قصة تغلغل إسرائيل في القارة السمراء
ومنذ سنوات تسعى إسرائيل بشتى الوسائل والسبل للتغلغل في أفريقيا لأنها تمثل جزءا من مطامعها التي تمتد من الفرات إلى النيل.
ويمثل البحر الأحمر أهمية كبيرة للمصالح الإسرائيلية التجارية والإستراتيجية، كما تحتاج إسرائيل إلى دعم الدول الأفريقية في مواجهة الدول العربية والإسلامية.
وتستغل إسرائيل تقدمها التكنولوجي لتقديم خدمات أمنية وتنموية إلى الدول الأفريقية مقابل العلاقات الدبلوماسية والدعم في الأمم المتحدة.
- أوغندا .. الوطن القومي لليهود
ـ أفريقيا كانت أحد الأماكن المرشحة لاحتضان الوطن القومي لليهود وتحديدا في أوغندا، لكن وعد بلفور عام 1917 حسم القضية ليتفرغ الصهاينة للعمل على تأسيس دولتهم في فلسطين.
ـ 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947: كانت جنوب أفريقيا من بين الدول التي صوتت لصالح قرار تقسيم فلسطين الذي يوصي بإنشاء دولة يهودية على أرض فلسطين وكانت ثاني دولة أفريقية تقوم بذلك إلى جانب ليبيريا.
ـ 24 مايو/أيار 1948: بعد 9 أيام من إعلان دولة إسرائيل، منحت حكومة جان سموتس الجنوب أفريقية المؤيد للصهيونية بشدة اعترافا بالدولة اليهودية بحكم الأمر الواقع.
ـ 18 أبريل/نيسان 1955: رفض المؤتمر الأفروآسيوي المنعقد في مدينة باندونغ بإندونيسيا مشاركة إسرائيل، ما مثل صدمة لتل أبيب وأدان أعضاؤه ممارساتها ضد الفلسطينيين.
ـ قررت إسرائيل عقب المؤتمر القيام بغزو دبلوماسي للقارة السمراء، ما أثمر عن إقامة علاقات مع جميع الدول الأفريقية جنوب الصحراء باستثناء موريتانيا والصومال والسودان.
ـ عام 1956: وفق الخارجية الإسرائيلية فإن غانا كانت الدولة الأفريقية الأولى التي تعترف رسميا بإسرائيل.
ـ عام 1960: قال ديفيد بن غوريون -وهو أول رئيس وزراء لإسرائيل- في إحدى خطبه بالكنيست إن الدول الأفريقية ليست قوية ولكن صوتها مسموع في العالم، وأصواتها في المنظمات الدولية تساوي في قيمتها أصوات الدول الكبرى.
والصداقة الإسرائيلية الأفريقية تهدف في حدها الأدنى إلى تحييد أفريقيا في الصراع العربي الإسرائيلي، وفي أحسن حالاتها إلى ضمان مساندة أفريقيا للموقف الإسرائيلي.
ـ عام 1967: بعد هزيمة مصر في حرب يونيو/حزيران بدأت علاقة إسرائيل مع أفريقيا تدخل مرحلة الفتور كونها محتلة لأراض أفريقية.
ـ بحلول أوائل السبعينيات كانت إسرائيل تربطها علاقات دبلوماسية كاملة مع 33 دولة أفريقية.
ـ بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973: انخفض هذا العدد إلى 5 دول فقط، حيث قطعت 29 دولة أفريقية علاقاتها مع تل أبيب واستمرت المقاطعة نحو 10 سنوات.
ـ وفق الخارجية الإسرائيلية، فإن “ملاوي وليسوتو وسوازيلاند (إسواتيني حاليا) وحدها أبقت على علاقاتها الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل، فيما حافظت بعض الدول الأخرى على اتصالاتها بإسرائيل من خلال مكاتب تمثيل لها ضمن سفارات أجنبية”.
ـ 11 سبتمبر/أيلول 1975: زار قائد العمليات في هيئة الأركان الإسرائيلية آنذاك حاييم بارليف إثيوبيا سرا، ووضع ترتيبات للتعاون العسكري بين البلدين، وكان دافع إسرائيل هو السيطرة على البحر الأحمر ومنع تحوله إلى بحيرة عربية، خاصة بعد إغلاق مضايق تيران عام 1967 وباب المندب 1973.
ـ وتقترن أهمية البحر الأحمر عند إسرائيل بأهمية نهر النيل، وهذا يظهر بوضوح في اهتمام إسرائيل بتمتين علاقاتها بإثيوبيا التي تمكنها من الوجود في منطقة البحر الأحمر للسيطرة على منابع النيل الأزرق بإثيوبيا.
ـ مما يعزز الاهتمام الإسرائيلي بإثيوبيا أنها تقود التمرد على اتفاقيتي 1929 و1959 لتوزيع مياه النيل، ولأن حوالي 86% من مياه النيل تأتي من مرتفعاتها.
ـ يعود الوجود الإسرائيلي في إثيوبيا إلى ستينيات القرن الماضي، حين أقدمت تل أبيب على الحضور المبكر في القارة الأفريقية بإرسال خبرائها في مجالات الاقتصاد والأمن والاتصالات، فضلا عن تدشين سفارتها بأديس أبابا التي تعد الأضخم بعد نظيرتها في أميركا، وفق مركز القدس للدراسات السياسية.
- كامب ديفيد للسلام
ـ عام 1987: أقامت مصر علاقات مع إسرائيل بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام لتعلن بعدها دولة الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا) كسر المقاطعة وعودة العلاقات مع تل أبيب.
ـ عام 1991: عقد مؤتمر مدريد للسلام بين العرب وإسرائيل وفي نفس العام سقط نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ما أتاح لتل أبيب فرص التغلغل في أفريقيا.
ـ عام 1992: تلقت الأمانة العامة للجامعة العربية تقارير سرية تفيد بأن التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا يتم عبر 3 طرق وهي تجنيد الفنيين والتقنيين وإرسالهم إلى الدول الأفريقية، وتزويد الشركات الإسرائيلية بكافة المعلومات عن الدول الأفريقية.
ثم تعزيز وتقوية العلاقات والروابط بين إسرائيل والدول الأفريقية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وليس فقط مع حكومات الدول بل أيضا مع المنظمات الشعبية والأحزاب السياسية.
ـ عام 1993: بعد توقيع اتفاقية “أوسلو” بين منظمة التحرير الفلسطينية وتل أبيب، بدأت العلاقات المغربية الإسرائيلية على مستوى منخفض، لكن الرباط جمدت تلك العلاقات عام 2002، في أعقاب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
ـ بحلول عام 1997: ضاعفت إسرائيل من تمثيلها الدبلوماسي في أفريقيا ليصل إلى 48 دولة.
ـ في إثيوبيا وحدها تدير إسرائيل 187 مشروعا زراعيا.
ـ في رواندا تتولى شركة إيبوني الإسرائيلية وضع خطة شاملة لتنظيم الري في البلاد.
ـ وفي كينيا تتشارك إسرائيل مع ألمانيا في مشروعات تطهير بحيرة فيكتوريا أكبر خزان للمياه العذبة في أفريقيا لتوفر 5 ملايين فرصة عمل في دول حوض البحيرة.
ـ في جنوب السودان -وهي أحدث الدول الأفريقية- تعاقدت إسرائيل على إنشاء قرية زراعية نموذجية وبناء مشروع ضخم لتوليد الطاقة الكهربائية.
ـ بحلول أواخر التسعينيات كانت العلاقات الرسمية قد تم استئنافها مع 39 دولة جنوب الصحراء الكبرى”.
ـ 22 سبتمبر/أيلول 2000: زار المغرب رجال أعمال إسرائيليون، يمثلون 24 شركة متخصصة في التقنيات الزراعية، بدعوة من غرفة التجارة والصناعة والخدمات (حكومية) بمدينة الدار البيضاء.
- “عضو مراقب”
ـ حصلت إسرائيل على وضعية “عضو مراقب” في منظمة الوحدة الأفريقية، وظلت تحافظ على هذا الوضع حتى عام 2002 حينما جرى حل المنظمة واستُبدل بها الاتحاد الأفريقي كإطار منظِّم للعلاقات الإقليمية الأفريقية.
وحاولت استعادة تلك المكانة فتقدمت 2003 بطلب الانضمام إلى الاتحاد كـ”عضو مراقب” لكن طلبها رُفض، وما زالت تحاول نيل هذه الصفة.
ـ عام 2006: أعلن معهد الماس الإسرائيلي أن تل أبيب حققت نحو 6.6 مليارات دولار من تصدير الماس.
ـ عام 2011: عقب نيل جمهورية جنوب السودان استقلالها سعت إسرائيل إلى إقامة علاقات دبلوماسية معها ووعدتها بتقديم المساعدات المختلفة.
ـ يوليو/تموز 2016: شارك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قمة أفريقية إقليمية مصغرة بشأن الأمن والتصدي للإرهاب، عُقدت بأوغندا بحضور رؤساء دول وحكومات كينيا ورواندا وإثيوبيا وجنوب السودان وزامبيا وملاوي، وحصل على تعهد من هؤلاء بـ”قبول إسرائيل دولة مراقبة في الاتحاد الأفريقي”.
ـ يوليو/تموز 2016: أحيت غينيا وإسرائيل العلاقات الدبلوماسية بعد حوالي 50 عاما من قطعها، وكانت الحكومة في كوناكري الوحيدة التي قطعت العلاقات مع الدولة اليهودية بعد حرب 1967.
ـ الرابع من يونيو/حزيران 2017: شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القمة الـ51 للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إكواس” في العاصمة الليبيرية، منروفيا، وسط مقاطعة زعماء أفارقة بسبب مشاركته.
ـ ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن نتنياهو وقع على جملة اتفاقيات مشتركة مع دول إيكواس، بينها تحسين العلاقات في مجالات الزراعة والمناخ والمياه والتجارة والصحة والأمن، والسايبر والاتصالات، والطاقة، والعلوم، فضلا عن إعلان مشترك لمحاربة الإرهاب، والتوقيع على مذكرة تفاهم لتقوية العلاقات الاقتصادية والتقنية والمشاريع الأمنية.
ـ رافق نتنياهو في زيارته وزيرا الطاقة يوفال شتاينتس، والزراعة أوري أرئيل، وتسيبي حوتوبيلي مساعدة وزير الخارجية، وعضو الكنيست أفراهام ناغوسا.
ـ الثامن من أغسطس/آب 2017: قدم تالا فال من السنغال، وامارا كامارا من غينيا، أوراق اعتمادهما كسفراء إلى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في حفل عقد بالقدس، حيث توليا بشكل رسمي منصبهما كسفراء غير مقيمين إلى إسرائيل.
ـ قال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين -خلال الحفل- “تنظر إسرائيل إلى أفريقيا على أنها المستقبل”.
ـ 23 أكتوبر/تشرين الأول 2017: اضطرت إسرائيل لتأجيل أول قمة كان مقررا أن تجمعها مع الدول الأفريقية في توغو، الأمر الذي اعتبره القادة الإسرائيليون انتكاسة مؤقتة نتيجة الضغط المكثف وراء الكواليس للعديد من الدول الأفريقية والعربية، بينها جنوب أفريقيا والجزائر والمغرب.
ـ يناير/كانون الثاني 2019: أعلنت تل أبيب أنها أقامت علاقات دبلوماسية مع تشاد ومالي اللتين تمتازان بأغلبية مسلمة، في حين تبعت هذه الحملة عده دول أفريقية أخرى.
ـ الثالث من فبراير/شباط 2020: لقاء بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في العاصمة الأوغندية كمبالا.
ـ 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2020: أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب موافقة السودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ـ 22 ديسمبر/كانون الأول 2020: توقيع اتفاق التطبيع بين المغرب وإسرائيل برعاية أميركية.
ـ يونيو/حزيران 2021: وافق مفوض الاتحاد الأفريقي موسى فكي منفردا على منح إسرائيل صفة مراقب، وهو ما احتجت عليه العديد من دول الاتحاد -وخاصة الجزائر وجنوب أفريقيا- قائلة إنه لم يتم التشاور معها حول هذه الخطوة.
ـ 12 أغسطس/آب 2021: افتتاح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد مكتبا تمثيليا لتل أبيب بالعاصمة المغربية الرباط.
ـ لإسرائيل سفارات في 11 دول أفريقية من أصل 54 دولة، وهي السنغال، مصر، أنغولا، غانا، ساحل العاج، إثيوبيا، جنوب أفريقيا، نيجيريا، كينيا، الكاميرون والمغرب وثمة العديد من السفراء الإسرائيليين غير المقيمين في دول أفريقية.