العربموسوعة القبائل العربية

الأشاعرة: فخذ العرب من قحطان وقلب العروبة والإسلام

تُعد قبيلة الأشاعرة (أو الأشعريون) من أبرز أفخاذ قبائل عبيدة القحطانية، وترجع أصولهم إلى الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وهي قبيلة عريقة لعبت أدوارا بارزة في صدر الإسلام وما تلاه من مراحل الفتح والانتشار الحضاري الإسلامي، حتى أن بعض بطونها انتقلت إلى المغرب العربي، وجنوب أوروبا، وجنوب تركيا، وشبه القارة الهندية.

  • النسب والجد الأعلى:

الأشاعرة قبيلة يمنية كهلانية النسب، ينتسبون إلى “الأشعر”، ويُقال إن اسمه الحقيقي هو “نبت” بن أدد، وإنما لُقّب بالأشعر لكثرة شعره. وقد اختلف في نسبه إلى عدة أقوال، أهمها:

القول نسب الأشعر المصدر
1 الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن مالك بن زيد بن كهلان وهب بن منبه
2 الأشعر بن سبأ ابن إسحاق
3 نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان ابن الكلبي وابن حزم
4 الأشعر بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان أبو المنذر الصحاري

ورغم هذا الخلاف النسبي، إلا أن جميع الرواة يجمعون على انتماء الأشعر إلى كهلان بن سبأ القحطاني.

أبرز رجالاتهم:

من أبرز من خرج من هذه القبيلة:

  • أبو موسى الأشعري: أحد الصحابة الكبار، كان أميرا على البصرة والكوفة، وقاضيا فقيها شارك في أهم أحداث صدر الإسلام.
  • أبو عامر الأشعري: عمّ أبي موسى، وله صحبة وجهاد في سبيل الله.

وقد وردت في فضل الأشاعرة عدة أحاديث نبوية منها:

قال النبي ﷺ: «الأشعريون مني وأنا منهم» – (رواه الزركشي، حديث صحيح)

وقال ﷺ: «نِعْمَ الحَيُّ الأشعريون لا يَفِرُّون في القتال، ولا يَغُلُّون، هم منِّي وأنا منهم» – (ابن حجر العسقلاني)

وقال ﷺ عنهم: «أنتم مهاجرة اليمن من ولد إسماعيل» – (ابن وهب، في سنده ابن لهيعة)

وقال أنس بن مالك: قال رسول الله ﷺ: «يقدم عليكم غدا أقوام هم أرق قلوبا للإسلام منكم… الأشعريون» – (السلسلة الصحيحة، الألباني)

انتشارهم بعد الفتوحات الإسلامية:

مع انطلاق الفتوحات الإسلامية، انطلقت بطون من قبيلة الأشاعرة شرقا وغربا، فاستقر كثير منهم في:

  • المغرب العربي (خصوصا تونس والجزائر والمغرب)
  • الأندلس وجنوب فرنسا خلال الحكم الإسلامي هناك
  • جنوب تركيا الحديثة في الأناضول
  • الهند وبلاد ما وراء النهر

أما في الجزيرة العربية، فبقيت جذورهم حاضرة في:

  • قرى الأشاعرة في سراة عبيدة بمنطقة عسير، جنوب السعودية
  • نجران والسهول الغربية لليمن، خصوصا في زبيد، والمخاء، والمناطق الموازية لشرعب ومقبنة.

الفروع والبطون المعاصرة:

من بطون الأشاعرة المعروفة اليوم:

  • الجماهر
  • الركب
  • الزرانيق
  • المعازبة
  • القراشية
  • الأشاعرة (الفرع الرئيس)

وما زالت هذه الفروع تتوزع بين اليمن والسعودية وبعض الدول العربية الأخرى.

قرى الأشاعرة وتاريخ الاستقرار:

تعود قرى الأشاعرة الواقعة في سراة عبيدة بمنطقة عسير إلى أكثر من 2000 سنة، وقد احتفظ أهلها بانتمائهم القبلي واللغوي حتى اليوم، وتُعد من أقدم التجمعات السكانية ذات الأصل القحطاني المستمر حتى العصر الحديث.

  • خلاصة:

قبيلة الأشاعرة تمثل أنموذجا للتاريخ القبلي العربي الذي امتزج بالدعوة الإسلامية والتوسع الحضاري، فأسهم أبناؤها في نشر الإسلام وبناء الدولة الإسلامية الأولى، وساهموا كذلك في ترسيخ القيم الثقافية واللغوية من جنوب الجزيرة إلى أقصى العالم الإسلامي.

مراجع :

  1. الخضري، محمد. الدولة الأموية، مكتبة الكليات الأزهرية.
  2. ابن الكلبي. جمهرة النسب.
  3. ابن حزم. جمهرة أنساب العرب.
  4. الزركشي. اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة.
  5. ابن حجر العسقلاني. تخريج مشكاة المصابيح.
  6. الألباني، محمد ناصر الدين. السلسلة الصحيحة.
  7. ابن وهب، الجامع.
  8. وهب بن منبه، أخبار اليمن.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

الإعلانات هي مصدر التمويل الوحيد للمنصة يرجى تعطيل كابح الإعلانات لمشاهدة المحتوى