علوم سياسيةمصطلحية ومعجمية

لفظ “علماني” و”علمانيين” منذ القرن الـ5 الهجري

 كان أحد الأسئلة الكثيرة التي حاولت الإجابة عنها في المقدمة والفصل الأول من الجزء الثاني من كتاب الدين والعلمانية في سياق تاريخي قد تعلق بأصل التعبير عن التمايز بين مجالي الديني والدنيوي، المقدس والعادي بمصطلحات مشتقة من ألفاظ لاتينية مثل  laosوsaeculum.


وقد كان واضحًا بالنسبة لي أن أصل التمييز لم يكن في الفلسفة أو في العلم بل هو أصل ديني ثيولوجي تثوي بواكيره في العصر الوسيط المبكر، وتتمثل جذوره في تمييز المجال الديني لذاته من غيره من مجالات “دنيوية”؛ إذ ميّزت الكنيسة بين رجال الدين ورعيتهم، واستخدمت لتعيين الرعية مصطلح laos أو laity بالإنكليزية (وربما يقابلها أيضًا لفظ العامة بالعربية)، مثلما ميزت حتى بين الرهبان المكرسين للعبادة والكهنة العاملين في أوساط الرعية secular clergy في مقابل regular clergy.

أما مصطلحُ علماني وعلمانيين باللغة العربية، فقد استخدمتها أيضًا الكنائس المشرقية في التمييز بين رجال الدين والرعية (وغالبًا ما تستخدم الكنائس لفظ الشعب أيضًا). بيد أن لفظ علمانية المجرد بوصفه مصطلحًا (للدلالة على تيار فكري أيديولوجي بشأن علاقة الدين بالدولة وغيرها من المسائل) لم تستخدمه الكنائس الغربية ولا الشرقية، بل استخدم من طرف منظّري هذا التيار نفسه في القرن التاسع عشر، وسبق أن تطرقت إلى الموضوع بتوسّع. ولكن لم تكن لدي فكرة منذ متى استخدم لفظ علماني وعلمانيين بالعربية.

ومن ضمن مزايا معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، وهو مشروع ضخم يقوم به المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات وتسهم في تأليفه مجموعة متميزة من علماء اللغة العربية والباحثين، أنه يؤرخ للفظ ودلالاته المتغيرة منذ أول استخدام مكتوب له.

وقد لفت أحد الزملاء من باحثي المركز والمعجم نظري إلى أول استخدام للمصطلح في كتاب تاريخ الأنطاكي “المعرُوف بصِلَة تاريخ أوتيخَا” وجده ضمن عمله في المعجم[1]، وذلك قبل نشر هذا السياق والتأريخ للمصطلح ضمن مصطلحات المعجم حيث سيجد مكانه في بداية القرن الخامس الهجري، وسيكون بإمكان القارئ أن يطلع عليه على موقع المعجم. والكتاب من تأليف يحيى بن سعيد بن يحيى الأنطاكي (ت. 458ه/ 1067م).

ويعتبر مصدرًا أساسيًا للمؤرخين في التعرف إلى تاريخ القرنين الرابع والخامس الهجريين/ العاشر والحادي عشر الميلاديين، ولا سيما تاريخ الدولة الفاطمية في مصر والشام والدولة الحمدانية بحلب. وقد عاش الأنطاكي بشكل مباشر فترات مهمة من هذا التاريخ، ولا سيما فترة الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (حكم 386-411ه/ 996-1020م)، إذ كان في تلك الفترة بطريركًا على الإسكندرية.

ولا يمكننا الجزم بأنه أول من استخدمه، إذ يؤرّخ المعجم لأول استخدام مكتوب وصل إلينا. لكن يمكننا أن نستنتج أن لفظ علماني كان مستخدمًا في مجاله التداولي الكنسي حين استخدمه في كتابه. في كل الأحوال، فإن كتابه هو أول نص مكتوب يصلنا ويشتمل على هذا الاستخدام شبه المصطلحي – المفهومي في التمييز بين رجال الدين وعامة المؤمنين.


  • نبذة عن الكاتب والكتاب والسياق التاريخي

يحيى بن سعيد بن يحيى الأنطاكي طبيب ومؤرّخ، وكان بطريركًا على الإسكندرية. اضطر إلى الخروج من مصر إلى أنطاكية في عام 405هـ/ 1016م (يرد في المصادر التي سوف نذكرها لاحقًا أنه خرج في عام 1014م أو 1015م)، في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله والذي شغلت أخباره ثُلث كتابه. وفي فترة الحاكم بأمر الله خضعت بلاد الشام كلها للسيطرة الفاطمية فيما عدا بعض مناطقها الشمالية، ولا سيما أنطاكية وشيزر اللتين تميزتا بوجود بيزنطي مستمر[2].

وقد خرج الأنطاكي من مصر ومعه عدد كبير من المسيحيين واليهود الذين تعرّضوا للاضطهاد في عهد الحاكم بأمر الله. ويعد كتاب الأنطاكي استمرارًا لعمل سلفه بطريرك الإسكندرية، سعيد بن بطريق[3]. ويتناول الأنطاكي في كتابه أحداث القرنين الرابع والخامس الهجريين/ العاشر والحادي عشر الميلاديين، بدءًا من سنة 326هـ/ 938م (التي انتهى إليها كتاب ابن بطريق)، وانتهاءً بسنة 425هـ/ 1031م.

وركّز فيه على تاريخ الإمبراطورية البيزنطية وعلاقتها بالعالم الإسلامي (الدولة الفاطمية في مصر والشام)، وأخبارها السياسية والدبلوماسية والحملات العسكرية إضافة إلى التطورات الاجتماعية والاقتصادية، والكوارث الطبيعية وغيرها، فضلًا عن تغطيته لأخبار الدولة الفاطمية والعباسية والحمدانية، والصراعات بين المسلمين والبيزنطيين، وبين الأتراك والسلاجقة.

كما تناول الأنطاكي في كتابه علاقات المسلمين واليهود والنصارى في تلك الفترة قبل الحملات الصليبية، وظهور دعوة “الموحدين” (الدروز)، والعلاقات بين الدولة الحمدانية وبيزنطة، والعلاقات بين السُنّة والشيعة والدروز، والعلاقات بين أتباع المذاهب النصرانية من ملكيّة ويعقوبيّة ونساطرة وغيرهم. وقد عاصر الأنطاكي جزءًا من الحقبة التي أرّخ لها وعاش أحداثها.

وبعد أن انتقل الأنطاكي إلى أنطاكية قام بتنقيح كتابه هناك في نسخة جديدة منه، وذلك بعد وقوفه على مصادر يونانية وسريانية جديدة لأخبار غابت عنه من قبل، وأجرى تعديلات كبيرة على كتابه[4] لهذا السبب ولأسباب أخرى كما هو واضح.


  • ما جاء في النص لتوثيق لفظة “علماني”

في تأريخ الأنطاكي لفترة سلفه سعيد بن بطريق، بطريرك الإسكندرية، يذكر في أحداث سنة 328ه/940م أنه وقع انشقاق بينه وبين شعبه، لا سيّما بين جماعة من أطبّاء فسطاط مصر وشيوخهم الذين كانوا كارهين لرئاسته. ويروي الأنطاكي حملة أسقُف تِنّيس[5]، ميخائيل ويعرف بابن النخيلي، على ابن البطريق، واستنفاره جماعة من الملكيّة وتحشيدهم عليه، فضلًا عن قطع اسمه في عدّة كنائس. وعاضد ابن النخيلي في مقاومته لابن البطريق أسقُف في الفَرَما، يُعرف بابن بليحا.

وقام البطريرك بمحاولات عديدة لاستصلاحهما لكنه لم يوفّق في ذلك. وبعد وفاة أسقُف تِنّيس سنة 322ه/ 934م، تمكّن ابن البطريق من تِنّيس، إلاّ أن أهل مصر، بما في ذلك أهل تِنّيس، انقسموا عليه، ويقول الأنطاكي أنهم “تحزّبوا حزبين، فصار حزبٌ من الكَهَنَة والعلمانيّين مع البطريرك، وحزبٌ منهم عليه. وكان كل فريق منهم يصلّي في كنيسة مفردة”[6]. ويشير ذلك إلى اتساع آثار الانقسام إلى الرعية في ميدان الاستقطاب بينهما.

من الواضح أن الأنطاكي استخدم الكلمة العربية علماني في هذه المرحلة المبكرة للإشارة إلى أتباع الكنيسة من غير الكهنة، مثلما كان يشار إليهم في الكنيسة الكاثوليكية في العصر الوسيط. ما يعني أن هذه الكلمة وجدت واستخدمت بالعربية مثلما استخدمت باللاتينية. وسبق أن بينت في كتابي الدين والعلمانية في سياق تاريخي أن تقسيم العالم بين المقدس الروحاني والمادي الدنيوي، وبين الديني والزماني saeculum، والكنسي الإكليريكي، و”الشعب” laos أو “الرعية” أي أتباع الكنيسة من غير رجال الدين، هو أصلًا تمييز كنسي، أي أنه قادم إلينا من الثيولوجيا الدينية[7].

وهذا هو الاستخدام الأصلي لمصطلح علماني. فمن saeculum اللاتينية والتي تعني في الثيولوجيا الدينية الزمن الأرضي (أو الدهر) جاءت كلمة secular الإنكليزية، ومن laos اللاتينية اشتقت laicite الفرنسية. وهذا يعني أن ما يجدده لنا هذا النص للأنطاكي هو أن الاستخدام بالعربية قديم للغاية، وربما لا يكون أصلًا ترجمة عن اللاتينية، بل تعبير عربي عن السياق ذاته، وهو التمييز بين ما هو روحاني أبدي، وما هو أرضي دنيوي، بين ما هو قدسي وما هو عادي.

وبما أن النص غير مشكل فإنه لا يظهر إذا كان لفظ علماني بكسر العين أم بفتحها، مع أنه واضح من السياق أن المقصود هم الدنيويون في مقابل الكهنة الروحانيين. فهو يستخدم الكهنة والعلمانيين مقابل حزب آخر منهم في إشارة إلى انقسام الجمهور من غير الكهنة بين الكهنة من الطرفين. وهذا يعني العَلمانيين بفتح العين، ولا علاقة لفظ العِلم، الذي تشتق منه كلمة عِلمانية بكسر العين بالأمر. فنسب العِلمانية إلى العلم جاء بين الربع الأخير من القرن التاسع عشر بشكل خاص وبين القرن العشرين، ولا علاقة له بأصل المصطلح.

ما أنجدنا من افتراض أن في الأمر تصحيفًا أو تحريفًا، وأن أصل الكلمة هو “العالمانيين”، حوّلها الناسخ أو المحقق إلى “العَلمانيين”، هو نص آخر ليوحنا بن أبى زكريا بن سباع، الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسةويعد هذا الكتاب من أقدم المراجع العربية للطقوس القبطية وأهمها، بحسب ما ذكر عنه المستشرق الألماني جورج غراف Georg Graf (1875-1955) فى موسوعته عن تاريخ الأدب العربي المسيحي إلى آخر القرن الثاني عشر، المُكمّلة لكتاب كارل بروكلمان Carl Brockelmann (1868-1956) في تاريخ الأدب العربي. ولا توجد معلومات كثيرة عن ابن سباع.

أشار غراف فقط بأنه قد عاش في القرن الرابع عشر الميلادي[8]، وهو ما ذكره ابن سباع في مؤلّفه، ذلك بأنه مضى على “المصدقين له [أي الإنجيل] من أعوام عددها إلى الآن ينيف على الألف وثلثماية سنة”[9]. يتضمن الكتاب معلومات دينية شتى “من الذات الإلهية وصفاتها إلى أخبار التوراة والإنجيل إلى الكنيسة وبنياتها وزينتها وخدامها إلى الفضائل المسيحية والصلوات والقداس والأعياد السنوية والإكليرس والعلمانيين وواجباتهم”[10].


  •  “عَلماني” بفتح العين

ذكر ابن سباع في الباب التاسع والخمسين من كتابه عن اختصار صلوات العلمانيين وتطويل صلاة الرهبان؛ إذ جاء النص على النحو التالي: “أما صلاة العلمانيين فيجب أن تكون مختصرة لأجل اشغالهم بالمعايش الدنيوية. يجب عليهم أن يصلوا باكرًا إلى الكنيسة بسجود وركوع وخلوا بال أيضًا وكذلك عشية بالشرح”[11].

وفي الباب السابع والتسعين، بعنوان في ذكر نهي الحاكم للأسقف أن لا يخرج عن قلايته إلى بيت العلمانيين، ورد لفظ علماني وعلمانيين عدة مرات من دون تغيير في دلالة اللفظ. والأثمن من ناحية الدلالة هو النص السابق لأنه أقدم بأربعة قرون.

ولكن ما يضيفه هذا النص هو أنه مشكّل بالأصل كما تبين صورة الوثيقة في الأصل الموجود على موقع المكتبة الوطنية الفرنسية: والفتحة على العين واضحة. إنها عَلماني إذًا بفتح العين[12]. هكذا ورد اللفظ المستخدم باللغة العربية، وللأمر علاقة بالمعنى والسياق أيضًا. 

وقد تطور استخدام كلمة علمانية عربيًا مخلفًا هذا السياق وراءه للتعبير عن دلالات متعلقة بتحييد الدولة في الشأن الديني (والطائفي بداية)، أو بفكر يفهم العالم بقوانينه وليس بقوى غيبية من خلفة. وراج استخدام علمانية بكسر العين، وتغير معنى مصطلح علماني وعلمانيين حين يستخدم في وصف الأشخاص إلى الدلالة على من يتبنى العلمانية، ولم تعد تعني عامة الناس من غير رجال الدين إلا في الاستخدام الكنسي (حتى المعاصر). و

أصبح الخلاف على المواقف وليس الدلالات هو الأمر الأهم. وقد خضت في هذا الأمر مطولًا في كتاب الدين والعلمانية في سياق تاريخي، وما هذا المقال إلا مناسبة للتأكيد أن اللفظ استخدم في اللغة العربية أقدم مما تصورت في ذلك البحث، وأن أصل الاستخدام العربي للفظ بفتح العين، وهو استخدام شبيه باللاتيني لناحية الاشتقاق من دلالة الدنيوي الزمني.


[1] شكر خاص للباحث في المركز رائد السمهوري المعار من المركز للعمل في المعجم في مجال المصطلح.

[2] كمال الصليبي، منطلق تاريخ لبنان، ط 3 ( بيروت: دارنوفل، 2012)، ص 69.

[3] طبيب ومؤرخ من مواليد سنة 263ه/ 887م، عاصر الخلفاء العباسيين، من خلافة أبي العباس أحمد المعتمد على الله (فترة الحكم من 256ه/ 870م إلى 279ه/ 892م) وحتى خلافة محمد الراضي بالله (فترة الحكم من 322ه/ 934م إلى 329ه/ 940م). أصبح بطريركًا للإسكندرية سنة 321ه/ 933م أي في السنة الأولى من خلافة القاهر بالله محمد بن أحمد المعتضد بالله (فترة الحكم من 320ه/ 932م إلى 322ه/ 934م)، وبقي حتى وفاته سنة 328ه/ 940م. ألّف كتابًا بعنوان نظم الجوهر في التاريخ الذي أرّخ فيه منذ الخليقة إلى عهده (حتى سنة 326هـ/ 983م)، وهو الذي ذيل له الأنطاكي في كتابه تاريخ الأنطاكي، وسُمّي كتابه بـ “كتاب الذيل”. يُنظر: يسري عبد الغني عبد الله، معجم المؤرخين المسلمين حتى القرن الثاني عشر الهجري (بيروت: دار الكتب العلمية، 1991)، ص 92؛ جورج شحاتة قنواتي، المسيحية والحضارة العربية (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، [د.ت])، ص 191.

[4] يسري عبد الغني عبد الله، ص 187؛ قنواتي، ص 265؛ يحيى بن سعيد بن يحيى الأنطاكي (ت 485ه/ 1067م)، تاريخ الأنطاكي “المعرُوف بصِلَة تاريخ أوتيخَا”، تحقيق عمر عبد السلام تدمري (طرابلس، لبنان: جروس برس، 1990)، ص 5-7؛

Alexander Kazhdan (ed.), The Oxford Dictionary of Byzantium, Vol. 3 (Oxford and New York: Oxford University Press, 1991), p. 2213; William E. Watson, “Arabic Perceptions of Russia’s Christian Conversion,” in Albert Leong (ed.), The Millennium: Christianity and Russia (A.D. 988-1988), (Crestwood, NY: St. Vladimir’s Seminary Press, 1990), p. 34.

[5] تِنّيس (بكسرتين وتشديد النون، وياء ساكنة) كانت جزيرة في بحر مصر تقع بين الفَرَما ودمياط. [كما عرّفها محقق النص]

[6] الأنطاكي، ص 23، وللتوسع في خلفيات ذلك يُنظر الأنطاكي، ص 23-25.

[7] عزمي بشارة، الدين والعلمانية في سياق تاريخي، ج 2، مج 1، العلمانية والعلمنة: الصيرورة الفكرية (الدوحة/ بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2015)، ص 69-72.

[8] قنواتي، ص 223؛

Georg Graf, Geschichte der christlichen arabischen Literatur, Studi E Testi 133, vol. II (Cittä del Vaticano, Rome: Biblioteca Apostolica Vaticana, 1947), p. 448.

[9] يوحنا بن أبى زكريا بن سباع (غير معروف تاريخ الولادة والوفاة)، الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة، حققه ونقله إلى اللاتينية الأب فيكتور منصور مستريح الفرنسيسي، دراسات شرقية مسيحية في الكنيسة المصرية (القاهرة: مؤلفات المركز الفرنسيسكاني للدراسات الشرقية المسيحية، 1966)، ص 63.

[10] المرجع نفسه، ص أ.

[11] المرجع نفسه، ص 170.

[12] كما سبق أن بينت من دون هذا الدليل التاريخي متفقًا في ذلك مع آخرين. بشارة، ص 76.


  • عزمي بشارة

المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وعضو مجلس الإدارة في المركز. وهو باحث وكاتب معروف، نُشرت له عدة كتب ومؤلفات في الفكر السياسي، والنظرية الاجتماعية، والفلسفة. عمل أستاذًا للفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت بين عاميْ 1986 و1996. وساهم في تأسيس مراكز بحثية في فلسطين، منها: المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية (مواطن)، ومركز مدى الكرمل للدراسات الاجتماعية التطبيقية. اضطر في عام 2007 إلى الخروج إلى المنفى بعد ملاحقته إسرائيليًا بتهمٍ أمنية.

نشر الدكتور عزمي بشارة مئات الأوراق والدراسات والبحوث في دوريات علمية بلغات مختلفة، ومن أبرز مؤلفاته: “المجتمع المدني: دراسة نقدية”؛ “في المسألة العربية: مقدمة لبيان ديمقراطي عربي”؛ “من يهودية الدولة حتى شارون”؛ “الدين والعلمانية في سياق تاريخي” (جزآن في ثلاثة مجلدات)؛ “في الثورة والقابلية للثورة”؛ “أن تكون عربيًا في أيامنا”؛ “الجيش والسياسة: إشكاليات نظرية ونماذج عربية”؛ “مقالة في الحرية”؛ “الطائفة، الطائفية، الطوائف المتخيلة”؛ “في الإجابة عن سؤال: ما السلفية؟”؛ “تنظيم الدولة المكنى ’داعش‘: إطار عام ومساهمة نقدية في فهم الظاهرة”، ومنها كتبٌ أصبحت مرجعيةً في مجالها.

كما أنجز عملًا تأريخيًا تحليليًا وتوثيقيًا للثورات العربية التي اندلعت في عام 2011، ونشره في ثلاثة كتب هي: “الثورة التونسية المجيدة”؛ و”سورية درب الآلام نحو الحرية: محاولة في التاريخ الراهن”؛ و”ثورة مصر” (في مجلدين). وتناولت هذه المؤلفات أسباب الثورة ومراحلها في تلك البلدان، وتعد مادةً مرجعيةً ضمن ما يُعرف بالتاريخ الراهن؛ لما احتوته من توثيق وسرد للتفاصيل اليومية لهذه الثورات مع بعدٍ تحليلي يربط السياقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل ثورة فيما بينها.

عزمي بشارة

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى