الظاهرية
نشأت المدرسة الظاهرية في المشرق في القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي على يد الفقيه البغدادي داود بن علي وبلغت أوجها بالمغرب في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي على يد ابن حزم الأندلسي المتوفي عام 456 هـ/ 1064م وهي تمثل من الحنابلة النزعة النصية.
أو هم متكملة أهل الحديث بينما يعتبر الأشاعرة والماتريدية متكلمة أهل الرأي بين المنتمين إلى السنة، والجميع يطلق أحيانًا عليهم لقب أهل النسة في مواجهة المعتزلة والخوارج والشيعة.
وتعتبر الظاهرية كمذهب في العقيدة والفقه، هي المقابل التام للنزعة الباطنية التي سادت عند الشيعة وخاصة الإسماعيلية، وظهر لون منها عند بعض صوفية أهل السنة، كما أنها تعادي أيضًا الإسراف في استخدام الرأي والعقل في أمور الشرع، وتنكر القياس في التفكير الديني.
وقد قام على المدرسة بعد داود طائفة من العلماء منهم ابنه محمد، وكان شاعرًا وأديبًا أيضًا، ومن أشهر شخصياتها هو ابن حزم.
ألف ابن حزم رسالة ضمنها فيما بعد كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل ضد النزعة المسرفة في التأويل العقلي لدى المعتزلة، وردًا للنزعة الباطنية غير أنه يخص أهل الباطن بنقد أشد لمناقضتهم التامة لمنهجه.
لا يرفض ابن حزم العقل تمامًا ولكنه يرفض فقط استمداد حكم شرعي من استحسان العقل وحده، أما استخدام العقل في فهم النص، أو دعم الحكم المأخوذ من النص بدليل عقلي، يضاف إلى دليل النص فلا شيء فيه، بل هو الواجب.
وابن حزم في العقيدة، هو ملتزم لنصوص الكتاب والسنة على نحو قريب من السلف، وهو يناقش المشبهة والمجسمة. وهو يعتز بأنه من أهل السنة، ولكنه يرفض فهم آية الاستواء على معنى الاستيلاء الذي قال به المعتزلة.
ويثبت الأسماء الحسنى ويصفه تعالى بما وصف نفسه. وهو ينكر العدل بمفهومه الاعتزالي، ويؤكد عدل الله الخالق لكل شيء سواه بدا لنا خيرًا أو شرًا.
وفي الإمامة يتخذ ابن حزم موقفًا متميزًا إذ يقرر بوضوح أن الني نص على إمامة أبي بكر بعده نصًا صريحًا ويؤكد أنه أفضل الصحابة بعد النبي وينكر الوصية الشيعية تمامًا.