علم الاجتماع

“جيمسون” والماركسية

اهتمام “جيمسون” بـ”سارتر” قاده إلى دراسة مكثفة للنظرية الماركسية في الأدب. حتى أيقن بأن كارل ماركس كان قد أصبح ذو تأثير كبير في العلم الاجتماعي الأمريكي من خلال التأثير في العديد من المثقفين الأوروبيين الذين قصدوا الولايات المتحدة كملجأ في الحرب العالمية الثانية، مثل تيودور أدورنو Theodor Adorno.


بقي العمل الأدبي والنقدي للماركسية الغربية غير معروف إلى حد كبير في الأكاديميات الأمريكية في نهاية خمسينات وبداية ستينات القرن الماضي.


إن انتقال جيمسون نحو الماركسية كان مدفوعاً أيضاً من خلال التواصل السياسي المتزايد مع اليسار المحدث والحركات السلمية، حيث ركز أبحاثه على مفكرين من أمثال كينيث بورك Kenneth Burke، جورج لوكاتش Gyorgy Lukács، إرنست بلوخ Ernst Bloch، تيودور أدورنو Theodor Adorno، ولتر بنجامين Walter Benjamin، هربرت ماركيوز Herbert Marcuse، لويس ألتوسير Louis Althusser، وسارتر Sarter، الذين فحصوا النقد الثقافي باعتباره الميزة المتممة في النظرية الماركسية.


وقد مثلت هذه الحالة انفصال أكثر عن الماركسية – اللينينية الأرثوذكسية التي تبنت رؤية ضيقة للمادية التاريخية. وفي نواحٍ أخرى كان جيمسون مشغولاً مع نقاد ثقافيين ماركسيين مثل تيري إيغيلتون في توضيح الترابط الماركسي فيما يتعلق بالاتجاهات الفلسفية الأدبية.


بينما قامت الماركسية العاميّة بالإمساك بالبنية الفوقية الثقافية التي تحددت كلياً بـ«القاعدة» الاقتصادية، فإن الماركسيين الغربيين حللوا الثقافة تاريخياً كظاهرة تاريخية – اجتماعية جنباً إلى جنب مع الإنتاج الاقتصادي والتوزيع أو علاقات القوة السياسية.


لقد حددوا أن الثقافة يجب تُدرس باستخدام المفهوم الهيجيلي في النقد الأدبي: النظرية التي تلائم الوصف والمذهب النقدي للنصوص الفلسفية أو الثقافية يجب أن تُنجز (النظرية) في الفترات نفسها التي تكون فيها هذه النصوص موظفة (فعالة) بنتيجة تطور تناقضاتها الذاتية بطريقة تسمح بالتقدم العقلاني.


لقد تم تأكيد النقد الذاتي من قبل ماركس في كتاباته المتأخرة، والتي اشتُقت بدورها من تطوير هيجل لشكل جديد من الفكر الجدلي استطاع (حسب جيمسون) «تحسين حالته بجهوده الذاتية».

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى