واقع البحث العلمي في الوطن العربي
يُنفق العالَم حوالي 2.1% من مجمل دخله الوطني على مختلف مجالات البحث العلمي، أي ما يعادل 536 بليون دولار.
ويعمل في مؤسسات البحث العلمي في العالم ما يقارب 3.4 مليون باحث، بمعدل 1.3 باحث لكل ألف من القوى العاملة.
ويقدر إنفاق الولايات المتحدة الأمريكية واليابان والاتحاد الأوروبي على البحث والتطوير بما يقارب 417 بليون دولار، وهو “ما يتجاوز ثلاثة أرباع إجمالي الإنفاق العالمي بأسره على البحث العلمي.
والولايات المتحدة وحدها تنفق سنويا على البحث العلمي أكثر من 168 بليون دولار، أي حوالي 32% من مجمل ما ينفق العالم كله.
وتأتي اليابان بعد الولايات المتحدة ب 130 بليون دولار، أي ما يوازي أكثر من 24% من إنفاق دول العالم. ثم يتوالى بعد ذلك ترتيب دول العالم المتقدم: ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، إيطاليا، كندا، ليكون مجموع ما تنفقه الدول السبع أكثر من 420 بليون دولار.
ففي هذه الدول السبع مليونان و265 ألف باحث، يمثلون أكثر من 66% من مجموع الباحثين في العالم، ويكلف كل باحث منهم حوالي 185 ألف دولار في السنة”.
تتصدر الدول الإسكندنافية قائمة الدول الأوروبية الداعمة للبحث والابتكارات، وذلك بالنسبة إلى نواتجها القومية، حيث النسب التي خصصتها تلك الدول للبحث والتطوير كالتالي: السويد 4.27%، فنلندا 3.51%، الدانمارك 2.6%.
وقد بلغت ميزانية الاتحاد الأوربي للبحث العلمي خلال الفترة من 2010 إلى 2016, حوالي 900 بليون يورو. تولي دول جنوب وشرق آسيا أهمية متزايدة للبحث والتطوير.
فقد رفعت كوريا الجنوبية نسبة إنفاقها على البحث والتطوير من 0.6% من الناتج المحلي الإجمالي في العام 1980 إلى 2.89% في العام 1997، “ووجهت اهتمامها نحو الإلكترونيات، وعلوم البحار والمحيطات، وتقنيات البيئة، وتقنيات المعلومات، وأدوات التقييس، والمواد الجديدة، وعلوم الفضاء والطيران“.
وقد ارتفعت نسبة الإنفاق على البحث العلمي في الصين مؤخرا إلى ما يقرب من 2.5% من إجمالي الإنفاق القومي، حيث بلغت ميزانية الصين للبحث العلمي ما يقرب من 136 مليار دولار, في الوقت الذي لم تتجاوز فيه هذه الميزانية 30مليار دولار فقط في العام 2005.
أما باقي دول العالم (ومنهم العرب)، “فلا يتجاوز إنفاقهم على البحث العلمي أكثر من 116 بليون دولار. وهذا المبلغ ليس لأمة العرب فيه سوى 535 مليون دولار فقط، أي ما يساوي 11 في الألف من الدخل القومي لتلك البقية من العالم”.
أما إسرائيل فقد أنفقت على البحث العلمي حوالي 9 مليار دولار سنة 2008، وهو ما يوازي 4.7% من إنتاجها القومي.
تفيد المصادر بوجود حوالي 90 ألف عالم ومهندس في إسرائيل، يعملون في البحث العلمي وتصنيع التكنولوجيا المتقدمة، خاصة الإليكترونيات الدقيقة والتكنولوجيا الحيوية. وتقدر تكلفة الباحث الواحد 162 ألف دولار في السنة (أي أكثر من أربعة أضعاف تكلفة الباحث العربي)”.
بالمجمل؛ يبلغ إنفاق الدول العربية (مجتمعة) على البحث العلمي والتطوير تقريبا؛ نصف ما تنفقه إسرائيل, على الرغم من أن الناتج القومي العربي يبلغ 11 ضعفا للناتج القومي في إسرائيل، والمساحة هي 649 ضعفا.
وتحتل إسرائيل المرتبة الأولى عالميا من حيث نصيب الفرد من الإنفاق على البحث العلمي، وجاءت بعدها الولايات المتحدة الأمريكية ثم اليابان، أما الدول العربية، في هذا المجال من المقارنة، فهي مائة مرة أقل من إسرائيل.
في رأيك الشخصي؛ ما سبب هذا التراجع العربي في البحث العلمي؟