الدراسات الأدبيةسرديات

“جيمسون” .. السرد والتاريخ

لقد أتى التاريخ ليلعب دوراً رئيسياً متزايداً في تأويل جيمسون لكل من القراءة (الاستهلاك) والكتابة (الإنتاج) للنصوص الأدبية، حيث تميز بتحمسه الشديد للفلسفة الهيجيلية – الماركسية بنشر كتاب «اللاعقلانية السياسية: سرد بوصفه فعل رمزي اجتماعي (1981م) The Political Unconscious: Narrative as a Socially Symbolic Act»، النداء المفتوح باعتباره «التأريخي دائماً».


لم يكن موضوع «اللاعقلانية السياسية» النصوص الأدبية بحد ذاتها، بل فضّل عليها الإطارات أو البنى التفسيرية وفق ما هي مبنية عليه الآن.


وهو ينشأ كبيان رسمي للفعالية الجديدة المتعلقة بالسرد الأدبي. وتؤكد خلاصة الكتاب أن التاريخ «أفق مطلق» للتحليل الأدبي والثقافي.


كما أنه اقتبس أفكاراً عامة من التقليد البنيوي ومن عمل ريموند ويليامز Raymond Williams في دراساته الثقافية، وربطهم مع الرؤية الماركسية الواسعة للعمل (Labor، سواء أصحاب القمصان الزرقاء أو المفكرين) كخاصية مركزية (بؤريّة) للتحليل.


لقد استخدَمت قراءات جيمسون كلاً من الخيارات الشكلية الصريحة والموضوعية للكاتب والإطار اللاواعي الذي يرشدهم.


لقد أعيدت صياغة الخيارات الفنية -التي فُحصت على نحو عادي في حدود جمالية خالصة- ضمن الممارسات والنماذج التاريخية الأدبية، بنزعة لتطوير المخزون المنظومي للإكراهات التي فرضوها على الفنان كموضوع «الفردي الخلاق».


ولتعزيز «ماوراء التعليق» (metacommentary) فقد وصّف الأيدولوجيا أو «أصغر وحدة مُدركة للمقالات الجماعية الجوهرية المضادة للطبقات الاجتماعية».


ما أسسه جيمسون من أن التاريخ هو العامل الوحيد ذو الصلة بهذا التحليل -الذي اشتق المقولات الحاكمة للإنتاج الفني من الإطار التاريخي- كان مقروناً بمطالبة نظرية جريئة.


طالبَ كتاب جيمسون بتأسيس نقد أدبي ماركسي مركَّز في فكرة «الأسلوب الفني للإنتاج»، كأغلب الأطر النظرية الشاملة والواسعة لفهم الأدب.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى