية ضوئياً، ويعتبر هذا البديل لعملية استئصال القزحية والذي يسبب الأذى للأنسجة.
إن عملية ترقيع الحاجة بواسطة ليزر الأرغون تستعمل في علاج داء الزرقاء ذي الزاوية المفتوحة حيث يستعمل في عمل عدة إصابات في حافة القزحية وحتى شبكة الحواجز حيث تنكمش الشبكية نتيجة للحرارة وبذلك تترك مسافات أكبر للسائل بالمرق من خلالها أما العدسة اللاصدقة المستعملة فلها مرآة مائلة حول حافتها لتعكس الشعاع الليزر على شبكة الحواجز وبذلك نحصل على الضغط الطبيعي داخل العين بأقل كمية من العلاج المستخدم.
بالإضافة إلى ما سبق يستخدم ليزر الياك في جرأة الساد، وجراحة الشبكية، وعلاج السائل الزجاجي والقرنية وداء الزرقاء، وهذا الليزر يعطي تسبب تأثير غير خطي في النقطة البؤرية الصغيرة، وتقدر قدرة النبضات هذه بملايين المواطات، وتعطي ارتجاجاً بقعة مساحتها 50 ميكرون.
ويسمع فرقعة يحس بها المريض، كما أن التركيز الشديد للنبضات يسبب تأمين منطقة الهدف ويعمل الصدى الناتج والصوت على القطع المطلوبة، اما البلازما الناتجة من التأمين فتقوم بامتصاص الأشعة لتشكل درعاً واقياً يحمي الشبكية من الشعاع.
ويستخدم الليزر لصنع شق أو حز في الصلبة الخلفية في عمليات الساد الابتدائي، وبثلم جزء صغير من غشاء المحفظة الخلفي وهذا لا يحتاج إلا إلى القليل من حلقات ليزرية نبضية، وقد تتضمن بعض العمليات وجود أوعية دموية مثل عمليات قطع خيوط السائل الزجاجي، لذلك يفضل استخدام ليزر الأرغون، أما إذا استخدم ليزر الياك وأدى ذلك إلى ظهور بعض النزف فيجب عندئذ تخثير المنطقة ضوئياً ويستخدم ليزر الأرغون لذلك أيضاً، أو تستخدم أ،واع ليزرات الياك تدعى ليزر الياك ذو النمط الحراري أو يزر الياك ذو العمل الحر، وهذه تعطي شعاعاً ليزرياً مستمراً C.w وباستطاعة قليلة وتستخدم لقطع النزف من “التخثير”.
ومن الجدير ذكره هنا أن العلماء طورا طرقاً جديدة لمعالجة بعض الأمراض التي تصيب القرنية وتمكنوا من إجراء عملية جراحية لإزالة الدرجات العالية من قصر البصر وعدم القدرة على التمييز وبصر الشيخوخة باستعمال أشعة ليزر الإكزايمر الذي يعطي أشعة فوق بنفسجية بالإضافة إلى ذلك تم معالجة المصابين بأمراض القرحة القرنية واستطاع الجراحون إعادة البصر وبنجاح إلى هؤلاء المصابين وبدرجات بصرية تتراوح بين 16-22 ديوبتر “وحدة قياس قوة الانكسار للعين”.
وهنا يتم تركيز أشعة الليزر وبدقة عالية على البقع المطلوبة في القرنية حيث تتبخر أنسجتها طبقة بعد طبقة وتقوم تجهيزات أطباء العينية بتنظيم شكل حزمة الليزر واستطاعتها لتقوم هذه الأجهزة بتفتيت القرنية التي تتراوح سماكتها بين 500- 700 جزء من المليون من المتر وتتعرض أثناء العملية مواضع متعدد من القرنية طبقاً لمعايير الجراحة الدقيقة للتبخر وبعمق عشرات الميكروبات وعندما يصبح جزء من القرنية رفيعاً تتبخر عندئذ مناعة العين وبالنتيجة تزال عيوب قصر البصر.
- الجراحة العامة
يستعمل ليزر غاز الكربون بصورة عامة في الجراحة العامة، وخاصة في العمليات الكبرى والخاصة برفع الأورام حيث يستفاد من قابلية على إيقاف النزف وغلق أوعية الملف بحيث يقلل هذا احتمال زرع الخلايا السرطانية الخبيثة، بالإضافة إلى استدامه في بقص الجلد بدلاً من المشرط وكذل كفي عمليات استئصال الأورام الثانوية المنتشرة في الكبد، واستئصال البنكرياس الجزئي، هذا ويعتبر ليزر غاز الكربون أداة ناجمة في تنظيف القرح الخارجية وتنظيف الحروق وجراحة الكبد والبنكرياس لأنه يعقب ويبخر.
أما في مجال جراحة العظام، فلقد استخدم ليزر Co2 لتبخير مادة ميتل ميثا كربليت عند استبدال المفاصل الصناعية وهنا يختار الشعاع الليزري بقدرة كافية لتبخير المادة الصمغية ولكن ليس إلى حد تؤذي العظم مع ضرورة التبديد المتواصل للمنطقة لمنع احتراق العظم، بالإضافة إلى ضرورة مص “سجد” الدخان المتولد.
وربما ستؤدي النتائج التي يجريها الباحثون إلى استخدام ناظور المفاصل لإيصال أشعة ليزر CO2 إلى المفصل لصهر وتشكيل الغضرون بالإضافة إلى استخدام ليزر الياك مع ناظور المفصل أو في الجراحة المفتوحة.
وقد نسمع قريباً التوصل إلى إمكانية استخدام الليزر في جراحة العظام التقويمية الدقيقة، كما هو الحال في معالجة آلام العضلات والألياف العضلية بواسطة ليزر co2 المتنقل حيث بواسطته يمكن معالجة الرياضيين الذين يتعرضون أكثر من غيرهم للأوجاع العضلية كصفقة الهواء والخلع والتهاب المفاصل والتورم الدموي، وفي السابق كان الرياضي يضطر إلى ملازمة المنزل لمدة أسبوعين نتيجة إصابة بخلع عند مفصل القدم، أما بواسطة الليزر فتكفي المعالجة جلسة أو جلستان زمن كل منها عشرون دقيقة لكن يزول الالتهاب وبالتالي الألم الناتج عنه.
أما في مجال الجراحة البولية، فيستخدم ليزر الأرغون في الجراحة من خلال الأحليل لعلاج أورام المثانة الصغيرة ولفتح تضيقات الإحليل، ويستخدم ليزر الياك لنفس الفرض ويعتبر ليزر غاز الكربون أفضل من النوعين السابقين ويستعمل أيضاً ليزر الياك في عملية قطع الكلية وهذا يقلل بدرجة كبيرة من كمية الدم المفقودة ويحتفظ الجزء المتبقي بأقصى حيوية له، في حين يستخدم ليزر CO2 في عملية التشعيع بالليزر، وذلك للحصول على لحام للأنسجة وفي مناطق مختلفة كاستعماله في إعادة وصل القناة المنوية الأسهل.
إن استخدام الليزر مع الناظور لا يحتاج إلى التخدير العام، وقد تجري العملية في العيادة الخارجية يسبب الليزر نخراً في الغشاء المخاطي للمثانة وحتى المساريق دون الإضرار باستقرار المثانة الميكانيكي بشكل خطر أو التسبب في إحداث ثقوب فيها.
أما في حالة الأورام فيتم تلفها دون الحاجة إلى لمسها ودون نزف أو إعاقة للبذل اللمفاوي ودون الحاجة إلى استعمال القثطرة خلال الإحليل لبزل المثانة، ويمكن التخلص من الأورام بقصر ط2 سم باستخدام الليزر، أما ليزر الياك في ستعمل سريرياً في علاج أورام المثانة وسرطان القضيب وتضييق الإحليل وسرطان البرسوتات وتفتيت حصى المرارة والحالب والمثانة بالاستخدام الفعال للألياف البصرية التي تقوم بنقل أشعة الليزر إلى الموضع المطلوب.
- جراحة الأوعية والجراحة العصبية
تستخدم أشعة الليزر المتنوعة في عمليات الجراحة الدقيقة والحساسة، فهذا الليزر Co2 ذو القدرة القليلة بشكل نبضي لإجراء عمليات الوصل في الأوعية وعادة تتراوح قدرة هذا الليزر ما بين 10-70 واط/ سم2.
ويعطي هذا الليزر دقة جراحية في الجملة العصبية حيث يتيح للجراح رفع الورم باستخدام تقنية عدم اللمس والتدمير الدقيق للأنسجة وكذلك تعطي أهمية كبيرة لقلة النزف حيث يتيح ذلك رؤية واضحة للجراح، وعند استعمال الليزر يمكن أن تكون فتحة الجمجمة اللازمة لإزالة أي ورم دماغي صغيرة نسبياً فورم بحجم البرتقالة مثلاً يمكنم رفعه من خلال فتحة تقدر بربع حجمه عن طريق رفع مركز الورم أولاً، ونتيجة لاستخدام تقنية عدم اللمس فإن غشاء المنح لا يتأثر بالعملية وبذلك يستيقظ المرض في اليوم التالي للعملية ويستطيعون الحركة.
ويستفاد أيضاً ليزر Co2 في تبخير ورم السحايا والذي يصعب استئصاله بدون الليزر لوجود تثبيتات متينة له مع الأنسجة كما يستخدم الليزر في رفع تورم العصب السمعي مع الحفاظ عليه دون المساس به، ويستعمل الليزر أيضاً في علاج التصالب البصري والعصب البصري، أما الليزر النبضي فيستخدم في الجراحة الدقيقة لتجنب الحرارة.
العالية حيث يستخدم لإزالة وحرق آثار الأورام المرفوعة في الشرايين، حيث يزيل في كل مرة طبقة خلوية واحدة دون الاقتراب من الوعاء الدموي الذي تحتها، كذلك يستخدم الليزر في استئصال الغدة النخامية ومن خلال العظم الإسفنجي.
أما أورام النخاع الشوكي، وخاصة الأورام المركزية فيستفاد من ليزر Co2 حيث يقلل المساس بالحبل الشوكي إلى أدنى حد، كذلك يستعمل ا لليزر في علاج تكصف النخاع الشوكي كما يستعمل في علاج الألم في منطقة دخول الجذل الظن ي Dre2 وهي طريقة أكثر دقة وأكثر سيطرة من غيرها من الطرق.
بالإضافة إلى ذلك يستخدم هذا الليزر في قص عضلات الظهر في عمليات النخاع الشوكي ورفع الغضاريف الفقرية وخاصة المكسورة بواسطة التبخير بينما تضغط الفقرات بصورة مستمرة لتغذية الغضروف باتجاه شعاع الليزر.
ويستخدم أحياناً ليزر الياك مع ليزر Co2 في جراحة الأعصاب وكذلك لإضعاف التشوهات الشريانية الوريدية حيث ثبت فيزيائياً أنه يمكن دمج شعاعي الليزر سوية.
يعتبر ليزر الياك جهازاً مخثراً ولذا يستخدم في إزالة الأورام الكثيرة الأوعية الدموية، وبنفس الوقت لا يكون مناسباً لتبخير الأورام القريبة من التراكيب الدقيقة، حيث يخثر النسيج الغدي تحت الورم ويتلفه، ونظراً لقصر طول الموجي 10.61mm، يمكن الحصول منه على نقطة صغيرة جداً ما يؤدي إلى دقة عالية في الجراحة، ولكن قدرته التقليلة نسبياً في تبخير الأورام وخاصيته في اختيار الألوان تعبر عن مساوئه على الرغم من استعماله في تقليل حجم التشوهات الوريدية الشريانية، وسيكون ليزر الإكزايمر هو البديل.
يستخدم في الوقت الحاضر الليزر في علاج الانسداد الحاصل في الأنابيب والأوعية وذلك بإدخال ليف زجاجي لنقل الأشعة من خلال الوعاء إلى المنطقة المسدودة وقد أجريت عدة عمليات في عدة بلدان لتمويل الشريان التاجي واستخدام فيها ليزري الأرغون والياك، وأجريت تجارب عدة أيضاً لنقل أشعة ليزر 2CO عبر الألياف البصرية للمنطقة المراد علاجها وأعطت نتائج جيدة بالإضافة إلى النتائج المشجعة من جراء استخدام الليزر الصباغي المخضر والمثار بواسطة ليزر الأرغون أو ليزر الإكزايمر وذلك للحصول على طاقة عالية وطول موجي محدد، وبهذا تم الاستغناء عن على مصادر الإضاءة الأخرى التي كانت مستعملة سابقاً “بروجكتورم مرشح أحمر”.
ولقد توصل الباحثون إلى أن العلاج الضوئي الليزري وباستخدام مادة الـ HPD هو علاج ناجح ليس له تأثيرات جانبية حيث تتوزع هذه المادة أولاً في كل خلايا الجسم ثم تبدأ بالاختفاء في النسيج الطبيعي بعد ساعات قليلة ويمكن بعدها ملاحظة الفرق بين خلايا الورم والخلايا الطبيعية.
ومن دراسة طيف الامتصاص لمادة الـ HPD وجد هناك قسم لأطوال موجية معينة فالضوء الأزرق ذو الطول الموجي 406 نانومتر يمتص أكثر من غيره من الأطوال الموجية والضوء الأحمر ذو الطول الموجي 630 نانومتر، يمتص أقل من غيره من الأطوال الموجية، وينفذ هذا الأخير بصوت أفضل من الأزرق من خلال الأنسجة حيث ينفذ الضوء الأحمر إلى حوالي 2 سم في الجلد مما يتطلب قدرة ليزرية للعلاج تقدر بحوالي 25 جول/سم2 أو أكثر وذلك حسب نوع الورم، وباستخدام تقنية الألياف البصرية يمكن إيصال الضوء الليزري الى أي منطقة من الجسم ويستخدم هذا بصورة خاصة في علاج الأورام التي لا يمكن استئصالها كأورام البنكرياس أو الدماغ.
وتفيد النتائج التي ظهرت مؤخراً الى وجود مواد حساسة أفضل من HPD مع ليزر بخار الذهب في عملية التشعيع والذي يعطي قدرة مضاعفة وبكلفة أخفض مقارنة مع الليزر الصباغي المحفز بواسطة ليزر الأرغون أو الإكزايمر، بالإضافة إلى وجود بلورات من الياك لتعطي إشعاعاً أحمراً وبكلفة قليلة.
- جراحة وطب الأنف والأذن والحنجرة
يستخدم ليزر CO2 بشكل واسع في طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة وذلك بسبب تقنية عدم اللمس المستعملة، وخلو منطقة الجراحة من التورم والتضيق الذي يحصل ما بعد العملية الجراحية، وكذلك قلة النزف أو انعدامه بالإضافة إلى قلة الألم بعد العملية بدرجة كبيرة. فمثلاً يستخدم هذا الليزر في رفع الحليمات المرئية بالتخثير في التورم الحلمي التنفسي المتكرر والذي يحدث عادة في الجوف الأنفي الأمامي وما تمت المزمار والقصبة الهوائية وهي كلها أماكن يصعب الوصول إليها لولا استخدام ليزر ثاني أوكسيد الكربون، أن عدم حدوث النزف يجعل العلاج تحت السيطرة البصرية المستمرة، بالإضافة إلى أن المجرى الهوائي يبقى مفتوحاً أي لا توجد لعمل فتحة في القصبة الهوائية “الرغام”، واحتمالية العملية بالطرق العادية ومن هنا يعتبر ليزر Co2 أفضل الطرق الإزالة هذه الحليمات.
لقد استخدمت أشعة الليزر في طب وجراحة الأورام الدقيقة، كجراحة عقد حبال الصوت وحليمات Polyps الحبال الصوتية، الأورام الخبيثة، استئصال الغضروف الطرجهاري، الأكياس الأغشية الصفاقية وتضييق الحجرة.
لقد أعطت نتائج علاج إصابات المجرى الهوائي للأطفال بليزر Co2 نتائج ممتازة وذلك بسبب صغر المسالك الهوائية ويعتبر مثالياً في علاج حالات الأطفال الرضع.
واستخدم هذا الليزر أيضاً في علاج انسداد المنخر الخلقي ولطخة التوسع الدموي الشعري، وفي بعض الحالات استخدم ليزر الياك ذو التردد المضاعف في علاج التوسع الدموي الشعري.
ولم يقتصر استخدام الليزر على ذلك وإنما استعمل في عملية استئصال اللوزتين للمرضى المصابين بصعوبة التخثر مثل الهيموفيليا وكذلك في حالات عدم كفاءة اللهاة لسبب عدم وجود التندب، غير أنه لابد من التضحية بالأعمدة الأمامية عند استعمال الليزر في رفع اللوزتين، ويستخدم ليزر co2 لاستئصال آفات التجويف الفمي واللسان مثل التقرن الأبيض للبطانة وكذلك في عمليات تحرير اللسان.
ويستخدم ليزر الياك إضافة إلى ليزر أوكسيد الكربون في علاج أورام القصبة الهوائية كعلاج مهدئ للحفاظ على استمرارية المجرى الهوائي وتستخدم الألياف البصرية لنقل أشعة ليزر co2 إلى المناطق المطلوبة.
يقوم الليزر بتبخير الأورام فوراً وهذا يسبب رفع النسيج وظهور أبخرة وبذلك يصعب على الجراح مراقبة العملية بدقة، بينما يقوم ليزر الياك بتخثير الأنسجة ضوئياً وبذلك يطبخ الأورام كلياً وبهذا يتأخر انسلاخ الأنسجة.
واستخدم ليزر الأرغون بنجاح في علاج أمراض الأذن كعملية قطع الركابي وذلك بسبب صغر مقطع الأشعة حيث يعمل الجراح سلسلة من الثقوب الصغيرة في لوح القدم لعظم الركاب وبذلك يرفع بأقل أذى يمكن للأذن الوسطى والداخلية، ومن ثم يوضع المكبس الصناعي في الثقب.
إلا أن هذا الاستعمال يثير النقاش والجدل بسبب انتقال شعاع الليزر إلى القوقعة مما قد يسبب ضرراً للعصب السمعي، وهنا يشد الانتباه إلى استخدام ليزر أوكسيد الكربون عندما يصبح بالإمكان تصغير مقطعه إلى أقل من ميليمتر واحد.
وفي عمليات الأنف وداخله، يستخدم الليزر في علاج انسداد المنخر الخلقي، الوردية الأنفية الضخامية، والحليمات الالتصاقات ولطخات التوسع الدموي الشعري والتورمات الحبيبية وغيرها.
ومن الجدير ذكره هنا أنه تم استخدام الليزر لمساعدة المدخنين عن الإقلاع عن التدخين إحدى أصعب العاات الإنسانية وأعندها، وتعتمد هذه الطريقة على توجيه خمس أو ست دفقات شعاعية من الليزر على النقطة اليمنى في أذن المدخن، وأن يجري هذا الأخير ثلاث جلسات مدة كل منها دقيقة واحدة في الأسبوع، ويستمر العلاج مدة أسبوعين وثلاث أسابيع.
ولم يقتصر استعمال الليزر على هذه الظاهرة وإنما استخدم أيضاً في معالجة ال شخير.
- الأمراض الجلدية والجراحة التجميلية
يستعمل ليزر الأرغون في تخثير آفات الجلد الملونة مثل اللطخات النبيذية الحمراء والأورام الوعائية الدموية الشعرية، ولطخة التوسع الدموي الشعري وعلامات الرازيري والأورام الدموي الوعائية للشيخوخة وحب الشباب الوردي ورفع الوشيم والخال الدهني وعلاج الجدرة ودوالي الأوردة تحت الجلد وحروق دواسة القدم والشامات والثأليل.
واعتبار أن أورام العروق الدموية من نوع النبيذ الأحمر تتضمن زيادة في عدد العروق في منطقة ما تمت البشرة، ونظراً لا، شعاعاً ليزر الأرغون ينفذ من خلال البشرة ويخثر العروق في الجزء الأعلى من الأدمة وبكثافة لا تتجاوز المليليمتر الواحد لذلك يعاد العلاج لعدة جلسات وعلى مدى عدة أشهر للمساعدة في الالتئام وإعادة تكوين النسيج الطلائي، وتزداد الاستجابة للون شعاع الأرغون الأزرق كلما كان لون الأدمة أغمق وأرجواني غامق.
أما أورام العروق الأكثر وردية والتي تبيض تحت الضغط فإنها تستجيب لشعاع ليزر Co2 ذو الأشعة اللامرئية “تحت الحمراء”.
ويستعمل ليزر الأرغون لإزالة الوشم حيث ينفذ الشعاع الليزري ويخترق البشرة دون ترك ندبة سطحية واستخدم أيضاً ليزر الياك في هذه العملية أيضاً وتدل الدراسات والأبحاث أنه أفضل من ليزر الأرغون نظراً لطول موجته، وكذلك ليزر غاز الكربون.
تترك أشعة الليزر المنطقة المعالجة معقمة بحيث تمنع التلوث والتعفن، ويعقم الشعاع الأوعية اللمفاوية، وهذا يفيد بشكل مباشر في علاج سرطان الجلد، ويستخدم ليزر Co2 في جراحة الثدي لتقليل فقدان الدم، أما الندبة فلا تختلف عن تلك الحاصلة من جراء استخدام المشرط.
ويستخدم الليزر من الناحية الجمالية في عملية قطع الجلد حيث يتسخدم ليزر الياك مع مجس من السيرامك لرفع الثدي بدون نزف.
- الأمراض النسائية
بينت الدراسات والبحوث أن ليزر غاز الكربون يستخدم أكثر من غيره من الليزرات في علاج الأمراض النسائية حيث يستخدم في تبخير الورم الباطني الرحمي، وفصل الالتصاقات في أنابيب فالوب دون التماس بها وكذلك المبايض دون حدوث النزوف البطني.
كما ويستخدم هذا الليزر في علاج الأكياس البطنية والأورام التي يمكن استئصالها أو تبخيرها دون الإضرار بالأنسجة المجاورة، وبالرغم من كثافة الالتصاقات النسيجية ووجوده بشكل واسع فإن لليزر قيمة كبرى في معالجة حالات المرض ذوي اختلاطات التهاب الحوض.
ويستخدم ليزر غاز الكربون في إعادة زرع قناة فالوب في الرحم وكذلك في العمليات الجذرية كعملية استئصال الفرج الجذري والأورام الدموية الكبيرة وذلك لقلة النزف الناتج وتحتاج هذه العمليات إلى طاقة ليزرية عالية إلى حد ما أي أكثر من 50 واط.
من الاستعمالات الهامة لأشعة الليزر في الأمراض النسائية هو في علاج السرطان داخل الطلائي لعنق الرحم وذلك باستخدام منظار عنق الرحم، ويعد تبخير عنق الرحم بأشعة الليزر أفضل من الكي والتخريط أو العلاج بالتبريد “الصقيع” حيث يترك الرحم بحالة أكثر حيوية ودون تضييق أو تندب فيه وتنعدم الإفرازات الكثيرة المصاحبة للعلاج بالتبريد ولا تؤثر على خصوبة المريضة.
ولليزر أهمية كبرى في استخدامه للقضاء على الثآليل التناسية مثل الثآليل غير الزهرية، بالإضافة إلى استخدامه في علاج التوباء.
لقد استعمل ليزر الياك في علاج غزارة الحيض أو النزف غير المسيطر عليه من الرحم وكان البديل هو استئصال الرحم، والعلاج بالليزر يمكن في العيادة حيث تتم عملية التقصيم بغلق الأنابيب فيدخل محلول ملحي لشطف الرحم وملئه في حين يستعمل الليزر في عملية تخثير بطانة الرحم، ويستعمل ليزر الياك مع ليزر الأرغون في علاج أورام البطانة الرحمي باستخدام نواظير البطن معتمدين خاصية ليزر الأرغون في البحث عن اللون، بحيث تخثر المناطق الحمراء الوردية من البطانة، ولقد وجد أيضاً أن ليزر غاز الكربون مفيد جداً في هذه العمليات.
- قواعد السلامة في استعمال أشعة الليزر
بالرغم من فوائده العديدة فإن استعمال الليزر لا يخلو من المخاطر التي تنجم عن استخدامه في الجراحة والطب، وتمكن هذه المخاطر في التأثير الكبير لشعاع الليزر على الأنسجة والتأثير البصري في العين، ومن هنا فلقد قامت الشركات المنتجة والمصنعة لأجهزة الليزر بضمان أسس السلامة والأمان والوقاية لمستثمريها مثل وجود مفتاح الأمان safety switch وأجهزة إنذار صوتي وضوئي “مرئي ومسموع”، لقد أخذت جمعية السلامة من الأشعة Rsc البريطانية على عاتقها وضع أسس السلامة العامة للذين يتعاملون مع أشعة الليزر، وجدير بنا نحن في سورية أن نقوم بذلك خاصة مع وجود أجهزة ليزرية منتشرة هنا وهناك.
ومن هنا يعد التدريب على استعمال أجهزة الليزر ومنظوماتها من أهم أساليب الوقاية من مخاطرها والتدريب يشمل الطبيب الجراح، المهندس والباحث العلمي وحتى العامل الفني، أن التدريب على نوع واحد من أجهزة الليزر يسهل فهم قواعد العمل في الأنواع الأخرى فالتدريب على ليزر الأرغون سهل وبسيط بعكس ليزر غاز الكربون نظراً لطول موجته، إن تشغيل المنظومات الليزرية يتطلب تدريب ممرضين أو فنيين على أسس التشغيل وقواعد السلامة المهنية ناهيك عن أعمال الصيانة وإصلاح الأعطال الطارئة.
إن بقاء هؤلاء في غرفة العمليات أمر ضروري خاصة عند التعامل مع ليزر الياك وليزر Co2 بخلاف التعامل مع ليزر الأرغون المستخدم في جراحة العيون حيث تكون السيطرة في الغالب للجراح مباشرة.
وتشمل متطلبات السلامة في استعمال الليزر في المشافي ارتداء النظارات الواقية والاستخدام الصحيح للأجهزة والمحافظة عليها ومنع أي شخص من الاقتراب منها أو تشغيلها ويتموجب أيضاً وضع علامات التحذير في مداخل غرف العمليات أو منطقة وجود الليزر حيث بين هذه العلامات نوع الليزر استطاعته وهي متوفرة لدى الشركات المصنعة.
وينصح بعدم الاقتراب من هذه المنظومات وعدم فتح الغطاء الخارجي لها إلا من قبل مختصين بصيانتها وذلك تجنباً لحدوث انفراج كهربائي وبجهد عال “صعقة كهربائية” كذل كيمنع وضع أي وعاء يحوي على سائل فوق أجزاء ومكونات المنومة الليزرية وذلك لمنع الوصل بين هذه الأجزاء ومكونات الجهد العالي في حل سكب السائل ووصله إلى داخل الجهاز وبذلك يؤدي إلى عطل الجهاز وحدوث حريق وقد تصل أشعة الليزر إلى الأنسجة وإلى العين خاصة.
ويطلب من الأشخاص الذين يتعاملون مع أشعة ليزر غاز الكربون في العمليات الجراحية للعين أن يضعوا النظارات الواقية التي عادة ما تصنع من البلاستيك أو الزجاج المختصة للأشعة المشتتة بحيث لا تمر النظارات الواقية التي عادة ما تصنع من البلاستيك أو الزجاج الممتصة للأشعة المشتتة بحيث لا تمر الأشعة ذات الطول الموجي العالي، ولا تكفي العدسات اللاصقة لذلك نظراً لعدم سماكتها بشكل مطلوب.
أما المريض فيتوجب حماية عينيه أُناء التعرض لأشعة الليزر وذلك بوضع قطعتين من الإسفنج مبللتين بالماء عليهما إذا كان المريض بوضع رقود أو وضع نظارات واقعية نظامية إذا كان جالساً ويفضل أن تكون قطع الأقمشة الورقية المستعملة في غرفة العمليات من النوع المقاوم للهب وكذلك بالنسبة للملابس أو الأغطية.
عند استعمال الكحول للتعقيم، يجب أن يتم ذلك قبل استعمال الليزر لأنه سريع اللهب ولذلك يجب تجفيفه جيداً ويجب أن تكون جميع التجهيزات المستخدمة مع منظومة الليزر غير لماعة، وأن تطلى باللوان الأسود الخشن، وخاصة المستخدمة في عمليات الأنف والأذن والحنجرة، أما الأجهزة الأخرى فليس بالضرورة أن تكون غير لماعة ومطلية بلون داكن “غيير الأسود” لكن يجب أن لا تطلى بمادة التفلون الذي يعطي أبخرة سامة عند تعرضها للشعاع الليزري.
بالختام أرجو أن أكون قد و فقت في عرض جانب هام من جوانب تطبيقات أشعة الليزر في خدمة المجتمع لما لها من فوائد إيجابية في حياة الفرد والمجتمع متجاهلاً استخدامها في الجانب المرعب ضد الإنسانية، وهي الأشعة التي أطلق عليها أشعة الموت.