بناء المعجم الرقمي العربي في ضوء اللسانيات الحاسوبية
يشهد عالم اليوم ثورة رقميَّة دراماتيكية مذهلة في تكنولوجيا المعلومات، وأمام العربية اليوم تحدٍ كبير يكمُن في كيفيَّة استيعاب هذا التَّطوُّر وتمثُّل تقنياتِه؛ بغية تحقيق نهضة رقميَّة تتيح للعربية اللَّحاق بالرَّكب الحضاري ولعب دور فعال في الرُّقي به، ولن يتسنَّى لها- اللُّغة العربية- ذلك إلاَّ إذا استطاعت الاندماج في مجتمع المعرفة الرَّقميَّة.
ونتيجة لتلاقح الأفكار وتبادل الخبرات فقد شهد الدَّرس اللِّساني العربي محاولات جادَّة للتَّطوُّر من زوايا نظر هندسية- حاسوبية، انبثقت عنها فيما بعد ما يُسمَّى” لسانيات المنصات” التي تتكأ أساسًا على تقنيات المعاجم الرَّقمية؛ محاولةً بذلك إيجاد توصيف للموارد اللِّسانيَّة المختلفة توصيفًا صوريًّا يمتلك كل مقوِّمات التَّفاعل مع المنصَّات الحاسوبيَّة.
بناءً عليه، سنحاول في هذا البحث الوُقوف على الدَّور الرِّيادي الذي تلعبه اللِّسانيات الحاسوبية- باعتبارها حقلا خصبا- في بناء وتحديث المعاجم الرقمية- الآليَّة/ الحاسوبية- العربية، وأهم الجهود التي بُذلت في سبيل إعداد معجم رقمي عربي يُلبي حاجات المتعلمين.