ملح القحاب والجواري والقوادين – 2
يورد الطبيب (يوحنا ابن بطلان) عن مدينة اللاذقية, في الرحلة التي شرع بها سنة 440 ه الموافق 1049 م التالي: هي مدينة يونانية, ولها ميناء وملعب وميدان للخيل مدور, وبها بيت كان للاصنام وهو اليوم كنيسة, وكان في أول الإسلام مسجدا.
وهي راكبة البحر، وفيها قاض للمسلمين وجامع يصلون فيه وآذان في أوقات الصلوات الخمس. وعادة الروم اذا سمعوا الآذان ان يضربوا الناقوس, وقاضي المسلمين الذي بها من قبل الروم.
ومن عجائب هذا البلد ان المحتسب يجمع القحاب والغرباء المؤثرين للفساد من الروم في حلقة, وينادي على كل واحدة منهن.
ويزايد الفسقة فيهن لليلتها تلك, ويؤخذون الى الفنادق التي هي الخانات لسكنى الغرباء, بعد ان تاخذ كل واحدة منهن خاتما – هو خاتم المطران – حجة بيدها من تعقب الوالي لها, فانه متى وجد خاطيا مع خاطية بغير ختم المطران الزمه جناية.
وكان بايكباك التركي اشترى جارية، وكانت قبله لفتى يحبها وتحبه فمات عنها، فجعلت لله على نفسها أن لا يجمع رأسها إلى رأس رجل وسادة.
فبيعت في الميراث، فلما حصلت بالشراء لبايكباك، نظرت إلى وجهه وخلقته- وكان منكراً متفاوتاً- فبكت، فقال لها: يا بنت الزانية! أيش تبكين? في حر أم أمس، وفي بظر أم غد، الشأن في اليوم، قومي حتى نتنايك ونأكل ونشرب، فوقع عليها الضحك واسترخت له وأمكنته.
دخل مزبد بيته يوماً وبين رجلي امرأته رجل ينيكها، وباب الدار مفتوح وقد علا نفسها، فقال: سبحان الله، أنت على هذه الحال وباب الدار مفتوح? لو كان غيري أليس كانت الفضيحة?!
استعرض رجل جارية فقال: في يديك عمل؟ قال: لا ولكن في رجلي.
اقترح بعضهم على جارية أن تغني له:
سري وسرك لم يعلم به أحد = إلا الإله وإلا أنت ثم أنا
فقالت: يا سيدي والقواد فلا تنسه.
قال بعضهم: نظرت إلى جارية مليحة في دهليز، فقالت: يا سيدي؛ تريد النيك قلت: أي والله. قالت: فاقعد حتى يجئ مولاي الساعة فينيكك كما ناكني البارحة.