عِلم الأصـوات (3)
استخدم دي سوسور مصطلح phonétique للدلالة على فرع من علم اللغة التاريخي الذي يحلل الأحداث والتغيرات والتطورات التي تلحق الصوت عبر السنين. كما استخدم مصطلح phonologie لدراسة العملية الميكانيكية للنطق وعده علما مساعدا لعلم اللغة.
أما مدرسة براغ؛ فتستخدم phonology على عكس ما ذهب إليه سوسور، فهو عندها: “ذلك الفرع من علم اللغة الذي يعالج الظواهر الصوتية من جهة وظيفتها اللغوية” ولهذا يرى تروبتكوي الفونولوجيا فرعا من علم اللغة، أما phonétique فقد أخرجه كل من تروبتسكوي وياكبسون من علم اللغة، واعتبراه علما من علوم الطبيعة بقدم يد المساعدة لعلم اللغة.
أما علماء اللغة الأمريكيون والإنجليز فقد استخدموا لزمن طويل مصطلح phonology بمعنى تاريخ الأصوات، ودراسة التغيرات والتحولات التي تحدث في أصوات اللغة نتيجة تطورها، وهو بهذا المعنى مرادف لعلم الأصوات التاريخي، أما مصطلح phonetics فقد استخدم بمعنى دراسة الأصوات وتحليليها من غير إشارة إلى تطورها التاريخي، وإنما فقط كيفية إنتاجها واستقبالها.
بناء على هذا؛ فإن الفرعين يعدان من صميم علم اللغة، وإن دخل الأول تحت فرع علم اللغة التاريخي، والثاني تحت فروع علم اللغة الوصفي.
هناك من يرفض الفصل بينهما، لأن البحث في أحدهما يعتمد على البحث في الآخر، ولهذا يمكن وضع كل منهما تحت مصطلح phonetics أو phonology. ومن الباحثين من يضعهما في خانة واحدة، ولا بفرق بينهما إلا بإلحاق كلمة تاريخي إلى كل منهما، إن كان الأمر يتعلق بدراسة تاريخية.
وبسبب هذا اللبس الحاصل في استخدام كلمة فونولوجي، ظهر مصطلح phonemics بمعنى دراسة الأصوات المتميزة في اللغة، كبديل لمصطلح phonology كما هو عند الأمريكان. إلا أن عيب هذا المصطلح هو أنه مشتق من phonème مما قد يوهم بأن مباحثة مقتصرة على الفونيمات، بينما هي أشمل.