“فيرجينيا وُولف” أيقونة تيار فن الحداثة
تعود جذور أدب الحداثة في أوروبا إلى عصر التنوير في القرن الثامن عشر، ليصل إلى أوجه خلال الفترة ما بين 1900 ومنتصف 1920، وقد برز هذا المفهوم نتيجة تغير وتسارع إيقاع الحياة وتطور الصناعة وهيمنتها على الاقتصاد، حيث بات من الصعب على الإنسان استيعاب التطورات السريعة التي يشهدها خلال زمن متسارع باطراد.
ومع هذا التطور برزت أصوات أدبية تنادي بمفهوم أدب جديد، يعبر عن زمنهم المعاصر ويعكس إشكاليات الإنسان الجديدة، من علاقته بالآلة إلى محاولة استيعابه تحولات المجتمع السريعة التي جنحت إلى المفهوم المادي للحياة.
السمات العامة لهذا الأدب تتمثل في اقترابه من روح الإنسان، وتفاصيل حياته اليومية ومعاناته الداخلية غير المعلنة، وكسره للزمن التقليدي المرتبط بالتسلسل التاريخي لصالح لحظة زمنية، وكذلك الأمر مع حبكة العمل التي إما غابت أو خرجت عن الإطار التقليدي للمقدمة فالحبكة والنهاية، وتداعي الوعي والمونولوج الداخلي.
دائمًا ما تضم قوائم “أعظم الروايات في التاريخ” عملاً أو عملين لها، مع ظهور دائم لرواية “إلى الفنار”. لكن لا يمكننا حصر حياة وإنتاج وولف في هذا الشق وحده، فهي كاتبة مقالات مجتهدة من الدرجة الأولى. نتناول في هذا التقرير بعض الجوانب الأقل شهرة في حياتها، مثل رحلتها التعليمية، ومسيرتها النقدية، وموقفها من كل منهما.
وتعد الكاتبة الإنجليزية فيرجينيا وولف من أيقونات الأدب الحديث للقرن العشرين ومن أوائل من استخدم تيار الوعي كطريقة للسرد. ولدت فيرجينيا باسم “أدالاين فيرجينيا ستيفان” في 25 يناير 1882 في عائلة غنية جنوب كنزنغتون، لندن. وكانت الطفلة السابعة ضمن عائلة مدمجة من أصل ثمانية أطفال. والدتها جوليا ستيفن، كانت تعمل كعارضة للحركة الفنية المعروفة باسم ما قبل الرفائيلية. أما والد فيرجينيا ليسلي ستيفن، كان رجلاً نبيلاً يجيد القراءة والكتابة.
وهي من أبرز الكتاب الذين ارتبط اسمهم بتأسيس الأدب الحديث، التي تعد إلى جانب الكاتب الأيرلندي جيمس جويس (1882 ـ 1941) من رواد ومؤسسي هذا الفن على صعيد الرواية والقصة القصيرة، إلى جانب تمثيلها مرحلة تاريخية مهمة اندمج خلالها الفن بالمجتمع.
لم تكن حياة أدلين فيرجينيا ستيفن سهلة، حيث واجهت ما بين الثالثة عشر والسادسة والعشرين وفاة والدتها أولا ثم أختها نصف الشقيقة ووالدها وأخيها. وتسببت لها كل وفاة بحالة انهيار عصبي، وكان في كل مرة يضعفها أكثر.
وعلى الرغم من متاعبها الصحية التي كانت فترة النقاهة منها تستغرق زمنًا طويلا، كانت غزيرة الإنتاج وتمضي ساعات طويلة من النهار في الكتابة. وقد وثقت فيرجينيا مشاعرها في دفاتر مذكراتها والرسائل والمقالات وحتى رواياتها التي كان جانب منها مستمد من سيرتها الذاتية.
وكانت تصف أعمالها في بعض الأحيان بقولها (أدب خيال فرويدي)، على الرغم من قولها إنها لا تعرف عنه شيئًا. ويعتقد بعض الأكاديميين أنها كانت تعتمد على الكتابة كوسيلة للعلاج والشفاء حيث كانت الحياة الحقيقية كما تقول ترعبها.
- البدايات كاتبة مقالات
كانت وولف، قبل بداية مسيرتها الروائية، وخلالها، صحفية أدبية لا تكل، وهو ما اعتبرته هيرميون لي، أفضل من أرخ لحياتها، “أهم أدوارها الحياتية”. هذا أكيد، فهو حق اكتسبته بالولادة أيضًا. لقد ذَكَّرَها هنري جيمس، صديق العائلة القديم، بأنها “تحمل إرث قرن من ريش الكتابة، وأوعية الحبر”، في إشارة إلى مراجعاتها الأدبية المبكرة.
كان والدها، ليزلي ستيفن، محرر مجلة كورنهل وقاموس السير الوطنية، والناقد، وكاتب المقالات والسِيَر، والمؤرخ، من أدباء نهاية العصر الفكتوري النموذجيين. وعلى خُطا والدها، لم تكن وولف تكتب مقالاتها -جميعها تقريبًا مراجعات- من أجل الحقل الأكاديمي، بل للقارئ العامي المتعلم، ولقد تملكها فخر مهني شديد بقدرتها المطورة بعناية على تكثيف كتابتها وبث الحياة فيها، من أجل جمهورها.
جاءت النتيجة في صورة مجموعة من القطع غير المباشرة، المتباسطة، الفصيحة، الشبيهة بالجواهر، التي شكلت قائمة مذهلة من المواضيع التاريخية والأدبية -تورغينيف، والإغريق، ورنغ لاردنر- لكنها كانت ترجع دومًا إلى الكلاسيكيات الإنجليزية، مرة تلو أخرى. كانت تنجذب إلى أدبيات التنوير الإنجليزي، المصقولة، الرائعة، على وجه الخصوص، وإن كانت تجد -إلى جانب ذلك- متعة كبيرة في نثر العصر الإليزابيثي، الحماسي، الاستطرادي.
تقول ريبيكا ويست، إن مقالات وولف، بفضل خليطها المتميز من الحيوية والتألق والإحكام، قد دونت بطريقة “بدا معها استيعاب التحفة النقدية الصادقة، يسيرًا على الذهن، مثل سماع أغنية”. كتبت وولف معظم مقالاتها لملحق التايمز الأدبي (حيث نُشرت دون ذكرٍ للكاتب)، لكنها جمعت أفضلها في سلسلة “القارئ العادي”. كانت تخاطب هذا النوع من القراء، كما كانت تعد نفسها واحدة منهم. وعنه كتبت وولف:
“يختلف القارئ العادي عن الناقد والمثقف. فهو أسوأ تعليمًا منهما، إنه يقرأ من أجل المتعة الشخصية، لا لتحصيل معارف أو تصحيح آراء الغير. يقوده -قبل كل شيء- نزوع غريزي لخلق نوع من الكل (whole)، من مختلف الأشياء التي يقابلها. فيخلق لوحة لشخصية، أو مخطط لحقبة، أو نظرية في فن الكتابة”.
كانت وولف شديدة الوعي بتعليمها الذاتي. صحيح أن والدها -أحد أرفع رجال إنجلترا تعليمًا- تولى توجيه هذا التعليم، وصحيح أنها قد تدربت بصرامة على اليونانية، وقرأت في الكلاسيكيات الإنجليزية والأمريكية، وفي التاريخ، على نحو واسع ومتعمق، لكنها حرمت، لكونها امرأة، من التعليم العام النظامي، والتدريب الثقافي في أوكسفورد وكامبردج، الذي كان استحقاقًا لأبناء عائلتها وطبقتها من الذكور. كما كانت مدركة تمامًا لمنزلتها، باعتبارها هاوية تلقت تعليمًا غير أكاديمي، مع ما في ذلك من مميزات وعيوب.
لعل مقالات وولف في عمومها، هي أكثر ما يمكن قراءته من أنشودة مدونة بالإنجليزية تكثيفًا، والقراءة هنا نشاط لا يباشر سعيًا وراء هدف، بل بدافع من الحب. كان تقدير وولف لـ”الرجل المحب للقراءة” (على عكس “الرجل المحب للتعلم”) يناسبها، بوصفها كاتبة مقالات.
نفدت طبعات مجموعة “مقالات فرجينيا وولف” متعددة المجلدات، منذ عقود، وقضى القراء نحو 25 عامًا في انتظار خاتمة هذه الطبعة العلمية -المحررة بإتقان والمحشاة بسخاء- للمجموعة الكاملة لمقالات وولف. وأخيرًا، اكتمل المشروع بهذا، المجلد السادس، الذي نشر قبل عام، ليتزامن مع الذكرى السبعين لوفاة وولف.
وتقوم هذه الخرزة الأخيرة في العقد، التي تضم كتاباتها ما بين عام 1933 وانتحارها عام 1941، بتسليط الضوء بقوة على الجهود والمثل العليا التي صكت كتاباتها النقدية. غدت وولف روائية آمنة ماليًا في عام 1928، مع نشر رواية أورلاندو، إلا أنها واصلت الاجتهاد في كتابة المراجعات غير المجدية ماليا نسبيًا.
- فرجينيا وولف ومهنة الكتابة
في عام 1912 تزوجت فيرجينيا من ليونارد وولف، وهو صحفي. وفي عام 1917، أسست هي وزوجها مطبعة هوغارث، التي أصبحت دار نشر ناجحة، وطبعوا الأعمال الأولى لمؤلفين مثل إي إم فورستر، وكاثرين مانسفيلد، وتي إس إليوت، وقدموا أعمال سيغموند فرويد. وباستثناء أول طباعة لرواية وولف الأولى، رحلة الخروج (1915)، نشرت مطبعة هوغارث أيضًا جميع أعمالها.
كانت فيرجينيا وليونارد وولف معًا جزءًا من مجموعة بلومزبري الشهيرة، والتي تضمنت إي إم فورستر، ودنكان جرانت، وأخت فيرجينيا، وفانيسا بيل، وجيرترود شتاين، وجيمس جويس، وإزرا باوند، وتي إس إليوت.
كتبت فرجينيا وولف العديد من الروايات التي تعتبر كلاسيكيات حديثة، بما في ذلك السيدة دالواي (1925)، غرفة جاكوب (1922)، إلى المنارة (1927)، والأمواج (1931). كما كتبت أيضًا A Room of One’s Own (1929)، والتي تناقش إنشاء الأدب من منظور نسوي.
ومن أشهر أعمالها الروائية السيدة دالواي عام 1925، إلى المنارة وأورلاندو 1928، كما اشتهرت في مجال كتابة المقالات، ورغم مرور العديد من السنوات لا تزال نصوصها مركزية في دراسة تاريخ الإبداع النسائي، وتتخذ أفكارها نقطة انطلاق نحو تحليل مسار الحركات النسائية في العالم.
وأشارت وولف في مؤلفها الرئيسي “غرفة تخص المرء وحده” إلى أن قيم النساء تختلف عن القيم التي صنعها الرجال، وتنبأت بأن النساء سيواصلن الإضافة إلى التقاليد والأنواع الأدبية.
واللافت أن ظهور هذا الكتاب جاء كرد فعل على آراء أرادت وولف أن تواجهها بشراسة، ففي سبتمبر عام 1920، نشر أرنولد بينيت مجموعة مقالات بعنوان: “نساؤنا” تزعم أن الرجال متفوقون فكريًا على النساء، وأثار ذلك غضب وولف التي قررت كتابة رد عنيف.
وفي عدد مجلة “نيو ستيتسمان” الصادر في أكتوبر 1920 كتب ديزموند مكارثي أحد أصدقاء فرجينيا تعليقًا حول المقالات اتفق فيه بشكل أساسي مع آراء بينيت، فكان ذلك مدعاة لسخط وولف الشديد لذلك كتبت رسالة إلى المجلة نشرت تحت عنوان: “حالة النساء الفكرية” تم ضمها بعد ذلك إلى كتابها الشهير بعد “النساء والكتابة”.
وقالت وولف في رسالتها: “ما تحتاجه النساء ليس التعليم فقط، إذ ينبغي أن تتمتع النساء بحرية التجربة وأن يختلفن عن الرجال بدون خوف ويعبرن عن اختلافاتهن بحرية التجربة، كما ينبغي تشجيع النشاط الفكري بما يعزز دائمًا وجود نساء يفكرن ويبتكرن ويتخيلن ويبدعن بحرية مثلما يفعل الرجال وبدون خشية من السخرية منهن والعطف عليهن”.
وأرادت وولف الناقدة بأفكارها التي توالت بعد ذلك إعادة النظر في التاريخ الأدبي، ففي محاضرة قدمتها عام 1928 أعلنت أن الأسباب التي جعلت الروائيات لفترة طويلة قليلات العدد مرتبطة إلى حد كبير ببنية العائلة، فلم يكن التأليف في غرفة الاستقبال سهلاً، وقالت: “يتعين الآن على النساء وهن يمارسن الكتابة ألا يحاولن تكييف أنفسهن للمعايير الأدبية السائدة وهي معايير ذكورية في الغالب وإنما عليهن خلق معايير خاصة بهن ويتعين عليهن إعادة خلق اللغة لكي تصبح أكثر مرونة وقابلية على الاستخدام المرهف”.
وهكذا أصبح الحديث عن “غرفة تخص المرء وحده” التعبير الأكثر تأثيرًا في مجال النسوية الأدبية التي عرفت طفرات واسعة في الربع الأخير من القرن الـ20 وشاع تأثيرها في مجالات معرفية كثيرة وأصبح العالم يتحدث عن دراسات نسوية ومثلما يتم اقتباس عبارات شكسبيرية أصبح الاقتباس من فرجيينا وولف عاديًا وربما أصبحت أميرة في مملكة المصطلحات.
كما أصبحت غرفتها هي أشهر غرفة في تاريخ الأدب، وعندما برز النقد النسوي في سبعينيات القرن الـ20 كانت “غرفة تخص المرء وحده” من الأعمال الملهمة التي لا يتوقف نقدها أو تأويل معانيها وكانت نواة أولى لتطوير الدراسات النظرية حول كتابة تاريخ النساء.
والفكرة الرئيسية عند وولف تدور حول “حرية الفكر” باعتبارها شرطًا رئيسيًا للكتابة، ولم تكن المطالبة بغرفة مستقلة للكتابة مسألة مثيرة للسخرية كما تبدو الآن، فقد كانت إليزابيث غاسكيل أشهر الروائيات وكُتاب القصص القصيرة الإنجليز خلال العصر الفيكتوري، تكتب في المطبخ، بينما كانت الكاتبة البريطانية “جين أوستن” تخفي ما تكتبه تحت كتاب وتتوقف عن الكتابة إذا ما دخل أحد إلى الغرفة.
- أسلوب فني جديد
كانت واحدة من الرواد الذين استخدموا أسلوب سيل الوعي كأداة سردية، إلى جانب معاصرين، مثل: مارسيل بروست، ودوروثي ريتشاردسون، وجيمس جويس. بلغت سُمعة وولف ذروتها خلال ثلاثينيات القرن العشرين. لكنها انخفضت بقدر كبير في أعقاب الحرب العالمية الثانية. ساعد نمو النقد النسوي في سبعينيات القرن العشرين على إعادة إرساء سمعتها.
وقد تميزت فيرجينيا وولف على زملائها في تيار فن الحداثة، بتنوع أسلوبها الفني، فكانت تقدم من خلال كل رواية لها أسلوبًا وتقنية جديدة. وكانت تسعى مع ابتكار كل أسلوب جديد إلى إيجاد صياغة بديلة وتقول في هذا الإطار (إن أراد الكاتب أن يكون لعمله قيمة، عليه ألاّ يتخل عن أسلوب دون ابتكار بديل له).
وفي هذا الإطار قال الشاعر البريطاني الأصل الأمريكي الجنسية (1888 ؟ 1965) تي إس إليوت في خطاب نعيه لها، “لو لم تكن فيرجينيا وولف في المركز، لبقي كل شيء بلا صيغة وعلى الهامش .. ومع موتها، انكسر نمط كامل من الثقافة”.
ولم تُدرك قيمة أعمالها وتقدر إلا بعد مرور عقود على وفاتها. وقد قُدمت ولا تزال العديد من الأطروحات ورسائل الدكتوراه في أدبها الذي يجمع بين غموض النفس البشرية والتعمق في النفس البشرية، وإبراز الجانب الروحي من العالم والتركيز على عوالم الإنسان العادي غير المرئي في مفاهيم العصور الحديثة.
غالبًا ما ترتبط أعمال فرجينيا وولف ارتباطًا وثيقًا بتطور النقد النسوي، لكنها كانت أيضًا كاتبة مهمة في الحركة الحداثية. لقد أحدثت ثورة في الرواية بتيار من الوعي، مما سمح لها بتصوير الحياة الداخلية لشخصياتها بكل التفاصيل الحميمة للغاية.
في كتابها A Room of One’s Own، كتبت وولف: “نفكر في الوراء من خلال أمهاتنا إذا كنا نساء. لا جدوى من الذهاب إلى الكتّاب الرجال العظماء للحصول على المساعدة، مهما كان ما قد يذهب إليه المرء من أجل المتعة.”
- آثارها
اشتهرت فرجينيا وولف بمساهماتها في أدب القرن العشرين وبمقالاتها، فضلاً عن تأثيرها على الأدب، وخاصة النقد النسوي. وقد أقر عدد من المؤلفين أن أعمالهم تأثرت بفيرجينيا وولف، بما في ذلك مارغريت أتوود، مايكل كانينجهام، غبريال غارسيا ماركيز، وتوني موريسون.
يتم التعرف عليها فورًا بمجرد النظر لصورتها الرمزية التي تتواجد أعلى الصفحة وهي لوحة بورتريه رسمها الفنان جورج بيريزفورد لوولف حينما كانت في العشرينيات من العمر. ومن الصور المشهورة أيضًا تلك التي التقطها كلا من بيك وماكجريجور لوولف وهي تبلغ 44 من العمر وقد ارتدت فستانًا يخص والدتها جوليا وكانت هذه الصورة غلاف مجلة فوغ والصورة التي التقطها مان راي وأصبحت غلاف لمجلة التايم وهي في الخامسة والخمسين.
البطاقات البريدية التي تحمل صور فيرجينيا وولف التي تُباع طريق معرض اللوحات القومي، لندن هي الأكثر مبيعًا لبطاقات بريدية تحمل صور أشخاص. صور وولف تتواجد في كل مكان ويمكن العثور عليها مزينة مناشف الشاي وصولاً إلى القمصان.
تتم دراسة أعمال وولف في كل أنحاء العالم، وتتواجد منظمات تحمل مسمى جمعية فيرجينيا وولف، ومجتمع فيرجينيا وولف الياباني. تكريماً لوولف أُنشئت صناديق ائتمان مثل صندوق Asham لتشجيع الكُتاب. ورغم عدم وجود إي أحفاد لوولف إلا أن عددًا من أفراد عائلتها الممتدة ذوي شهرة.
- وفاتها
بعد أن أنهت روايتها (بين الأعمال) والتي نشرت بعد وفاتها، أصيبت فيرجينيا بحالة اكتئاب مشابهة للحالة التي أصابتها مسبقا، وزادت حالتها سوءًا بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، وتدمير منزلها في لندن، والاستقبال البارد الذي حظيت به السيرة الذاتية التي كتبتها لصديقها الراحل روجر فراي حتى أصبحت عاجزة عن الكتابة.
وفي 28 مارس 1941 ارتدت فيرجينيا معطفها وملأته بالحجارة وأغرقت نفسها في نهر أوس القريب من منزلها، ووجدت جثتها في 18 أبريل 1941 ودفن زوجها رفاتها تحت علم في حديقة مونكس هاوس في رودميل ساسيكس.
وفي رسالة انتحارها كتبت لزوجها: (عزيزي، أنا على يقين بأنني سأجن، ولا أظن بأننا قادرين على الخوض في تلك الأوقات الرهيبة مرة أخرى، كما ولا أظن بأنني سأتعافى هذه المرة، لقد بدأت أسمع أصواتاً وفقدت قدرتي على التركيز. لذا، سأفعل ما أراه مناسبًا.
لقد أشعرتني بسعادة عظيمة ولا أظن أن أي أحداً قد شعر بسعادة غامرة كما شعرنا نحن الإثنين سوية إلى أن حل بي هذا المرض الفظيع. لست قادرة على المقاومة بعد الآن وأعلم أنني أفسد حياتك وبدوني ستحظى بحياة أفضل. أنا متأكدة من ذلك، أترى؟ لا أستطيع حتى أن أكتب هذه الرسالة بشكل جيد، لا أستطيع أن أقرأ.
جل ما أريد قوله هو أنني أدين لك بسعادتي. لقد كنت جيدًا لي وصبورًا علي. والجميع يعلم ذلك. لو كان بإمكان أحد ما أن ينقذني فسيكون ذلك أنت. فقدت كل شيء عدا يقيني بأنك شخص جيد. لا أستطيع المضي في تخريب حياتك ولا أظن أن أحد شعر بالسعادة كما شعرنا بها.”
- أعمالها:
الرحلة من أصل (1915)، الليل والنهار (1919)، غرفة جاكوب (1922)، السيدة دالواي (1925)، إلى المنارة (1927)، أورلاندو (1928)، الأمواج (1931)، السنوات (1937)، بين الأعمال (1941)، بيت تسكنه الاشباح (1944)، مجموعة قصص قصيرة نُشرت بعد وفاتها، تضم ثماني عشرة قصة قصيرة.
- المصادر:
– The Education of Virginia Woolf, By Benjamin Schwarz, the atlantic, December 2012
https://www.theatlantic.com/magazine/archive/2012/12/education-virginia-woolf/309168/
– Virginia Woolf Biography, By Esther Lombardi, thoughtco.
https://www.thoughtco.com/virginia-woolf-biography-735844
– Virginia Woolf (1882–1941), biography
https://www.biography.com/writer/virginia-woolf
– nndb Virginia Woolf.
https://www.nndb.com/people/825/000031732/