علم التاريخ من أجلّ العلوم نفعاً، وأرفعها شأناً، وأصفاها مورداً فهو المرآة لحوادث الزمان، والمشكاة لاستنارة الأذهان.
والطب كما قيل؛ حفظ صحة، وبرء مرض .
وهو خير ما اشتغل به الإنسان
وبوجود الصحة يتهيأ ما يريده من أمور الدنيا ولذاتها من أكل، وشرب، واستمتاع، وحسن معاشرة
وبها يتحصل ثواب الآخرة المستجلب بالصوم، والصلاة وما أشبههما من الأعمال الصالحة
والمنتمي إليه يسمى طبيباً
وهو اسم من أسماء الله جلت قدرته …
فيجب على من تسمى به أن يكون:
رحيماً، كريماً، تقياً، نقياً، عفيفاً، نظيفاً، مؤتمناً، ديناً، حافظاً للأسرار، بعيداً عن الأشرار، محباً للأخيار ليكون اسمه غير مستعار …
والطب من جملة العلوم التي اشتهر بها الكلدان، وكهنة بابل .
وهم أول من بحث في علاج الأمراض، فكانوا يضعون مرضاهم في الأزقة ومعابر الطرق حتى إذا مرَّ بهم أحدٌ مما أصيب بذلك الداء، فيعلمهم بسبب شفائه، وكيفية توصله إليه .
فيكتبون ذلك على ألواح يعلقونها على جدران الهياكل …
فكانت تلك الألواح أول كتاب كتب في علم الطب
وعن الكلدان أخذته سائر الأمم القديمة، وفي جملتها العرب
ولذا نراه متشابهاً عند أكثر الأمم في مصر وفينيقيا وآشور .
ثم تناوله اليونان فأتقنوه أحكاماً وإحكاماً، ورتبوا أبوابه وفصوله
وعنهم أخذته الرومان والفرس .
ونظراً لمعاصرة العرب لهذه الدول، فقد اقتبسوا شيئاً من علاجاتها أضافوه إلى ما حصَّلوه من الكلدان، وإلى ما استنبطوه هم أنفسهم بالاختبار .
وقد ذكر المؤرخون أن أول من تعاطى الطب من العرب بعد الكهنة هم جماعة ممن خالطوا الروم والفرس في القرن السادس الميلادي، وقبل ظهور الإسلام بقليل، وأخذوا العلم عنهم .
كان العرب في صدر الإسلام لا يهتمون بشيء من العلوم إلا بلغتهم، ومعرفة قواعد شريعتهم
حاشا علم الطب فإنه كان موجوداً عند أفراد منهم غير منكر عند جماهيرهم لحاجة الناس طراً إليه .
ولما كان عندهم من الأثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحث عليها حيث يقول: يا عباد الله تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داءً إلا وضع له دواء إلا واحداً وهو الهرم .
وأما فيما يتصل بالطب النبوي فقد عزيت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هذه التعاليم:
ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء .
الشفاء في ثلاثة شربة عسل وشرطة محجم وكية نار.
في الحبة السوداء (الشونيز) شفاء من كل داء إلا السام …
إن التلبينة (مزيج من النخالة واللبن والعسل) تجم فؤاد المريض وتذهب ببعض الحزن …
الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين …
الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء …
إن خير أكحالكم الإثمد يجلو البصر وينبت الشعر .
عليكم بزيت الزيتون كلوه وادهنوا به فإنه ينفع من البواسير …
كلوا الزيت وادهنوا به فإن فيه شفاء من سبعين داء منها الجذام …
كلوا التين فإنه يقطع البواسير وينفع من النقرس …
خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري …
خير الدواء اللدود والسعوط والكي والحجامة والعلق …
عليكم بالشفاءين العسل والقرآن …
إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها …
لما انتشر الإسلام، واطمأن المسلمون إلى مدائن الأرض التي فتحوها، اتجهوا إلى العلوم والمعارف فعنوا بالطب عناية فائقة، واستوحوا كتب من سبقهم من اليونان وغيرهم، ثم عدَّلوها، وصححوها، وأضافوا إليها أبواباً جديدة لم يسبقهم إليها أحد، فتقدم الطب على أيديهم تقدماً ظاهراً .
فرقوا بين الجدري والحصبة، وهما مرضان كان يُظن أنهما مرض واحد
ووصفوا الالتهاب السحائي أي البرسام الحاد وميزوه عن سائر الأمراض الحادة المصحوبة بالهذيان …
وعرفوا طب الأسنان وخلعها وحشوها
كما عرفوا الجهاز العصبي، وأدركوا منذ القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) أن للحواس الظاهرة كالسمع والبصر واللمس والذوق مغارز في الدماغ …
وجعلوا من الجراحة علماً حقيقياً، وفناً له أصول وقواعد
يقول ولز: وكان لعلم الجراحة عند العرب أهمية كبرى، فقد كان جراحوهم يزاولون العمليات الجراحية الكبرى بطريقة علمية فنية
وساعدهم على ذلك ابتكارهم للمخدرات والمطهرات التي تشغل المكان الأكبر في علم الطب الحديث
على حين كان الأوربيون ينظرون إلى الجراحة كعمل منكر …
وهم أول من استخدم المرقاة أو العاصبة لمنع النزيف الشرياني
وأول من رأى بأن حدقة العين تكبر وتصغر تبعاً لنسبة دخول الضوء فيها
وأول من استعمل المرقد أو البنج (وهو يشابه المخدر الحديث) في العمليات الجراحية …
والفحص الطبي عندهم لا يختلف كثيراً عما هو عليه الآن
وكانوا يعالجون الرشوحات المائية أو الاستسقاء الزقي بحفر حفرة في الأرض عمقها ثلاث أقدام، وطولها عشر، وعرضها قدمان، ويوقدون في تلك الحفرة ناراً من الصباح إلى المساء
وفي المساء يخرجون النار منها، ويجعلون فيها تراباً، ثم يجردون المريض من ملابسه، ويرقدونه بتلك الحفرة، ويغطون جسمه بالتراب إلا رأسه، ويبقى كذلك إلى الصباح فيخرجونه وقد خرج الماء منه وأصبح صحيحاً …
ويقول سعيد عبد الفتاح عاشور: والعلم الحديث مدين لهم باستعمال عقاقير وأدوية كثيرة كالراوند والكافور والصندل والكحول والقرنفل وجوز الطيب والمر والعنبر وغيرها من الأشربة والمراهم .
ويقول يوسف حريز: ولم يكتفوا في علم النبات بكتب ديسقوريدس وجالينوس. بل أقبلوا على النبات نفسه يبحثون فيه، واجتازوا في ذلك حدود سوريا وبلاد اليونان ومصر والعجم، وعادوا بمعارف جمة كانت ذخراً لهذا العلم المفيد
ويقول زكي علي: واشترطوا في الطبيب الإلمام بأصول الدين والفلسفة والفلك والموسيقى علاوة على إلمامه بالعلوم الطبية …
ووجهوا كثيراً من همتهم للمشافي (البيمارستانات) فشيدوها في بغداد ودمشق والقاهرة وغيرها
وكان في طليطلة وحدها ما يزيد على أربعمائة مشفى .وكانت أهم الأماكن التي يدرس فيها الطب..
ويقول جرجي زيدان: وكانت المشافي في الإسلام في غاية النظام يعالج فيها المرضى على اختلاف طوائفهم ونحلهم وأمراضهم، وفيها لكل مرض قاعة أو قاعات خصوصية يطوفها الطبيب المختص بها وبين يديه المشارفون والقوام لخدمة المرضى فيتفقد المرضى ويصف لهم الأدوية، ويكتب لكل مريض دواءه.
ويقول غوستاف لوبون: إن مشافي العرب كانت من الناحية الصحية أفضل من مشافي أوروبا اليوم بسعتها، وجمال موقعها، وكثرة مياهها، وانطرق الهواء في أطرافها
وكان بدمشق في ذلك العهد ثلاثة مشاف كبيرة أو خمسة منها: المشفى الذي بناه الوليد بن عبد الملك، والمشفى الذي شيده نور الدين محمود أبو الثنا بن زنكي آق سنقر وجعله وقفاً على الفقراء دون الأغنياء، وعقد إدارته على أبي المجد بن أبي الحكم عبيد الله بن المظفر بن عبد الله الباهلي، وأطلق له جامكية وجراية
وكان أبو المجد يدور على المرضى فيتفقد أحوالهم، ويكتب لكل مريض ما يلزمه من الدواء والتدبير، فينفذ كل ذلك بلا تأخير.
وذكر المؤرخون أن نور الدين طلب من طبيبه الخاص أن يختار أجمل بقعة وأجودها مناخاً ليقيم عليها المشفى، فاحتال الطبيب لها حيلة يحبذها ولا شك كل طبيب صحي في هذا الزمان، فقد عمد إلى غلمانه وأمرهم أن يعلقوا في كل حي من أحياء دمشق قطعاً من اللحم وقال: خير بقعة هي ما لبث اللحم فيها أكثر من غيرها دون فساد.
وقد امتدحه ابن بطوطة وابن جبير اللذان اعتبروه أحد مفاخر الإسلام
وحذا أبو المظفر صلاح الدين يوسف بن أيوب حذوه وبنى سنة 567 للهجرة مشفى في القاهرة
والمشفى الذي أنشأه سيف الدين أبي الحسن علي بن يوسف بن أبي الفوارس ابن موسك القيمري الكردي سنة 643 للهجرة وكان مشهوراً، وعمل فيه من الأطباء: إبراهيم بن إسماعيل بن أبي القاسم وابن مقداد القيسي
وأنشأوا المشافي النقالة.
كانت هذه حال المشافي العربية في العصور الوسطى في حين كانت مشافي أوربا وكراً للأمراض والجراثيم …
نعم لقد عني المسلمون بالطب عناية فائقة ونبغ منهم علماء كبار، وجهابذة أفذاذ أنسوا من كان قبلهم، ومهدوا السبيل لمن جاء بعدهم، وعلى أساس نظرياتهم وابتكاراتهم ومنجزاتهم كانت النهضة الكبرى في القرن العشرين أي الرابع عشر الهجري فهم وحدهم آباء هذا العلم كما كانوا آباء غيره من العلوم في العصر الحديث …
ونذكر منهم على سبيل المثال:
الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن قصي الثقفي من أهل الطائف، رحل إلى أرض فارس وأخذ الطب عن أهل جنديسابور وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي بالتطبب عنده.
وقال مرة لسعد بن أبي وقاص: ائت الحارث بن كلدة فهو رجل يتطبب رواه أبو داود
ومن أقواله:
دافع بالدواء ما وجدت مدفعاً ولا تشربه إلا من ضرورة فإنه لا يصلح شيئاً إلا أفسد مثله
من سره البقاء ولا بقاء فليباكر الغداء، وليعجل العشاء، وليخفف الرداء، وليقل الجماع
وجاء في إحدى وصاياه التي لا يرقى الشك إليها:
لا تتزوجوا من النساء إلا شابة.
ولا تأكلوا الفاكهة إلا في أوان نضجها.
ولا يتعالجن أحد منكم ما احتمل بدنه الداء.
وعليكم بالنورة (حجر الكلس) في كل شهر فإنها مذيبة للبلغم، مهلكة للمرة، منبتة للحم
وإذا تغدى أحدكم فلينم على أثر غدائه، وإذا تعشى فليخط أربعين خطوة.
وقيل له: ما أفضل الدواء؟ قال: الأزم يريد قلة الأكل.
وقصته مع كسرى مشهورة فلا نطيل بها …
وعبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر الكناني وكان عمر بن عبد العزيز يستطبه …
وثياذوق الطبيب الذي اصطفاه الحجاج بن يوسف لصحبته، وكان يعتمد عليه ويثق بمداواته
وكان كريم الخلق، لطيف العشرة، سريع الخاطر والجواب
عاش مائة وثلاثين سنة.
وذكر المؤرخون أن الحجاج سأل جلساءه يوماً وكان من ضمن الحاضرين ثياذوق: أي الأشياء تُذهب الإعياء؟ فقال بعضهم: أكل التمر وقال آخرون: التمريخ (التدليك) وقال ثياذوق: قضاء الحاجة فقال الحجاج: صدقت.
وسأله الحجاج: أي شيء دواء آكل الطين وقد اعتاد به؟ فقال: عزيمة مثلك أيها الأمير
فرمى الحجاج بالطين ولم يعد إليه أبداً.
وقال الحجاج له: أخبرنا بجوامع الطب؟ فقال لا تطأن من النساء إلا شابة، ولا تأكل من اللحمان إلا لحم فتي، وإذا تغديت فتمدى واستلق ولو على الأسنة، وإذا تعشيت فامش ولو على الشوك، ولا يدخل بطنك طعام حتى تستمرئ ما فيه، ولا تأو إلى فراشك حتى تأتي الخلاء فتنتفض، وكل الفاكهة في إقبالها واتركها في إدبارها.
وله كتاب إيدال الأدوية.
وجبرائيل بن بخيتشوع الذي نبغ في علم النفس
وكان حظياً عند الخلفاء، وكان مرتبه عشرة ـآلاف درهم شهرياً
وماسويه الخوزي وكان بصيراً بالعلاج، كثير التجارب
وأبو يعقوب يوحنا بن ماسويه الذي ولاه الرشيد بيت الحكمة، وقلده ترجمة الكتب اليونانية التي حصل عليها في حروبه بأنقرة وعمورية.
وهو أول من كتب في أمراض العين
واعتنى بالتشريح اعتناء عظيماً، وهو أول من وضع فيه مؤلفاً أهداه إلى المعتصم بالله
وكان معظماً، جليل القدر
خدم هارون والأمين والمأمون والمعتصم والواثق وبقي على ذلك إلى أيام المتوكل، وكانوا لا يتناولون شيئاً من أطعمتهم إلا بحضوره
ومن كلامه وقد سئل عن الخير الذي لا شر معه فقال: شرب القليل من الخمر الصافي، ثم سئل عن الشر الذي لا خير معه فقال: نكاح العجوز.
عليك من الطعام بما حدث، ومن الشراب بما عتق …
وكان فكهاً ذا دعابة وظرف …
وأبو زيد حنين بن إسحاق العبادي وكان يتقن العربية والفارسية والسريانية واليونانية …
وصار كتابه العشر مقالات في العين من أهم الكتب التي قامت عليها دراسة الطب في أوروبا في العصور الوسطى وقد ترجم إلى اللاتينية .
ومن أقواله:
من شرب على الريق وجامع على الجوع فقد جر الموت إلى نفسه بحبل …
من وضع علماً وصناعة كان كمن بنى داراً
ومن شرح وفسر ذلك الأصل كمن طين سطحها وجصصها
وليس من جصص داراً وكلسها كمن بناها …
ولما برع حنين واشتهر استقدمه المتوكل وأدناه وخصه بإقطاع يشتمل على خمسين ألف درهم
وشهد بحقه لوكلير قال: إنه أشد رجال التاريخ ذكاء وأحسنهم خلقاً
وربما كان أقوى شخصية أنجبتها المائة الثالثة للهجرة (التاسع الميلادي)
وأبو الحسن ثابت بن قرة بن مروان بن ثابت بن كرايا بن إبراهيم الحراني ولم يكن في زمنه من يماثله في الطب، وكان جيد النقل إلى العربي، حسن العبارة
وقيل فيه:
هل للعليل سوى ابن قرة شاف
أحيا لنا رسم الفلاسفة الذي
فكأنه عيسى بن مريم ناطقاً
مثلت له قارورتي فرأى بها
يبدوا له الداء الخفي كما بدا
بعد الإله وهل له من كاف
أودى وأوضح رسم طب عاف
يهب الحياة بأيسر الألطاف
ما اكتن بين جوانحي وشغافي
للعين رضراض الغدير الصافي
وأبو عثمان سعيد بن يعقوب الدمشقي وكان من الأطباء المذكورين ببغداد، ونقل كتباً كثيرة إلى العربية من كتب الطب وغيره
ومن أقواله:
الصبر قوة من قوى العقل وبحسب قوة العقل تكون قوة الصبر …
وأبو الحسن علي بن سهل بن ربن الطبري الذي أدخله المتوكل في جملة ندمائه وقيل إن الرازي محمد بن زكريا أخذ عنه علم الطب
ومن أقواله:
الطبيب الجاهل مستحث الموت
وأبو بكر محمد بن زكريا بن نصر بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد الرازي دبر مشفى الري ثم مشفى بغداد زماناً، وكان يوصف بالبيمارستاني، وكان في ابتداء أمره يضرب العود ويغني ثم ترك العزف والغناء وأقبل على تعلم الطب والفلسفة فنال منهما كثيراً
وكان كريماً، متفضلاً، رؤوفاً بالمرضى، دقيق الملاحظة، صحيح النظر
وهو في نظر مؤرخي الطب أعظم حكيم عربي
وكان خير من اقتفى آثار أبقراط وجالينوس …
ومن أقواله:
الأطباء الأحداث الذين لا تجربة لهم قتالون
مهما قدرت أن تعالج بالأغذية فلا تعالج بالأدوية، ومهما قدرت أن تعالج بدواء مفرد فلا تعالج بدواء مركب …
ينبغي للطبيب أن يوهم المريض بالصحة ويرجيه بها وإن كان غير واثق بذلك فمزاج الجسم تابع لأخلاق النفس.
يجب على المريض أن يقتصر على طبيب يثق به، فخطأه في جنب صوابه يسير، لأن من استعمل أطباء كثيرين وقع في خطأ الجميع …
وله رسالة في الجدري والحصبة هي الأولى من نوعها
وقد وصف فيها هذين المرضين، وعرف أعراضهما، ومعالجتهما، وطرق الوقاية منهما
ويقول خليل باز: جاء أبو بكر الرازي فعلم العرب التفكير المطلق، والنظر الحر فرسالته في الجدري والحصبة ظلت المرجع الأول والأخير في أوروبا حتى القرن الثامن عشر …
ويقول مصطفى الرافعي: ولم ينقطع أطباء جامعة مونبلييه عن شرح نظرياته وتعليم كتبه إلا منذ أقل من قرن …
وقيل إن الرازي أصيب في أواخر أيامه بالماء الأزرق أو الساد فجاءه قداح ليقدح عينه فسأله الرازي: كم طبقة للعين؟ فقال: لا أعلم فقال: خير لي أن أبقى كفيفاً لا أرى من أن يقدح عيني جاهل وصرفه.
وكان الزهد طابعاً ملازماً له في مسكنه ومركبه ومأكله ولا عجب أن يموت تاركاً زوجاً صبوراً دون درهم أو ولد …
ويحيى بن سرابيون المعروف بالدمشقي من معاصري أبي بكر محمد بن زكريا الرازي وله في الطب كتاب حرره باللغة السريانية …
وأبو الحسن علي بن عباس المجوسي حرر لعضد الدولة كتاباً عرف بالملكي أو كامل الصناعة الطبية وهو كما يدل عليه اسمه كامل في وضعه وموضوعه شامل لعلم الطب وعمله …
وقد انتقد في مقدمته أعاظم الأطباء الأقدمين والمعاصرين له، وأظهر نواقص كل منهم
مما ينطق ببعد نظره وسعة علمه …
وأبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا اشتغل بالعلم الإلهي والطبيعيات، ثم درس الطب واستوعب الكتب المصنفة فيه، وعالج تأدباً لا تكسباً
ومن أهم مؤلفاته: القانون وفيه كل ما يتعلق بالطب، أو يتصل بالمرض، أو ينحو ناحية العلاج
ويتكون من خمسة أقسام
وقد ترجم إلى اللغة اللاتينية وطبع فيها أكثر من ثلاثين مرة
وترجم أيضاً إلى الإنكليزية
وكانت مؤلفاته ومؤلفات الرازي تدرس بجامعات أوروبا ومعاهدها نحو ستة قرون تقريباً …
ويروى عن ابن سينا أنه كُلّف بعلاج فتى لم يهتد الأطباء المعالجون إلى علته، فاستدعى أحد عرفاء المدينة وطلب منه أن يسرد أحياء المدينة، في حين أمسك ابن سينا بيد الفتى لجس نبضه، وعندما ورد اسم حي معين من أحياء المدينة ازداد نبض الفتى، وعندئذ سأل ابن سينا عن البيوت في ذلك الحي، فازداد نبض الفتى عند ذكر أحدها، وعندما سأل ابن سينا العريف عن أسماء الفتيات في ذلك البيت ازداد نبض الفتى عندما سمع اسماً معيناً، وعندئذ التفت ابن سينا نحو أهل الفتى وقال: زوجوه تلك الفتاة فهذا هو الدواء …
ولم يقتصر ابن سينا في الطب على التقليد والمحاكاة، بل كانت له تجارب وآراء وتأملات …
ويقول محمد خليل عبد الخالق: أود أن ألفت النظر إلى أن ابن سينا أول من اكتشف الطفيلية الموجودة في الإنسان المسماة الآن بالإنكلستوما وكذلك المرض الناشئ عنها المسمى بالرهقان أو مرض الإنكلستوما وقد كان هذا الاكتشاف في كتابه القانون في الفصل الخاص بالديدان المعوية …
ويعزى إليه ما يلي:
توق إذا أُطعمت إدخال مطعم
وكل طعام يُعجز السن مضغه
ووفر على الجسم الدماء فإنها
ولا تكُ في وطئ الكواعب مسرفاً
وإياك إياك العجوز ووطئها
ولا تتعرض للدواء وشربه
ولا تحبس الفضلات حين مخاضها
وفي كل أسبوع عليك بقيئة
وأقبل على الحمام في اليوم مرة
على مطعم من قبل فعل الهواضم
فلا تطعمنه فهو شر المطاعم
لأس بناء الجسم أقوى الدعائم
فذاك لعمر المرء أسرع هادم
فما وطئها إلا كسم الأراقم
مدا الدهر إلا عند إحدى العظائم
ولو كنت بين المرهفات الصوارم
ففيها أمان من شرور البلاغم
وحافظ على هذا العلاج وداوم
واجعل غذاءك كل يوم مرة
واحفظ منيك ما استطعت فإنه
واحذر طعاماً قبل هضم طعام
ماء الحياة يُصب في الأرحام
وثلاث مهلكات للأنام
دوام مدامة ودوام وطء
وداعية الصحيح إلى السقام
وإدخال الطعام على الطعام
وجميع الطب في البيتين درج
فقلل إن أكلت وبعد أكل
وليس على النفوس أشد بأساً
وحسن القول في قصر الكلام
تجنب فالشفاء في الانهضام
من إدخال الطعام على الطعام
ومن أقواله:
مسكنات الوجع: المشي الطويل والانشغال بما يُفرح …
ويقول حسين مؤنس: لقد صنع ابن سينا ذكاءه بيده، وصاغه بسهر الليالي، وجهاد الأيام، ومغالبة الراحة والنوم، والتحايل على السهر، وإضناء الجسم فكان من ذلك كله هذا المجد العظيم …
وقيل كان الطب معدوماً فأوجده أبقراط وميتاً، فأحياه جالينوس، ومتفرقاً فجمعه الرازي، وناقصاً فأكمله ابن سينا .
وقيل فيه:
طأ الأقدار واستبق السنينا
رسول أنت للأحياء طراً
محوت شجونها بأعف كف
وروحك بلسم في كل جرح
نشرت الطب في الدنيا لواء
وما احتضن السرير سواك رب
واسمعنا حديثك يا ابن سينا
فلا روما خُصصت ولا أثينا
أنرت على أصابعها اليقينا
أشيخاً رحت تلمس أو جنينا
نثرت عليه قلبك والعيونا
على قانونه جمع القرونا
وأبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي محيي الجراحة ومجددها، وقد شهد بنبوغه وتفوقه الجراح الفرنسي فورغ وقال: لا شك في أن الزهراوي أعظم جراح عربي ويستحق كتابه في الجراحة أن يعد اللبنة الأولى في علم الجراحة …
وأبو علي يحيى بن عيسى بن جزلة وكان يطب أهل محلته وسائر معارفه بغير أجرة ولا جعالة، ويحمل إليهم الأدوية بغير عوض …
وأبو الحسن هبة الله بن أبي العلاء صاعد بن إبراهيم ابن التلميذ وكان ذكي الفؤاد، ثاقب الفكر، حلو الشمائل، خبيراً بأنواع العلة، ماهراً في تدبيرها …
وأبو الحسن المختار بن الحسن بن عبدون بن سعدون بن بطلان وكان فكهاً، ظريفاً، عذب اللفظ، وافر الأدب، أبي النفس، شديد الإحساس، محباً للخير، غيوراً على العلماء يرى نفسه وإياهم أجزاء لجسم واحد، حسن الظن بالمتقدمين …
وكانت بينه وبين معاصره ابن رضوان المصري مراسلات ومكاتبات ومناظرات حادة لا يؤلف أحدهما كتاباً إلا حمل الآخر عليه وانتقده وسفه رأيه …
يحكى أن شيخاً مسناً من أهالي حلب انحدر إلى ركبته مرض أزمنه ومنعه من المشي فجاءه أهله بابن بطلان الطبيب فنظر في مكان الألم وقال: أدخلوه إلى حمام ساخنة واتركوه بها حتى يغشاه الكرب ويضيق نفسه ولا تمكنوه من الخروج فإذا غلبكم على رأيكم وقام خارجاً بنفسه فخذوا ماء بارداً واضربوا به فخذه إلى ركبته فإنه يشفى …
فأدخلوه إلى أحد الحمامات وفعلوا به ما قال فأراد أن يستريح وطلب ذلك منهم فقالوا له: ها هنا جماعة وعوراتهم مكشوفة فاصبر إلى أن نزيلهم من طريقك ودافعوه عن الخروج إلى أن زاد كربه ولم يطق الصبر فنهض قائماً فرموه بماء بارد كما أمرهم فاستمر ماشياً على عادته الأولى …
فسئل ابن بطلان عن ذلك فقال: رأيت هذا شيخاً مسناً ولا يحتمل مزاجه أن يسقى أدوية ويعمل له ضمادات فلربما يؤذيه ذلك ولم أر له دواء ألطف من هذا …
ومن خير وصاياه لابنه:
إياك أن تدخل طعاماً على طعام
ولا تمش حتى تعيا
ولا تجامع عجوزاً
ولا تدخل حماماً على شبع
وإذا جامعت فكن على حال وسط من الغذاء
وعليك في كل أسبوع بقيئة
ولا تأكل الفاكهة إلا في أوان نضجها
ولا تأكل القديد من اللحم
وإذا تغديت فنم وإذا تعشيت فامش أربعين خطوة
ونم على يسارك لتقع الكبد على المعدة فينهضم ما فيها وتستريح الكبد من حرارة المعدة
ولا تنم على يمينك فيبطئ الهضم
ولا تأكل بشهوة عينيك بعد الشبع
ولا تنم ليلاً حتى تعرض نفسك على الخلاء إن احتجت إلى ذلك أو لم تحتج
واقعد على الطعام وأنت تشتهيه وقم عنه وأنت تشتهيه …
وكتب هذه الوصايا العشر لمن أراد أن يعيش مائة سنة:
كل قليلاً دون أن تشبع
لا تشرب مع الأكل
تغذ من الحبوب والنبات
نم ثماني ساعات كل يوم
ابتعد عن الهم
روض جسمك في الخلاء وأكثر من النزهة
تجنب الأماكن الحارة
اغسل جسمك دائماً بالماء البارد
اغسل يديك قبل الأكل وفمك بعده
افتح نوافذ بيتك ليل نهار ولو في أيام البرد لا سيما وقت النوم
وأبو العشائر هبة الله بن جميع خدم صلاح الدين وحظي في أيامه وكان رفيع المنزلة عنده عالي القدر نافذ الأمر
وأبو النصر أسعد بن إلياس بن جرجس ابن المطران اقتنى أموالاً وافرة وكان جيد المداواة، كريم النفس، شديد العناية بالكتب …
خدم صلاح الدين الأيوبي، وحظي في أيامه، وكان عنده رفيع المنزلة عظيم الجاه، وكان متفوقاً في النحو وعلوم اللغة …
وأبو محمد عبد الله بن أحمد ابن البيطار المالقي درس كتب ديسقوريدس وجالينوس والرازي والزهراوي وابن وافد والغافقي وابن رومية واقتبس منها ثم رحل إلى المغرب وسوريا واليونان ليرى النبات في موضعه ويتحقق صفاته بالعيان منكباً عن خطة التحدي والتقليد
ويقول بشارة زلزل: ومن طالع كتابه الجامع لمفردات الأدوية والأغذية تبين ما كان عليه من ذكاء النفس، وكثرة الحفظ، وحسن النقد، وسعة المعرفة
ويقول أسعد الحكيم: وليس في الأدوية المفردة كتاب أجل ولا أجود منه …
ورشيد الدين أبو المنصور بن أبي الفضل بن علي الصوري وله كتاب في الأدوية المفردة حرره بعد سياحة طويلة في مصر وبلاد الشام
ورضي الدين أبو الحجاج يوسف بن حيدرة ابن الحسن نزيل دمشق من أهل الرحبة وكان كبير النفس عالي الهمة كثير التحقيق محباً للخير خدم صلاح الدين الأيوبي وأخاه أبا بكر بن أيوب …
وأبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم ابن النفيس وكان في الطب إماماً لا يضاهى أظهر الدورة الدموية الصغرى وقال: بأن الدم ينقى في الرئتين قبل سرفيتوس بثلاثة قرون …
داود بن عمر الإنطاكي الضرير نزيل القاهرة وبه ختم العلامة ووستنفلد كتابه في طبقات الأطباء له تذكرة الألباب في علم الطب وهو مطول …
وأمين بن فارس بن أنطون الريحاني
وتنسب إليه هذه الوصايا:
لا تعود نفسك الأدوية والمقويات
لا تلجأ في تخفيف ألم أو إزالة هم إلى المنبهات والمخدرات
لا تسترسل في الملذات ولا تطلق العنان للشهوات …
نم مبكراً وقم مبكراً
عود نفسك التنفس تنفساً علمياً بضع دقائق كل يوم …
كل ما تشتهي نفسك ولا تأكل لتشبع
صم أسبوعاً أو أسبوعين في أول الربيع …
اغتسل بالماء البارد صباح كل يوم …
عود نفسك الرياضة في العراء …
امش إلى عملك
ويقول عمر فروخ: في هذا العصر الذي نتحدث عنه لم يكن في أوروبا شيء اسمه طب، فقد كانت المداواة الشائعة في شرقي أوروبا أن يأخذ المريض صورة مقدسة أو تمثالاً صغيراً مقدساً فيطحنه، ثم يذيب طحينه في الماء ويشربه تداوياً به …
أما في غربي أوروبا فقد كانت معرفتهم بالطب والمداواة من باب آخر
وكانوا إذا مرض أحدهم بالحمى، أو خرج في جسمه بثرة خبيثة، أو أصيب بالهزال ظن الأطباء أن شيطاناً قد دخل في جسمه فكانوا في أول الأمر يقومون حوله بالرقص والعزف لاستدراج ذلك الشيطان إلى الخروج
فإن لم تنفع الحيلة انهالوا على المريض يضربونه لإخراج شيطانه منه بالقوة فإن امتنع الشيطان من الخروج قتلوا المريض لئلا ينتشر مرضه بالعدوى …
ويروي مؤرخو الحروب الصليبية قصصاً كثيرة تدل على جهل الأوربيين للطب وتفوق العرب عليهم فيه راجع كتاب الاعتبار لأسامة بن منقذ
يقول حسين أمين: ولم تصل أوربا الغربية إلى ما وصلت إليه الآن من رقي في الطب وازدهار، إلا بعد أن بقيت زمناً طويلاً تعمل بنهج أطباء العرب، وتستعين بخبراتهم وآرائهم، وتستعمل طرائقهم في الكشف والمداواة …
وينبغي للطبيب الذي يستحق التقديم أن يكون: معتدلاً في مزاجه، طاهراً في نفسه، متمسكاً بدينه، ملازماً لشرعته، وافر العقل، قوي الذكاء، حسن التصور، معروفاً بصدق اللهجة وأداء الأمانة، مهتماً بما يعنيه، محباً لاصطناع المعروف …
يساوي ظاهره باطنه في أفعال الجميل، حسن الخلق، غير شره في كسب الحطام
ليس عنده حقد ولا حسد، صحيح الخط والعبارة، مواظباً على درسه ومطالعته، ناظراً في كتب المتقدمين، شفوقاً بالضعفاء والفقراء والمساكين، سابقاً إلى معالجتهم قبل معالجته الأغنياء، معروف الأستاذين والشيوخ، أخذ العلم عمن دونه ومن فوقه لقوله صلى الله عليه وسلم: التمسوا الحكمة ولو من يد ذمي ولقوله صلى الله عليه وسلم: الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها التقطها
ويكون عفيف الفرج والبطن والنظر، كتوماً للأسرار، قليل المزح والكلام أي لا يتكلم إلا بحسب الحاجة خوفاً من سقوط الحرمة، وأن يلبس ثياباً نظافاً وأجملها البياض، وليخاطب كل إنسان بما يليق بمقامه من غير إلحاح …
ولقد حكي أن طبيباً دخل على بعض الكتّاب فسلم عليه، وابتدأ يسأله عن حاله فقال له: ماذا تجد؟ فقال: ألماً قال: وما ألمك؟ قال: حمى قال: ومما حممت؟ قال: من عقر الخف قال: ولم عقرك؟ قال: لبسته وكان ضيقاً قال ولم لبسته؟ قال: ولم لبسته؟ قال: مضيت إلى حاجة قال: وأين كانت الحاجة؟ قال: في الديوان العالي قال: ولمن هي؟ قال: للسلطان قال: وما هي؟ قال: لا أقول لك قال: لم لا تقول لي؟ قال: لأنك سقيع اللحية، كثير الفضول، قم اخرج عني إلى لعنة الله تعالى وأخرجه
أما المريض فمن واجباته:
أن يكرم الطبيب، ويتلقاه بالبشاشة، وحسن القبول ليجتهد في علاجه بالرغبة، وإخلاص النية
وأن يكون حريصاً على استعمال كل ما أمره به واجتناب كل ما نهاه عنه فقد قال بعضهم: إذا كان الطبيب حاذقاً، والصيدلاني صادقاً، والمريض موافقاً فما أقل لبث العلة، وقيل: أن الفاضل جالينوس قال يوماً لمريض كان يعالجه: اعلم أنني أنا وأنت والمرض ثلاثة فإن طاوعتني كنتُ أنا وأنتَ اثنين والمرض واحداً فنغلبه، وإن خالفتني كنتَ أنتَ والمرض اثنين وأنا واحداً فتغلباني …
وألا يعاف شرب الدواء الكريه الطعم بل يُقدم عليه ويتناوله غير نافرٍ منه لأن ما تنفر منه الطبيعة لا ينجع فيها، وأن يعتقد فيه المنفعة فترتاح نفسه إليه، وتنتعش طبيعته بواسطته
وألا تشره نفسه إلى ما يضره من الأطعمة اللذيذة فإنها تكون خبيثة بعد ذلك
وألا يكتم عن الطبيب شيئاً من أمره فربما كان ما لا يُعتبر عنده معتبراً عند الطبيب
ويجب على أهل المريض أن يبذلوا الجهد في ملاحظة كل ما يأول إلى راحته ويهتموا في قضاء حوائجه العلاجية وغيرها، ويجتنبوا إزعاجه جسماً وفكراً ولا يفتروا عن تسليته وتطمينه ولا يظهروا له خوفاً ولا جزعاً ولا يحدثوا بعضهم سراً بحضرته ولا يشير بعضهم إلى بعض وإذا رأوه في ضنك وانتهاك يكلفون أنفسهم البشاشة ويسهلوا الأمر عليه ولا يمكنوا من الدخول عليه إلا من يستأنس به وترتاح نفسه إلى معاشرته فإن ذلك مما يفيده لأن خلوة المريض بنفسه دائماً تجلب عليه الضجر فيضيق صدره وتتردد في قلبه الهواجس والأفكار المزعجة
ويجب على الذين يزورونه أن لا يدخلوا عليه إلا بإذنه، ومتى جلسوا عنده لا يكثرون عليه المسائل، ولا يتحدثون إلا بما تطيب نفسه بسماعه، ولا يسر بعضهم إلى بعض كلاماً خفياً، ولا يطيلون الجلوس عنده لأن ذلك يمسكه عن قضاء بعض حوائجه ويشغل أهل بيته عن تدبير ما يحتاج إليه راجع كتاب الحجر الكريم لليازجي
وأخيراً قد يعجز بنو البشر وتعجز وسائلهم على كثرتها وتنوعها عن شفاء أشد أنواع الوجع فتكاً بالإنسان
فعندها يكون العلاج ربانياً
والله أعلم
تم بعونه تعالى
عبد السلام بن عبد الحليم تنبكجي : حاصل على إجازة في التجارة – جامعة دمشق، مهتم بالتراث العربي، يعمل مُحرراً في مجلة منارة الفرات بدمشق.