في التعريب
في التعريب؛ كتابٌ ألفه إدريس بن الحسن العلمي ضمن مجموعته اللسان. جمعه وقدمه وأخرجه ولده الدكتور أمل بن إدريس بن الحسن العلمي.
جاءت مادة هذا الكتاب مقسمة إلى قسمين:
القسم الأول «تقنية عمل التعريب»: يعالج على الخصوص مفهوم التعريب. ثم آفاته إذا تعلق الأمر بجهل أو تقصير ممن يقوم به أو التباس في المصطلحات من حيث الاشتراك أو الاختلاف .
ثم تناول في مجموعة من مقالات بعض مزالق التعريب مثل الترجمة الحرفية العمياء أو التنبيه لبعض الالتباسات والخلط الذي قد يحدث في تعريب مفاهيم متباينة معنى ومتقاربة اصطلاحا قبل أن يعرض لتصحيح الأغلاط الشائعة في الترجمة والتعريب.
وبعد ذلك تناول القسم الأول بالدراسة أهم معاجم والدي التعريبية مثل معجم «المستدرك في التعريب» ومعجم «الطحانة والخبازة والفرانة» وغيرهما: مع تعريف ثم تقرير حولها (من طرف هيئات لغوية بارزة) مردفين بتعقيب.
القسم الثاني: «مسيرة التعريب»: يدرس حركات التعريب وبيئاته مع ذكر نشاط التعريب على الخصوص في سورية ومصر والعراق. وفي نهاية البحث تناول هيآت التعريب في عدة فصول معرفا بالمجامع اللغوية العلمية والاتحادات العلمية عبر البلاد العربية ونشاطها.
قبل أن يختم كل ذلك بنشاط مكتب تنسيق التعريب (بالرباط) والتعريف بمؤسسات تعريبية وطنية متخصصة مثل معهد الدراسات والأبحاث للتعريب ومصلحة التعريب التابعة للمكتب المغربي للمراقبة والتصدير (التي سهر والدي على رئاستها مدة 28 سنة) وما قامت به من نشاط وخدمة للغة الضاد.
ويتجلى من الاطلاع على فحوى هذا الكتاب أن التعريب يشكل مادة خاصة به، لا يمكن خلطها بالترجمة، وتنماز عنها بخصوصيات منها علم وضع المصطلحات وفق ضوابط وقواعد لا يعرفها حق معرفتها إلا الممارس لها ولفن التعريب والترجمة من حيث علاقتهما وامتداد الثاني من الأول.
وذلك باللجوء مثلا إلى الاشتقاق والنحت واستعمال الصيغ لإيجاد المقابل المناسب للمصطلحات أو وضع مقابل لها، ثم السعي في توحيدها وتعميم استعمالها والعمل على نشرها بكل الوسائل المتاحة من وسائل سمعية بصرية وغيرها.
فحبذا لو دُرِّس هذا العلم «علم التعريب» (بعد جمع مادته) في معاهد اللغة والترجمة مثلما تُدرس مادة الترجمة… (بقلم الدكتور أمل العلمي).
- المرجع:
في التعريب. تأليف إدريس بن الحسن العلمي – دار النجاح الجديدة الدار البيضاء (الطبعة الأولى 2001).