عِلم تاريخ الألفاظ – ETYMOLOGY
علم تاريخ الألفاظ (الإتيمولوجي) ETYMOLOGY ، يهتم علم الإتيمولوجي بدراسة الأصل التاريخي للكلمات، ويعتمد في ذلك على تتبع تطور الكلمة من خلال الوثائق والمخطوطات، وأحياناً تاريخ المجموعات البشرية الناطقة بهذه الكلمات.
وتعني كلمة Etymology حقيقة أو أصل الكلمة، إذ تتكون من مقطعين يونانيين الأول Etymos وتعني الحقيقة، والمقطع الثاني logos متعدد المعاني يستخدم هنا بمعنى الكلمة، وهو فرع من فروع اللسانيات يدرس أصل الكلمات، وكيفية تطورها، ومقارنة المتشابه منها في لغات تنتمي لعائلة لغوية واحدة،
ويعتبر أفلاطون من أوائل الباحثين في هذا المجال، ومنهجه يقترب كثيراً من المفهوم العلمي المعاصر لهذا العلم، وقد ناقشه في حوار من حواراته المسمى Cratylus ثم بعد أفلاطون اعتبر الفلاسفة الرواقيون أن الكلمات من مكونات الطبيعة، وهي نظير متمم للموجودات المادية، والأفكار المجردة تساعد في التعرف عليها.
وبذلك يرفض الرواقيون مفهوم اختراع اللغة والاتفاق الإنساني على معاني الكلمات بواسطة مجموعة بشرية محددة. وينسب علماء اللسانيات أقدم بحث إتيمولوجي للقرن الخامس قبل الميلاد حين قام الكهنة الهنود بشرح الكلمات السنسكريتية العصية على الفهم في كتاب Rig-Veda أقدس كتبهم آنئذ لاستخدام هذه الكلمات في الطقوس الدينية.
كانت المحاولات الأولى في هذا العلم ساذجة ومبنية على الاجتهاد لا القواعد العلمية، ومازالت هذه الأساليب مستخدمة عند البعض حتى الآن وتسمى الإتيمولوجي العامية، حيث يتم تفسير معاني الكلمات بناء على التشابه السطحي كما في كلمة island الإنجليزية ومعناها جزيرة حيث تُنسب إلى الكلمة الأنجلو ساكسونية igland ومعناها “أرض تبدو كعين في ماء”.
أصبح الإتيمولوجي أكثر علمية بعدما بدأت أوروبا دراسة اللغة السنسكريتية في القرن التاسع عشر، ونشأة نظرية الأصول المشتركة للعائلات اللغوية، وما نتج من قوانين تفسر المتغيرات الصوتية المؤثرة على تشكيل الكلمات في مختلف اللغات، ونضج هذه القوانين لتُصبح علم الصوتيات phonetics الذي يدين له تطور الإتيمولوجي بالفضل، وينتمي كلاهما لنفس التقسيم الفرعي في علوم اللسانيات، فقبل تطور علم الصوتيات لم يكن ممكناً إجراء دراسة علمية منهجية على الكلمات المعروفة تُمكن الباحث من تتبع تاريخها بدقة .
لا يجب الخلط بين موضوع المقال و Entomology, الدراسة العلمية للحشرات.