“جيمسون” والتحليل البنيوي
قام “جيمسون” بدراسة البديل الأساسي للتحليل الماركسي الذي كان سائداً في أوروبا والمتمثل في «النظرية البنيوية في اللغة والأدب».
وبعد الانتقال إلى جامعة كاليفورنيا، سان دييغو في العام 1967م نشر كتابيه «الماركسية والشكل: نظريات الأدب الديالكتيكية للقرن العشرين (1971) Marxism and Form: Twentieth-Century Dialectical Theories of Literature»، و«سجن اللغة: الحساب النقدي للبنيوية والشكلانية الروسية (1974) The Prison-House of Language: A Critical Account of Structuralism and Russian Formalism».
حاول كلا الكتابين إبراز الاتجاه الأدبي السائد والحياة الأكاديمية التي فهمها جيمسون على أنها نزعة باتجاه الانعزال عن الواقع. لقد قام بانتقاد كل من إبقاء العمل الفني كعنصر منفصل كلياً عن بيئة إنتاجه عبر التمجيد الإنسانوي للفنان، والشكلية الآنتي-تاريخية التي اشتُقت من التأويل الصارم للمنهج البنيوي.
حيث ارتأى جيمسون بأن كلا الاتجاهين فاشلان في إدراك العناصر المفتاحية للإنتاج المعاصر ولاستهلاك المواضيع الفنية. في الوقت ذاته، أدرك جيمسون، كما في أعماله السابقة، بأن المواضيع الثقافية يجب أن تُفهم تبعاً للقوانين الثقافية.
لقد برهن التحليل الهادئ التفصيلي للممارسات الثقافية بأنه سيظهر الفن والثقافة باعتبارهما مُضمَّنين في الوقائع الاقتصادية. استمر عمل جيمسون خلال السبعينات في هذا الاتجاه، فقد تضمن تقييماً متعدد المستويات للنصوص الأدبية،
مشتملاً على الأنواع (الأدبية) والمؤلفين المعاصرين الذين تم إغفالهم بشكل كبير في الدراسات الأكاديمية، التدرج من الخيال العلمي حتى ريموند تشالندر Raymond Chandler، مع المناقشات النظرية للأيديولوجيا والحداثة والتاريخ الأدبي.